ملتقى الفكر القومي
أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم, أنت لم تقم بتسجيل الدخول بعد! يشرفنا أن تقوم بالدخول أو التسجيل إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى



انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

ملتقى الفكر القومي
أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم, أنت لم تقم بتسجيل الدخول بعد! يشرفنا أن تقوم بالدخول أو التسجيل إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى

ملتقى الفكر القومي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الحكم بالاعدام على المناضل طارق عزيز

اذهب الى الأسفل

hezeb الحكم بالاعدام على المناضل طارق عزيز

مُساهمة من طرف مدير عام السبت أكتوبر 30, 2010 2:13 pm

بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

الحكم بالاعدام على المناضل طارق عزيز


الدكتور غالب الفريجات

نموذج ما حلّ بالعراق يكاد يكون فريدا من نوعه، حيث يتم التآمر على تدميره، كدولة ومؤسسات ومجتمع، ونهب خيراته وتمزيق اوصاله، والخلاص من رموزه الوطنية، ورجالات السياسة والمبادئ والاخلاق، من مدنيين وعسكريين، لصالح اعداء الوطن والامة، ممثلين بالامبريالية والصهيونية والمجوسية والرجعية العربية.

لم يأت هذا التآمر عبثا او من فراغ، بل هو لأسباب موضوعية، تبدأ بالحقد على الامة والخوف من حالة النهوض التي يمكن ان تشكلها، على جميع الاعداء بمختلف انواعهم ومشاربهم، ولأسباب ذاتية، تكمن في النفسية المريضة، للذين ركبوا الدبابات الاميركية، وربطوا انفسهم بالمشروع العدواني.

كان العراق يشكل حالة نهوض وطنية وقومية، وكانت انجازاته ومواقفه تفقأ اعين كل هؤلاء الأعداء، و رجالات الحكم فيه، كانوا نموذجا، يشهد الله انه لم تعرف الامة نموذجا خيّرا مثله على امتدا بداية نهضتها ووحدتها، الا ما يؤشر عليه في حكم الراشدين، وبعضا من الحكام الصالحين هنا او هناك، رغم ان هذا البعض لم تكن حالته شمولية كما كانت في العراق الوطني والقومي، بحيث لم يتمكن اكثر الاطراف حقدا على النظام الوطني في العراق، ان يسجل على مسؤول واحد منهم، اية مثلبة سياسية او اخلاقية، او فساد في الذمة، فكانوا قديسين في عصر الجهل والجهالة العربية والعهر الاخلاقي، والفساد العالمي.

كان ابو زياد امدّه الله بالصبر، واحاط ذكره بالخير، وجعله نبراسا يحتذى وهو كذلك، عفّ اللسان، جريء في الحق، سياسيا محنكا، مواطنا عروبيا مخلصا لأمته، يذود عنها في المحافل الدولية، فكان قائدا ورائدا للدبلوماسية، مثقفا بسلاح الوعي والارادة الصلبة، يواجه اعداء الأمة بكبرياء العروبي الأصيل، صاحب مبدأ يسعى في اهدافه وحدة الامة وحريتها وكرامتها، ورغم معاناته في سبيل ذلك، فلم يهن او يضعف، فكان نعم الرفيق والصديق، ونعم المستشار في دائرة الحكم الوطني.

طارق عزيز، عزيز والله على كل نفس عروبية اصيلة، وعلى كل نفس حرة في هذا العالم، فلم يستطع ولن يستطع احد ان يحلّ مكانه، ولا ان يرقى الى مستواه، في الفهم والوعي والسياسة، التي كانت بعضا من صفاته، فكان مدرسة في السياسة، ومعلما في الدبلوماسية، ومثقفا في علوم المعرفة، حفظ رسالته واتقنها ايما اتقان، قلّما كان يجاريه احد في ذلك، ومن يتراءى امامه مشهد المناظرة مع بيكر وزير خارجية الادارة الاميركية، ينتشي بعروبته التي كانت تتدفق مواقف رجولية، يدافع فيها عن امة مستهدفة في وجودها حاضرا ومستقبلا، على الرغم انها عصية على كل المؤامرات، التي يظن البعض واهما، انها ستنحني امام المصاعب والشدائد، فهاهو العراق يلطخ وجه امريكا وحلفاءها بمقاومته الباسلة، التي ينتسب اليها طارق عزيز.

امة ينتسب اليها ابو زياد، ويؤمن بنهضتها في يوم ما، وتنجب بطلا في الفهم والوعي في حجم طارق عزيز، وفي نظام كان واحدا من شخوصه الغر الميامين، كان كل واحد منهم مدرسة في الرجولة، والاخلاق والارادة الصلبة، والثبات على المواقف، مدرسة ولد فيها هذا البطل، وترعرع بين صفوفها، ونهل من ثقافتها، وارتوى من ارادتها، كانت تعد ابطالها ليوم المواجهة والمقاومة، رغم ما توفر لديهم من متع الحياة، التي كانوا يركلونها بأقدامهم، وتتعفف عنها نفوسهم الابية، لانهم خلقوا لبناء الحياة وصناعتها على الارض، لا ليلهو بملذاتها.

طارق عزيز كان معلما في مدرسة البعث، مدرسة الامة، فلم يخطر بباله الا ان يكون واحدا من شهداء هذه المدرسة، التي تريد لامتها ان تعانق السماء، فالرواد دائما يتطلعون الى الغد المشرق الجميل، وهل هناك اجمل من ان تشرق الشمس على دولة الامة من الماء الى الماء، ترفل بالعزة والكرامة، وتعيش حياة الاحرار، تستبدل واقع التجزأة بديمومة الوحدة، وواقع التبعية بالحرية والاستقلال، وواقع التخلف بالتنمية، ومن هنا كان ديدن ابطال العراق، وكان ابو زياد في مقدمة الرهط الذي يقود العراق والامة، من اجل تحقيق كل ذلك، ومن هنا كان استهداف العراق، بشتى صنوف العدوان البربري والهمجي، الامبريالي والصهيوني والصفوي.

طارق عزيز كنت امعن النظر في محياك، في كل مؤتمر اشاهدك فيه، فاراك قديسا آمنت بمشروعية نضالك، وبحجم التصاقك بمبادئ الامة، وبمدى قناعاتك بعقيدة البعث وحزبها القومي، وبصدق اخلاصك لرفاقك، وبحبك للرئيس القائد، حادي الركب الوطني والقومي، الذي كان يقود العراق، ليكون وطنا لكل العرب، ونموذجا يحتذى للولايات العربية.

طارق عزيز حيّاك الله، والهمك الصبر، واعان الله عائلتك، فهذه حياة المناضلين، ملك للامة، وليست لهم، منذ ان بدأوا خطواتهم الأولى في طريق النضال، وانت على يقين ان طريق النضال ليست مفروشة بالورود، لانك كنت من يناضل لازالة الاشواك من طريق هذه الامة لتحيا، وتزرع كل طرقاتها بالورود، يوم تنجز مشروعها القومي التحرري التقدمي.

dr_fraijat@yahoo.com

مدير عام
مدير عام
عضو فعال
عضو فعال

عدد الرسائل : 103
العمر : 44
تاريخ التسجيل : 13/10/2010

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى