ملتقى الفكر القومي
أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم, أنت لم تقم بتسجيل الدخول بعد! يشرفنا أن تقوم بالدخول أو التسجيل إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى



انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

ملتقى الفكر القومي
أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم, أنت لم تقم بتسجيل الدخول بعد! يشرفنا أن تقوم بالدخول أو التسجيل إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى

ملتقى الفكر القومي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

قصة قصيرة "الأصابـع المقطوعـــة الكاتب: الروائي توفيق عبيد

2 مشترك

اذهب الى الأسفل

قصة قصيرة "الأصابـع المقطوعـــة الكاتب: الروائي توفيق عبيد Empty قصة قصيرة "الأصابـع المقطوعـــة الكاتب: الروائي توفيق عبيد

مُساهمة من طرف admin الخميس أكتوبر 07, 2010 9:35 am

" قصة قصيرة "الأصابـع المقطوعـــة
الكاتب: الروائي توفيق عبيد

ولدّ صالح ، بار بوالديه ، قلبه معلق بالمسجد ، يصوم اثنين وخميس ، يبلغ من العمر أربعة وعشرين ربيعاً اسمه ( على سعدي ) ، أراد أن يكمل نصف دينه ، وجد ضالته في ذات الدين ، ظفر بها تربت يداه ، أقام عرساً بسيطاً كل ما فيه يفوح أصالة وحشمة ، أمه وأخواته والجارات والقريبات أقمن عرساً في بيت العروس ، خلا العرس من صالة أفراح !! ومن طعام جاهز!! ومن ملابس أوربية كاسية عارية !! هرب من مظاهر كثيرة للتبرج تخيم على أفراحنا !!!
أولم والده بشاة ، أطعم الطعام على حبه كل من التف حوله من الأقارب والأصدقاء ... صاح الجد وقلبه يرقص فرحاً :

- هذا الفرح يذكرني بأفراحنا في قرية السوافير قبل النكبة !!! رجعتنى يا على اثنين وستين سنة إلى الوراء !!!

ودع (على سعدي ) الدعة التي ركن إليها أياماُ معدودات وعاد إلى الخشن من الحياة ... فالنعمة لا تدوم ، عاد يعمل كسائق سيارة أجرة من مطلعها حتى المغيب .

في مساء اليوم التالي لعودته للعمل تلقى رسالة عاجلة على هاتفه الخليوى تفيد : قوات صهيونية خاصة مدعومة بالآليات تتقدم شرق القرارة ، دقائق معدودة بعدها تلقى اتصالاً هاتفياً من أحد أصدقائه في المرابطة على ثغور خان يونس يطلب منه نقله كتوصيلة مخصوص ، واتفقا على مكان اللقاء بعد نصف ساعة .

وصل ( على سعدي ) في المكان والزمان ، وجد صديقه عبد الهادي ، تعانقا بحرارة وأردف عبد الهادي :

- أعرفك على أخوين مجاهدين من رفاقي محمد وعوني من خيرة شباب فلسطين المجاهد ... أحسن منى ومنك !!! ابتسامة عريضة غطت الشفاه .
- أهلاً وسهلاً والبسمة تعلو شفتيه ... إلى أين ترغبون ؟

- إلى شرق القرارة ... إلى جميزة أبو عواد .

قذفوا بكيسين كبيرين في صندوق السيارة الخلفي ، قفز الثلاثة على مقاعد السيارة التي انطلقت تلتهم الطريق الاسفلتى الأسود المتعرج كثعبان خرافي يتلوي ، عشرون دقيقة وكانوا هناك .

على كتف بستان عال تلفه ظلمة حالكة ،البستان يجثم علي ربوة شاخصة ليل نهار علي خط الحدود في الأفق البعيد, نصب المجاهدون الثلاثة مدفع الهاون ، تلفهم هالة عظيمة من الأغصان والأوراق لجميزة أبى عواد ، بعد تجميعه وتركيبه وتوجيهه ، أصبح الهاون جاهزاً للإطلاق ، مزق السكون الذي يلف المكان حفيف أوراق الشجر ... الذي أخذ بالارتفاع رويداً رويداً مع صوت خطوات تدب على الأرض ، شبحان يظهران من بين أشجار البستان ، صاح أحدهم :
- وقف ... وقف ... وقف عندك .

صرخ عبد الهادي :

- خذوا ساتر .

اقترب الشبحان أكثر وقال أولهم :

- عرفوا عن أنفسكم .

- سرايا ... جهاد ... من أنتم ؟

- أمن ... نحن الأمن ... ممنوع الإطلاق !!!

- قوات صهيونية تتوغل على مرمي البصر ... نريد أن نقصفهم !!! نريد أن نردهم ... نريد مقاومتهم ... سنطلق !!!
- أبداً ... ممنوع الإطلاق وانتظروا !!

أخرج الشبح الأول جهاز اتصال لاسلكي وأخذ بالاتصال مرات عديدة ، وكان آخرها اتصال مفاده :

- لا يوجد للسرايا مجموعات مكلفة بالقصف !!!

سحب الشبح مسدساً من جرابه وصوبه تجاه الرؤوس وهو يصرخ : أريد بطاقات الهوية !!! أنتم تحت الاعتقال !!! .
- نريد أن نقاوم القوات الصهيونية الغازية ، سنطلق الهاون ...

- ممنوع إطلاق الهاون !! ممنوع إطلاق أية نار !!! .

(على سعدي ) يقف بجوار سيارة الأجرة خاصته ، يراقب عن كثب الجدال حامى الوطيس وسمع رسالة اللاسلكي الأخيرة ، فجأة رجفة أصابت قدمه ، سحبها بقوة وخوف ، تعلق بها وحش له مخالب ، أشاح بوجهه تجاه الكائن ، نظر في عينيه ... وجد الوفاء يسيل من مقلتيه ، أخذ يهز ذنبه ويقذف بنفسه في حضن على ، إنه كلب رافقه في ليلة باردة حالكة الظلمة ...ليلة رباط في سبيل الله ، كان جائعا فاقتسم معه طعامه وشرابه ... لازمه حتى بزوغ الفجر ، نظر في وجهه ومسح على رأسه وقال :

- أنت أكثر وفاءً من كثير ... !!! .

تعالى الصراخ بين الفريقين الشبح الأول سحب الأقسام ، أصبحت الطلقة في بيت النار ... بقى الضغط على الزناد لتنفجر الرؤوس ... أصبح الصمت سيد الموقف ، عم الوجوم والصمت الممزوج بالخوف والغضب ، صدمة سرت في عروق المجاهد عبد الهادي ... أخذ يضرب كفاً بكف ... أنظمة تحمى الصهاينة ... هذه أعرفها ، سعد حداد سمعت به ، لكن الضحية تحمي الجلاد ... هذه لم أسمع بها !!!
اندفع على سعدي قائلاً :

- وحدوا الله يا جماعة ... استهدوا بالله ! الفتنة نائمة لعن الله من أيقظها ، إنى أرى الفتنة تطل برأسها من كل زاوية من زوايا هذا الظلام الحالك ، الشباب مجاهدون وليسوا أهل فتنة ... كفى الله المؤمنين شر القتال ، حملوا الهاون والقذائف في صندوق السيارة ، لنرحل بدون سفك دماء .
ركبوا السيارة ، قفز الشبح في المقعد الخلفي :

- أنا أعرفك يا (على سعدي ) ... أريد معرفة الآخرين وصوب مسدسه في رأس أحدهم .

في خفة النمر وسرعة الصقر انقض أحد المجاهدين على الشبح ... طرفة عين وكان المسدس في يديه وصاح في وجه الشبح :
- إن بسطت يدك إلينا لتقتلنا ما نحن بباسطي أيادينا لنقتلك ، أتريد أن تنزل أم لا ! .

توقفت السيارة بعد أن دارت دورة كاملة لتأخذ طريق العودة ، نزل الشبح ... قذف عبد الهادي المسدس ... سلام .

انطلقت السيارة ، سحب الشبح الأقسام ... ضغط على الزناد ... لم تنطلق الرصاصة ، أعاد سحب الأجزاء والضغط على الزناد مرة ثانية باتجاه السيارة ولكن رد عليه الصدى ... المخزن كان فارغاُ ... عبد الهادي حسب حساب الخيانة !!!

أخرج الشبح جهاز الاتصال وبلغ رسالة ، انطلقت السيارة حوالي 700 متر على طريق الحرية باتجاه طريق صلاح الدين ، فجأة ظهر لها شبحان جديدان أمطراها بوابل كثيف من الرصاص ، رصاص أتوماتيكي حتى فرغت المخازن ، جسم السيارة أصبح كشبكة صياد ... ذهب للصيد فصادوه !!! ابتلعت السيارة الرصاص واستمرت بالانطلاق ككائن خرافي في زمن العجائب ، أخيراُ توقفت ، ذهب المجاهدون إلى حال سبيلهم ... عالجوا جروح اثنين منهم ... جراح طفيفة ... لكنها حفرت حفراً عميقة في الذاكرة !!!

أحس على سعدي بألم في قدمه اليسري ... نظر إليها ، وجدها غارقة في بركة من الدم ... أجري اتصالاً بأحد إخوانه المجاهدين ... نقله إلى مستشفى ناصر ، أدخل غرفة العمليات على عجل ، استأصل الأطباء الزوائد العظمية واللحمية وقطبوا الجرح ووضعوه على سريره !!! ووقف على يمينه رجل أمن وعن يساره رجل أمن يحرسانه من أي اعتداء صهيوني !!!

ارتفع صوت المؤذن لصلاة الفجر معلناً ولادة يوم جديد ، استقبل (على سعدي ) القبلة نوى وكبر للصلاة وهو مستلقٍِ على ظهره ، حضرت والدته ووالده ، وضعت الأم كفيها على خديها وأخذت تولول ، .

استكتروك علينا ... لازم يشوهوك يا ولدى !! مش حرام عليهم !! ما يخافوا الله !!! .

- ربما طريق القدس تمر من أمام ابنك وأصابع قدمه تعرقل المرور الحر للمدينة المقدسة !!! وقرروا مخالفة قدمه وإزالة أصابعه الأمامية !!! رد عليها أبو على .

(على سعدي ) يغمض عينيه ببالغ التعب ،يرغب في نسيان صورة أصابعه المقطوعة,صورة قدمه الغارقة في اللفاف والأربطة,مثخنة بالقطب ومشبعة باليود والمطهرات يحلق في ملكوت الله ، يري نفقاً طويلاً ، ظلامه دامس ، يرفع إبهامه أمام ناظريه ... لكنه لا يري ، يسير بخطى متعثرة ، يتلمس طريقه وسط الظلام الحالك ، يسقط أرضاً ، يقف حزيناً ، يأخذ اليأس منه كل مأخذ ، كاد الأمل أن يطير ويحلق في سماء التيه لولا أن رأى نوراً يشع في نهاية النفق ، فوقه لافتة كتب عليها : ( لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا اليهود أنتم شرقي النهر وهم غربيه )
أمه تهزه بعنف من كتفيه صائحة : الظلمة ... الظلمة ... ماذا فعلوا بك !!! أين ذهبت أصابعك؟ !!!
من عبق الإيمان الذي أثلج صدره رد :

- سبقتني إلى الجنة .

في الليلة التالية تتقدم القوات الخاصة شرق مخيم البريج ، يهب المجاهدون الثلاثة ، ينصبون الهاون .... يقصفون ... قذائف تنهمر على رؤوس الصهاينة ... طائرة استطلاع

( زنانة ) تقصفهم بصاروخين .. يصبحوا أشلاء متناثرة ... استشهد ثلاثتهم .

ظهراً يذهب أبو على لزيارة ابنه في المستشفى ، يبادره بالقول :

- أصدقاؤك الثلاثة ... استشهدوا فجر هذا اليوم ، إنه خبر مؤلم ومفرح !!!
- كيف مؤلم وكيف مفرح يا والدي ؟!!! .

- المفرح ... الشهادة ، المؤلم ... هانت الشهادة والشهداء في زمن الجاه والمال والسلطان ، بالأمس القريب كانت التنظيمات عن بكرة أبيها تتسابق وتتصارع فيما بينها على تبنى الشهداء وإقامة بيوت العزاء !!! ولكن اليوم الشهيد ينكره تنظيمه !!! ينكره أبوه التنظيمي !!! يتبرأ منه ومن دمه !!! أصبح المجاهد دمه مهدور !!! .

- هي لله ... ربح البيع الذي بايعتم ... ربح البيع آل عبد الهادي .. ربح البيع آل عيد ، ربح البيع آل أبو زبيدة ... رد ( على سعدي ) .

admin
admin
مدير عام

عدد الرسائل : 1748
العمر : 61
تاريخ التسجيل : 09/02/2008

https://arabia.alafdal.net

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

قصة قصيرة "الأصابـع المقطوعـــة الكاتب: الروائي توفيق عبيد Empty رد: قصة قصيرة "الأصابـع المقطوعـــة الكاتب: الروائي توفيق عبيد

مُساهمة من طرف الشاعر لطفي الياسيني الأربعاء مايو 04, 2011 12:16 am

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تحية الاسلام
كلماتك ... كزخات الأمطار ...
تتساقط على أرض العذوبة ...
تروي الوجدان بزخات الصدق البريء ...
فيغدو القلب منها حقلاً للمحبة ..
كلمات لها نعومة الندى ...
وعذوبته الصافية ...
يأتي حرفك العذب ..
ليصب في صحاري الإبداع المميزة ...
فتنهض من بين طياتها كل هذه الروعة ...
لروحك ولمشاعرك وردة غضة الغصن مني,,,
على هذا البوح والمشاعر المنطلقة عبر حرية القلم ..
وفكرك النير الذي نسج هذه العبارات الرائعة ..
وكم كنت بشوق لك ولحرفك اللامع النابض الناطق بالحق وللحق ...
دمت بألق وإبداع
الحاج لطفي الياسيني
الشاعر لطفي الياسيني
الشاعر لطفي الياسيني
عضو فعال
عضو فعال

عدد الرسائل : 180
العمر : 87
تاريخ التسجيل : 02/12/2010

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى