متعة الوجود..... / الكاتب سالم المشني

متعة الوجود..... / الكاتب سالم المشني
لقد بانت آثار الماضي على وجهي
كمحراث حفر الأرض فبانت خطوط كأنها قنوات تجري بها المياه ...!
من أجل هذا أخفيت حقيقتي
وأدخرتها لتكون لي شهادة كلما نظرت للمرآة التي ملأتها الشقوق 
أنا أعلم أنَّ مرآتي لا تريد أن أقف 
أمامها فكلما إتجهت صوبها إضمحلت وانحسرت وأصبحت
في غشاوة حتى لا تُبيح لي أنني هو أنا.....!
ما كنت يوما حفاراً للقبور..! لكنني أميل لذاك العمل كي أستعد لما هو آة بعد الحفر لأُثبت 
لنفسي لماذا نحن نحيا وما هي الحياة التي نعيشها....!
إنَّ فضولي يدفعني للمعرفة دوماً 
فلا داعي للقلق فمهما قلقت سيأتي شيء لم يكن بالحسبان .
إنني عندما أُحدق في نفسي أراني كمن كان في حلم تمنى أن لا يصحو منه كي لا يرى الواقع 
على حقيقته فتصيبه الرعشة
ولا يستطيع الهروب....!
قررت أن أستخف بالأثقال التي
على كاهلي فمهما كانت زنة تلك الأثقال سؤزيلها بقوة إرادتي
عندما أتحقق من ذاتي على أنني موجود لحمل تلك الأثقال...
سيزول كل تعب أحسست به
عندما أندفع بكل قوتي نحو حب الحياة مع أنني مدرك أنني لا أحب الحياة على ما هي عليه الآن..
 لهذا إتجهت للعزلة والجلوس في خلوة ففي الخلوة
صفاء وسكون . عندها أنظر للسماء وأشاهد القمر ينتابني شعور بأن هذا القمر لو لم يكن
وحيدا في السماء لما بقي ولغادر منذ زمن ولم نره بعدها أبدا....!
خُيل إليَّ أنه توج نفسه ملكا واستقل بنفسه دون مساعدة قمر
ثان يكون له رفيقا في الملك لهذا
تراه مبتسما مشرقا كنور صباح في الفجر....!
ها هو القمر يُلوح بيده إليّ فظننته يقول لي أيها الجالس 
ونفسك أنت موجود . فما أجمل من أن يناجيك من تحبه ويقول
لك أنت موجود ...!
إن كل كلامي هذا لتعلموا سر الوجود.....!