ملتقى الفكر القومي
أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم, أنت لم تقم بتسجيل الدخول بعد! يشرفنا أن تقوم بالدخول أو التسجيل إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى



انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

ملتقى الفكر القومي
أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم, أنت لم تقم بتسجيل الدخول بعد! يشرفنا أن تقوم بالدخول أو التسجيل إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى

ملتقى الفكر القومي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

وحدة النضال بين القوى التقدمية والثورية في العالم الثالث

اذهب الى الأسفل

وحدة النضال بين القوى التقدمية والثورية في العالم الثالث Empty وحدة النضال بين القوى التقدمية والثورية في العالم الثالث

مُساهمة من طرف بشير الغزاوي الجمعة أكتوبر 08, 2010 12:03 am

وحدة النضال بين القوى التقدمية والثورية في العالم الثالث
من كتابات المؤسس الرفيق احمد ميشيل عفلق
عداد"الرفيق بشيرالغزاوي
اسمحوا لي، ايها الرفيق والأخ العزيز،(1) ان اعبر لكم مرة أخرى عن سعادتنا العميقة بلقائكم في عراق البعث، عراق الثورة، آملين ان تكون مثل هذه الزيارة هي القاعدة في اللقاء لا الاستثناء، لأننا نعتقد ان مستقبلا كبيرا سيفتح امام تعاوننا، بسبب التقارب الكبير بين حزبينا في كثير من النقاط الأساسية. وان تعدد اللقاءات والزيارات في المستقبل، سيسهم في تعميق وجهات النظر، وفي توضيح الأسس الفكرية لحزبينا، وسيضفي على علاقة العراق بغينيا بعدا خاصا يمدها بالقوة والثبات.
لقد وصلت، ايها الرفيق والاخ العزيز، في ظروف دولية حساسة ودقيقة، مما يعطي لزيارتكم اهمية خاصة، ذلك ان تجربتكم الغنية، وماضيكم النضالي، وحرصكم على استقلال بلدكم يعطي للقائكم مع البعث قيمة اضافية.
اننا نعتقد أن ثمارا ناضجة ستنتج عن هذا اللقاء، كما ان لقاءكم بالرفيق الرئيس صدام حسين ورفاقنا في الحزب سيعطي لزيارتكم فائدة وفاعلية، تمكن شعوب العالم الثالث بشكل خاص، وشعوب العالم المؤمنة بمبادئ العدالة والحرية والسلام بصورة عامة، من القيام بدورها الضروري والفعال في مواجهة هذه الظروف الدولية الدقيقة. اننا نأمل ان تفتح هذه الزيارة، الطريق الى تعاون أوثق وأعمق وأكثر حيوية وتنظيما بين شعوب العالم الثالث الحريصة على حريتها واستقلالها، وبين كل الشعوب، للوقوف ضد التبعية وهيمنة الكبار.
إني واثق بأنكم ستجدون هنا تفهما أعمق واشمل مما ستجدونه في أي مكان آخر، لان العراق يملك وراءه تجربة اثني عشر عاما من العمل الثوري، وانه الآن، ومنذ اقل من سنة يدخل مرحلة إشعاع استثنائي بقيادة الرفيق العزيز الرئيس صدام حسين.
ان الأفكار التي طرحتموها، ايها الرفيق والاخ العزيز، تستقي من الينبوع الفكري والروحي نفسه الذي يستقي منه البعث. وهذا ما يسهل التفاهم بيننا ويمكننا من ارساء قواعد واسعة للتعاون العميق، وخاصة ما تفضلتم به عن أولوية الفكر وعن كرامة الإنسان. ان الثروة في حياة حزب البعث هي أمر طارئ. وهي كذلك في حياة الأمة العربية. ونحن لا نعير هذا الأمر أكثر مما يستحق من أهمية، فالثروة لا تثير اهتمامنا الا عندما تكون في خدمة فكرنا الثوري التقدمي والإنساني، لانها في هذه الحال تساعد ملايين البشر على التحرر الاجتماعي والاقتصادي والفكري، وكذلك تسهل التحرر القومي.
إني سعيد بما أشرتم اليه من دور حزب البعث في قيام دولة الوحدة عام 1958 أيام عبد الناصر هذه الوحدة التي يعتبر حزب البعث مساهمته الفاعلة فيها كحدث تاريخي. وإذا ما أردنا اختصار تعريف حزب البعث بكلمة واحدة لقلنا بانه حزب الوحدة العربية. لقد شخص منذ ولادته النقاط الجوهرية لواقع الأمة العربية ولمستقبلها ومصيرها والتي تصب جميعها في هدف الوحدة. وإن نظرة الحزب الى وحدة النضال بين القوى التقدمية والثورية تتجاوز حدود الاقطار العربية الى آفاق العالم الواسعة، وبشكل خاص العالم الثالث.
لقد ذكرنا لكم قبل قليل، ان شعوبنا التي عانت واضطلعت بمهمة التحرير وبناء المستقبل، عبر التجارب المؤلمة قد ارتبطت بالتراث الروحي للشعب. ومنذ لقائنا الاول في العام الماضي، عبرت لكم عن سروري بأنكم وجدتم الطريق السليم والعادل لفهم الاسلام، الذي نعتبره من أقوى الروابط التي تجمعنا. الإسلام كثورة إنسانية عظيمة قادرة على التجدد دوما وخير برهان على ذلك: ما نشهده في المرحلة الحاضرة.
لقد ساهم الاسلام لقرون عديدة في الحفاظ على هوية شعبنا وقيمه الروحية، وكذلك على هوية كثير من الشعوب الأخرى، ومكنها من الصمود ضد الغزوات الأجنبية، فهو الذي ساعد الجزائر على الصمود قرنا وثلث القرن في وجه الاستعمار والدمار و المذابح الجماعية ومحاولات القضاء على شخصية شعبنا.
كما ان الثقة بالشعب هي التي جعلت من حزب البعث، منذ البداية، يتجه بأنظاره لمبدأ عدم الانحياز، وهو ما كنا نسميه الحياد الايجابي. لان حركة عدم الانحياز او الحياد الايجابي لا يمكن ان تكون ثغرة للهروب من النزاعات الدولية، ولكن يجب ان تكون موقفا فعالا وخلاقا. كما ان هذا الأمر يعني بالنسبة لنا موقفا ثقافيا وحضاريا وتحرريا، لأن حزبنا ولد من الظروف التي أعقبت الحرب العالمية الثانية. وكان واضحا لديه ان العالم الامبريالي يتجه نحو الهبوط والانحطاط. وان الشيوعية التي تميزت ببعض المزايا لم تلبّ كل حاجات الشعوب الى الحرية والاستقلال، فقد حملت كثيرا من الآثار السلبية وجاءت كرد فعل على الأوضاع الفاسد ة التي كانت سائدة في اوروبا القرن التاسع عشر. انها لا تحمل الحل لمشاكلنا.
اما البعث فان نظرته للامور كانت واضحة منذ البداية. وهي ان له دورا ايجابيا عليه ان يفعله تجاه نفسه وتجاه العالم. وبدون التراث فان البعث ما كان لتتولد فيه مثل هذه الثقة بنفسه، ولا نفس الطموح لأن يقود النضال العربي. وأسارع الى القول وأوضح.. بان الشيء الجوهري هو ما نفعله في الحاضر، وان العودة الى الماضي مهما كان الماضي عظيما سيبقى شيئا ناقصا ما لم تقترن هذه العودة بالنضال في الحاضر، النضال من اجل التحرر والتحرير. من اجل تحرير النفس والعقل اولا، ثم يأتي بعد ذلك التغيير الجذري للبنى المادية والاجتماعية. المهم في نظر البعث ربط نضال الحاضر بالماضي الحي، وعلينا ان نثبت بأعمالنا استحقاقنا لهذا الماضي.
بالنسبة للظروف الدولية الراهنة، فنحن لا نضع على قدم المساواة القوتين العظميين. ولكن ما جرى حتم علينا ان نعارض الاتحاد السوفييتي وهو صديق لنا وليس عدوا. وان نتخذ موقفا شجاعا يذكره بخطورة اللعب بالمبادئ.. لأنه لا تكمن وراء غزوه لأراضي افغانستان اسباب تقدمية. انه لخطر كبير ان يقع التباس بين حكومة تقدمية لها مطامع توسعية وهذا ما يلقي مرة أخرى على عاتق دول العالم الثالث وحركة عدم الانحياز بشكل خاص، واجبا مشرفا بان تنهض بدورها الثوري الصحيح، عندما تقوم الدول الكبرى بسحق شعوب الدول الصغرى لأسباب ذرائعية.
إن تطابق موقفينا في مضمون عدم الانحياز تجسد في النضال ضد الامبريالية الغربية في نفس الوقت الذي أدنّا فيه التدخل السوفياتي في افغانستان، رغم فهمنا المشترك للفرق بين المعسكرين وصداقتنا للسوفييت.
ان آمالنا في حركة عدم الانحياز، وفي مستقبلها كبيرة جدا. ومنذ زمن بعيد نظرنا اليها على انها يجب ان تكون كالجسم الحي لتحقق الحد الأدنى او ما يتعداه من تطابق الافكار، ليس على الصعيد السياسي فقط، وانما ايضا على الصعيد الايديولوجي والتقارب الاجتماعي ووحدة التجارب.
ومن اجل ذلك كنا قلقين على مستقبل هذه الحركة عندما رأينا المنحازين يختلطون بغير المنحازين. الا اننا نثق بان وحدة النواة القوية والحية المشكّلة من بلدان العالم الثالث، والتي تؤمن بهذه الفكرة ايمانا خالصا مرتبطا بايديولوجيتها وثقافتها، هذه النواة ستقود بتماسكها البلدان الأقل منها ايمانا بهذه الفكرة، وتخطو بها الى دائرة التجسيد الكامل لمضمون عدم الانحياز في مستقبل قريب.
اننا نرى ظواهر مشجعة على الصعيد الدولي، فأوروبا مستعدة أكثر فأكثر للتقرب من هذا الموقف (موقف عدم الانحياز) رغم ان ماضيها الاستعماري لا يزال حديث العهد، ولم ننسه بعد. ولكن علينا ان نكون مؤمنين بأنفسنا وبالمستقبل ليكون بامكاننا القيام بهذا الدور.
وهناك عوامل ايجابية من شانها ان ترسي قاعدة للتعاون بين العالم الثالث وأوروبا التي أصبحت تخشى أطماع العملاقين الكبيرين.
وفيما يتعلق بالقضية الفلسطينية فقد أتيح لنا الحديث عنها معكم في زيارتكم السابقة في العام الماضي. ونحن لا نعتقد بوجود حل قريب لها، لان أي حل آني وفي واقع الضعف والتجزئة العربية، هو بالضرورة حل وسطي وتوفيقي لا نقبل به. ولهذا فإننا نعارض دوما مثل هذه الحلول، ورفضنا هذا ليس رفضا سلبيا، لأننا نعد انفسنا وبلادنا وننسق مع الاقطار العربية الاخرى التي تبدي استعدادا للتقارب او الاتحاد، وهذا أمر متروك للمستقبل. انها قضية ليست قريبة الحل وصراعنا مع الصهيونية صراع طويل الأمد.
اما شعبنا العربي في مصر، فلنا ملء الثقة في وطنيته وفي وعيه القومي، ونحن لا نخشى من هذه الناحية شيء. اما السادات الذي ارتضى ان يلعب دور الخيانة الصريحة، فلا اجد كلمة نصفه بها اقل من الخيانة للشعب والأمة. صحيح انه لا يزال في السلطة، ولكنه لن يتقدم قيد أنملة. ويزداد الخناق عليه اكثر فاكثر، ويوما بعد يوم من قبل الشعب العربي في مصر، وفي سائر انحاء الوطن العربي. فالقوى الثورية في مصر الان، تعيد تشكيل نفسها وتنظيم اوضاعها، لانها بقيت مع الأسف عشرين عاما، منقطعة عن النشاط السياسي والتنظيمي، بسبب الاوضاع السابقة. فاستفاد السادات من هذا الفراغ السياسي، ومن غياب التنظيم الثوري. ولكن الشعب ماض في ملء هذا الفراغ، وفي خلق قوى جديدة، ومعلوماتنا تدل على ذلك.
هناك اشارة اخيرة احب ان أقف عندها، وهي: اننا كما تعلمون، كنا نستعد في العام الماضي لإقامة وحدة مع شعبنا في سورية. ولكن حدث مع الأسف إساءة استعمال الثقة. فالنظام هناك لم يكن مخلصا ولا يستحق هذا الانجاز.
ونحن الآن نجد أنفسنا اقرب الى الوحدة، لأننا اخترنا طريق المبادئ، طريق الاستقامة والشرف، وهذا امر يعرفه الشعب في سورية. النظام هنا في ازدهار وإشعاع، انه يرتكز على الإخلاص للمبادئ، وتدعمه الجماهير الشعبية. واذا لم يكن الحكام في سورية في مستوى يمكنهم من تحقيق متطلبات خلاص الأمة، لأنهم أرادوا ان يحققوا فوائد شخصية على حسابها، فالجماهير في سورية تعرف ذلك وقد ابتعدت عنهم. وقد تسنح لكم الفرصة للتحقق من هذا الامر شخصيا.
هذا ما اردت ان أقوله لكم في هذا اللقاء، ولا أحب ان اقتطع من وقتكم الثمين كثيرا. فالتشابه في وجهات النظر والافكار يجعلنا نتفاءل، ونأمل في لقاءات مقبلة اكثر خصوبة. نحن سعداء ان نلتقي.. وانتم هنا في بلدكم وبين إخوانكم.
28 شباط 1980
(1) حديث خلال استقبال السيد احمد سيكوتوري الأمين العام للحزب الديمقراطي الغيني، رئيس جمهورية غينيا الثورية الشعبية.

بشير الغزاوي
عضو فعال
عضو فعال

عدد الرسائل : 622
العمر : 84
تاريخ التسجيل : 28/03/2010

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى