ملتقى الفكر القومي
أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم, أنت لم تقم بتسجيل الدخول بعد! يشرفنا أن تقوم بالدخول أو التسجيل إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى



انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

ملتقى الفكر القومي
أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم, أنت لم تقم بتسجيل الدخول بعد! يشرفنا أن تقوم بالدخول أو التسجيل إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى

ملتقى الفكر القومي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الموقف المسئول أمام التاريخ

اذهب الى الأسفل

الموقف المسئول أمام التاريخ Empty الموقف المسئول أمام التاريخ

مُساهمة من طرف جهينة الزبيدي السبت أكتوبر 09, 2010 3:16 pm

الموقف المسئول أمام التاريخ
من كتابات المؤسس الرفيق احمد ميشيل عفلق
عداد"الرفيقة جهينة الزبيدي
أيها الرفاق
اشعر دوما بسعادة عميقة عندما التقي بالرفاق المناضلين على مختلف ساحات النضال، هذه اللقاءات تؤكد لي قوة الحزب، أصالة الحزب، صدق منشئه والدوافع التي دفعت إلى تأسيسه. عندما أرى الرفاق بهذا العدد، بهذه الكفاءات، بهذا الشباب المتجدد، بعد عشرات السنين، تتعزز ثقتي بحزبنا وثقتي بمستقبل أمتنا، سوف استمع إليكم بعد هذه الكلمة، سوف استمع بشوق إلى تجربتكم، إلى ملاحظاتكم لازداد قربا من حياة الحزب، من ممارساته اليومية، من تفاعله مع الواقع الحي وازداد قربا من الأجيال الجديدة، أفكارها وطموحاتها وهمومها، لكي اشعر بهذه الحياة المتجددة في الحزب وفي الأمة.
من الطبيعي لرجل مثلي وفي سني تجاوز الحاجات العابرة، أن أتذكر الماضي، أن أتذكر السنين الأولى التي بدأ فيها الحزب يبشر بأفكاره ويناضل في سبيل تلك الأفكار، او ان أتذكر السنين التي سبقت ظهور الحزب، التي كانت بمثابة مخاض وتلمس طريق وحوار داخلي مع النفس ومع الرفاق الأقربين إلى أن توضحت معالم الطريق، ويمكننا أن نعتز بهذا الحزب الذي هو من الأمة ، أن نعتز به لأنه لم يكن من النوع الرخيص، لم يكن تلبية لحاجات عابرة، لم يكن معبرا عن طموح شخصي، كان منذ البداية حزبا تاريخي، بمعنى انه وضع التاريخ أمامه ووقف أمام التاريخ وقفة مسؤولة وفكر وصمم على أساس العمل الطويل لأجيال عديدة، لأنه إنما نشأ من تاريخ الأمة العربية، من تراثها، فكان من الطبيعي أن يشعر ويفكر ويخطط بمقياس ما للأمة العربية من وزن تاريخي، من وزن حضاري.
أيها الرفاق
لا يمكن أن نتذكر هذا الزمن الأول، هذه السنين التي أصبحت بعيدة دون ان نتذكر وان نذكر حدثا جلل، حدثا بعثيا وقوميا، جرى قبل فترة وجيزة هو استشهاد رفيقنا الأستاذ صلاح البيطار. لا اريد ان يغلبني الحزن لان هذا الحدث هو اكبر من الحزن، انه ليس استشهادا عاديا وليس مجرد جريمة ارتكبها المجرمون القتلة في النظام السوري، انه من جهة تتويج لحياة كلها نضال وأخلاق، ويبدو لي انه كان الخاتمة الضرورية لهذه الحياة، الخاتمة الحتمية لأنه جاء كالثمرة الناضجة. لم يأت صدفة ولم يرتجل ولم يفتعل، فالأستاذ صلاح البيطار لم يكن في تقديري يجهل ما كان ينتظره، ورغم ذلك مضى في طريقه يكتب الصفحة الأخيرة من هذا الحب العميق لأمته، من هذا الوجد الذي كان يعتلج دوما في قلبه نحو الشعب العربي، وكان ثباته وإصراره رغم معرفته بالخطر، كان، كما قلت في الأول، تتويجا لحياة مليئة غنية صادقة،لم تود أن تنتهي بالموت البطيء وباعتلال الجسم وإنما بعمل يختصر العمر كله ويكثف النضال والإخلاص كله في لحظة واحدة خالدة تكون لها القدرة على الإشعاع وعلى التوليد والخلق.
ماذا تنتظرون مني أن أقدم لكم، وان يكون شيئا ذا نفع، أحسن ما استطيع تقديمه لكم هو تذكيركم بهذه الروح التي ولد منها البعث، أن أذكركم بقوة الروح بصورة عامة ليس فقط بالنسبة إلى البعث، ولكن في كل الحالات وفي كل الأزمان وعند كل الأقوام والروح هي الأقوى دوما. حزب البعث، حزبكم، نشأ نشأة بسيطة متواضعة وبشر بهذه الأفكار الكبيرة وتصدى للحكومات وللأحزاب المناهضة له ولم يكن يملك ويستعمل عصا بل قطعة السلاح، لم يكن لديه لا سلاح و لا حتى اقل من السلاح. قوة الروح، قوة الإيمان، قوة التصميم، هذا هو المنشأ ويأتي يوم يواجه الحزب أمورا لا بد منها، واقعا قاهرا، فيرى انه لا بد له إن يتسلح فتسلح، وان لا بد له من وسائل يستطيع بها أن يحمي نفسه، أن يدافع عن فكرته وعن رسالته أمام شراسة الأعداء من كل جانب، ولكن بعد أن بنى تراثا ورصيدا وأساسا عميقا من تلك القوة الأولى، القوة الروحية، لم تعد القوة المادية بقادرة ان تفسد عليه تكوينه وسلامة تأسيسه، الروح تخلق المادة لا العكس.
إن دعوتكم من قبل القيادة تختلف هذه المرة عن دعوة القيادة لكم في المرات السابقة، اذ ان العامل الرئيسي، الدافع الرئيسي للقاء القيادة بمندوبي المنظمات خارج الوطن، هو طرح سؤال، والتعاون بين القيادة وبين مندوبي المنظمات على الإجابة عنه، نتيجة تبادل الآراء والاطلاع على نشاط المنظمات والواقع الذي تعمل ضمنه، السؤال الذي من اجله دعيتم، ومن اجل ان تساهموا في إيجاد الجواب عليه، هو لماذا لا ينتشر حزبنا بين اوساط الطلبة العرب، كما كانت حاله في الخمسينات؟..
ممكن القول بان الظروف العربية والدولية في الثمانينات والسبعينات مختلقة عن تلك التي كانت في الخمسينات، ولكن هذا جزء من الجواب، ويبقى ان نتساءل ونبحث عما إذا كان الحزب نفسه لم تعد فيه حرارة الخمسينيات، لم يعد فيه ذلك الاندفاع، وتلك الجاذبية، وذلك التأثير القومي الذي كان له.
الماضي مضى ولن نقعد لنتلهف على الأيام الماضية ونأسف، امامنا ظروف جديدة لنواجهها كما هي، ولكن لنرى كيف نستطيع ضمن هذه الظروف الجديدة، أن نبعث الروح، أن نزيل العوائق أمام هذه الروح الأولى، لكي تعود فتظهر المنظمات.. يجب أن تبتعد عن السفارات وعن عمل السفارات وان تنغمس قلبا وقالبا، بالمظهر وبالحقيقة، في الوسط الطلابي، الشعبي، النضالي، وان تعيش الهموم القومية بالوسائل التي تتوفر للمناضلين والتي لا تولد فيهم الاسترخاء والاتكال، أي بالحد الأدنى من الوسائل، كما كان الحزب في الماضي، ان يكون الاعتماد على الفكر، وعلى الثقافة، وعلى الحماسة والإيمان، والاندفاع وإعطاء المثل الصالح والتبشير بالكلمة الطيبة، وبالتعامل الأخوي مع الآخرين حتى المعادين إذا كان ثمة سبيل إلى كسر جدار الكراهية بيننا وبينهم لكي يسمعوا صوتنا ولكي يصغوا إلى حججنا.
الحزب بنى هذه التجربة في العراق وهو معتز بها، ومخلص لها، ويتمنى لو أن كل العرب يقتربون منها لكي يستمدوا منها الأمل والتفاؤل بالمستقبل ولكي يعرفوا أن ثمة شيئا جديا ولأول مرة قد بني على ارض عربية، وهو ينمو يوما بعد يوم وسنة بعد سنة. فمن الطبيعي أن تكونوا مشبعين بهذا الشعور وان تشعروا بالحاجة إلى نقله إلى الآخرين من الشباب العربي والى العرب المتواجدين في البلدان التي تعملون فيها، ولكن هذا لا يجوز ان يكون كل عملكم وان يمنعكم من التعاطف مع أحوال، وظروف وهموم إخوتنا في العروبة بالأقطار الأخرى، في المهاجر، الذين يعانون ويقاسون وبعضهم مضلل يمشي في طرق خاطئة وبعضهم بائس، فالمطلوب إذن أن تكون عندكم موارنة، أن تعيشوا عيشة النضال حتى تستطيعوا التأثير في غيركم، أن لا تنسيكم الانجازات التي حققتها تجربة حزبكم هنا الحرمان الذي تعاني منه الجماهير العربية الواسعة في أقطار عدة محرومة مقهورة، أن لا تنسوا فلسطين في كل عمل، وفي كل حركة، وفى كل يوم من أيام عملكم، وأخير ا لقد تكلمت عن المغزى الكبير لاستشهاد الأستاذ صلاح البيطار وعما يلقيه هذا الحدث على حياة هذا الشهيد وعلى تاريخ البعث من نور، ومن مجد، وهو أيضا يلقي على هذا النظام الذي امتدت يده الآثمة إلى حياة هذا المناضل، يلقي علي هذا النظام الوصمة الأخيرة بعد كل الجرائم التي ارتكبها والتي وصم ودمغ بها. هذا برهان أخير على ان هذه الطغمة غريبة كل الغربة عن هذا الاسم الذي تدعيه، تنتحله، اسم البعث، ليس لأنها اغتالت الأستاذ صلاح البيطار فحسب بل لأنها تغتال الشعب كل يوم، ولم تقدم على اغتيال الأستاذ صلاح إلا لأنه فضحها بكتاباته وانتصر للشعب المقهور، ووضع وزنه لكي يحارب التعتيم المقصود على جرائم هذا النظام، فكان خوف النظام وهلعه من مقالين، مقالين في جريدة، وأقدم على هذه الجريمة. الذين يقدمون على هذه الجريمة لا يمكن أن تكون لهم أية صلة بحزب البعث، والذين يقومون بمذابح جماعية للشعب في سوريا لا يمكن أن ينتسبوا بقليل أو كثير إلى حزب البعث. حزب البعث وجد من اجل الشعب، لخدمة الشعب، فكيف يتحول إلى جلاد للشعب؟
نحن أمام شيء جديد بعد استشهاد الأستاذ صلاح، هذا شيء كبير يمكن أن تتسلحوا به لتعروا هذا النظام في أوساط الطلبة العرب، ولتظهروا الفرق بين البعث في العراق والتفاف الشعب حوله ومحبة الشعب له، وبين تلك العصابة ا لتي تصر على الاستمرار في السلطة، واستغلال السلطة ولو على أشلاء كل الشعب، ويحركها الحقد، وتحركها الشهوات الحقيرة. يجب أن نبدأ بداية جديدة، لا يجوز إن يذهب دم الشهيد بلا ثمن، بل يجب أن نجعل من هذه الشهادة بداية للخلاص، خلاص شعب سوريا العربي من محنته واسترداد القطر السوري بكل ما يمثل من أهمية قومية ومن دور أساسي بالنسبة للقضية القومية عامة، يجب أن نسترد سوريا ولكن ليس ضروريا أن يأتي الحزب ليحكم في سوريا مباشرة بل المهم إنقاذ سوريا من هذه العصابة وإرجاع سوريا إلى الوضع السوي، إلى الحرية، إلى الديمقراطية، إلى أبنائها ليتفقوا ويتصرفوا بمصير بلدهم، ولن يكون تصرفهم إلا وطنيا وقوميا، هذا ما أحملكم إياه كواجب وأمانة، لكي تضعوه في رأس مهامكم النضالية ولكي تظهروا من خلال طرحكم لهذا الموضوع الحيوي إلى حد تردت الأوضاع العربية، والى إي حد التبست المفاهيم، والى إي حد أصبحت القضية العربية والمصير العربي ألعوبة بيد الدول العظمى. فهذا النظام المجرم يسمى تقدميا ويحظى بتأييد المعسكر الاشتراكي، وأي اشتراكية هذه، وأي تقدمية ترضى عن ذبح الشعب..
فنحن أمامنا مهام كثيرة وعندما نقوم بواجبنا النضالي سنجد أننا أدينا في آن واحد خدمات عديدة وبلغنا أهدافا متعددة وصححنا مفاهيم عربية ودولية في نفس الوقت الذي نصحح فيه أوضاع القطر السوري العزيز على كل عربي.
أتمنى لكم التوفيق في عملكم وأنا واثق ومؤمن بأنكم ستعملون بروح جديدة وبعزم مضاعف لان تجربة حزبكم هنا بلغت حدا كبيرا من التألق نتيجة التفاعل العميق مع الشعب، هذا لا بد أن يمدكم بروح مؤمنة متفائلة، ومن جهة أخرى الآلام القاسية التي تحل بالعديد من أقطارنا وبالملايين من جماهير امتنا وهذه أيضا محرك ومحرك قوي لكي يعود البعثي إلى أصالته ويشعر بلذة النضال، وبأنه يصنع التاريخ ويصنع الغد المشرق لأمته والسلام عليكم.
3 أب 1980
(1)حديث في اللقاء مع الرفاق مسؤولي منظمات خارج الوطن بتاريخ 3-8-1980

جهينة الزبيدي
عضو فعال
عضو فعال

عدد الرسائل : 117
العمر : 73
تاريخ التسجيل : 26/08/2010

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى