ملتقى الفكر القومي
أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم, أنت لم تقم بتسجيل الدخول بعد! يشرفنا أن تقوم بالدخول أو التسجيل إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى



انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

ملتقى الفكر القومي
أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم, أنت لم تقم بتسجيل الدخول بعد! يشرفنا أن تقوم بالدخول أو التسجيل إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى

ملتقى الفكر القومي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

تجربة عربية وحالة انبعاثية

اذهب الى الأسفل

تجربة عربية وحالة انبعاثية Empty تجربة عربية وحالة انبعاثية

مُساهمة من طرف بشير الغزاوي الإثنين أكتوبر 11, 2010 2:12 am

تجربة عربية وحالة انبعاثية 3aflq
تجربة عربية وحالة انبعاثية
من كتابات الموئس الرفيق احمد ميشيل عفلق
عداد"الرفيق بشيرالغزاوي
أيها الرفاق الأعزاء
الحزب هو نتيجة المعاناة، هو ثمرة معاناة أبناء مخلصين لهذه الأمة وشاعرين بمسؤوليتهم تجاهها حزموا أمرهم وتوكلوا على الله وتصدوا لمهمة صعبة جدا وها قد مضى ما يقرب من نصف قرن والحزب قائم يتطلع إلى المستقبل بإيمان وتفاؤل رغم كل المظاهر المثبطة التي نراها في الواقع العربي، فإذن هذه هي الميزة الأساسية للحزب، هذا التجاوب الصميمي الخالص لوجه الأمة، هذا الانقطاع لخدمة قضيته، هذا التهيؤ النفسي والروحي والعقلي لمواكبة مصيرها، والاستجابة للواجبات المترتبة على المناضلين ولإيجاد حلول لما يعترض نهضة الأمة وحركة انبعاثها من عقبات ومن صدمات متسلحين بالإيمان العميق الحي المتجدد على الدوام، متسلحين بالحب للأمة ولتاريخها ولعبقريتها ولبطولاتها وللغتها ولأبناء الشعب الذين يجسدون هذه الأمة.
اعتقد بان البعثي الذي يستلهم الدوافع الأول العميقة التي دفعت الأجيال البعثية منذ البداية وحتى الآن إلى العمل والنضال، يستلهم الإيمان ويستلهم المحبة ويستلهم العقل والموقف العقلاني الذي هو شرط أساسي لمن يتصدى لمهمة قومية جليلة أن يكون مستوعبا لظروف الأمة في حاضرها وفي ماضيها وظروف ما يحيط بها.. ظروف العالم وشروط النهوض والتقدم والصراع والدفاع والمقاومة.. إن البعثي الذي يعود بين الحين والآخر الى هذه الدوافع يتذكرها، يجددها في نفسه، اقدّر بأنه لا ينظر إلى أوضاع الأمة نظرة تشاؤمية ولا يرى ما يبرر اليأس رغم كل شيء، بل ان ايمانه يجعله في حالة نشوة عندما يواجه الحالات الصعبة لانه انما وجد حزب البعث وانما وجد المناضلون البعثيون للمهام التاريخية.
وهذا كان واضحا منذ البداية، بأنهم مدعوون للاضطلاع بمهمة تاريخية فالبعثي في حالات الأزمات المستعصية يشعر ببعثتيه ويشعر بوجوده كمناضل وعندما يعود البعثي إلى الرافد الآخر، إلى جانب الإيمان أي إلى العقل والى العقلانية والى ما زوده به حزبه من منطلق ومبادئ وطريقة في التحليل والتعليل لمشاكل الأمة فانه يصل أيضا إلى نفس النتيجة بأنه ليس هناك ما يدعو إلى اليأس والى التشاؤم إذ أن هذه الأوضاع المؤسفة والممضة لها تفسيرها فهي ليست مستعصية على التحليل العقلاني وبالتالي ليست مستعصية على الحل لأننا إذا نظرنا نظرة متأنية بعيدة عن الانفعال، فيها الوضوح وفيها التجرد، سنجد أن كل حالة من هذا الحالات التي نشاهدها على مساحة وطننا العربي الكبير لكل منها أسبابها القريبة والبعيدة. والنتيجة التي نخرج بها من هذا التحليل الأولي، هي إن الشعب العربي في مختلف أقطاره بريء من هذه الأوضاع وأنها أوضاع مفروضة ومزورة وإنها بالتالي لا يمكن ان تنال من ثقتنا بشعبنا وانه مستعد دوما لتلبية نداء النضال ولسماع كلمة الحق ولان يعطي أكثر مما يطلب منه ومما يتوقع منه وهكذا كان دوما شأن الشعب.
أيها الرفاق
نحن نعيش في صميم تجربة عربية وحالة انبعاثية بكل معاني الكلمة هي وحدها كافية لكي تبعد عن نفوسنا كل اثر للتشاؤم واليأس وهي كافية لكي تملأ نفوسنا بالثقة والأمل والتفاؤل وتجديد الإيمان بأمتنا وبمستقبلها، هي الحالة التي يعيشها العراق البعثي والتي نرجو أن تكون بإشعاعها طريقا إلى معالجة هذه المظاهر المرضية في الأوضاع العربية، على الأقل في القدوة وفي الاقتداء بان تبعث الأمل حتى في أبعد بقعة عربية عندما يصلها أخبار هذه البطولات التي تتحقق على ارض العراق، عندما يعرف العربي في كل جزء وحتى في الأجزاء النائية من الوطن هذا الصمود التاريخي، وبأنه لم يوجد صدفة هذا الصمود الرائع، هو بناء شامخ أعد له منذ سنين وسنين وبني على هذه الأسس التي ذكرناها وبهذه الدوافع، بالإيمان بالأمة وبحب الشعب وبالنضج العقلاني، النضج والحكمة، حتى أمكن أن يرتفع مثل هذا البناء الفريد في الواقع العربي ولكنه هو من تربة هذا الوطن ومن عبقرية هذه الأمة.
أقول: إن ما تحقق للعراق هو كاف لكي يبعد عنا كل تشاؤم لكن البعثيين بطبيعة تكوينهم الفكري والنفسي والنضالي لا يقنعون ولا يتواكلون ولا يكتفون بان يروا مبادئهم متحققة بشكل رائع على جزء من وطنهم الكبير بل يطمحون دوما بان يروا هذه الفضائل متحققة منبعثة ومنطلقة في بقية الأقطار، وبالرغم من إعجابهم الكبير الذي لا حد له بالحالة الانبعاثية التي يرونها في العراق، فأنهم كبعثيين يدركون بان هذه الحالة تشع وتبعث الأمل والتفاؤل وتثير الإعجاب، لكنها ليست بديلا عن النضال الذي يجب ان يقوم في كل قطر عربي، وليست بديلا عن الثمن الذي يجب أن يدفعه الشعب والمناضلون في كل قطر عربي حتى تصل هذه الأقطار إلى ما وصل إليه العراق أو على الأقل حتى يتمكن كل قطر من التغلب على مصاعبه ومشاكله وأمراضه وان يشق طريقه إلى النهضة..
وهنا نلمس لمس اليد المنطق الذي اعتمده الحزب منذ نشأته، النظرة القومية البعثية التي أدركت منذ البداية بان المهمة الأولى والكبرى أمام النضال القومي في هذه المرحلة التاريخية هي مهمة الوحدة العربية التي تأخذ في البداية شكل أو صيغة وحدة النضال العربي لان أعداء الأمة وأعداء نهضتها مدركون لهذه الحقيقة ويبنون مخططاتهم عليها وبالتالي يمعنون دوما في تجزئة الأمة وفي تفتيت كيانها وفي خلق التناقضات داخل هذا الكيان لأنهم يعرفون من جهة أن مقومات الوحدة لهذه الأمة متوافرة كما تتوافر لأية أمة في العالم، عناصر الوحدة متوافرة ولكنها لا تقوم ولا تجتمع ولا تبني نفسها من نفسها. هذه المقومات هي في حالة طاقات وتحتاج إلى نضال المناضلين والى عقول الثوريين لكي يحولوها إلى واقع ملموس. لذلك ركز الحزب دوما ومنذ البداية على الوحدة العربية، على وحدة النضال العربي، على العمل القومي للحزب، على التنظيم القومي. هناك إذن فراغات يجب أن تملأ، هناك أسباب كثيرة متراكمة منها الموضوعي ومنها الذاتي بالنسبة للحزب أعاقت العمل القومي وأحدثت ثغرات وهذا الذي يجب أن نوجه انتباهنا واهتمامنا إليه حتى يتعزز تفاؤلنا بالمستقبل، وعندما نجد بان هناك نواحي أهملت أو لم تعط حقها من الاهتمام ومن بذل الجهد فالبعثي لا ييأس بل يجد أن الفرصة مازلت متاحة وانه يستطيع تدارك الوقت الذي ضاع وان يؤكد حضوره في الساحة القومية وان يتعاون أيضا بدون ضيق وبدون استئثار، أن يتعاون مع الفئات القريبة من فكره ومن منهجه والتي يلتقي معها على بعض الأهداف، والعمل القومي هو ليس شيئا يمكن إرجاؤه، نظرة الحزب أيها الرفاق -إذا رجعتم إلى أدبيات الحزب- نظرة الحزب في هذا الموضوع نظرة علمية صارمة تطرح الموضوع بكل جديته وقسوته بان أعداء الوحدة كثر وليس فقط الاستعمار والامبريالية والصهيونية والرجعية، إن أعداء الوحدة أكثر من ذلك، هذه الكيانات صنع الأجنبي أكثرَها واعدّها لكي تكون إذا ما اضطر أن يجلو منها قابلة لعودة نفوذه، أن تكون عامل عرقلة للنهضة العربية وعامل عرقلة للوحدة العربية بدلا من أن تكون رافدا من روافد النهضة والوحدة.
والعمل القومي البعثي يتطلب هذا التحليل العلمي الجريء الثاقب لكي نخرج بنتيجة مهمة كثيرا ما قالها الحزب ولو أن القول وحده لا يكفي وهي أن الوحدة ثورة، إنها تواجه في طريقها كل الصعوبات التي تواجهها الثورات الجدية ويجب أن يعد لها كل الإعداد الجدي المفترض في الثورات لان الوحدة لن تكون محصلة طبيعية وآلية لمسيرة الأقطار ولما تنتجه الأقطار العربية إذا لم يكن هناك العمل الوحدوي الثوري المتصدي للميول القطرية وللمؤامرات التي يصنعها أعداء الأمة لكي يؤجلوا زمن تحقيق الوحدة ولكي يبعدوا عنها ولكي ييئّسوا الشعب منها. ان هذا الانحدار الذي نراه في هذا الواقع المتردي، الانحدار من هدف الوحدة العربية والرسالة العربية والنهضة التاريخية إلى العصبيات الذميمة التي فتتت الآمال القومية والطموح القومي إلى غايات هزيلة ووضيعة، فاذن اذا كنا بحاجة بين الحين والآخر إلى أن نعود إلى أفكارنا ومبادئنا نجددها ونتعمق فيها ونستلهمها ونقارن بينها وبين الواقع، فلا شك أن أهم ما يجدر بنا أن نرجع إليه في هذه الناحية وقد كانت نظرة الحزب واقعية بان العمل الوحدوي ليس عملا فوقيا وإنما هو نضال شعبي جماهيري من خلال نضال الشعب في كل قطر من أقطار الوطن، في سبيل معيشة الشعب، خبز الشعب، حرية الشعب، كرامة الشعب، في سبيل تحرره من الأجنبي، في سبيل تحرره من الطغيان الداخلي، في سبيل تحرره من الاستغلال الطبقي، يدخل النضال الوحدوي ممتزجا امتزاجا عضويا بنضال الجماهير في أقطارنا المختلفة من اجل قضاياها الحياتية، من اجل قضاياها المصيرية سواء كانت متعلقة بالقطر نفسه أو بالأمة.. هذه النظرة الواقعية الحية إلى النضال الوحدوي هي التي ميزت نظرة البعث، لم تعد قضية الوحدة هي مشاريع بين الحكام ولا مشاريع في الجامعة العربية وإنما هي نضال ونضال عسير ممتزج بالنضال اليومي لجماهير الشعب في كل قطر.
إن الأفكار التي طرحها الحزب، أيها الرفاق، قبل نصف قرن أصبحت مشاعة، لم تعد مقتصرة على أبناء الحزب لذلك قد تجدون وقد تقرأون كتابات لمناضلين ولمفكرين بمنطق البعث تماما، وهذا يسرنا ولا يسوؤنا بان تنتشر أفكار الحزب وان يتبنى منطق الحزب ولذلك ستجدون فئات وأفرادا قريبين منكم ومن تفكيركم للوصول إلى هذه الصيغة التي تستطيع وحدها ان تسيطر على الظروف المفتعلة التي تشل فاعلية الشعب العربي وفاعلية الأقطار العربية كما هو مشاهد اليوم عندما نبلغ هذا المستوى من التفاهم ومن التعاون، أولا البعثيون حيث يوجدون في الأقطار العربية، ثانيا البعثيون مع المناضلين القوميين، مع المفكرين القوميين ان يصلوا الى صيغة تجدد وحدة النضال العربي التي تجلت بشكل تاريخي في الخمسينات من هذا القرن عندما كان العدوان أو مجرد التهديد لقطر عربي، من قبل الاستعمار يحرك المائة مليون عربي. وفي ذلك الحين لم يكن العرب أكثر من مائة مليون، كانوا يتحركون من اجل مصر، يتحركون من اجل الجزائر يتحركون من اجل العراق يتحركون من اجل سوريا يتحركون من اجل عدن من اجل ليبيا وهذه القوة الشعبية النضالية كانت تستطيع أن تجبر القوى المعادية من الاستعمار والصهيونية والرجعية على التراجع، قد تحتاج الى صيغة جديدة في الظروف الراهنة ولكن المبدأ يبقى هو هو، يجب ان تعود وحدة نضال شعبنا العربي، يجب أن تتحطم الحواجز بين الأقطار أمام نضال المناضلين، أذا لم تتحطم الحواجز الرسمية أمام الحكومات فيجب ان تتحطم الحواجز الشعبية أمام نضال المناضلين ولو تطلب ذلك وقت، ولو تطلب ذلك جهدا مريرا، ولو أتت البداية متواضعة، فنحن نؤمن بأن هذا هو الطريق الصحيح وهذا هو قدر الشعب العربي لان يعود الى الشعور الموحد والى النضال والدفاع عن المصير الواحد وهذه مهمة شيقة جديرة بمناضلي حزبنا.
آمل أن تبرهنوا بان حزبنا مازال قادرا على ولوج المستقبل بروح فتية وبقوة متجددة، أرجو لكم كل توفيق في عملكم.. والسلام.
1 أيلول 1986
(1) حديث في مؤتمر مكتب تنظيم العرب خارج الوطن في 1-9-1986.

بشير الغزاوي
عضو فعال
عضو فعال

عدد الرسائل : 622
العمر : 84
تاريخ التسجيل : 28/03/2010

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى