((بين صورتين ....))

((بين صورتين ....))
الاثنين, 11 أكتوبر 2010
الصورة الاولى:
العاصمة طهران ..بوابة سجن ايفين.. الزمن .. الاربعاء الماضي
وسجن ايفين واحد من اشهر سجون ايران المعروفة بشراسة جلاديها، وقسوة الاجراءات داخلها،على امتداد تاريخه،وقد شهدت زنزاناته وجدرانه قصصا مرعبة في عهد الشاه والسافاك، لكنها شهدت خلال الاعوام الثلاثين المنصرمة من عمر نظام ولاية الفقيه ابشع ما يمكن تصوره من جرائم وحشية في فنون القتل وابتكارات التعذيب التي كشف عنها من تمكن من الخلاص من هذا السجن والرسائل التي كتبها بعض السجناء وتم تهريبها ليعرف العالم مدى القسوة والبطش والظلم المرتكب خلف جدران ايفين الرهيب هذا .. والصورة الاولى التي نتحدث عنها الان تنقلها التقارير الواردة من طهران وتظهر فيها مئات العوائل الايرانية محتشدة يوم الاربعاء الماضي على بوابة الموت هذه، مطالبة بلقاء ذويها وابنائها القابعين خلف جدران وبوابة الموت هذه والذين لا يعرف مصير اغلبهم، وخوفاً من نشوب احتجاجات قد يتسع نطاقها قام نظام ولاية الفقيه الباطلة الحاكم في إيران باخلاء قسم من الحي السكني لجامعة طهران من طلاب للدراسات العليا وأسكنهم في مواقع داخل المدينة.

بينما تقطع كل ليلة قوات الحراسة للنظام في الحي الجامعي خطوط الانترنت وتراقب الاقسام الداخلية حتى الصباح.

ومن الواضح ان هذه الصورة بلا رتوش وهي ليست من رسم جهاز مخابرات غربي او شرقي، بل هي اندفاع عفوي من عوائل سجناء النظام المغيبين حقيقة وليس ادعاءا، ولو افترضنا انها صورة تم الحشد والترتيب لها من قبل المعارضة الايرانية، فهي ممارسة مشروعة وطبيعية ورد فعل شعبي يتعاطف معه الجميع وهي لا تخالف القوانين بل تعترض على مخالفتها وفي مقدمتها حق المعتقل والسجين في لقاء عائلته وحق عائلته في معرفة احواله ووضعه وتاكيد حياته وسلامته والمادة التي حكم على وفقها بالنسبة للمحكومين والتهمة التي يتم التحقيق على وفقها بالنسبة للمعتقلين، وبقية حقوق السجناء والمعتقلين وعوائلهم وذويهم المعترف بها عالميا، والتي يخالفها بشكل كامل ولا يبالي بها نظام ايران ضمن انتهاكاته العديدة الموثقة من قبل هيئات ومنظمات المجتمع الدولي ومنها منظمة الامم المتحدة لحقوق الانسان.

الصورة الثانية:

صحراء العظيم – بوابة اشرف .. صباح ومساء كل يوم!!

هنا خطوط صورة اخرى معاكسة تماما للصورة الاولى .. هنا تحشد اخر ايضًا لمجموعة من الايرانيين، وهؤلاء معهم طبول ذات اصوات مرتفعة ولديهم مكبرات صوت تنقل زعيقهم وهتافاتهم المجنونة بزخم وتردد مقلق مثير للاعصاب، اما الغاية من هذه الطبول ومكبرات الصوت، فهو شن حرب نفسية باثارة الضوضاء والازعاج ضد سكان مخيم اشرف، كما ان الهتافات في هذه الصورة تختلف عن تلك التي تردد امام بوابة ايفين .. هنا تهدد باحراق المخيم وقتل من فيه .. وهناك تطالب بهدوء وتعقل بحقوق واستحقاقات السجناء والمعتقلين وذويهم، امام بوابة اشرف سكان المخيم هم الذين يطلبون ممن يدعون انهم من ذويهم الدخول الى المخيم ويفتحون بوابته لهم وهؤلاء يرفضون، بينما في طهران يغلق ايفين بوابة الموت على من فيها ويطرد بالقوة من يقف متظاهرًا ومطالبًا بفتحها؟؟ على بوابة اشرف مرابطون قسرًا عنهم بضغط من جهاز اطلاعات وواجهته منظمة هابليان التي تتولى تزويدهم باحتياجاتهم واجراء المناوبة بينهم وهي التي تجلبهم تحت التهديد وتبقيهم تحت التهديد شهورًا طويلة، وتلقنهم ما يقولون امام وسائل الاعلام الصفراء التي فقدت شرف قول الحق والكلمة الصادقة والمعلومة الموثوقة في عملية فبركة واضحة ومكشوفة، وتجلب لهم من يمدهم بالمعنويات من المرتزقة والعملاء المحليين بصفة شيوخ عشائر وصحفيين وكتاب مدفوعي الاجر .. وعلى بوابة ايفين عوائل مسها الضر حقا وفعلا .. ولا يسمح لها بالبقاء ولو لوقت قصير، ويبعد الطلبة عنها وتقطع خطوط الانترنيت وتمنع وسائل الاعلام العالمية من نقل اخبارها .. هاتان الصورتان تحملان مفردات وخطوط اخرى تبكي وتضحك عن اوضاع الشعوب الايرانية الرازحة تحت نير الاستعباد الذي يثقله طوقاً جديدًا كل يوم جلادوا وحكام ورموز بدعة ولاية الفقيه وشر البلية ما يضحك والتعليق بعد المقارنة بينهما واستخلاص الراي والحكمة متروك للقاريء المحايد وصاحب الخلق الانساني الصافي.