ملتقى الفكر القومي
أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم, أنت لم تقم بتسجيل الدخول بعد! يشرفنا أن تقوم بالدخول أو التسجيل إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى



انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

ملتقى الفكر القومي
أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم, أنت لم تقم بتسجيل الدخول بعد! يشرفنا أن تقوم بالدخول أو التسجيل إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى

ملتقى الفكر القومي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

17 تموز تجسيد لمفهوم البعث للبطولة

اذهب الى الأسفل

17 تموز تجسيد لمفهوم البعث للبطولة Empty 17 تموز تجسيد لمفهوم البعث للبطولة

مُساهمة من طرف بشير الغزاوي الثلاثاء أكتوبر 19, 2010 12:01 am

17 تموز تجسيد لمفهوم البعث للبطولة

من كتابات القائد الموئسس احمد ميشيل عفلق

عداد"الرفيق بشيرالغزاوي

الثورة في قطر، وفي مثل هذا القطر(1)، لا تنفصل عن أوضاع الحزب ولا عن إطارها القومي..

نظرتي لثورة 17 تموز المجيدة، ولتجربة الحزب في العراق، هي النظرة التي تضعهما في سياق المسيرة الكلية للحزب، وضمن اطار الأوضاع والظروف التي تعيشها الأمة..

بهذه النظرة البعثية، النظرة القومية الحية الشمولية، نتطلع الى ثورة الحزب في العراق.. وهي نظرة تعبر عن موقف ملتزم، لا يكتفي بالتقييم الموضوعي، والبحث الحيادي المجرد، لاننا نحمّل هذه الثورة آلامنا وآمالنا القومية. فتفكير البعث، وبالرغم من إيمانه بالعلم، وانطلاقه من الحقائق الموضوعية.. فان اختياره لطريق الثورة، قد جعله يتطلع دوما إلى الحقائق الحية، ويتعامل مع الأشياء والأحداث تعاملا معبرا عن موقف من الحياة، وعن الالتزام بقضية نضالية، هي انبعاث الأمة في هذا العصر.

ضمن إطار هذه النظرة، كانت تبرز مكانة العراق في حياة الحزب، وكانت علاقتي بحزبنا في العراق، منذ البداية، ذات روابط عميقة. فقد برهن مناضلو الحزب في العراق، منذ الخطوات الأولى، على انتماء عميق لفكر الحزب، على جدية ورجولة متميزة. فكتاب (في سبيل البعث) طبع أول مرة عام 1952 في العراق، وقد فوجئت به عندما أرسلوه لي. فهم الذين اختاروا المقالات، والاسم ثم أخذ يتوسع في الطبعات اللاحقة.

ولم يمض وقت طويل، حتى اتضح لي انه بالاضافة الى المزايا الذاتية للمناضلين البعثيين العراقيين، هناك الظروف الموضوعية للعراق، السياسية والاجتماعية التي كان البعثيون يعملون ضمنها، والتي كانت أكثر ملائمة من ظروف سورية، لكي تأخذ أفكار الحزب مداها الثوري. فأوضاع سورية كانت من حيث تطور الحياة السياسية، ونمو الأحزاب والممارسة الديمقراطية الليبرالية، ملائمة لولادة الحزب، الا انها كانت تدفع بالاتجاه في الطريق نصف الثوري، إذا جاز التعبير.

وهكذا فان الأساس الثوري الأصيل في البعث، الذي كان يتطلع دوما الى ممارسة دوره التاريخي، هو الذي دفعه الى ان ينقذ نفسه من إغراء الانسياق مع الطريق الاصلاحي، الذي كانت ظروف سورية السياسية والاجتماعية، تفرضه، بأنه قفز من فوق هذا الواقع، طرح شعار الوحدة مع مصر. وظل متشبثا به، ومصرا عليه، حتى أصبح حقيقة واقعة.

ومنذ ذلك الحين، وبهذا الانجاز الضخم، الذي ما كان ليتحقق لولا وجود قائد تاريخي فذ هو الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، أصبح البعث وفكر البعث، في قلب القضية العربية وفي صميمه.

وكان التأثير الأكبر لهذه القفزة على العراق، وبالتالي على نضال الحزب في العراق. اذ لم تمض أشهر حتى سقط الحكم الملكي الرجعي المرتبط بالأحلاف الاستعمارية كثمرة اولى لقيام الوحدة بين سورية ومصر.

واتسعت مسؤوليات الحزب في العراق، وبخاصة بعد النكسة التي أصيبت بها ثورة 14 تموز، بالانحراف الانفصالي الشعوبي الذي مثله حكم قاسم، وأصبح نضال الحزب في سورية مرتبطا أوثق الارتباط بنضاله في العراق. فكما ان نجاح الحزب في سورية قد ساهم في إسقاط العهد الرجعي في العراق، وغذى نضال الحزب والفئات القومية ضد حكم قاسم.. كذلك فان نضال البعث في العراق، هو الذي أسهم في انتشال سورية من وهدة الحكم الانفصالي المقيت، وذلك عندما فجر البعثيون العراقيون ثورة 14 رمضان المجيدة.

واستمرت هذه العلاقة بين فرعي الحزب في القطرين. كانت بنية الحزب في سورية قد عانت كثيرا من الضعف والتمزق، نتيجة حل التنظيم أيام الوحدة، وسوء تطبيق الوحدة في القطر السوري. لذلك لم يقو الحزب بعد (8 آذار) على منع التسلط الذي مارسته التكتلات العسكرية والطائفية. وزاد في ضعفه اغتيال تجربة الحزب في العراق في ردة 18 تشرين.. فكانت السنوات الثلاث حتى شباط 1966، سلسلة من الصراعات بين الحزب وبين المتسلطين عليه الذين انتحلوا اسمه ليغيروا معالمه، ويدجنوه، ليصبح أداة مسخرة للحكم.

مقاومة الخطر

لقد قاوم الحزب التاريخي ذلك الخطر، وتلك الانحرافات مقاومة بطولية. فكان انقلاب 23 شباط فرزاً موضوعيا، لان المتسلطين لم يستطيعوا كسب احد من المناضلين، بل ملئوا بهم السجون التي شهدت البطولات والتضحيات، المعبرة عن روح الصمود والمقاومة العنيدة للانحراف والتسلط، مما جعل الحكم في سورية يعيش، منذ ذلك الحين، في الفراغ المبدئي العقائدي، والعزلة الشعبية، وعقدة فقدان الشرعية.

في حين انصرف الحزب الى إعادة بناء نفسه، محتفظا بعقيدته كاملة وناصعة، وبتاريخ نضاله المشرق، ومؤمنا بان المستقبل سيكون لهذه العقيدة ولخطها التاريخي. واستطاعت الروح المبدئية ان تنتصر وان توصل الحزب الى المؤتمر القومي التاسع، الذي يعتبر بحق، بالنسبة الى خطورة ذلك الظرف من اهم المؤتمرات القومية.

وجاءت ثورة 17 تموز لتكمل حلقات السلسلة التي كانت تؤشر باستمرار صعود الحزب فوق أزماته ونحو تحقيق أهدافه التاريخية، ولتنقل نضال الحزب الى مستوى جديد.

في 17 تموز، لم نكن مفاجئين، لأننا كنا نعرف قوة تنظيم رفاقنا في العراق، وقوة تصميمهم. فكانت نظرتنا الى ثورة 17 تموز، تحمل منذ البداية، كل ثقل الآلام الماضية التي عاناها الحزب في سورية، وثقل الآمال التي يتيحها إيماننا بعقيدتنا، وبعمق تجاوبها مع ضمير أمتنا العربية.

و الواقع أن ثورة 17 تموز، جاءت في لحظة من أحرج لحظات وتاريخ الحزب والأمة. فكان يتوقف على نجاحها أو فشلها، نجاح وفشل الحزب والقضية القومية، لفترة طويلة، من آثار التآمر والغدر، في ردة 18 تشرين، وما تبعها من قمع وحشي، تعاونت عليه أجهزة أكثر من قطر عربي واحد..

هذه القيادة هي التي استطاعت أن تجدد ثقة المناضلين بحزبهم، وعقيدتهم، وبإمكان التغلب على النكسة، وتحقق النصر على الحكم الرجعي الفاسد. إن هذه القيادة هي التي تشكل العامل التاريخي الذي جعل من ثورة 17 تموز قفزة نوعية في حياة الحزب والأمة.

قلنا بأن ثورة 17 تموز أتت في ظروف في منتهى الدقة والحراجة، أي بعد 23 شباط وبعد هزيمة حزيران، والتي حملت دروس وآمال هاتين النكستين. الدروس السلبية، والآمال في التغلب على الهزيمة والنهوض من الكبوة، على أسس جديدة متينة، يكون فيها العقل العلمي المنظم والمخطط، بنفس مستوى الروح الثورية الاصيلة المتصلة بروح الشعب وجماهيره الواسعة، وبتراث الأمة ورسالتها، وبتطلعاتها المشروعة الى الحياة الجديدة. وهذا ايضا قد توفر بشكل رائع في شخصية الرفيق القائد صدام حسين، الذي كان مهندس الثورة، قبل ولادتها، والذي استمر في بنائها وقيادة خطواتها وتحقيق الانجازات والانتصارات، بالحكمة والشجاعة معا وبالتعاون مع رفاقه المناضلين، حتى بلغت هذا الحد من البناء الصحي المتألق، الزاخر بالحيوية والعطاء، والذي يمثل حالة فريدة نموذجية في الحياة القومية العربية الحديثة، حالة لم يسبق للعرب ان عرفوها او عاشوها، منذ مئات السنين، فهي تعبر عن روح النهضة العربية وعن روح البعث، وهي تمثل حالة تخطي الضعف والعجز والتردد والانقسام وتمثل السيطرة على النفس وعلى القدرات، واستغلال كل الطاقات، وتحقيق أعلى حد من الانسجام والمشاركة بين القيادة وجماهير الشعب، وأعلى حد من الوحدة من خلال تجنيد مجموع الشعب لتحقيق أهداف قومية تاريخية.

وكانت المعركة التي يخوضها العراق منذ عشرة أشهر، دفاعا عن أرضه وسيادته وعروبته ووحدة مجتمعه، وبالنيابة عن الأمة العربية ايضا، دفاعا عن قوميتها وشخصيتها الحضارية ومستقبل نهضتها. هذه المعركة التي فرضت على العراق ولكنه لم يتهرب من خوضها، فقد كشفت أن العراق، انما يقوم بعمل دفاعي، وان قيادة العراق كانت واثقة من انها بهذا التصدي للخطر الشعوبي انما تقوم بواجب مقدس، يندبها اليه تاريخ الامة العربية وضميرها ووعيها الثوري الحديث وانها، عندما قبلت المنازلة، كانت واثقة ثقة مطلقة بالنصر لانها واثقة من البناء المتين السليم الذي هيأتهه لشعب العراق طوال ثلاث عشرة سنة، واثقة من عمق التربية الوطنية والقومية التي قام بها الحزب في اوساط الشعب، وفي كل شرائحه، وواثقة من اعداد الجيش وتدريبه، ومن الروح النضالية البطولية التي تميز بها دوما، وواثقة مما اضافته الثورة الى ذلك من وعي قومي ثوري ومن روح رسالية وآفاق حضارية هيأت الجيش العراقي لان يكون طليعة متقدمة لتحقيق اهداف الامة.

لذلك فنحن لم نفاجأ بالانتصارات، بالبطولات الفذة التي تفجرت من خلال المعركة، فهي لو لم تكن معركة عادلة، ولو لم يكن الشعب مقتنعا بعدالتها لما اعطت هذه النتائج الباهرة، على صعيد القتال، وكل الاصعدة الاخرى.

إننا لم نكن نريد هذه الحرب، رغم ثقتنا التامة بقدرتنا على الانتصار، والعراق منذ الأسبوع الأول حتى الآن، وهو المنتصر دوما، يجدد باستمرار رغبته في السلم لكي يحشد قواه في مواجهة العدو الصهيوني، العدو الاساس للامة العربية، الذي استغل ظروف الحرب ليقوم بعدوانه على المفاعل النووي، ويكشف أمام العالم اجمع عن الدور الذي أنيط به، وهو الوقوف في وجه النهضة العربية الحديثة، والحيلولة دون امتلاك العرب للمعلومات والخبرات التكنولوجية الحديثة التي تساعدهم على استثمار ثرواتهم، وتطوير امكانياتهم والارتفاع إلى مستوى المواجهة المتكافئة مع اعداء نهضتهم.

إن البطولات التي تفجرت في القادسية الجديدة، قد خلقت حالة فريدة في الحياة القومية وأدخلت عنصرا جديدا على حسابات العدو الاساس للأمة العربية، فرأى من خلالها صورة مستقبله وهي تهتز وتنذر بالمخاوف، لان تلك البطولات هي بدورها من نوع جديد: انها (البطولة البعثية) التي تتميز بانها مقترنة بالوعي، تتكامل به وتتفتح معه، وتفتتح عهدا جديدا، للثورية وللفكر الثوري..

البطولة في مفهوم البعث

فالبطولة بمفهوم البعث، هي اساس (الثورية)، والوعي في المرحلة الثورية للأمة العربية هو بحد ذاته بطولة، كما ان نشر هذا الوعي الكامل العميق، الوعي الثوري العربي المرتبط بقيم الثورة العربية واحترام قوانينه والإخلاص له، هو وجه مكمل للبطولة، ومصحح ومعمق لها، لأنه يطالب نفسه بالمزيد من التفوق، والتجاوز لكل ما من شأنه ان يحد من تعميم البطولة وخلق مجتمع البطولات.

فهذه المعركة قد تحولت الى حقل للإبداع البطولي لانها جاءت نتيجة لحالة ثورية اقترنت فيها البطولة بالوعي والايمان، فهي حالة ايجابية متكاملة، وليست حالة اندفاع عابر. انها حالة امتلاء وفيض، أعطت دفعا جديدا لعنصر الوعي كما انها، بحد ذاتها، ثمرة من ثماره.

تكامل الشروط التاريخية

إن هذه التجربة الصحية، والمعركة الظافرة، والحالة النادرة، انما هي تعبير عن تكامل شروط تاريخية للدخول في مرحلة جديدة لكي يندفع البعث بكل قوة وعمق على طريق الانبعاث القومي، لكي تسترجع الأمة كل قواها، وتصب كل طاقاتها في الطريق الصحيح لتحرير فلسطين، وتحقيق الوحدة العربية، لان هذا هو معيار ثوريتها ومبدئيتها وقدرتها على تجديد النضال، والوعي، والارتفاع الى موقع اكثر تقدما في مسيرة النهضة العربية. فكيف لا اشعر بالسعادة لرؤية تجربة ثورية عربية، تحمل الافكار الاساسية للحزب، وتجمع الى الامانة للفكر البعثي، العبقرية والابداع في فهمه واخصابه وتطبيقه. ولئن جاء الحاضر أروع من الأحلام التي راودتنا في بداية الحزب، فإننا نؤمن ان امتنا تخبئ في ضميرها وعبقريتها ما سوف يجعل المستقبل اكثر روعة وعظمة.

17 تموز 1981
(1) حديث لجريدة "الثورة"في العيد الثاني لتسلم الراية، والذكرى (13) لثورة 17-30 تموز المجيدة.

بشير الغزاوي
عضو فعال
عضو فعال

عدد الرسائل : 622
العمر : 84
تاريخ التسجيل : 28/03/2010

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى