ملتقى الفكر القومي
أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم, أنت لم تقم بتسجيل الدخول بعد! يشرفنا أن تقوم بالدخول أو التسجيل إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى



انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

ملتقى الفكر القومي
أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم, أنت لم تقم بتسجيل الدخول بعد! يشرفنا أن تقوم بالدخول أو التسجيل إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى

ملتقى الفكر القومي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

القادسية وحالة الإنبعاث

اذهب الى الأسفل

القادسية وحالة الإنبعاث Empty القادسية وحالة الإنبعاث

مُساهمة من طرف بشير الغزاوي الثلاثاء أكتوبر 19, 2010 12:09 am

القادسية وحالة الإنبعاث

من كتابات القائد الموئسس احمد ميشيل عفلق

عداد"الرفيق بشيرالغزاوي

تقدرون بلا شك(1) عمق السعادة التي نشعر بها عندما نلتقي بكم وانتم تسطرون البطولات العربية الجديدة وتصنعون تاريخ أمتكم الجديد.

نحن أيها الأخوة معتزون وفرحون إلى أبعد الحدود بما حققتم، وبما تحققون، ولكننا لم نكن مفاجئين ولسنا مستغربين لما نراه ونلمسه لأننا نعرف شعبنا ونعرف أمتنا ونعرف كل الطاقات العظيمة التي ادخرتها منذ قرون، منذ مئات السنين لكي تفجرها في الوقت المناسب عندما تنضج عوامل النهضة.

نحن أيها الأخوة.. أؤكد لكم أيها الإخوة كنا منذ بداية تأسيس حزبكم قبل أربعين عاما نرى بطولاتكم ونؤمن بها بأنها آتية، نراها ونشاهدها بعين الإيمان وبرؤيا العقل والشعور، ولو لم نكن نؤمن هذا الإيمان لما صمد حزبكم أربعين عاما لكي يرى أخيرا الحلم يتحقق على أيديكم، اذ لا تفسير لهذا الصمود إلا بهذا الإيمان بأن الأمة العربية قادرة على أن تنهض وقادرة على ان تكون ليس في مستوى العصر وحضارته فحسب بل في مستوى رسالتها العظيمة التاريخية أيضا، في مستوى الرسالة الروحية التي تفردت بها بين الأمم والتي ستبقى الى الأبد هي المدد وهي المعين الروحي الذي سيدفع امتنا نحو التقدم والرقي والانجازات الحضارية العظيمة.

لم يكن حلما عاطفيا ذلك الحلم الذي بدأ به الحزب، و إنما كان فيه الإيمان مقرونا بالعقلانية، ومنذ البداية وحتى من قبل تأسيس الحزب كانت رؤيتنا أن نجمع إلى برودة العقل لهيب الحماس، لهيب الإيمان، منذ البداية كانت الرؤية تاريخية وليست رؤية حماسية، ليست رؤية جيل شباب فحسب وإنما رؤية جيل مهيأ يصنع التاريخ، لم نفاجأ ببطولاتكم وان تكن بطولات فذة لأننا نعرف أن المستقبل سيكون أعظم، نؤمن بأن ما ينتظركم وينتظر الأجيال العربية الثورية المؤمنة بأمتها وبرسالة أمتها أنها ستفاجئ العالم ببطولات أعظم وبانجازات حضارية أبهى وأروع.

كنا نحدث في هذه الجولة مع القادة الكرام بان الدول الكبرى رغم عظمتها وعظمة وسائلها وخبراتها الطويلة أخطأت الحساب عندما قدرت أن في إطالة هذه الحرب إضعافاً للعراق، إضعافاً لثورة العراق ولشعب العراق لأننا رغم أننا لم نرد ان تطول الحرب ولكن هذا الزخم المختزن في ضمير الأمة والشعب وهذا البناء الثوري المتين الذي أوصل إلى هذا المستوى، هذه حالة لا يمكن للأجنبي مهما بلغ علمه أن يحسبها وان يدخل إلى كنهها وان يفهم قانونها، لان لها قانونها الخاص وهي ستستفيد من كل الحالات، إن كانت الحرب قصيرة فهي منتصرة، وان طالت الحرب فانتصاراتها ستكون أعظم وستكتسب تجارب وخبرات ومعنويات ليس على نطاق القوات المسلحة فحسب وإنما على صعيد الشعب بكامله. الثورية المثلى هي التي تسيطر على الزمن والتي تسّير حتى خطط العدو والأعداء بان تعرف كيف تستفيد من كل الظروف والحالات لأنها مسيطرة على نفسها بالدرجة الأولى.

هذه الحالة أيها الرفاق.. أيها الإخوة هي المستوى الذي كانت أمتنا بحاجة ماسة إليه، هو الحد الفاصل بين التخلف وبين التقدم، هذا المستوى، مستوى السيطرة على النفس وعلى الظروف وعلى الأعداء، هو الذي يبدأ بالفعل تاريخاً جديداً للعراق وللامة العربية، إذ لا فرق بين العراق وبين الأمة العربية، هذا المستوى الذي يخلق الثقة واليقين بأن لا هزائم بعد الآن مهما تتغير الظروف ومهما تكبر الصعوبات لأننا اهتدينا إلى العوامل الأساسية للنصر وللتقدم، هذه الحالة هي التي ستنتقل الى شعبنا العربي في كل قطر، إلى أوصال الجسم العربي، هي وحدها القادرة على أن تخترق الحدود المصطنعة وان تصل الى ابعد مسافة في الأرض العربية وفي النفس العربية لأنها هي الحالة الخالدة، هي رمز الحالة التي كان العرب يبلغونها عندما تنضج عوامل النهضة فيهم، لذلك لم تكن تسمية معركتكم بالقادسية شيئا اعتباطيا، وإنما كان يعبر عن حقيقة عميقة لأننا بلغنا الحالة التي تتضاءل فيها المسافات الزمنية وتتصل بروح الأجداد العظام الخالدين الذين صنعوا تاريخ الأمة العربية..

أمامكم طريق طويل، هذه معركة توفرت لها الظروف الأساسية لكي تستعيد الأمة ثقتها بنفسها ولكي تقتحم المصاعب والعقبات التي تعترض طريق نهضتها ولكي تجهز على الأعداء في كل ارض عربية وفي فلسطين التي هي القضية المركزية وخلاصة الثورة العربية، وإذا كان الأعداء لا بل حتى الأصدقاء لا يستطيعون أن يدركوا كل ما تحتوي عليه قدراتكم وإعدادكم وطاقاتكم فهذا من أهم عوامل الأمل بانتصارات المستقبل لأن معناه أننا سنظل نفاجئ الأعداء وحتى الأصدقاء بقدرات لم يكونوا يتوقعونها، فكيف يستطيع هؤلاء الذين يحكمون إيران، أنّى لهم أن يدركوا ما كانت تنطوي عليه ثورتكم من إمكانات خارقة وهم المتخلفون الذين حسبوا أنهم يحتكرون الإيمان والفضائل وأنهم يحاربون نظاما فاسدا كنظام الشاه؟ كيف يمكن لهؤلاء ان يدركوا ما تنطوي عليه الثورة العربية من إمكانات هائلة، كيف يمكنهم أن يفهموا الإسلام إذا كان ظنهم بالعرب هو هذا الظن؟ إذا كانوا لا يعرفون القطر العربي المجاور لهم، وإذا كانوا لا يعرفون أن اكبر عامل في انتصاركم هو الإيمان وهو الإسلام لان روح حزبكم وروح نهضتكم وثورتكم منذ بدايتها إنما استلهمت روح الإسلام؟ وانتم تعرفون ذلك ولكنه الإسلام العربي، الإسلام الأصيل، الإسلام الحي الخالد الذي يقوم على الروح، على روح الأشياء وليس على مظاهرها، لذلك استطاع ان يجاري العصر ونهضة العصر وان يتفوق وسوف يتفوق أكثر في المستقبل لأنه نشأ من روح هذه الأمة، من روح هذه الأرض الطاهرة.

إنها فرصة ثمينة لا بل فرصة خالدة أن نرى الأبطال الذين يصنعون المستقبل العربي الناهض. ونحن والأجيال العربية في كل مكان على موعد مع القدر، على موعد مع المستقبل لانتصارات وانجازات ستكون بعون الله أروع ما تحقق حتى الآن، ليس لان ما تحقق قليل بل هو عظيم كل العظمة، ولكن ثقتنا بأمتنا وبأنها معين لا ينضب من المروءة والبطولة هو الذي يدعونا إلى هذا التفاؤل وإلى هذا الإيمان.

والسلام عليكم

18 أيار1981

(1) حديث مع المقاتلين خلال زيارة القاطع الشمالي من جبهات القتال في 18/5/1981

بشير الغزاوي
عضو فعال
عضو فعال

عدد الرسائل : 622
العمر : 84
تاريخ التسجيل : 28/03/2010

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى