إما مع المقاومة والتحرير أو مع الاستعمار

إما مع المقاومة والتحرير أو مع الاستعمار

25/11/2010

إن الضياع الفكري والسياسي الذي تعيشه أمتنا العربية والإسلامية اليوم لم يأتي من فراغ بل جاء نتيجة عمل منظم ودؤوب من الدول الاستعمارية الغربية التي لم تنفك عن إيجاد كافة السبل والمنافذ التي تدخل بها إلى عالمنا العربي والإسلامي بشكل مباشر أو عن طريق عملائها في الحكم والأحزاب وفي المؤسسات المدنية التي أنشأتها وما زالت تمولها.

ولا شك أن الغرب المستعمر يهدف إلى السيطرة الكاملة على أرضنا وأمتنا وبسط نفوذه من أجل الاستمرار في نهب وسلب منظم لثرواتنا، فضلاً عن تحطيم كرامتنا وتدمير تراثها الحضاري والثقافي، وفرض ثقافة الاستعمار على أنها الثقافة الوحيدة القادرة على نقلنا إلى مرحلة الحضارة. والاستعمار الذي نشهده اليوم لم يختلف عن أشكال الاستعمار السائدة في القرون السابقة، بل تطور في شكله ليناسب العصر ومتطلبات الشعوب التي ترضخ للمستعمر الأجنبي. فما زال الاستعمار الاستيطاني قائماً اليوم متمثلاً في الاستيطان الصهيوني في فلسطين، وكذلك الاستعمار الإمبريالي العسكري في العراق وأفغانستان وعدد من الدول العربية والإسلامية التي تشهد تدخلاً عسكرياً مباشراً من القوات الأمريكية وطائراتها، إضافة إلى الاستعمار بشكله المعسول الجديد ويتمثل في السيطرة غير المباشرة على الدول العربية والإسلامية بأدوات سياسية وثقافية واقتصادية.

ومن الطبيعي لأي أمة تحت الاستعمار أن يهب أهلها لتحرير بلادهم من هذا الاستعمار البغيض، وقد أجمع فقهاء المسلمين أنه "إذا احتل شبر من بلاد المسلمين أصبح الجهاد فرض عين على كل مسلم"، بل من الواجب على كل حرّ شريف يعيش في العالم العربي والإسلامي أن يهب لنصرة الحق ودحر المستعمر مهما كانت ديانته ومهما كانت طائفته أو عرقه أو أصله، لان الاستعمار لا يستهدف المسلمين فقط بل يستهدف الأرض وثرواتها وخيراتها، والإنسان الذي يعيش على تلك الأرض وحريته وكرامته. فليس غريباً أن نرى مسلمي ومسيحي فلسطين يعملون يداً بيد لإنهاء الاستعمار الاستيطاني الصهيوني لأرض فلسطين. وهكذا يجب أن يكون الحال في كافة الدول العربية والإسلامية، فالعدو هو الاستعمار الغربي الصهيوني ولا يوجد عدو آخر غيره، مهما حاول الاستعمار أن يزين لنا من أشكال ويوقع بين الإخوة والاهل تبعاً لسياسة فرّق تسد.

ومن الطبيعي أن يكون هناك مقاومة لهذا الاستعمار البغيض، وإلا فلن يزول من تلقاء نفسه ويتخلى عن كافة المكاسب المادية والسياسية التي يجنيها من استعماره لأمتنا. ولن يتحرر عالمنا العربي والإسلامي إلا بالمقاومة التي أقرتها كافة الشرائع والقوانين الدولية والإنسانية بما فيها وعلى رأسها المقاومة المسلحة. فلا يفت الحديد إلا الحديد، وما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة.

وقد حان الوقت، أن يعلن كل عربي ومسلم شريف اصطفافه المطلق مع المقاومة لدحر الاستعمار الأجنبي عن أمتنا وأرضنا حتى نعيش أحرار كما باقي الأمم الحرة. ومن غير المعقول أن يكون الإنسان مع المقاومة ومع الاستعمار في ذات الوقت. فإما أن تكون مع الحق والعدل والحرية، وإما أن تكون مع الاحتلال والاستعمار المشين. فلنعلنها بصراحة، بعد أن تكشفت كل الامور، أننا ومع كل شرفاء العالم مع المقاومة وضد الاستعمار الصهيوني الإمبريالي حتى نصل إلى عالم أفضل يسوده الحرية والعدل والاستقرار.