ملتقى الفكر القومي
أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم, أنت لم تقم بتسجيل الدخول بعد! يشرفنا أن تقوم بالدخول أو التسجيل إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى



انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

ملتقى الفكر القومي
أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم, أنت لم تقم بتسجيل الدخول بعد! يشرفنا أن تقوم بالدخول أو التسجيل إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى

ملتقى الفكر القومي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

إن الموتَ موتُك في الذكرى

اذهب الى الأسفل

sadam إن الموتَ موتُك في الذكرى

مُساهمة من طرف admin الإثنين ديسمبر 20, 2010 10:14 am




إن الموتَ موتُك في الذكرى




بقلم د. عبد السلام ولد حرمة رئيس حزب الصواب




نواكشوط 16/12/2010



أن نستعيد حدثا مُعينا بإحيائه أو تأمله أو استلهامه فما ذاك إلا لأنه شكلَ
صورة ناصعة من بين أحداث تاريخية أخرى، حين كانت وقائع التاريخ نفسه مجرد أحداث
تتعاقب. وأمتنا العربية والإسلامية اعتبرت على نحو لا لبس فيه أن استشهاد
الرفيق المناضل شهيد الحج الأكبر، الشهيد صدام حسين، تاريخ وذكرى رَسَتْ
جذورهما بعيدا في حقب الزمان المعاصر وشعت جذوتهما في أفق المستقبل العربي
القادم الذي سينقله الآباء للأحفاد غدا بعد غد، ليظل حافزا للقوة وامتلاك سبل
المجد ومؤهلات حمل الرسالة الخالدة التي كرم الله بها هذه الأمة حين خصها بين
الأنام بالنبي العربي عليه أزكى الصلاة والسلام. لقد أكدت ذلك جماهير الأمة
العريضة منذ الساعات الأولى لوصول الخبر على أثير القنوات وظلت تحيي ذكراه كل
سنة بالتحايا والزغاريد وتدخل في إيهابه بالدماء والدموع التي لفت فيها الشهيد
بين ضلوع وحنايا وأحداق عيون العذارى والشيوخ والأطفال صبيحة يوم العاشر من ذي
الحجة 1429.






وكما تسموا على امتداد الموج أجنحة النوارس، تأتي ذكرى الاستشهاد الرابعة الآن
في ظل صمود المقاومة وإشراقها المتجدد على أرض العراق وفلسطين المحتلين وعلى
امتداد وطن تنهشه قوى الشر من أقصاه إلى أدناه، وتسعى لكتم طِماح قواه التحررية
حينا من الدهر بعد أن تمكن الحلف الفارسي الصليبي من تدمير النظام الوطني في
العراق وسعى لتمددٍ لاحق يبدأ من الشام ولا ينتهي إلا في تخوم المغرب العربي
غربا، لولا المقاومة العراقية الباسلة التي نهضت في وجهه لتمحقه عقيدة
وإمبراطورية، وتهجره عَنوة إلى فخ وهفوة تاريخية رجيمة ما زال يتخبط فيها إلى
اليوم. ويقينا أن من أهم عناصر القوة التي امتلكت هذه المقاومة - الأسطورة - هو
ما زرعه في صفوفها قادة ثورة البعث في العراق من قيم الصمود والفداء والتضحية
والصبر والمطاولة، وما أمدوها به من خطط وإمكانات، وفي مقدمة أولئك القادة
الأبطال سيد شهداء العصر الذي جسدت تقاسيم محياه الكريم، لحظة إشراقه
واستشهاده، أمام العالم وهو ينظر في الوجوه الكالحة لأفاعي وضباع الفرس والروم،
وعلى نحو بطولي دفوق كل قيم الرجولة التي ما توفرت في أمة إلا واستحال إخضاعها
وتدمير صمودها المعنوي الذي هو أساس كل صمود.






إن المرء حين يستعيد تأمل تلك اللحظات يستعيد كل العصور الزاهية لأمته وكل
أمجادها وبطولاتها وانتصاراتها الباذخة التي راكمتها في التاريخ البشري..
وجسدها الشهيد في لحظات كلمح البصر مثبتا بالفعل والعمل ما قاله شاعر ثورة
العراق عبد الرزاق عبد الواحد في معركة القادسية الثانية:




يقولون هل بعد المنيةِ غايـٌة أجَلْ، بعدها ألا تجوعَ ولا تَعرى




وألا ترى للشر وجْهًا، ولا يدًا وأنكَ تُمْسي لا تُراعُ، ولا تُغرى




أجلْ، بعدها معيارُها.. أن تجيئَها مَهيبا، وأن تختارها ميتة بِكرا




وأن تترك الدُنيا وذكراك مِلؤها ثَكِلْتٌكَ إن الموتَ موتُك في الذكرى




ولو كان بعد الموت موتٌ لعوضتْ به النفس ما عانته من ميتة نَكرى






والله لقد ترك الشهيد هذه الدنيا وذكراه ملؤها، ذكرى أصبحت صولجان عز وتاج
كرامة على رأس كل فرد من أمة كادت أن تهجرها أرواح أبطالها نتيجة الخوف
والاستكانة وحب الأمان الفردي وغيرها من قيم الضعف التي كان الشهيد محطم وثنها
الذي غرسته عقود من الهزائم وجيوش الأقلام المأجورة وأنظمة التجزئة وحراسها.






فهنيئا لأمة أنجبت هذا الفارس، وهنيئا لمقاومة قادها وأوقد فيها جذوة صمود عز
نظيره، فكانت هي ورجالها نعم المقاومة ونعم الرجال، وهنيئا للعرب والمسلمين
بذكرى استشهاد باقية ما بقيت قيم الشرف والكرامة في أمة تأسست على العز
والكرامة وتاقت نفوسها وسنابك خيولها إلى البطولة في كل حقب تاريخها التي
أُعلمت كل واحدة منها بقائد ورمز، وكان الشهيد رمز وعَلَم حقبتها المعاصرة
وتجددها الثوري الدائم.
admin
admin
مدير عام

عدد الرسائل : 1748
العمر : 61
تاريخ التسجيل : 09/02/2008

https://arabia.alafdal.net

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى