ملتقى الفكر القومي
أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم, أنت لم تقم بتسجيل الدخول بعد! يشرفنا أن تقوم بالدخول أو التسجيل إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى



انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

ملتقى الفكر القومي
أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم, أنت لم تقم بتسجيل الدخول بعد! يشرفنا أن تقوم بالدخول أو التسجيل إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى

ملتقى الفكر القومي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

قراءات ورؤى بعثية من وحي الانتفاضات الشعبية

اذهب الى الأسفل

قراءات ورؤى بعثية من وحي الانتفاضات الشعبية Empty قراءات ورؤى بعثية من وحي الانتفاضات الشعبية

مُساهمة من طرف admin الإثنين فبراير 07, 2011 12:12 am




بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
قراءات ورؤى بعثية من وحي الانتفاضات الشعبية




اسماعيل ابو البندوره
اذا كان ماحصل في تونس ومصر قد أثار دهشة العرب جميعا من امكانية انبثاق
انتفاضات شعبية – شبابية - جماهيرية في المرحلة الراهنة وفي أقطار يخيم عليها
الاستبداد و التسلط والتبعية للخارج، وشعوبها مقموعة ومقهورة ومكبلة لا تستطيع
ممارسة دورها والمشاركة في قضايا وطنها وأمتها، الا أنه لم يثر دهشة القوميين
في الوطن العربي والبعثيين منهم على وجه الخصوص، ذلك أن فكرهم قد تأسس على
الايمان بالقدرات الكامنة في الشعب العربي وفئة الشباب منهم بشكل خاص، وكانت
لهم قراءاتهم الخاصة في هذا المجال لتاريخ الأمة ولحظات نهضتها وسقوطها اذ أنهم
لم يتراجعوا يوما عن الفكرة الراسخة بأن سياقات هذا التاريخ كانت تشير وتؤكد
على أن هذه السياقات كانت متداخلة ومركبة وتنطوي على احتمالات ومفاجآت مختلفة
أي أنه لم يكن في حياة العرب سقوط مطلق أو نهوض مطلق بل كانت هناك مسارات أخذت
خطوطا لولبية متداخلة فيها ارتفاع وانخفاض، وفيها تقدم وتأخر، وكر وفر، ومد
وجزر، ولكن الأمة كانت دائما وفي كل اللحظات تحافظ على قوامها التاريخي في
المحطات القومية المصيرية من خلال المقاومة الدائبة لكل دعوات الموت التاريخي
أو الخروج من التاريخ، وبقي فيها من ينادي دائما بخيار الحرية والتحرر
والمقاومة وبأن للآمة رسالة تاريخية تعبر عن حضارتها وتجعلها عصية على التهميش
والاجتثاث.




وقد عبر حزب البعث العربي الاشتراكي عن هذه الرؤية وهذه القراءة في معظم
ممارساته سواء وهو يؤسس للدولة القومية القاعدة أو وهو يقود النضالات المختلفة
في ساحات الوطن العربي وقدم أكثر التعبيرات النضالية نضجا ودلالة عن هذه الرؤية
في العراق العربي أيام الحكم الوطني (1968 – 2003) ومن ثم في مرحلة المقاومة
المباشرة للعدوان الامريكي – الصهيوني – الايراني الدائرة حاليا، ذلك أنه لو لم
يكن يملك مثل هذه القناعات التاريخية بأن الأمة قادرة على التحدي وأن العين
العربية قادرة على مواجهة المخرز الاستعماري الصهيوني المتوحش مهما كبر وتعاظم
عندما تتوفر لها الارادة والاحساس بالقيام بمهمة تاريخية، فقد كان من الممكن أن
يلجأ الى قراءات تبريرية تتحدث عن انتظار التوازن الاستراتيجي المستحيل وضرورة
الانحناء للعاصفة، وتخريج الانهزامية بكلمات فارغة و طنانة أو بمقولات تراجعية
تزين الانسحاب من المواجهة وترتضي القبول بالامر الواقع.




وقد قدم البعث الكثير من التضحيات من أجل اعلاء وتبيئة وتسويد هذه القيم
والمعاني العربية الكبرى واشاعة هذه القراءة التفاؤلية الايجابية حتى لا تسقط
الرايات ويسود الاحباط وتندحر الأمة من جراء الفظائع الكبرى التي أصبح يقارفها
الحكام العرب الذين يطاردهم الشعب العربي في اقطارهم الآن من زاوية لزاوية، ومن
ميدان لميدان.




وايمان البعث بالامة وقدراتها لم يتراجع يوما لابل انه قدم هذا الايمان بشكل
ملحمي على لسان الشهيد المجيد صدام حسين (عندما كان حبل المشنقة يلتف على
رقبته) بينما هو يهتف لفلسطين والأمة العربية بانطلاق وعنفوان، لأنه كان يعرف
بقناعاته القومية الراسخة أن الأمة وابنائها آتون ولن يتركوا هذه العصابات
الحاكمة الى الأبد، وسوف يدفع هؤلاء الثمن غاليا جراء العمالة والتفريط بحقوق
الأمة و خيانة تراثها وتاريخها.




ولذلك كان الشهيد المجيد يؤكد دائما على أن الدرس سيأتي من فلسطين الثائرة
والمتمردة ومن كل قطر عربي تسكنه العروبة ولن يأتي من الأنظمة الرسمية،لأنه كان
يرى بأم عينه ابناء فلسطين العراة وهم يصنعون البدائل للأمة بامكانيات محدودة
وبأحجار صغيرة تتحدى أكبر قوة في المنطقة.




النقطة الحاسمة والفارقة التي اعتمدها البعث في قراءة الواقع العربي هي الايمان
بالقدرة الهائلة للشعوب والجماهير في تغيير مسارات التاريخ، ذلك أنه لم
يتصورالجماهير دهماء وغوغاء لامعنى لهم في المنظار التاريخي وانما تطلع الى
الناس على انهم صنّاع النهضة والتغيير وأداة الأمة في صنع التحولات التاريخية.




وقد كان الاخوة في العراق وعلى رأسهم الشهيد المجيد يصوبون الرؤى الفكرية للبعض
ممن كانوا يعتقدون بغياب دور الجماهير وانحسار دورها في التأثير أو يستهينون
بوعيها وقدراتها. وكانوا لايستسيغون أي خطاب قدحي للآمة، ويفصلون فكريا وسياسيا
بين الأمة بالمعنى الرمزي التاريخي الايجابي الجاذب وبين من يقودون الأمة في
مسارات خاطئه وتدميرية. وكان العنصر الحاسم في هذه الرؤية أن من لايفهم ولا
يلتقط خط الجماهير ولا يدرك سايكولوجية الجماهير في اللحظة المعطاة وفي
السياقات التاريخية الشمولية، فانه لن يدرك على المدى البعيد امكانيتها على
الانقلاب والتغيير وضرورة وأهمية دورها كأداة ثابتة في هذه العملية التاريخية،
وسيفقد في هذه الحالة القدرة على التفهم والتعامل والتواصل مع الأداة الرئيسة
والوحيدة التي تصنع التحولات التاريخية الكبرى.




اننا نريد أن نؤكد الآن أننا أمام لحظة تاريخية لم تكن خارج تصورات القوميين
والبعثيين وانما كانت في صميم قناعاتهم وتوقعاتهم وتأتي استمرارا لايمانهم
الكبير بالامة وجماهيرها، واذا كان البعض قد تصور حالة الردة والنكوص والمروق
القومي وغياب الجماهير وهامشية دورها على أنها الحالة الجديدة المستديمة
للآمة،فان القوميين والبعثيين بحسهم التاريخي الذي يتشاركون فيه مع كل قوى
النهضة في الوطن العربي كانوا يرون ويتلمسون ويراهنون على الوجه والبعد الآخر
النهضوي النضالي لحال الأمة وحراكها ويتمسكون بقراءاتهم الايجابية الواقعية بأن
الأمة في مخاض شاق ومعقد وعسير وفي معركة مفتوحة مع كل قوى الشر في الداخل
والخارج، وأن في المعركة احتمالات مختلفة فيها الصعود والهبوط وأن الأمة ستنتصر
بقدر مايبقى عقلها موجها نحو بناء الارادة و توليد القدرة على التحدي
والمقاومة.




الانتفاضات الشعبية الجارية الآن في تونس ومصر هي من ضمن الاحتمالات والتوقعات
التي كان البعث يراها ويتنبأ بانبثاقها بعين تاريخية وبعيدا عن الحتميات
التاريخية و يراهن عليها ويرى أنها قادمة ان عاجلا أو آجلا ومن خلال قناعة
تاريخية اصبحت ثابتة في عقله الجمعي و برامجه بعد أن نجح في منازلة المشروع
الامريكي – الصهيوني في معركة قاسية وغير متكافئة في العراق وأثبت بما لايدع
مجالا للشك أن الأمة قادرة على الصمود والتحدي حتى في بيئة سياسية وظروف عربية
ودولية معقدة مثل هذه التي نحياها في المرحلة الراهنة.ونرى أن الانتفاضات في تونس ومصر اصبحت تبشر بفتح هذه الآفاق
وتعبّر بطريقتها




ويبقى أن نستحضر ماكان مؤسس البعث يؤكد علية دائما بأن الأمة عندما تكتشف ذاتها
فانها ستكون قادرة على تغيير ذاتها وأن الآفاق النضالية ستنفتح أمامها ولن تبقى
مسدودة الى الأبد،

الانقلابية النوعية على اكتشاف خلآق وايجابي لذات الأمة وتغيير
مساراتها التاريخية!
!




admin
admin
مدير عام

عدد الرسائل : 1748
العمر : 61
تاريخ التسجيل : 09/02/2008

https://arabia.alafdal.net

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى