يوم الغضب .. شمس غابت ام فجر يتجدد؟؟

يوم الغضب .. شمس غابت ام فجر يتجدد؟؟
2011-02-27
ثورة كل العراقيين
الخبز – الحرية – الكرامه
يوم الغضب .. شمس غابت ام فجر يتجدد؟؟
في مقال سابق، حول يوم الغضب العراقي الكبير، قلنا ان ساحة التحرير، ليست هي الجغرافيا التي يحسم فيها هذا الغضب قضاياه التي فجرته، فجغرافيا الغضب العراقي كل العراق، وهو ما تم التاكد منه هذا اليوم فعلاً، وقلنا ان يوم 25 ليس موعد الحسم الفيصل، وسدرة المنتهى، وانما نقطة البداية، وبذلك سحبنا البساط من تحت اقدام الذين عدوا الساعات، منذ صباح هذا اليوم حتى مسائه، الذي لم ينفض فيه المنتفضون الا بقوة القمع المالكية، وكانوا يخططون للقول ان انتهاء هذا اليوم دون سقوط الحكومة ودون خلخلة صفوفها وهرب رجالاتها، او رئيس وزرائها، يعني اندحار التظاهرات والمتظاهرين، وانتصار الحكومة والنظام، وهذا ليس بصحيح، فان هذا اليوم الذي بات الجميع يريد تقييمه بغياب شمسه التي نرى انها لم تغب مجازًا، لا يمكن تقييمه دون انتظار ما بعده، بمعنى انه لا يمكن تقييمه بمعزل عما يليه من مقبل الايام .. وفيما اذا كانت التظاهرات ستستمر ام ستتوقف، وفي رايي فانها ان توقفت غدا، فقد توقف انجاز هذا اليوم عند سلة كبيرة مليئة بالثمار، وان كنت لا اريد ان اعددها، انما في مقدمتها اثبات الشعب حضوره كخصم فاعل وقدير في وجه الحكومة، ما يعني جرة اذن فاعلة التاثير بين اوساط الحكومة واركان النظام والعملية السياسية، واطرافها، لتحسب حساب الشعب بطريقة اخرى غير الاستخفاف، والذين راهنوا على ان التظاهرات سوف لن تنطلق بالطريقة التي انطلقت بها خابت آمالهم حين راوا اي شوط قطعت، ومن الصحيح القول انها قدمت في اليوم الاول ما يقرب من ثلاثين شهيدًا وهو ما لم تقدمه ثورة الشعب المصري ولا التونسي في يوم واحد، الا اننا ايضًا يمكننا القول انها كبدت الحكومة من كرامتها وهيبتها الاكثير، حين اجبرتها على اقالة عدد من المحافظين واعضاء ورؤساء مجالس المحافظات والقائممقاميات والمجالس البلدية، وهذه منجزات ليست بالهينة، انما ليست حاسمة ايضًا بما يرضي طموح المنتفضين ويدفعهم الى التراجع والهدوء والاستكانة، وعليه فان امامنا اياما اخرى غاضبة ربما ستكون عديدة، لكنها ستوزع اعباء الحسم على ساعاتها، وعلى جغرافية البلد، وربما طالت او قصرت، بحسب ما يستجد من ظروف حولها، اذ اننا لا نعرف كم من المتون ستصبح هوامش وكم من الهوامش ستصبح متونا.