ملتقى الفكر القومي
أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم, أنت لم تقم بتسجيل الدخول بعد! يشرفنا أن تقوم بالدخول أو التسجيل إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى



انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

ملتقى الفكر القومي
أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم, أنت لم تقم بتسجيل الدخول بعد! يشرفنا أن تقوم بالدخول أو التسجيل إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى

ملتقى الفكر القومي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

لماذا استخدام العنف للتغيير في ليبيا وسوريا؟

اذهب الى الأسفل

لماذا استخدام العنف للتغيير في ليبيا وسوريا؟ Empty لماذا استخدام العنف للتغيير في ليبيا وسوريا؟

مُساهمة من طرف admin الأحد مايو 01, 2011 11:46 am

لماذا استخدام العنف للتغيير في ليبيا وسوريا؟

موقع جبهة التحرير العربية

الدكتور غالب الفريجات

كنا نظن ان الامة قد فقدت كل ادوات التغيير المطلوبة، للخلاص من النظام العربي الرسمي، الذي فشل في تحقيق امرين مهمين هما : تحقيق الامن الوطني، والتنمية، خاصة بعد فشله في مواجهة الكيان الصهيوني في حرب حزيران 1967 م، حتى فوجئنا بان الامة لازالت قابضة على اهم اسلحة التغيير، وهو سلاح الارادة الجماهيرية، بعد ان نزعت قناع الخوف، الذي ارتدته طوال حكم النظام العربي الرسمي، بعد مرحلة الاستقلال الوطني في القرن العشرين.

في الثورتين الشعبيتين التونسية والمصرية، استخدمت الجماهير سلاح المقاومة السلمية، وطرقت باب الممانعة في وجه النظام السياسي، حتى تم لهما اسقاط النظام السياسي، وبدأت كل واحدة منهما وعلى نار هادئة، تحدث التغيير المطلوب وبالتدريج، دون اراقة نقطة دم واحدة من قبلها، واستطاعت تحييد قوى الشد العكسي، مع انحياز الجيش الوطني لجانب حركة الجماهير، بامتناعه تنفيذ استخدام القوة، التي كان النظام المنهار يريد استخدامها.

في اليمن نرى الحركة الشعبية السلمية للتغيير تسير على خطى تونس ومصر، رغم انها تملك السلاح المتوفر في كل بيت يمني، وفي متناول كل من يريد في السوق، وانحياز قطاعات من الجيش اليمني لحركة التغيير، مع الاصرار الجماهيري على رفض استخدام العنف، حتى لو اراد النظام جرها لاستخدامه، ليعطي لنفسه مبررا لاستخدام القوة في قمع المواطنين، ومع مماطلة النظام وتسويفه في الاستجابة لمطالب المواطنين، في تحقيق هدف الثورة السلمية الديمقراطية المتمثل في ترحيل النظام، حتى تطور الامر الى المطالبة بمحاكمة النظام ورموزه، و بالاسلوب السلمي الديمقراطي.

وفي ليبيا بدت الصورة مغايرة تماما لما جرى في الاقطار العربية الثلاث، فبعد اسبوعين من المطالبة بالتغيير، نرى ان المتزعمين للتغيير قد طالبوا الجامعة العربية بمساعدتهم، وتدخل مجلس الامن تحت ذريعة حماية المواطنين بطلب عربي، وتدخل حلف الناتو لقصف مواقع القوات الليبية الحكومية، دون ان يكون لاستهداف المواطنين في هذا الجانب اية رعاية انسانية، كما زعم الذين قادوا التدخل، واستخدم المواطنون السلاح المنهوب من الثكنات العسكرية الحكومية ضد الجيش الليبي، واخذ السجال بين الطرفين، المطالبين بالتغيير باسلوب العنف، واحتلال المدن الليبية، ومواجهة قوات النظام بالسلاح، رغم ان زعماء هؤلاء المطالبين بالتغيير، جاءوا من رحم النظام السياسي الليبي، مثل وزير الداخلية ووزير العدل، وانضمام وزير الخارجية لهما لاحقا، مع ملاحظة الانحياز الكامل لقوى المعارضة في الخارج، والتي كانت تعيش على فتات موائد الغرب، فلا شرعية لمعارضة تستعين بالقوى الاجنبية المعادية للامة.

وفي سوريا ما ان بدأت احداث المطالبة بالحرية، حتى لمسنا استخدام العنف من قبل المطالبين بالحرية في مدينة درعا الجنوبية، وامتدت حتى العديد من المدن السورية، وبشكل خاص المدن الحدودية،مما يؤشر على تدخل قوى خارجية، دفع بالنظام لاستخدام العنف، تحت هيمنة نظرية المؤامرة، التي تحاك ضد سوريا والنظام، من خلال اعلان ان سوريا مستهدفة لموقعها ومواقفها، ومع محاولات بشار الاسد لطمأنة الناس ان الاصلاح قادم، الا انه فيما يبدو لم يلتقط الرسالة جيدا، ولم يعمل بسرعة اتجاه خطوات الاصلاح، وازدادت خيبة المطالبين بالحرية، وجاء العنف منذ البداية غير مبرر من الجانب الحكومي، وادى الى ارتباك النظام، وعدم قدرته على ادارة الازمة، مما اوقعه في اشكالية محلية وعربية ودولية، ففي الداخل اخذ الناس يشعرون بخيبة املهم في جدية النظام في خطوات الاصلاح، مما ساهم في تنفيذ الطابور الخامس على لعب دوره في المسيرات والاحتجاجات، وفي الاقليم العربي باتت جهات مشبوهة تلعب باصابع التدخل في الشأن السوري، اعلامية ومن شخصيات دينية وسياسية، دست انفها في الشأن السوري بدون مبرر، الا مبرر الحقد على النظام، ولصالح اعدائه واعداء الامة، وفي العالم وخاصة الاوروبي والاميركي جاءت فرصة التدخل، لتدجين النظام لصالح المصالح الغربية والصهيونية.

كان التغيير الذي يمكن ان يحقق اهدافه هو بالاسلوب السلمي الديمقراطي، اما وان تم استخدام العنف، وتدخل عناصر خارجية، والاستعانة بقوى اجنبية، فقد افرغ التغيير من اهدافه ومضمونة، وبات مؤشرا عليه باصابع الاتهام، لان اي مطلب وطني لا يمكن ان يكون وطنيا، اذا كان مدعوما من قوى خارجية، وبشكل خاص معادية للوطن والامة، ومما يؤشر عليه ان الاستهداف الداخلي والاقليمي والدولي كان ضد ليبيا وسوريا تحديدا، نظرا لمواقفهما المغايرة من مواقف الانظمة العربية، التي تمت ازالتهما من السلطة في كل من تونس ومصر.

ان استخدام التدخل في حركة التغيير، او المطالبة بالحرية والديمقراطية، كما في الطابور الخامس في داخل سوريا، واصابع بعض القيادات السياسية العربية، المرتبطة بالاهداف الامبريالية، وحجم التشهير الاعلامي والسياسي من قبل بعض اطراف النظام العربي الرسمي، والمرتبطة به، والضغط والمحاصرة من قبل القوى الامبريالية، يؤشر على استهداف النظام، اكثر منه محاولة جماهيرية مطالبة بالحرية والديمقراطية، وهو ما يتطلب الحذر من الانسياق وراء التهويش الاعلامي، من اجل تغييب الصورة الحقيقية عما يجري في ليبيا وسوريا.

ان استخدام العنف في التغيير بدلا من الاسلوب السلمي الديمقراطي، يقضي على اي محاولة للتغيير الحقيقي، وينزع من ايدي الجماهير العربية امضى سلاح باتت تملكه بايديها، تستطيع من خلاله تحقيق ما عجزت عن تحقيقه منذ اكثر من ستين عاما، على امتداد استمرارية النظام العربي الرسمي في اغتصاب السلطة والثروة، وان التدخل الاجنبي يعطي انطباعا ان الجماهير العربية عاجزة عن امتلاك ارادتها، ونزع حقوقها بنفسها الا بمساعدة الغرب المعادي لطموحاتها، في انجازالاهداف التي تناضل من اجلها، و تحقيق الوحدة بدلا من التجزأة، والحرية بدلا من التبعية، والتنمية بدلا من التخلف.

لا تغيير الا من خلال النضال الجماهيري، وبالاسلوب السلمي الديمقراطي، فقد ولى عصر الانقلابات العسكرية، التي باتت تستبدل نظاما بنظام آخر، شبيه له في القمع والاستبداد، وهو ما اخر الامة سنوات وسنوات، على طريق تحقيق الامن الوطني، وانجاز التنمية المنشودة، مما يتطلب ان تسعى الجماهير، لابتكار وسائل نضالية جديدة وغير مسبوقة، في مواجهة الاستبداد والقمع، ونهب الثروة، واحتكار السلطة، وان تحكم نفسها بنفسها، بعيدا عن التدخل الاجنبي، الذي مزق الامة وغرس المشروع الصهيوني في قلبها، وغزا العراق ودمره، ومازالت افرازاته تعيث فسادا في العراق، بتواطؤ امبريالي صهيوني صفوي.

لا للعنف من اجل التغيير، ولا للاستعانة بالاجنبي تحت ذريعة التحرير، ولا للتواطؤ على تحقيق الاهداف الوطنية، ولا للقفز على السلطة بدون ان تكون من خلال ارادة الشعب، ولا للتسويف والمماطلة واللعب على الوقت، لتمرير المرحلة، والتملص من الاستحقاقات الجماهيرية المشروعة، ولا حرية ولا ديمقراطية ولا حقوق انسانية من خلال الدبابات الامبريالية، فقد امتلك الشعب ارادته في التغيير، وهو قادر على تحقيقه بدون وصاية من احد.

admin
admin
مدير عام

عدد الرسائل : 1748
العمر : 61
تاريخ التسجيل : 09/02/2008

https://arabia.alafdal.net

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى