الذكرى الثالثة والستين لإحتلال فلسطين
صفحة 1 من اصل 1
الذكرى الثالثة والستين لإحتلال فلسطين
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الذكرى الثالثة والستين لإحتلال فلسطين
الدكتور غالب الفريجات
تمر علينا ذكرى 15 أيار الثالثة والستين، ذكرى إحتلال فلسطين على أيدي العصابات الصهيونية، مدعومة من القوى الإمبريالية العالمية، وفي المقدمة منها بريطانيا، التي وفرت كل سبل الإحتلال والإغتصاب لأرض فلسطين، للقيام بأبشع جريمة عرفها التاريخ، تمثلت بطرد شعب من وطنه وأرضه، وإحلال غرباء مكانهم، لا يملكون إلا هلوسات ودعاوي دينية خرافية، ما كان لها أن تحقق أهدافها في الإحتلال، لولا حالة الضعف والتجزأة، التي أصابت الأمة العربية بفعل التآمر الإستعماري.
وتأتي الذكرى الثالثة والستين لإحتلال فلسطين هذا العام، في ضوء ما يجتاح الوطن العربي، من ثورات شعبية سلمية ديمقراطية، كسرت الشعوب حاجز الخوف، وواجهت بصدور اأبنائها العارية، رصاص قوى أمن أجهزة النظام العربي السياسي الفاسد، ومع إصرارها على المضي في إنتزاع إرادتها، وإمتلاك صناعة القرار في أوطانها، ومحاكمة رموز الفساد التي إستشرت، كانت أقوى من كل أجهزة النظام، مما كان له من نتائج باهرة قد تحققت على أرض تونس ومصر، وهي عازمة على تحقيق ما قامت به في الساحات العربية الأخرى.
تمر ذكرى الخامس عشر من أيار، والصف الفلسطيني قد غادر حالة الإنشقاق والتناحر، التي إستهدفت الوحدة الوطنية، كمقدمة لوحدة الصف العربي، الذي لابد وأن يكون في مواجهة كل المخططات العدوانية، التي تستهدف فلسطين والأمة، لأن العدو الصهيوني لا يمكن مواجهته إلا بوحدة الصف والهدف، فالوحدة الوطنية على أرضية المقاومة هي الطريق الوحيد لإستعادة الوطن المحتل، وهي الطريق الوحيد لتحقيق كامل أهداف الشعب والأمة.
إن النظام العربي الرسمي الذي إغتصب السلطة من جماهير الشعب، كان وراء ضياع فلسطين، كما أنه وبتحالف مع أعداء الشعب والأمة، قد أضاع الأمن الوطني، وغيَب التنمية، مما أفقده شرعية بقائه في السلطة منذ زمن، مارس فيه كل أنواع القهر والذل والعبودية في حق المواطنين، ونهب ثرورات الشعب، وبسبب تحالف السلطة مع الثروة ذاقت الجماهير كل أصناف الجوع والفقر والبطالة.
إن الصراع العربي الصهيوني ليس صراع حدود، كما يحلو للنظام العربي الرسمي أن يشيع، ليبرر سياسة الذل والهوان، التي ساقته لعقد معاهدات الإستسلام مع الكيان الصهيوني، وإستباحة الأرض العربية، والتحكم في مصير أبنائها، ومستقبل طموحاتها، وإنما هو صراع وجود يتطلب من الأمة جمعاء حشد كل طاقاتها، للخلاص من هذا الإحتلال البشع، الذي يشكل خطورة كبيرة على الأمة، في وحدتها وتقدمها ونهضتها، ومنع الأمة من تحقيق ما تصبو إليه، من إستبدال التجزأة بالوحدة، والتبعية بالحرية والوعي والديمقراطية، والتخلف بالتنمية وتحقيق العدالة الإجتماعية لكل أبنائها، من خلال إستثمار طاقاتها، لتحقيق الحياة الحرة الكريمة للجميع وبدون إستثناء.
إن سياسة الممانعة والمقاومة هي الطريق الوحيد، لمواجهة القوى الإمبريالية والصهيونية، وإن تحرير فلسطين لا يلقى على عاتق أبناء الشعب الفلسطيني، الذي يواجه رصاص الإحتلال بصدور أبنائه على أرض فلسطين كل يوم، وإنما مهمة التحرير مهمة قومية، تتطلب حشد كل طاقات الاأمة، لاأن الكيان الصهيوني كإحتلال عدواني عنصري توسعي، يسعى إلى السيطرة والهيمنة على الوطن العربي، مما يؤكد على خطورة هذا الكيان على الاأمة، وأن مواجهته لابد وأن تكون بكل ما تملك الاأمة من إمكانيات مادية وبشرية.
إن فلسطين عربية من البحر لى النهر، ولا يجوز التنازل عن شبر واحد منها، ولا يحق لاأي كان أن يتصرف بأي جزء من ترابها، لأنها بمثابة الوقف الاسلامي، الذي يخص الأمة جمعاء، وإن أية قيادات فلسطينية، لا تملك الحق في التصرف والتمثيل، إلا في الوحدة والتحرير، وأي إدعاء في غير ذلك يهدف الى التآمر على فلسطين وحقوق شعبها ومشرديه.
إن فلسطين طريق الوحدة، كما الوحدة طريق فلسطين، فالكيان الصهيوني يعيش على حالة التجزأة، التي تنخر في جسد الأمة، وهو يسعى جاهداً، من أجل أن نعيش على إمتداد الوطن العربي، في كانتونات طائفية أو مذهبية أو عرقية، لكي يبقى هو صاحب السيادة في المنطقة، ويقوم بدور الشرطي العالمي الذي أوكل إليه، ويعمل على تحقيق الأهداف الصهيونية والامبريالية، التي تمزق الأمة، وتدمر إمكانياتها وطاقاتها.
يا أبناء شعبنا العربي الفلسطيني، ويا أبناء أمتنا المجيدة، إننا على يقين من تحقيق النصر على أعداء أمتنا، وإن أملنا في التحرير كبير جداً، وإننا لقادرون على تحقيق كامل طموحاتنا، وعلينا أن نؤمن أن الأمة قادرة على دحر أعدائها، ومواجهة كل الصعاب التي تواجهها، عندما يقيض الله لها من يأخذ بيدها، ويقودها إلى المستقبل، ونحن أكثر يقينا، خاصة في هذا العام، عام الثورات العربية، التي انطلقت من تونس الخضراء، وإنتقلت الى مصر العروبة، التي يتطلع اليها كل العرب، فإن مصر الثورة هي مصر الأمة، التي تعيش نبض الشارع العربي، وتحتضن أبناء أمتها، لأنها بعروبتها تملك إرادتها، وبدون ذلك، فإنها تعيش في كينونة عزلتها، التي لن تتقدم بها خطوة واحدة.
في الذكرى الثالثة والستين لإحتلال فلسطين، ذكرى الخامس عشر من أيار، لن يمر هذا العام كبقية الأعوام التي سبقته، لأن العرب يعيشون ربيع ثوراتهم الشعبية، وإن فلسطين في القلب من هذه الثورات، لأنها قضية العرب المركزية، فهي ملهمة الشعوب، والسبب وراء ما أصاب الأمة، وما يحاك للأمة في الغرف السوداوية، من مؤامرات ودسائس، بالفعل الإمبريالي والصهيوني.
إننا على يقين تام بأن الأمة ستأخذ طريقها الى الوحدة والحرية والتحرير والعدالة الإجتماعية، لأنها أمة حضارة ورسالة، وإنها ستعيد مسيرتها الأولى، التي كانت فيها تشع علماً ووعياً وتقدماً، وأن نموذجها الحضاري الإنساني، لازال هو النموذج الذي تحتاجه الإنسانية وتتوق اليه، لأنه مزج بين عبقرية الإنسان ووحي السماء، فالإنسان العربي المسلح بالوعي والإيمان، قادر على أن يكون النموذج الذي أراده الخالق لمخلوقاته الآدمية.
في ذكرى الإحتلال لا يفوتنا إلا أن نشد على أيدي أبناء فلسطين الصامدين، والمنزرعين على أرضها، وهم يواجهون أقسى أنواع الظلم.
الرحمة لكل الشهداء الذين سقطوا على أرض فلسطين،
ولكل الشهداء العرب على طريق الحرية والإستقلال.
عاشت المقاومة على أرض فلسطين وعلى إمتداد الوطن العربي.
الحرية للأسرى القابعين في سجون الإحتلال الصهيوني
والسجون الأمريكية وكل سجون النظام العربي الرسمي.
عاشت فلسطين حرة عربية من البحر الى النهر.
dr_fraijat@yahoo.com
الذكرى الثالثة والستين لإحتلال فلسطين
الدكتور غالب الفريجات
تمر علينا ذكرى 15 أيار الثالثة والستين، ذكرى إحتلال فلسطين على أيدي العصابات الصهيونية، مدعومة من القوى الإمبريالية العالمية، وفي المقدمة منها بريطانيا، التي وفرت كل سبل الإحتلال والإغتصاب لأرض فلسطين، للقيام بأبشع جريمة عرفها التاريخ، تمثلت بطرد شعب من وطنه وأرضه، وإحلال غرباء مكانهم، لا يملكون إلا هلوسات ودعاوي دينية خرافية، ما كان لها أن تحقق أهدافها في الإحتلال، لولا حالة الضعف والتجزأة، التي أصابت الأمة العربية بفعل التآمر الإستعماري.
وتأتي الذكرى الثالثة والستين لإحتلال فلسطين هذا العام، في ضوء ما يجتاح الوطن العربي، من ثورات شعبية سلمية ديمقراطية، كسرت الشعوب حاجز الخوف، وواجهت بصدور اأبنائها العارية، رصاص قوى أمن أجهزة النظام العربي السياسي الفاسد، ومع إصرارها على المضي في إنتزاع إرادتها، وإمتلاك صناعة القرار في أوطانها، ومحاكمة رموز الفساد التي إستشرت، كانت أقوى من كل أجهزة النظام، مما كان له من نتائج باهرة قد تحققت على أرض تونس ومصر، وهي عازمة على تحقيق ما قامت به في الساحات العربية الأخرى.
تمر ذكرى الخامس عشر من أيار، والصف الفلسطيني قد غادر حالة الإنشقاق والتناحر، التي إستهدفت الوحدة الوطنية، كمقدمة لوحدة الصف العربي، الذي لابد وأن يكون في مواجهة كل المخططات العدوانية، التي تستهدف فلسطين والأمة، لأن العدو الصهيوني لا يمكن مواجهته إلا بوحدة الصف والهدف، فالوحدة الوطنية على أرضية المقاومة هي الطريق الوحيد لإستعادة الوطن المحتل، وهي الطريق الوحيد لتحقيق كامل أهداف الشعب والأمة.
إن النظام العربي الرسمي الذي إغتصب السلطة من جماهير الشعب، كان وراء ضياع فلسطين، كما أنه وبتحالف مع أعداء الشعب والأمة، قد أضاع الأمن الوطني، وغيَب التنمية، مما أفقده شرعية بقائه في السلطة منذ زمن، مارس فيه كل أنواع القهر والذل والعبودية في حق المواطنين، ونهب ثرورات الشعب، وبسبب تحالف السلطة مع الثروة ذاقت الجماهير كل أصناف الجوع والفقر والبطالة.
إن الصراع العربي الصهيوني ليس صراع حدود، كما يحلو للنظام العربي الرسمي أن يشيع، ليبرر سياسة الذل والهوان، التي ساقته لعقد معاهدات الإستسلام مع الكيان الصهيوني، وإستباحة الأرض العربية، والتحكم في مصير أبنائها، ومستقبل طموحاتها، وإنما هو صراع وجود يتطلب من الأمة جمعاء حشد كل طاقاتها، للخلاص من هذا الإحتلال البشع، الذي يشكل خطورة كبيرة على الأمة، في وحدتها وتقدمها ونهضتها، ومنع الأمة من تحقيق ما تصبو إليه، من إستبدال التجزأة بالوحدة، والتبعية بالحرية والوعي والديمقراطية، والتخلف بالتنمية وتحقيق العدالة الإجتماعية لكل أبنائها، من خلال إستثمار طاقاتها، لتحقيق الحياة الحرة الكريمة للجميع وبدون إستثناء.
إن سياسة الممانعة والمقاومة هي الطريق الوحيد، لمواجهة القوى الإمبريالية والصهيونية، وإن تحرير فلسطين لا يلقى على عاتق أبناء الشعب الفلسطيني، الذي يواجه رصاص الإحتلال بصدور أبنائه على أرض فلسطين كل يوم، وإنما مهمة التحرير مهمة قومية، تتطلب حشد كل طاقات الاأمة، لاأن الكيان الصهيوني كإحتلال عدواني عنصري توسعي، يسعى إلى السيطرة والهيمنة على الوطن العربي، مما يؤكد على خطورة هذا الكيان على الاأمة، وأن مواجهته لابد وأن تكون بكل ما تملك الاأمة من إمكانيات مادية وبشرية.
إن فلسطين عربية من البحر لى النهر، ولا يجوز التنازل عن شبر واحد منها، ولا يحق لاأي كان أن يتصرف بأي جزء من ترابها، لأنها بمثابة الوقف الاسلامي، الذي يخص الأمة جمعاء، وإن أية قيادات فلسطينية، لا تملك الحق في التصرف والتمثيل، إلا في الوحدة والتحرير، وأي إدعاء في غير ذلك يهدف الى التآمر على فلسطين وحقوق شعبها ومشرديه.
إن فلسطين طريق الوحدة، كما الوحدة طريق فلسطين، فالكيان الصهيوني يعيش على حالة التجزأة، التي تنخر في جسد الأمة، وهو يسعى جاهداً، من أجل أن نعيش على إمتداد الوطن العربي، في كانتونات طائفية أو مذهبية أو عرقية، لكي يبقى هو صاحب السيادة في المنطقة، ويقوم بدور الشرطي العالمي الذي أوكل إليه، ويعمل على تحقيق الأهداف الصهيونية والامبريالية، التي تمزق الأمة، وتدمر إمكانياتها وطاقاتها.
يا أبناء شعبنا العربي الفلسطيني، ويا أبناء أمتنا المجيدة، إننا على يقين من تحقيق النصر على أعداء أمتنا، وإن أملنا في التحرير كبير جداً، وإننا لقادرون على تحقيق كامل طموحاتنا، وعلينا أن نؤمن أن الأمة قادرة على دحر أعدائها، ومواجهة كل الصعاب التي تواجهها، عندما يقيض الله لها من يأخذ بيدها، ويقودها إلى المستقبل، ونحن أكثر يقينا، خاصة في هذا العام، عام الثورات العربية، التي انطلقت من تونس الخضراء، وإنتقلت الى مصر العروبة، التي يتطلع اليها كل العرب، فإن مصر الثورة هي مصر الأمة، التي تعيش نبض الشارع العربي، وتحتضن أبناء أمتها، لأنها بعروبتها تملك إرادتها، وبدون ذلك، فإنها تعيش في كينونة عزلتها، التي لن تتقدم بها خطوة واحدة.
في الذكرى الثالثة والستين لإحتلال فلسطين، ذكرى الخامس عشر من أيار، لن يمر هذا العام كبقية الأعوام التي سبقته، لأن العرب يعيشون ربيع ثوراتهم الشعبية، وإن فلسطين في القلب من هذه الثورات، لأنها قضية العرب المركزية، فهي ملهمة الشعوب، والسبب وراء ما أصاب الأمة، وما يحاك للأمة في الغرف السوداوية، من مؤامرات ودسائس، بالفعل الإمبريالي والصهيوني.
إننا على يقين تام بأن الأمة ستأخذ طريقها الى الوحدة والحرية والتحرير والعدالة الإجتماعية، لأنها أمة حضارة ورسالة، وإنها ستعيد مسيرتها الأولى، التي كانت فيها تشع علماً ووعياً وتقدماً، وأن نموذجها الحضاري الإنساني، لازال هو النموذج الذي تحتاجه الإنسانية وتتوق اليه، لأنه مزج بين عبقرية الإنسان ووحي السماء، فالإنسان العربي المسلح بالوعي والإيمان، قادر على أن يكون النموذج الذي أراده الخالق لمخلوقاته الآدمية.
في ذكرى الإحتلال لا يفوتنا إلا أن نشد على أيدي أبناء فلسطين الصامدين، والمنزرعين على أرضها، وهم يواجهون أقسى أنواع الظلم.
الرحمة لكل الشهداء الذين سقطوا على أرض فلسطين،
ولكل الشهداء العرب على طريق الحرية والإستقلال.
عاشت المقاومة على أرض فلسطين وعلى إمتداد الوطن العربي.
الحرية للأسرى القابعين في سجون الإحتلال الصهيوني
والسجون الأمريكية وكل سجون النظام العربي الرسمي.
عاشت فلسطين حرة عربية من البحر الى النهر.
dr_fraijat@yahoo.com
مواضيع مماثلة
» كلمة الرفيق ركاد سالم ابو محمود امين عام جبهة التحرير العربية في فلسطين التي القاها في مهرجان الذكرى الثالثة والستين لتاسيس حزب البعث
» بيان بمناسبة الذكرى الثالثة والستين لميلاد حزب الرسالة الخالدة
» بيان إلى أبناء شعبنا في الذكرى الثالثة والستين لميلاد البعث
» الذكرى الثالثة والستون لنكبة فلسطين - ثلاث مقالات
» بيان القيــادة القــومية بمناسبة الذكرى الثانية والستين لنكبة فلسطين
» بيان بمناسبة الذكرى الثالثة والستين لميلاد حزب الرسالة الخالدة
» بيان إلى أبناء شعبنا في الذكرى الثالثة والستين لميلاد البعث
» الذكرى الثالثة والستون لنكبة فلسطين - ثلاث مقالات
» بيان القيــادة القــومية بمناسبة الذكرى الثانية والستين لنكبة فلسطين
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى