البعث وشرف الانتماء

من طرف **admin** السبت يونيو 18, 2011 1:54 pm

البعث وشرف الانتماء

البعث كعقيدة دنيوية لم تأت أو تنشأ من فراغ ولم تولد عبثاً وإنما نتيجة صراع ومعاناة عاشتها جماهير الأمة العربية لما وقع عليها من ظلم وتجزئة واستعمار واظهاد واستغلال و تخلف …

فالبعث حركة حاكت أحاسيس ومشاعر وروحية المواطن العربي وحركت ضميره ووجدانه,

فبقدر ما جسدت حركة البعث الآلام وتطلعات المواطن العربي واشرتها على صعيد المواقع والحياة اليومية المعاشة وحددت ملامح طريق الخلاص بعد إن شخصت الأمراض والعلاج للوصول الى مستقبل أفضل, بنفس الموقف لم تكن حركة أحادية الجانب أي أنها لم تهتم بالجانب المادي فقط وإنما استلهمت حاجات وتطلعات الأمة الروحية والإيمانية وبذلك تميزت عن التيارات السياسية التي سبقتها أو عاصرتها والتي كانت إما مادية جدبة أو روحية غارقة في بحر من الظلام, ومن هنا وضع البعث يده على الحاجات الحقيقية ربطاٌ موضوعياً. بين ما هو عادي وروحي, حيث استلهم تراث الأمة وبالمقدمة منه الإسلام كعامل أساسي في هذا التراث, مما أضفى على عقيدة البعث قوة وعمقاً بمواجهة الظلم والفساد بمواقف إيمانية متمسكة بمبادئ وقيم الأمة العربية والإسلامية وبنفحات إيمانية صادقة مستمرة من عدالة السماء…

لذا نجد أن الانتماء للبعث ليس للهو أو القتل الفراغ شأنه شأن الانتماء لأي ( نادي ) أو تجمع ثقافي أو اجتماعي , وإنما انتماء فكري وروحي عقائدي, وبذلك ملأ البعث الفراغ عندما ربط بين عقيدة الأرض وعقيدة السماء (أي استلهام حاجات الأمة المادية والروحية) كما أسلفنا , واستلهم دور الإسلام في حياة العرب ودور العرب في الإسلام ومكانتهم.

فالشباب العربي عندما انتمى للبعث انما انتمى بوعي و إيمان صادقين وبما أن الوعي يسبق الإيمان ويقوده إلى الرسوخ العقائدي الثابت, لذا نجد البعث على هذا المستوى من الانتماء الحقيقي.

ونحن هنا لا ننكر أن هنالك من انتمى للبعث وبدوافع ذاتيه أو مصلحية وخاصة في فترة النضال الإيجابي وتسلم الحزب للسلطة, ولكن كم نسبة هؤلاء قياساً بحجم الحزب, بالإضافة إلى وجود حزبين بين صفوف البعث ليسوا بعثيين وإنما منتسبين وغير منتمين وهنالك ألبعثي وإللا بعثي أي من هو بعثي في الفكر والممارسة ومن هو حزبي أي منتسب فقط بدون تجسيد بالعقيدة فكراًَ وممارسة, وإن هؤلاء تساقطوا ويتساقطون عبر ألمسيره النضالية الجهادية للبعث وبشكل خاص في المنعطفات ألحاده والحرجة التي مروا بها, ولذا نرى أن البعث يخرج أصلب عوداً وأقوى شكيمة عندما يتعرض إلى نكسة لتخلصه مما علق به من أدران أو عناصر وصولية وانتهازيه, فنراهم يتساقطون كما تتساقط أوراق الأشجار في الخريف