ملتقى الفكر القومي
أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم, أنت لم تقم بتسجيل الدخول بعد! يشرفنا أن تقوم بالدخول أو التسجيل إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى



انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

ملتقى الفكر القومي
أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم, أنت لم تقم بتسجيل الدخول بعد! يشرفنا أن تقوم بالدخول أو التسجيل إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى

ملتقى الفكر القومي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

إشكاليـة النهضـة في فكر ميشيـل عفلـق الدكتور محمد مسعود الشابي

اذهب الى الأسفل

إشكاليـة النهضـة في فكر ميشيـل عفلـق  الدكتور محمد مسعود الشابي Empty إشكاليـة النهضـة في فكر ميشيـل عفلـق الدكتور محمد مسعود الشابي

مُساهمة من طرف admin السبت يونيو 18, 2011 11:50 pm


إشكاليـة النهضـة في فكر ميشيـل عفلـق

الدكتور محمد مسعود الشابي



المعنـى الوجودي للفـرد و الأمٌـة

سنة 1950 كتب مؤسس البعث محددا شروط حركة الانبعاث العربي قائلا: (( إنني أستطيع تعريفها. بأنها الحركة التي تستطيع أن تسيطر على الظروف، و هذا يعني أن كل ما يجري في بلاد العرب و كل ما ينشأ فيها و يظهر و يعمل من أحزاب و تكتلات و قوى سياسية تتصف بالصفة المعاكسة تماما وهي أنها كلها خاضعة للظروف. . الأوضاع الاقتصادية و الاجتماعية و الفكرية و النفسية. . فالمشكلة بالنسبة للعرب هي أن يتمثل نزوعهم إلى الحياة و التخلص من هذه الأوضاع في حركة تستطيع أن تسيطر على الظروف التي فشلت كل الحركات و الجهود الأخرى في السيطرة عليها فأصبحت مقوية للفساد و مدعمة له، لا لأنها كلها في الأصل فاسدة أو ترغب في الفساد بل لأن بعضها لم يعد العدة الكافية لكي يسيطر على الظروف )) ثم يقول: إن (( أول ما يمكن أن يذكر من شروط لهذه الحركة التي تستطيع السيطرة على الظروف هو أن تكون من الناحية الفكرية في مستوى القضية التي تحاول حملها و هذا يعني أن التفكير الذي تبني عليه هذه الحركات يجب أن يكون تفكيرا عربيا. و هنا ينتفي كل جهد و كل محاولة محلية أو شخصية لا ترتفع إلى هذا المستوى و إلى هذا الشمول. . إن هذا المستوى. . لا يطلب فقط من حيث اتساع الرقعة و العدد، أي أنه يضم كل العرب، و إنما يطلب منه أن يعالج جميع المشاكل الأساسية التي تتعلق بحياة العرب و الشعب العربي)).

و أكثر من ذلك فإن مؤسس البعث يذهب بعيدا و يقول بأن هذه الحركة لا بدٌ لها من (( نظرة تقويم إلى الحياة أي لا بدٌ للحركة من نظرة أخلاقيٌة. . لأن الحركة تحتاج لا إلى نظرة أخلاقية فحسب بل إلى نظرة فلسفية عامة أي أن يكون لها نظرة في الكون و مظاهره. وعلله و في الإنسان و معنى حياته >> أي << لا بدٌ من وجود فلسفة مبسطة عن الحياة تجسم لهذا الجيل المناضل رسالته في هذه المرحلة التاريخية أي تجسم له حقيقة مهمته )).

و نقطة البدء في أي فلسفة هي المعنى الوجودي لحياة الفرد و الأمة و لذلك وجدنا ميشيل عفلق منذ 1936 يكتب قائلا: (( لآن تطوى صفحة. . و صفحة جديدة تبدأ تطوى صفحة الضعفاء الذين يقابلون مصائب الوطن بالبكاء، صفحة النفعيين. . صفحة، الجبناء الذين يعترفون بفساد المجتمع إذا ما خلوا لأنفسهم حتى إذا خرجوا للطريق كانوا أول من يطأطئ رأسه لهذه المفاسد. . و تبدأ صفحة جديدة، صفحة الذين يجابهون المعضلات العامة ببرودة العقل و لهيب الإيمان يجاهرون بأفكارهم و لو وقف ضدهم أهل الأرض جميعا و يسيرون في الحياة عراة النفوس هؤلاء هم الذين يفتحون عهد البطولة فالواحد منهم له صدق الأطفال و صراحتهم. . و لا يصدق أن الحق يحتاج إلى براقع و القضية العادلة إلى تكتم و جمجمة، حياة هؤلاء ستكون خطا واضحا مستقيما لا فرق بين باطنها و ظاهرها ولا تناقض بين يومها و أمسها. . . الصلابة في الرأي صفة من أجل صفاتهم. . فإذا رأوا الحق في جهة عادوا من أجله كل الجهات الأخرى. . إنهم قساة على أنفسهم قساة على غيرهم، إذا اكتشفوا خطأ رجعوا عنه غير هيابين و لا خجولين لأن غايتهم الحقيقة لا أنفسهم و إذا تبينوا الحق في مكان أنكر من أجله الابن أباه و هجر الصديق صديقه)).

ذلك فيما يخص المعنى الوجودي للفرد أما فيما يخص المعنى الوجودي للأمة فإن ميشيل عفلق يحدده بما يلي: لقد طال الأمد على الناس وهم يعتقدون الحياة فرنا و حشيا هائلا.

توقد فيه الملايين منهم لاستخراج حبة من الذهب. . . و ما احراهم أن ينظروا إليها كحقل واسع مديد تتفتح فيه الورود و الأزهار من كل جانب بشتى الألوان و الأشكال.

كان العرب القدماء يعتقدون أن نفس القتيل الذي لم يؤخذ بثأره تتحول بعد موته إلى طائر يحوم حول القبر صارخا متوجعا من عطشه المحرق. . . و كان هذه حال ألوف النفوس توارى كل يوم في التراب فبل أن تشفى من الحياة ظمأها، لأن أوضاع المجتمع حولتها إلى حيوانات ذليلة تقضي العمر خافضة الرأس، بدلا من أن تكون مخلوقات بشرية مشرئبة نحو النور تمنح أحسن ما عندها.

. . . لست أصدق أن القرن الكامل من السنين يعجز عن إنتاج أكثر من فرد أوفر دين أو عشرة أفراد يليق أن يمثلوا الإنسانية و أن نقول في الواحد منهم هذا هو الإنسان.

. . . إنني أفكر بكل الذين يتململون في زوايا القبور من ثقل الآمال التي لم يتح لهم المجتمع تحقيقها في الحياة، و من كنوز الخير و الحب و الحماسة التي بقيت كامنة في قلوبهم و ما تسنى لهم إظهارها و استخدامها .

الاشتراكية ليست واسطة لإشباع الجياع

. . . إذا كنت أدعو إلى الاشتراكية فلكي لا تحرم الحياة من مواهب هذه النفوس وقواها الدفينة وجهودها الحرة الخصبة. . . ما نظرت إلى الاشتراكية في يوم من الأيام كواسطة لإشباع الجياع و الباس العراة فحسب و لا يهمني الجائع لمجرد كونه جائعا، بل للممكنات الموجودة فيه، التي يحول الجوع دون ظهورها، و لا أرى الأكل غاية له، بل سبيلا للتحرر من الضرورات لينصرف إلى القيام بوظيفته الإنسانية.

إن الذي يظن الاشتراكية دينا للشفقة مخطئ، أي خطا، فلسنا رهبانا نلوذ بالرحمة لنطمئن وجدانا أقلقه مرأى البؤس و الشقاء حتى نعظم في عيون أنفسنا و ننام هادئ البال، إننا في دفاعنا عن الجماهير المحرومة لا تمنحهم صدقة بل نطلب لهم حقا، و لا يهمنا تخفيف البؤس إذا لم يكن ذلك لزيادة ثروة الحياة )).

فالاشتراكية في نظره (( دين الحياة، و ظفر الحياة على الموت، فهي بفتحها باب العمل أمام الجميع، و سماحها لكل مواهب البشر وفضائلهم أن تتفتح و تنطلق و تستخدم تحفظ ملك الحياة للحياة، و لا تبقي للموت إلا اللحم الجاف و العظام النخرة )).

لذلك فإن طموح الشعب العربي يجب أن يكون كبيرا فهو << طموح كل شعب أصيل شاعر بشخصيته مقدر لمعنى وجوده الإنساني طموح لا يقتصر على دفع الأخطار و التخلص من الأعداء و من ظلمهم الذي لحق بنا زمنا طويلا طموح لا يقف عند حدود السلبية و الرفض و التخلص و إنما هو في أعماقه طموح إيجابي بناء في أن نعمل و أن نسترجع من جديد تجاوبنا الصادق مع الحياة، و أن نساهم في بناء الحضارة و نساهم في إخصاب القيم الإنسانية و في الدفاع عنها و في تجسيدها تجسيدا صادقا في حياتنا و سلوكنا )).

تناقضــات الشخصيـة العربيـة و ضرورة توحيدهـا

بعد أن أوضح الأسس الفلسفية للفرد و للأمة و أعطاها معنى وجوديا اتجه إلى تحديد إشكالية القضية العربية في شموليتها فقد حدد بأن الداء الذي يعانيه العرب لا يأتي من الخارج و إنما هو أساسا مرض داخلي في كيان الأمة النفسي و الروحي و بالتحديد هو مرض ازدواجية الشخصية. هذا المرض الذي يرجع إلى تناقض بين الفعل و القول، و تناقض بين الماضي و الحاضر و تناقض بين الشعب و حقيقته.

فعفلق يقول: (( لو أردنا أن نصف هذه الأمة وصفا مجملا لقلنا أنها أمة عظيمة الماضي وهزيلة الحاضر و مجزأة في داخلها تخضع لحكم الأجنبي في أكثر أقطارها )) فهذه الأمة (( تنظر من جهة إلى ماضيها و من جهة أخرى إلى حاضر غيرها، فماضيها مجيد عظيم و حاضر غيرها كذلك. و كما أنها لا تستطيع أن تتجاهل ماضيها و تصمٌ سمعها عن ندائه، فهي كذلك لا تستطيع التعامي عن حاضر غيرها من الأمم التي تحيط بها و تؤثر في مصيرها بشتى الطرق. . . و هي إنما تطلب غاية واحدة تبدو للنظرة الأولى مزدوجة. تطلب أن ترتقي إلى ما يساويها بماضيها المجيد و بحاضر الأمم الأخرى. فيكون تذكرها لماضيها ووعيها لحاضر غيرها حافزا مزدوجا للنهوض )).

بل أكثر، فذلك التناقض يشكل حافزا و ضرورة و في مقال آخر يؤكد على نفس التشخيص فيقول: (( كانت الشخصية العربية كلا موحدا لا فرق بين روحها وفكرها، بين عملها وقولها، أخلاقها الخاصة و أخلاقها العامة، و كانت الحياة العربية تامة ريانة يتظافر فيها الفكر و الروح و العمل و كل الغرائز القوية. أما نحن فلا نعرف غير الشخصية المنقسمة المجزأة و لا نعرف إلا حياة فقيرة جزئية إذا أهلها العقل فإن الروح تجفوها و إذا داخلتها العاطفة فالفكر ينبو عنها: أما فكرية جدية، أو عملية هوجاء فهي أبدا محرومة من بعض القوى الجوهرية، و قد لنا أن نزيل هذا التناقض فنعيد للشخصية العربية وحدتها وللحياة العربية تمامها، يجب أن تتحد الصلات مع العقل الٌنير مع الساعد المفتول لتؤدي كلها إلى العمل العفوي الطلق الغني القوي المحكم الصائب )).



أما فيما يخص التناقض بين القول و الفعل فيقول: (( لم نعرف في تاريخنا زمنا كثر فيه الكلام و طغى على كل شئ مثل هذا الزمن الذي نعيش فيه، و مع ذلك فهو أقل العهود حيوية و إنتاجا. . . كان للفظة قدسية و كانت بمثابة تعهد تربط الحياة و تتصرف فيها، سواء حياة الفرد أم حياة الجماعة، فاللفظة التي كانت كالورقة النقدية تمثل قيمة معينة من الذهب غدت اليوم مجرد قصاصة من الورق ليس وراءها ما يضمنها. . يجب أن نعيد إلى الألفاظ معناها وقوتها، مقامها و حرمتها. . أن نجعل لكل لفظة موقفا في الحياة يقابلها. أن نجعل اللفظة مخبرة عن عمل قمنا به بعد أن كانت مذكرة يعمل عجزنا عنه، علينا ألا نقول إلا ما نقدر على تحقيقه، حتى يأتي يوم نقدر فيه أن نحقق كل ما نقوله )).



و عن التناقض بين واقع الشعب و حقيقته و كيفية حله فيشير إليه فيما يلي: (( فحقيقته شئ وواقعه شئ آخر، لأن واقعه مفروض عليه فرضا من قبل الفئات المستثمرة و القوى الأجنبية. إن حقيقته قد طمست و لا زالت كما أن التفاعل و الاصطدام بين حقيقته وواقعه يجلو حقيقته و تهيؤه لتحقيق الانقلاب. نجد الشعب ينتبه و يمشي في طريق الانقلاب و نحن ننفي التشاؤم و سوء الظن بالشعب و بأخلاقه لأن واقعه الفاسد عارض طارئ، و لأن حقيقته كامنة تتجلى مع التجارب و الآلام )).

إن هذه التناقضات في الشخصية العربية هي مصدر التخلف و مصدر الجمود و العقم و الاستلاب.

و لذلك فإنها نقطة البدء في أي معالجة للأوضاع العربية و لذلك جعلها ميشيل عفلق المسألة المركزية في الانبعاث العربي و إخراج العرب من التخلف و التمزق: (( إن لنا أن نزيل هذا التناقض فنعيد للشخصية العربية وحدتها و للحياة العربية تمامها )).

(( إننا لا نعترف بهذه التجزئة المصطنعة العارضة. و إننا نسعى إلى تحقيق هذه الوحدة ليس في الأرض فحسب بل أيضا في الروح و الاتجاه)).

(( يحسب أصحاب النظريات الثورية في الاقتصاد و الاجتماع أنهم بإلصاقهم ثمارا من الشمع على عود جاف ينفخ الروح في هذا العود، و يجعل منه شجرة حية. لا يكفي أن تكون النظريات الإصلاحات معقولة في حد ذاتها، بل يجب أن نتفرع تفرعا حيا عن روح أعم هي لها منبع و أصل. يظن بعضهم اليوم أن إدخال الإصلاحات المختلفة على وضع العرب يكفي ليبعث الأمة. و نحن نرى في هذا مظهرا من مظاهر الانحطاط، لأنه نظرة معكوسة ووضع للفرع مكان الأصل وللنتيجة مكان السبب. فالواقع أن هذه الإصلاحات فرع لا بد لها من أصل تنتج عنه كما تخرج الأزهار من الشجرة. و هذا الأصل نفسي قبل كل شئ: إيمان الأمة برسالتها و إيمان أبنائها بها )).

فالهدف الرئيسي في إشكالية انبعاث العرب لدى ميشيل عفلق يختلف عنها في الحركات الصلاحية السابقة لها والوسيلة لإعادة توحيد الشخصية العربية لا يكون بتراكم إصلاحات أو ببرنامج سياسي و إنما بما يسميه بالانقلاب الذي هو أساسا عملية نفسية و روحية تنبثق عنها الإصلاحات و البرامج السياسية: (( فالانقلاب قبل أن يكون برنامجا سياسيا و اجتماعيا هو هذه الحركة الدافعة الأولى، و هذا التيار النفسي القوي، هذه المغالبة التي لا بد منها و التي لا يفهم أي بعث للأمة بدونها)) .

(( الانقلاب في حقيقته هو هذه اليقظة، يقظة الروح هذه الروح التي تراكمت عليها أثقال الأوضاع الفاسدة و حالت زمنا طويلا دون ظهورها و دون انبثاقها و إشعاعها. هذه الروح تشعر بالخطر الحاسم فتنتفض انتفاضة حاسمة، و انتفاضتها هذه، و سيرها لن يكون إلا في تيار معاكس للأوضاع التي عاقت ظهورها و التي أصقلت عليها الأحمال.. السير في طريق معاكس للأوضاع الراهنة. هذه المغالبة للتيار بقصد أن تستيقظ بقايا الروح الأصلية في كل مكان توجد فيه، و تتجمع و تتكتل. لا بد من هذا السير المعاكس للمادة)).

(( فالانقلاب الذي عرفناه بأنه مغالبة للتيار، هو وحده الذي يكوٌن الشخصية العربية من جديد هو الذي يلقي على كل فرد تبعة أعماله. . وهو الذي يفجر نبع الإيمان في الروح، لأن مثل هذا السير الطويل الشاق، لا يستغني عن الإيمان، بل إن مادته و دمه ينبعثان من هذا المصدر الروحي. فالانقلاب إذن طريق، طريق إلى الغاية المنشودة إلى المجتمع السليم الذي ننشد و المجتمع الذي نريد أن نبنيه، متوقف علينا نحن، متوقف على جهودنا على صدقنا، على وعينا، و لا يهبط من السماء، و لا يخرج بشكل آلي، و لكنه في فكرنا، و خلقنا )). فالانقلاب هو مغالبة الحقيقة للواقع، لأن الحقيقة رغم تخلفها و رغم تشوهها، تعلن عن نفسها مهما كانت سيطرة الواقع، و الانقلاب هو هذا الإعلان، هذا الإثبات لوجود الحقيقة. الانقلاب هو مغالبة المستقبل للحاضر. . للحاضر المزيف للحاضر الغريب عن حقيقتنا )).

(( فالانقلاب الجديد هو السير الواعي الجاد، المؤمن نحو هذا المرتفع الذي يحل فيه التناقض و توحد الأضداد و يلتقي الماضي بالمستقبل و تتصالح الأمة مع نفسها في الإبداع و أداء الرسالة )).

(( إنه أوسع من أن يكون برنامجا أو خطة سياسية أو اجتماعية >>. . . إن الانقلاب هو سر هذه النفسية الجديدة في حياة العرب، وهو يعني بصورة خاصة أن العرب لا يمكن أن يصلوا إلى أهدافهم إلا إذا ساروا في ذلك مدة طويلة، في طريق طويلة، و في اتجاه معاكس لهذا الواقع الذي نعيش فيه. . إن الانقلاب هو قبل كل شئ في هذه الحركة النفسية المكافحة المعارضة، إنه الدأب المشبع بالإيمان الذي يخلق في العرب نفوسا جديدة و تفكيرا جديدا )).

(( و في هذا العهد الجديد. نريد أن تكون النهضة و الاستيقاظ في كل عواطفنا الشريفة و مواهبنا العالية لا أن تنحصر اليقظة في عاطفة واحدة ضيقة، لم يعد يرضينا أن نسمع أن ذلك الشخص وطني إذا لم يكن في الوقت نفسه إنسانيا، عفيف النفس، كريم الخلق، فالعاطفة الوطنية إذا لم تكن مصحوبة بهذه الصفات قد لا تكون غير مجرد كره للأجنبي، وهذه ليست غايتنا، لسنا نطلب الاستقلال لننعزل عن بقية الشعوب، و نقيم سدا بيننا و بين الحضارة الإنسانية، لسنا نصبو إلى الحرية لنعيش في الفوضى، أو نرجع إلى ظلام القرون الوسطى، إننا نطلب الاستقلال و الحرية لأنهما وسيلة لإطلاق مواهبنا العالية و قوانا المبدعة. كي نحقق على هذه البقعة من الأرض التي هي بلادنا غايتنا و غاية كل إنسان ـــ الإنسانية الكاملة )) .

و الانقلاب بهذا المعنى ليس تبديلا لأوضاع سياسية أو تغييرا يتناول هذه الناحية أو تلك في الميدان الاقتصادي أو الاجتماعي أو العسكري (( إن الذين يحسبون أن مجرد تبديل في الأوضاع السياسية يوصل الأمة إلى هدفها يخطؤون أيما خطأ فلو فرضنا أن الأوضاع السياسية في البلاد العربية تغيٌرت فجأة بفعل صدفة من الصدف. فنعتقد أن هذا التغيير لن يتناول إلا الظواهر، لأن الأمة لم تقطع بعد مرحلة الصراع الذي يحرر فكرها و يقوم خلقها و يزيل التشويه عن روحها. فالواقع الفاسد ليس شيئا ماديا متجسما في الأوضاع السياسية أو الاجتماعية فحسب، و إنما هو شئ معنوي يشترك فيه الجميع بنسب مختلفة. . كل فرد يحمل أثرا من آثار هذا الواقع. فالفرد الانقلابي هو الذي يصارع هذا الواقع في نفسه قبل أن يصارعه في المجتمع و الأوضاع المادية )).

(( إذن فنحن لا نحارب الأوضاع الراهنة لأنها فاسدة فحسب، بل نحاربها لأننا مضطرون إلى أن نحارب، لأنه لا بد لنا من أن نحارب، لا بد للأمة أن تستكشف في نفسها بقايا القوى الصادقة، و أن تستخرج من أعماقها كنوز الحيوية الكامنة. إننا نناضل و نكافح الأوضاع السياسية و الاجتماعية الزائفة الفاسدة لا لمجرد إزالتها و تبديلها، بل أيضا لكي تعود للأمة وحدتها في هذا النضال. فالأمة أنكرت ذاتها نتيجة الغفوة الطويلة. . حتى لم يعد يعرف بعضها بعضا، لقد انقسمت أيما انقسام، فتنا كرت أجزاؤها و أفرادها و هبطت إلى مستوى وضيع من سجن الأنانية، و سجن اعتياد الجمود القعود. و في مثل هذا المستوى لا تنشأ وحدة بين الأمة، و لا توجد الحرارة الكافية للتعارف و التآلف بين هذه الملايين من العرب. لا بد إذن من غليان من مستوى مرتفع، مضطرب، متحرك لا بد من مشاق نجتازها لا بد من سير طويل يدخل فيه الفكر مع الخلق، و أن نجرب، نجرب و نخطئ و نصحح أخطاءنا. هكذا نتعارف، و هكذا يعود بعضنا إلى البعض، فتتوحد الأمة في طريق النضال و الشاق )) .

(( إن حركة الانقلاب لا بد أن تهز كل الذين يستسلمون للأوضاع الفاسدة، و لا بد أن تعاكسهم حتى تخلق في الأمة رد فعل للمرض عندما يستيقظ الفكر الحر و الخلق القويم و تستيقظ الروح السليمة. فالانقلاب ليس له إلا معنى واحدا واضحا صريحا هو الصراع و المعاكسة للعقلية و الخلق و المصالح السائدة، و البعث يولد من هذا الصراع )).

الثورة على المسلٌمات طريق للخلاص

يقول ميشيل عن عملية الصراع داخل الأمة وكيفية سيرها و عمليات الاستقطاب التي تتم فيها: (( عندما تتصارع فكرتان في حياة الأمة، فكرة جامدة بالية و فكرة جديدة وحية، عندما ينشطر المجتمع إلى معسكرين أحدهما يدافع عن التقديم و الجمود و المصالح الخاصة و الثاني بدافع عن القيم الجديدة، عن التجرد و المثالية.. و التضحية يكون هذا الانقسام شكليا و مؤقتا في الواقع، لأن نفس المعسكر القديم المدافع عن الجمود و المصالح الخاصة فيه نذور إمكانيات نشوء الفكر الجديد فكان المعسكر الثاني هو التجسيد و التوضيح لهذه البذور و الإمكانيات الخيرة و الكامنة فيه، و كأن معسكر الجمود و النفعية و المحافظة في صراعه مع المعسكر الثاني إنما يصارع نفسه و يغلبها و يتصارع مع غرائز الخيرة و الحياة فيه لكي تستيقظ هذه الغرائز الخيرة و لكي ينميها الصراع و يقويها و يسمح بتفتحها الكامل. إن الحركة الانقلابية في حيويتها و عنفها و صبرها و إيمانها، هي التي تتمكن أخيرا من إيقاظ و تحقيق هذه الإمكانيات الموجودة في نفس كل عربي. و بهذا المعنى نستطيع أن نثق و نؤمن بأن معركتنا ظافرة لأن كل يوم يمضي عليها يضيف إلى جيشها جنودا أيقظهم صبرها و استمرارها و إشعاعها، و أرجعهم إلى نفوسهم، أي إلى الصف النضالي الانقلابي )).

(( فالانفصال هو النظرة الصحيحة إلى الاتحاد الصحيح لأن الاتحاد لا يكون في الكم بل في الجوهر و الدم، و إذا كان الاتحاد الكمي في حالة سلامة الجوهر قوة، فإنه يعني الضعف و الفوضى عندما يكون الجوهر مفقودا أو مشوبا. ففي حالات الأزمات الخطيرة التي تتناول جوهر الحياة ينشأ عن الكم و الكيف تناقض و تضاد و يتميز العنصر الصالح بخلوه من العناصر الأخرى. و بخوفه و نفوره منها و بتخويفه و تنفيره لها. أكثر من تمايزه بجمعها و اجتذابها. . . فالأمة ليست مجموعا عدديا بل فكرة تتجسد في هذا المجموع كله أو بعضه، و الأمم لا تنقرض بتناقص عدد أفرادها بل بنقص الفكرة من بينهم. و ليس المجموع العددي مقدسا في حد ذاته باعتباره قابلا لأن يجسدها في المستقبل، لأن الفكرة موجودة في حالة البذور في كل فرد من أفراد الأمة، لذلك يحق للذي تتمثل فيه أن يتكلم باسم المجموع، و الزعيم في حالات ضعف الفكرة و تقليصها ليس هو الذي يحظى بالأكثرية أو الإجماع بل بالمعارضة و الخصومة، و ليس هو الذي يستعيذ عن الفكرة بالعدد بل يحول العدد إلى فكرة، و ليس هو المجمع بل الموحد )) .

أدوات الانقلاب

و يطور ميشيل عفلق أفكاره عن الانقلاب و يتطرق إلى أدوات هذا الانقلاب فيقول: ((صحيح أن الانقلاب فكرة و لكن لا بدٌ لهذه الفكرة من أشخاص يفهمونها و يؤمنون بها و يمثلونها ثم يحققونها، إذن للانقلاب أدوات حية من البشر هم الذين يعتنقون فكرته و يناضلون في سبيل تحقيقها، و بمقدار ما يكون اعتناقهم للفكرة عميقا و نضالهم في سبيلها صادقا يكون الانقلاب قويا كاملا. فالانقلاب إذن هو صورة للذين يؤمنون به و يعملون له، و ليس معجزة تهبط من السماء أو حادثة خارجة عن إرادة البشر و عن أعمالهم. و هذا يؤدي إلى نتيجة أولى وهي أن الانقلاب يجب أن يتحقق أولا في نفوس الفئة القليلة التي تؤمن به و تبشر به العدد الأكبر، و تعمل على تحقيقه في مجموع الأمة، و كل تساهل في صدق تمثل هذه الفصائل في نفوس الانقلابيين يهدد الحركة بالفشل و الزيف. و لا يعقل أن نطلب من الأمة أن ترتفع إلى مستوى لا نكون نحن قد بلغناه و لا نكون قد برهنا للآخرين بأنه قابل البلوغ)) .

(( و لذلك يلزم لتحقيق الانقلاب و جود وسائل أي خلق جيل واع يبعد الخطر عن أمته و يشعر بمسؤوليته لتحويل مجرى حياتها، و مؤمن بتحقيق و نجاح الانقلاب )).

و من هنا يمكن القول (( بأن الجيل الجديد هو وسيلة الانقلاب. و يعتمد هذا الجيل على الفرد، لأن الوعي و الإيمان يفتش عنهما في الأفراد لا في المجتمع )).

و لكن (( لا يفهم من الجيل الجديد أنه جيل الشباب ليس الشباب فكرة بل هو شرط مناسب لنموها و قد يكون من الشباب من هم أشد من الشيوخ عداوة و مناقضة للجيل الجديد )).

إذ لا يمكن الاكتفاء برابطة السن أو برابطة أخرى لا تقل خداعا: << الثقافة >> الاصطلاحية التقليدية فالجيل الجديد يشترط <<وجود فهم معين للثقافة و نوع معين من المثقفين (( إن الجيل الجديد لا يوجد إلا متى وجدت فكرته كذلك الجيل القديم لا يموت ما لم تمت روحه و تقاليده، أو بالأحرى ما لم تقتل بظهور الروح التي تنفيها و هذا يعني أن كل إصلاح لا يتناول الفكرة الأساسية لحياة الأمة هو سطحي فاشل و بالتالي ضار )).

و لكن ما هي الثقافة في مفهوم البعث و كيف يفهمها مؤسسه: << كيف يجب أن نفهم الثقافة ؟ هي أولا مشاركة في الجهد و ليس انفعالا و تكيفا، أي أن الذين عليهم أن يتثقفوا يتوجب عليهم أن يتبعوا و أن يتقاسموا الجهد مع مثقفيهم و أن يمشوا بأنفسهم خطوات جديدة في طريق المعرفة و التثقف. إذ لا يجدي شيئا أن نجمع شبابا لا يعملون أكثر من حفظ بعض الشعارات و الكليشيهات و الأجوبة العامة الموجزة التي يمكن أن تفهم على أي شكل أي أن لا تفهم مطلقا. على الشعب العربي أن يفهم أن الثقافة هي نوع من أنواع النضال، النضال مع النفس، النضال مع الفكر لكي يتعب في تحصيل المعرفة و لكي يجرأ على تبديل الأسس السطحية في التفكير الشائع. . فكل شئ يمكن أن يستعار و أن يقلد إلا الفكر: على كل شخص، على كل فرد أن يملكه شخصيا، أي أن يمشي هذا الطريق من أوله بنفسه و بجهده الخاص.



أدوات معرفيـة:



ولكن ما هي الأدوات المعرفية التي يلجأ إليها الجيل الجديد لنشدان الفكر و الثقافة الجديدة التي على هذا الجيل أن يتسلح بها ؟ أدوات تتناسب و خصوصية ظاهرات الحياة العربية . و يبدأ عفلق في التنبيه منذ البدء إلى الخطر الأكبر: (( وهو الأفعال في التفكير المجرد. التفكير المجرد يوهمنا أن الواقع جامد ساكن عام في مادته الأولى، نستطيع أن نحلله و أن نشرحه إلى عناصر مستقلة، نعيد تركيبها و نبدل بعضها من بعض كما يحلو لنا، مع أن الواقع الحي كل متماسك منسجم، حي بتماسكه ووحدته، سابق لكل تحليل، ذو فردية كاملة بذاتها، التفكير المجرد يعري الأشياء من لحمها و يفقدها لونها و طعمها و يبعدها عن الدقة و الضبط )) .

فالأخطاء تتشابه، و المتفاوتات تتعادل لأنها كلها أصبحت ألفاظا، و اللفظة تساوي اللفظة مثل(( لسنا نقول بضرر الإطلاع على النظريات الرائجة. . بل نعتقد أن فائدة هذا الإطلاع يجب أن تبقى سلبية، أي أن نعرف بواسطته كل الأشياء التي ليست لنا، فإن ذلك يقربنا من فهم حقيقتنا و حاجتنا )).

(( إننا لا ندعي أننا أفضل من غيرنا و لكننا مختلفون عنهم: و هذا الاختلاف هو الذي يجعلنا عربا و يجعلهم غير عرب. . و ليكفوا عن التذرع بالأشياء الخالدة المشتركة إذ لا شئ خالدا و مشتركا بين البشر غير التحول و الاختلاف)).

و عندما يعالج موضوع القومية يحث القارئ على استخدام الاستيطان و التذكر كأداة معرفية: فهو يقول (( لا يحتاج العرب إلى تعلم شئ جديد ليصبحوا قوميين بل إلى إلى إهمال كثير مما تعلموه حتى تعود إليهم صلتهم المباشرة بطبعهم الصافي الأصيل، القومية ليست علما بل هي تذكر حي. . عبثا ينشدون قوميتهم بتحليلها من الخارج إلى عناصرها و تركيبها تركيبا صنعيا مستوحى من الكتب و التفكير المجرد و مثال الأمم الأجنبية، إنهم لن يجدوها إلا في داخلهم مركبة وواحدة معا كما هي في الواقع و ككل شئ حي متداخل الأجزاء )) .

ولذلك يلح عفلق في أماكن عديدة بضرورة اكتساب الثقافة العربية و التسلح بالروح العربية كي تكون أداة معرفية في فهم المجتمع العربي و ظواهره.

(( ففقدان الروح العربية يقود إلى الثقافة المجردة، فالشخص يكون ضعيفا مجردا فتدخل الثقافة الأجنبية عليه دون أن تجد مانعا أو رادعا أو معدلا فيصبح معدوم الشخصية أمامها و تتحكم فيه. في حين أن تثقف الفرد العربي بالثقافة الغربية مفيد كل الفائدة شريطة أن تكون شخصيته قد تكونت فالفرد العربي الذي له من ثقافته و روحه ما يكون رادعا عن الوقوع في خطأ الثقافة الغربية و مصححا لها وما يكون فيه من القدرة على تمثل تلك الثقافة تمثلا فكريا يجعله حاكما فيها لا محكوما لها فتكون أداة في خدمته و نفعه يدخل على الرأس و يستقر فيه و إنما هي حركة حية )) .

و يشير إلى أدواة معرفية أخرى منها العفوية، و الإيمان، و الحب و التعاطف، و الانغماس في التجربة.

فعن العفوية يقول: (( أن طريقنا طويلة و سوف يمر عليها أفراد و أجيال لذلك يجب أن يعرف السائرون على هذه الطريق كلمة السر التي تبقى على صحة الطريق و استقامته و أمانته و أن ينقلها كل فرد لآخر، و كل جيل لآخر. و كلمة السر هذه ليست نظرية يبرهن عليها و ليست دستورا رياضيا، ولكنها هي الميزة التي تميز الإنسان في كل عصر و كل قطر. . عفويته التي تميز بين الصدق و الكذب فهذه الروح العفوية التي تغذيها التجارب و يصقلها الفكر و البحث، و لكن لا توجدها التجارب و لا العلم و لا الفكر هذا هو المقياس و كلمة السر )) .

و بخصوص الإيمان كأداة معرفية فيقول: (( و كأني بهم يعلقون إيمانهم بالقومية على درجة التعريف من الصحة و القوة. مع أن الإيمان يجب أن يسبق كل معرفة و يهزأ بأي تعريف بل أنه هو الذي يبعث على المعرفة و يضئ طريقها)).

و الأمر نفسه مع الحب و التعاطف كأداة ضرورية لدراسة قضايا المجتمعات و الشعوب و الثقافات إذ من الصعب اكتساب معرفة ظواهرها من الخارج: فهو يقول: (( الحب، أيها الشباب قبل كل شئ الحب أولا و التعريف يأتي بعده (( إن الذي يحب أن يسأل عن أسباب حبه، و إذا سأل فليس بواجد له سببا واضحا. و الذي لا يستطيع الحب إلا لسبب واضح يدل على أن الحب في نفسه قد فتر أو مات )).

أما التجربة كأداة معرفية: فإنه يقول بصددها: لا يأتي الإيمان الحقيقي إلا بنتيجة التجربة و المعاناة، و نتيجة الامتزاج الفعلي بين الأفراد و بين مصير أمتهم >>. إن العرب في (( هذه التجربة سيعرفون من جديد ما معنى العمل و التضحية ما معنى التفكير السليم المستقل الذي لا يخاف ضغط الغوغاء، ما معنى الخلق الذي لا يستسيغ التقليد )).

و حتى التاريخ لا يمكن فهمه إلا من خلال التجربة الحاضرة الحية: (( إن حياة الرسول وهي ممثلة للنفس العربية في حقيقتها المطلقة لا يمكن أن تعرف بالذهن، بل بالتجربة الحية، لذلك لا يمكن أن تكون هذه المعرفة بدء بل هي نتيجة. فالعرب منذ ضمور الحيوية فيهم أي منذ مئات السنين يقرؤون السيرة و يترنمون بها و لكنهم لا يفهمونها لأن فهمها يقتضي درجة من غليان النفس قصوى، وحدا من عمق الشعور و صدقه لم يتوفر لهم بعد، و موقفا وجوديا يضع الإنسان أمام قدره وجها لوجه وهم أبعد ما يكونون عن ذلك )) .

ـــ ثـورة ثقافيـة: بهذا الطرح للإشكالية الثقافية العربية استطاع ميشيل عفلق أن يحدث ثورة ثقافية حركت السواكن و دفعت أجيالا كاملة إلى إعادة النظر في المسلمات التي كان يعيش عليها الفكر العربي الذي كان ممزقا من جهة بين الفكر السلفي التقليدي و بين الفكر المتغرب الذي قاده الاستشراق و أنصاره في الوطن العربي. لأول مرة توضع الأسس لفكر عربي مستقبل يستوعب الجغرافي، و التاريخي و يصوغ منهما رؤية جديدة حية للشعب العربي كذات فاعلة لا موضوعا منفعلا على الساحة الدولية و الحضارية. و مهما اتفق أو اختلف الناس مع هذه الإشكالية في مجملها أو مع التفصيلات المطبقة عليها فإنهم لا يختلفون في تقدير أهمية هذه الثورة الثقافية في الحياة العربية الحديثة.

ـــــــــــــــ

المصدر : بحث منشور بجريدة الصباح التونسية على ثلاث حلقات بداية 7/7/1989.

admin
admin
مدير عام

عدد الرسائل : 1748
العمر : 61
تاريخ التسجيل : 09/02/2008

https://arabia.alafdal.net

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى