"فسيفس" سياسي / شامل عبدالقادر

"فسيفس" سياسي / شامل عبدالقادر
2011-07-12
المعروف عراقيا حب طالباني للنكتة حتى وان كان موضوعها هو شخصيا فلايبالي ولايهتم وفي مرات هو يروي نكات مضحكة جدا عنه لضيوفه او رفاقه ويقال ان طالباني يهيم حبا - ربما ايام النضال في الجبال!!- بطائر الفسيفس او علي شبش ويفضله على لحم الغزال والقبج والحبارى والطلي!!
يقال ان صحفيا امريكيا دخل الاراضي العراقية في اواخرعقد الثمانينيات لمقابلة طالباني عندما كان يقود جماعته في الجبل ضد قوات الجيش العراقي وان الامريكاني ضاع بين الوديان والجبال وهو راكب بغلة عنيدة والتقى وهو في ذروة حيرته وضجره وتعبه بمقاتل من البيشمركة فاستوقفه وساله عن مقر اقامة طالباني فاجابه المقاتل الكردي ضاحكاً: انت الان قريب جدًا من مقر مام جلال وحالما تعثر على عظام وريش طائرالفسيفس تكون قد عثرت على الطريق الصحيح لمام جلال فبقايا طيورالفسيفس المذبوحة تقودك الى مكانه مباشرة!!
وطيورالفسيفس التي – ربما او لا- ذبحت اعداد منها لتكون على مائدة العشاء الكبرى التي اقامها مام جلال لضيوفه من اطراف العملية السياسية تكون قد نفعت في تقريب البطون قبل العقول والكروش قبل العروش ولاافضل من الحوار حول مصير العملية السياسية ومناقشة مطاليب الشعب وبقاء الامريكان في العراق حول اطباق الهبيط والخرفان المحشية وصواني السمك المسكوف والكبب السليمانية والكباب الكركوكلي ولبن اربيل المشعوط المدخن والدولمة والبرياني!!
من البديهيات ان الدم ينزل بسرعة من الدماغ الى البطون حال امتلائها للاسراع في عملية الهضم وبالتالي يصاب الشخص بالخدر والنعاس ورغبة بالتمدد واخذ القيلولة وفي هذه الحالة الحساسة يمكن لمام جلال ان يستغل وينتزع ما يريد!!
الفسيفس له دور سحري عجيب مثلما كان للحم الغزال ايام زمان في (تخدير) الضباط في وليمة تنتهي بموافقة الضيف على المشاركة في انقلاب او ثورة!!
كسب البعثيون المرحوم الفريق حماد شهاب بوليمة غزال مشوي لان لمرحوم كان مغرم بلحم الغزال كغرام (ريسنا الكردي الورد!) بلحم الفسيفس وقبل طالباني نجح الجعفري في كسب ود بريمر عندما دعاه الى وليمة غداء على اكلة الفسنجون وقد ابدى بريمر اعجابه الشديد بهذه الاكلة في مذكرته وقال انها قدمت له في منزل الجعفري في النجف!!
وطالباني (مو غشيم!) عندما يدعو الاخوة – الاعداء الى منزله لتناول العشاء فهو يدرك قبل غيره التاثير السحري للولائم السياسية على الخصوم والحلفاء معا!
يقال ان المرحوم (خال الريس!) خيرالله طلفاح وجه دعوة محدودة لعدد محدود من كبار تجار بغداد الى وليمة غداء في منزله وفرشت (على طريقة هل الريف) فرشة كبيرة وضعت عليها صواني السمك والهبيط وانواع المرق والكباب الفاخر ومد الجميع باسم الله ايديهم واكلوا وشبعوا واحتسوا الشاي ثم جلسوا على المقاعد (متخدرين!!) فقام الحاج طلفاح وخاطبهم بصوت مكسور: (أخوكم واكع شيلوه)!!
وقيل ان (شيلة) الحجي كلفت كل تاجر مليون دينار دفعها اخاك مرغما لابطل!!
ولااعرف كم كلفت (شيلة) مام جلال الاخيرة؟!