ملتقى الفكر القومي
أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم, أنت لم تقم بتسجيل الدخول بعد! يشرفنا أن تقوم بالدخول أو التسجيل إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى



انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

ملتقى الفكر القومي
أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم, أنت لم تقم بتسجيل الدخول بعد! يشرفنا أن تقوم بالدخول أو التسجيل إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى

ملتقى الفكر القومي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

ينابيع البعث ( 1 )

اذهب الى الأسفل

ينابيع البعث ( 1 ) Empty ينابيع البعث ( 1 )

مُساهمة من طرف فدائي البعث الثلاثاء مارس 23, 2010 5:51 am

ينابيع البعث : مم يتشكل الفكر البعثي؟
حقائق واوهام




مقدمة

منذ شرعنا بمقاومة الغزو الص?یو- امریكي - ایراني للعراق، ونحن نعلن ?ویتنا البعثیة بصوت عال، مع اننا لم نفعل ذلك اثناء حكم البعث، ونتمسك ب?ا حد الاستش?اد، بصفت?ا منار ?دایتنا وصوابنا في عالم مظلم وظالم، اخذنا نتلقى رسائل كثیرة تسأل عن البعث و?ویت? ومیزات? وحقیقت?، لان البعث تعرض لمسلسل اكاذیب شو?ت صورت? لدى البعض، او لان بعض البعثیین قصروا في واجبات?م.وكانت اكثر الرسائل اثارة لا?تمامي تلك التي تلقیت?ا من اشخاص في المغرب العربي من الجزائر والمغرب بشكل خاص. احد الاشخاص یقول لي ان? معجب بالبعث ومقاومت? المسلحة للاحتلال، ولكن? یتسائل بصدق : لاجل تس?یل انضمام الملایین العربیة والاسلامیة الى البعث لان?ا تحترمكم وتحبكم و?ي تشا?دكم تقاتلون الاحتلال الامریكي للعراق لم لا تبدلون اسمكم من حزب البعث العربي الاشتراكي الى حزب البعث العربي الاسلامي؟ واخر یسألني ان ازوده بكتب عن البعث، خصوصا عن مف?وم العلمانیة لدی?، لان? فوجئ بن?وض ?ذا الحزب المقاوم وشجاعة مناضلی? وعدم ارتداد اي من?م رغم اغتیال الاف البعثیین والتصفیات الجسدیة التي یتعرضون ل?ا في ظل الاحتلال، وصفة البطولة البعثیة ?ذه ?ي صفة لا یتمتع ب?ا الا مؤمن بالله وبوطن? وقداسة قضیت?. ورغم انني اجبت على ?ؤلاء برسائل شخصیة الا انني قررت منذ اكثر من عامین ان اكتب عن البعث لاعرف اولئك العرب ب?، اضافة لتثقیف جیل جدید كامل انخرط في البعث بعد الغزو و?و یتالف من الاف المجا?دین المقاتلین في العراق، والذین یحتاجون لمعرفة فكر البعث الحقیقي ولیس فقط معرفة ان? حزب شجاع ومقاتل. لقد تعرضنا نحن البعثیون لاشرس حملة تصفیات جسدیة لكن الحملة الاخطر كانت حملة تشوی? ?ویة البعث والتي قامت ب?ا اطراف عدیدة في مقدمت?ا امریكا واسرائیل وایران، اضافة لجماعات مضللة او جا?لة لم تعرف البعث الا بالواسطة !سامح الله ?ذه الجماعات المضللة و?دا?ا بنوره لرؤیة الحق البعثي.

ظ?ور الحق : سقوط مؤامرة الشیطنة

بعد ٣٥٠ عاما من الحكم علی? بالاعدام نتیجة ات?ام? بال?رطقة، و?ي ت?مة تكفیریة من الطراز الاول، اعترفت الكنیسة بان غالیلي غالیلو العالم الكبیر كان محقا وان الكنیسة كانت مخطئة، وقدمت اعتذارا لعظام غلیلو بعد ٣٥٠ عاما على خلو?ا من اللحم! كان غالیلو قد اكد ان الارض لیست مركز الكون وانما تدور حول الشمس، وكان تابو (المقدس الذي لا یمس (الكنیسة انذاك ?و القول بان الارض ?ي مركز الكون، وفسرت الكتاب المقدس على نحو یخدم ?ذه النظریة وكفرت غالیلو وحكمت علی? بالاعدام بسبب اصراره على نظریت? العلمیة، والان وبعد ٣٥٠ عاما تعتذر الكنیسة وتعترف بان? كان على حق وكانت ?ي على باطل ! والبعث تلك الحركة الانقلابیة التاریخیة التي ?زت القرنین العشرین والحادي والعشرین بافكار?ا وحیویت?ا وتمیز?ا با?داف تدیم وجود?ا لقرون وربما لالاف السنین، تعرضت الى ما یشب? ما تعرض ل? غالیلو من سوء ف?م او تعمد اساءة الف?م من (كنائس) العصر، السیاسیة والدینیة والعلمانیة، في الوطن العربي ثم في العالم والتي تعمدت شیطنت?، بتلفیق سلسلة اكاذیب وسخة، كما شیطن غالیلو للتم?ید لاعدام? . لكن كان ?ناك فرقا جو?ریا بین غالیلو والبعث و?و ان غالیلو كان فردا حملرسالة علمیة لوحده فجاء الحكم بتكفیره من الاصولیة الدینیة المتطرف لیضع حدا لوجوده الشخصي، بینما البعث حركة تاریخیة، قبل ان تصبح حزبا سیاسیا، ل?ا مؤمنون ب?ا على امتداد الوطن العربي، حملوا رسالت?ا الانسانیة الخالدة (خلود تطور الم?ام التاریخیة وانجاز?ا)، لذلك فان حركة البعث، التي انتجت حزب البعث والناصریة، استمرت بفضل توالي المؤمنین ب?ا، فكلما افل جیل بعثي تقدم جیل اخر یحمل الرایة البعثیة لتستمر في العطاء الثر وتستمر في التحدي لاعداء الامة من الرجعیین والقوى الاستعماریة والص?یونیة العالمیة . لقد عاد البعث الى ساحة النضال علنا، بعد حوالي اربعة سنوات من النضال السري الشاق جدا، رغم ابادة الالاف من مناضلی? على ید الاحتلال الامریكي وعصابات وفرق الموت الفاشیة الایرانیة، ورغم وجود الاف اخرین في سجون الاحتلال، عاد البعث یدق ابواب حریة العراق واستقلال? كبلدوزر یزیل الانقاض لاقامة عمارة المستقبل الوضاء بفضل مقاومت? المسلحة للاحتلال، ?و واشقاءه المجا?دین غیر البعثیین، والتي مرغت انف امریكا في وحل ال?زیمة. والسؤال الجو?ري الذي اخذ یفرض نفس? بقوة بعد كل ما حصل ?و : ماسر استمراریة البعث وجاذبیت? رغم كل محاولات الشیطنة التي تعرض ل?ا من قبل امریكا واوربا وانظمة عربیة وایران؟ ان السر الس?ل الف?م والاكتشاف ?و تجسید البعث للاتحاد الخلاق بین اربعةمفا?یم ?زت القرن العشرین ومطلع القرن الحادي والعشرین وست?ز بقیة ?ذا القرن و?ي : تولیفة القومیة العربیة والحریة والاسلام والاشتراكیة. بفضل ?ذهالمفا?یم المترابطة صعد البعث الى قمة مجد النضال وحقق، عندما استولى علىالسلطة في العراق، ما لم یحقق? اي نظام عربي او عالمي على الاطلاق من انجازات عظمى خلدت?ا الاجیال، من بین?ا أزالة الفقر تماما وتحقیق الرفا?یة لكلالعراقیین ولیس لفئة من?م، وكان ل?ا ابلغ الاثر في توفیر حزام امن شعبي حول البعث، بعد اسقاط الاحتلال الامریكي لنظام? الوطني التقدمي، مما مكن الحزب من اشعال اعظم مقاومة مسلحة في التاریخ الانساني كل? ?ي المقاومة الوطنیة العراقیة المسلحة . ما ?ي معاني ومضامین ?ذه الكلمات الاربعة؟ و?ل ?ي تشاب? نفس الكلمات من حیث المضمون لدى غیره البعث من الفئات السیاسیة؟ ما معنى القومیة في البعث؟ وما ?و تعریف الحریة في التراث البعثي؟ وما?ي اسلامیة البعث؟ و?ل اشتراكیة البعث تشاب? الاشتراكیة الماركسیة – اللینینیة؟ اننا عندما سنجیب على ?ذه الاسئلة فاننا سنسا?م في التذكیر بمنطلقات البعث الاصیلة والاصلیة من اجل توضیح مسار البعث في القرن الحادي والعشرین استنادا الى ما وضع? القائد المؤسس العبقري الكبیر والمجا?د العظیم احمد میشیل عفلق، وما اضاف? قادة الحزب ومنظری? لفكر الحزب وممارسات?، منطلقین من تكییف عصري لمنطلقات البعث، لیس بمعنى تغییر?ا، ف?ي اداة عمل ثابتة في مراحل تاریخیة كاملة، بل بمعنى تفسیر قوانین العصر الجدید في ضوء المنطلقات الاساسیة للبعث والتي وضعت بالدرجة الاولى لتدوم قرونا، ولیس سنوات كما ?ي حال الاغلبیة الساحقةمن الاحزاب العابرة .و?نا لابد من لفت النظر الى ان فكرة (التكیف مع العصر) ما ?ي الا خداع وابتزاز سایكولوجیین ?دف?ما تحقیق انحراف عن المبادئ، لان التكیف مع ضرورات مرحلة من تطور الفساد العالمي والاقلیمي فعل انت?ازي وردة حقیقیة لا تقع في فخ?ا الا الاحزاب الطارئة، وتناس تام لحقیقة ان البعث حركة تغییر جذري وانقلابي شامل لواقع الامة الفاسد والشاذ، وتأسیس بدیل ل? ولیس التكیف مع متطلبات الواقع الفاسد مع ترقیع?. لذلك فان البعث لا یتكیف مع الانحراف عن المبادئ، ولا تجرف? موجات العصر، بل ان? یتفاعل مع الانجازات العلمیة والتكنولوجیة ویعدل ?وامش مسارات? الكبرى، انسجاما مع سنة التطور، دون المس بجو?ر مبادئ?، كما تتجسد في ینابیع البعث و?ي القومیة والحریة والاسلام والاشتراكیة . اننا اذا راجعنا وتراجعنا عن الاشتراكیة والحریة والقومیة والاسلام، نزولا عند حاجات انیة، او موضات تجتاح ال?ضاب، فان ?ویتنا العربیة الاسلامیة التقدمیة تكون عرضة للضیاع، كما اننا نم?د لتحولنا من حزب یحمل رسالة تاریخیة عظمى یستغرق تحقیق ا?داف?ا عقودا وربما قرون من الزمن، الى حزب اني قد یتوسع في ظرف ما لكن? یزول حتما بعد حین. والان نواج? حملة اجتثاث البعث، فكرا قبل التنظیم، لان تشوی? الفكر یفقدنا البوصلة التي تحدد مسارنا التاریخي ویفضي الى قیام بعث بلا روح البعث ولا یختلف عن الاحزاب الرجعیة والالحادیة والقطریة والشخصیة. وفي مرحلة اجتثاث الفكر البعثي، و?و ا?م ا?داف الاحتلال الص?یو- امریكي – ایراني للعراق، نجد انفسنا كبعثیین امام نقطة البدایة، اذ علینا ان نؤكد ?ویتنا القومیة الاسلامیة الاشتراكیة ونحفر الخنادق الحصینة حول?ا لمقاومة لیس الجیوش المحتلة فقط بل لمقاومة الغزوات الایدیولوجیة قبل ذلك، التي تستبطن?ا تیارات مدمرة كالطائفیة والعرقیة والعصرانیة المنفلتة من اي ضابط قیمي والتي تصدر?ا لنا امریكا واسرائیل وایران . ان البعث حركة تاریخیة انتجت حزبا جما?یریا، اصبح الاكبر والاوسع جما?یریة في الوطن العربي، والارسخ جذورا وقدرة على مقاومة عملیات التصفیة الجسدیة التي تعرض ل?ا مرارا واخطر?ا بعد احتلال العراق من قبل الص?یونیة الامریكیة وایران، نتیجة الاندماج التام بین وجوده كحزب محدود بالتنظیم م?ما كبر و كحركة تاریخیة مفتوحة على المستقبل، مع احتفاظ الحركة البعثیة بخصوصیت?ا الایدیولوجیة ونقاوت?ا المبدأیة التي اصبحت مرجعا للبعث الحزبي الممارس یعود الی?ا كلما اربكت? الممارسة في بیئة خطرة وتنطوي على التباسات قد تكون مدمرة للاصل. ول?ذا فان البحث في البعث فكرا وسلوكا یتطلب التنبی? لا?م ممیزات? التكوینیة والتي اصبحت النبع الصافي لتجدده وشباب? الدائم وتجاوزه لمحن التصفیات الجسدیة والفكریة والانشقاقات غیر المبررة التي تعرض ل?ا. وقبل ان نبحث في الفكر علینا ان نوضح مسالة م?مة وحیویة و?ي ان اخطاء البعث سواء في السلطة او خارج?ا ?ي نتاج طبیعي للتكوین الاجتماعي للحزب كحركة بشریة تتشكل من بشر خطائین بالطبع، اضافة لقانون مطلق یتحكم بكل من تصدى لاحداث تغییر تاریخي كبیر في مسار البشریة و?و الخبرة والتي لا تأتي من فراغ بل من التجربة الحیة، ولیس من بطون الكتب م?ما كانت ?ذه الكتب عظیمة، و?ي لذلك، اي الخبرة، تتشكل تدریجیا وتبدأ بالحد من الاخطاء البشریة وتشخص?ا كلما تراكمت وتعمقت. ل?ذا نقول بشجاعة الفرسان نعم كانت لنا اخطاء كثیرة لكن?ا اخطاء بشر و?ي، اذا قورنت بالانجازات، فان?ا تبدو محدودة وثانویة وطبیعیة. لقد كنا بنائین ومنجزین عظام لافضل تجربة حكم في الوطن العربي، لعدة اسباب من?ا ان البعث كان اول من ازال الفقر والامیة وجعل الطب والتعلیم مجانیین ووفر الامن والامان للمواطن، وحرره من الخوف المادي من الغد، وانشأ جیش العلماء والم?ندسین، وامم النفط وجعل? في خدمة الشعب العراقي وفقراء العرب...الخ، وقبل ?ذا وذاك اصبح البعث اول من بطح امریكا، و?ي تنفرد بحكم العالم، واطلق رصاصة الموت على مشروع?ا الامبراطوري. وب?ذا المعنى فان التجربة البعثیة التي ابتدأت عام ١٩٦٣ باستلام السلطة في العراق ثم في سوریا كانت فقیرة انذاك، وتضافرت ?ذه الحقیقة مع الاثر الذي تترك? التحدیات الاتیة من الخصوم والمنافسین والاعداء، فنتج عن ذلك مسلسل من العمل التجریبي الغریب عن الحزب بعض? صائب وبعض? الاخر خاطئ .ما نرید تاكیده ?و ان الحركة التاریخیة، وم?ما كان للافراد دور عظیم في انشاء?ا وتطویر?ا، تبقى ملك الجما?یر والتاریخ وتسیر وفق الیات ذاتیة مستقلة عن الافراد، وتنحو منحى العودة للینابیع الاصیلة والاصلیة كلما اجبرت?ا تجارب الحكم على دخول مسارات غریبة عن?ا. لذلك فاننا لاننظر للبعث من زاویة انجازات? العظمى فقط او اخطاءه فقط بل أیضا من زاویة ان? حركة تاریخیة تقترن الیوم بطلائع مناضلة معینة لكن?ا غدا ستزول وستبرز من رحم الحزب والمجتمع طلائع اخرى تحمل الرایة وتواصل السیر في طریق البعث م?تدیة با?داف? المقدسة نافضة عن? الخدر وغبار المعارك والبناء ومتمسكة بالفكر البعثي التأسیسي .

لماذا البعث كحركة تاریخیة؟

لقد ش?د الوطن العربي ظ?ور الحركة القومیة العربیة على نحو بالغ الوضوح نتیجة عاملین حاسمین، العامل الاول مجاورة الامة العربیة لاثنین من اكبر الامم الاسلامیة واكثر?ا تفاعلا مع الامة العربیة، سلبا وایجابا، و?ما الامة الفارسیة والامة التركیة العظیمتین، والعامل الثاني ?و حالة التجزئة التي تعرضت ل?ا الامة العربیة وحولت?ا الى اقطار متناثرة تتحكم فی?ا اقلیات غریبة او دول مجاورة او استعمار. فالامة الفارسیة من الامم العظیمة التي قدمت للبشریة انجازات حضاریة كبیرة قبل الاسلام، والامة التركیة عظیمة لان?ا سا?مت بنشر الاسلام بعد تد?ور دور العرب فاوصلت? الى اوربا. وكان ل?ذا التجاور الاثر الحاسم في تمییز الحركة القومیة العربیة في المشرق العربي عن جزء?ا الاخر في المغرب العربي، ففي حین كان الت?دید الذي واج? المغرب العربي استعماري غربي یتبرقع بالمسیحیة، فاصبح المضمون الاسلامي للنضال التحرري المغاربي طاغیا على المف?وم القومي، كان الت?دید الذي واج? المشرق العربي یأتي من امتین اسلامیتین، احدا?ما، و?ي الامة الفارسیة دخلت في صراعات وحروب متكررة مع العرب قبل الاسلام واخذت بعد ادخال?ا الاسلام بحد السیف تتحین الفرص لتدمیر الدور العربي والحضارة العربیة، وسجل التاریخ بعد الاسلام ان ?ذه الامة المجاورة قد غزت العراق اكثر من مرة ودمرت? وقتلت مئات الالاف من ابناءه. والثانیة ?ي الامة التركیة، التي اقامت امبراطوریة اسلامیة باسم الامبراطوریة العثمانیة وكان ذلك انجاز عظیما جدا، لكن?ا فتحت باب الصراع، مع العرب وغیر العرب داخل الامبراطوریة، من خلال سیاسة التتریك ومحاولة تذویب ال?ویات القومیة المكونة للامبراطوریة. نتیجة ل?ذا الوضع الجغرافي نشأ نوع من الخصوصیة في الصراع الاقلیمي في المشرق العربي، میزت? الطاغیة ?ي التمسك بال?ویة القومیة لتجنب تأثیرات الامة الفارسیة او الامة التركیة الاحتوائیة! و?نا تغیر دور الاسلام، ففي حین كان الاسلام عامل توحید للمغاربة ضد الاستعمار الغربي فان الصراعات في المشرق استبعدت الاسلام لان? دین كل المتصارعین من عرب وفرس واتراك، ثم ش?دنا الانقسامات الطائفیة تضرب جسد المسلمین نتیجة الرغبة العارمة للشوفینیة الفارسیة في التحكم بمصائر كل شعوب المنطقة باسم التشیع الصفوي الذي صنعت? ?ي لخدمة اغراض?ا الستراتیجیة .

حركة البعث انبثقت من رحم ?ذه السمات الواقعیة وعبرت عن رد تاریخي ضد ?ذا الواقع، وتلك ?ي الخصوصیة البعثیة التي امسكت بطرفي المعادلة : ففي المشرق اتسمت الحركة الوطنیة العربیة بان?ا ذات طبیعة قومیة طاغیة لمواج?ة التتریك والتفریس، فتنحى الاسلام الى الخلف واحتفظ بدوره التقلیدي، و?و ان? المعین الروحي للحركة القومیة ورواد?ا دون ان یزج في الصراع والتعبئة. اما في المغرب فان التحدي الاستعماري الفرنسي لم یكن فقط قائما على ن?ب الثروات بل ایضا على تذویب ال?ویة العربیة عبر محاولة الطعن بالاسلام وتشوی??، مادام الاسلام ?و مصدر تماسك وحیویة ال?ویة العربیة. بین التخلص من التتریك والتفریس في المشرق، واشتعال النضال ضد تذویب ال?ویة العربیة بالتخلص من حافظ?ا و?و القران الكریم في المغرب العربي، برز البعث حركة توحیدیة ?دف?ا الحفاظ على ال?ویة العربیة الاسلامیة في ان واحد .

خصوصیة البعث : تجسید?ا الواقعي

كیف رد الاصلاحیون العرب في احزاب?م وحركات?م السیاسیة والایدیولوجیة على ?ذا الواقع العربي المعقد جدا؟ ان الواقع العربي معقد ومركب ولیس بسیطا في تكوین? السكاني والثقافي وفي مسارات تطوره الثقافي والاجتماعي وفي المؤثرات التي تعرض ل?ا، لذلك كانت النتیجة نشوء حركات انعكاسیة تختلف في ا?داف?ا وتتناقض في مسارت?ا. وحینما نقول انعكاسیة نعني بذلك ان?ا نشأت كرد فعل على الاوضاع الفاسدة في الوطن العربي، سواء كان فساد?ا ناجما عن الاستعمار او العفن الداخلي. فما ?ي ا?م التیارات والاحزاب التي ظ?رت؟ ولماذا فشلت في التعبیر عن حاجات الامة العربیة الحقیقیة؟ ببساطة ان فشل كل تلك الاحزاب منذ الاستقلال عن الاستعمار الفرنسي والایطالي في المغرب وعن الاستعمار البریطاني في المشرق یعود الى ان تلك الاحزاب تعاملت مع الواقع العربي بنظرة ومنطلقات مناطقیة تجزیئیة وموضعیة وعجزت عن التعامل مع الواقع العربي بنظرة ومنطلقات شاملة تغطي كل مشاكل العرب الرئیسة وتضع ل?ا الحلول العملیة . كان الواقع العربي یتمیز اساسا بثلاثة میزات جو?ریة، المیزة الاولى ?ي التجزئة، فالعرب، بعد ان كانوا امة واحدة صنعت واحدة من اعظم حضارات العالم امتدت من اوربا الى الصین، تعرضوا لان?یارات متعاقبة وضعت?م فوق واقع ان?م اصبحوا اقطارا متفرقة ومتخلفة، بینما الشعوب التي جاءت بعد?م الى مسرح العالم توحدت وتقدمت! فطرح اول ?دف للوطنیین والقومیین العرب منذ مطلع القرن العشرین و?و تحقیق الوحدة العربیة لیس فقط لاستعادة مجد مضى بل، قبل ?ذا وا?م من ?ذا، لضمان مكان لائق للعرب في عالم لیس فی? قیم سوى قیم الربح المادي وقانون الغاب، ومن ثم فان الصغیر والضعیف یتعرض حتما لطمع واعتداء الاقوى. اما المیزة الثانیة للوضع العربي فكانت الفقر والتخلف وما یترتب علی?ما من نتائج سیئة في المجتمع. ان الفقر وكما ثبتت تجارب الواقع منذ بدء الخلیقة ?و المصدر الاساس للشرور في المجتمع الانساني، من كذب وفساد وامیة وتخلف وانحطاط قیمي وكفر وتحلل...الخ. وعرب ما بعد التحرر من السیطرة العثمانیة كانوا بغالبیت?م فقراء و?و وضع انتج كافة ابناءه الشرعیین من التخلف الى الانحطاط والجریمة والفساد. ولذلك كانت ?ناك حاجة اساسیة للقضاء على الفقر بصفت? الشرط المسبق والحاسم لتحقیق التقدم عبر أزالة الامیة و?ي اخطر ابناء الفقر، ونشر العلم والتكنولوجیا. اما المیزة الثالثة فكانت الانحطاط الروحي وغربة الاسلام في وطن? الاصلي الوطن العربي، ففي ظل الفقر والتجزئة وما نجم عن?ما من امراض ضاعت القیم الروحیة او ضعفت مع ان?ا تشكل عماد شخصیة الانسان. وبالنسبة للعرب فان الاسلام قبل ان یكون دینا ?و الطاقة الحیویة الروحیة الاعظم التي تقرر ما?یة الانسان وموقع? في الوجود. لذلك فان الفساد لا یعالج فقط بحل المشاكل المادیة فلابد من ?زة تربویة عظیمة واعادة بناء منظومة القیم الضابطة للانسان والحافظة ل? من شرور شیاطین المجتمع الانساني . اذا عولجت ?ذه المشاكل الثلاثة یمكن بناء مجتمع عربي سلیم وقوي ومعافى یستطیع ان یبرز قوة كبرى فاعلة في المجتمع الانساني الكبیر. ماذا حصل؟ وكیف جاء الرد السیاسي والحزبي على ?ذه المشاكل الرئیسیة الثلاث؟ لقد نشات احزاب منذ مطلع القرن العشرین لتعالج مشاكل الامة، فراینا احزابا قومیة تدعو للوحدة العربیة، لكننا اذا بحثنا في مضامین فكر ?ذه الاحزاب القومیة سنجد ان?ا اخفقت في التعامل مع المشاكل الاجتماعیة كالفقر واختارت ان تناى بنفس?ا عملیا عن التعامل مع المشاكل الاجتماعیة المعقدة وتركز ?م?ا على تحقیق الوحدة العربیة، ل?ذا بقي ?ناك نقص جو?ري كان الفرد العربي حینما یفكر بمشاكل الامة یشعر بالحاجة لسده و?و فقر الاغلبیة الساحقة من العرب، وجاء الرد من الشیوعیة التي طرحت نفس?ا كحزب ?دف? الاساس القضاءعلى الفقر والفوراق الطبقیة في المجتمع، واستبشر من كان یرید للفقر ان یزول بذلك خیرا لكن? اكتشف ان الاحزاب الشیوعیة، وان كانت تتحدث عن ازالة الفقر، الا ان?ا غریبة عن المجتمع العربي وقیم? الروحیة والدینیة، ف?ذه الاحزاب ملحدة من ج?ة، وذلك انحراف خطیر بالنسبة للشعب العربي المؤمن لا یمكن تقبل?، و?ي من ج?ة ثانیة اممیة ترفض الوحدة العربیة وتقفز من فوق?ا في دعوت?ا للاممیة البرولیتاریة، اي وحدة الجزء الرث من الطبقات العاملة في العالم من مختلف الامم، لذلك فان المناضل العربي، الذي كان یتطلع لحزب یزیل الفقر لكن? لا یزیل مع? الدین والروح والرابطة القومیة، اصیب بخیبة امل . وزاد رفض المناضل العربي لما یراه من احزاب و?و یتعامل مع احزاب قطریة حتى تلك التي تدعو للوحدة العربیة، فالاحزاب العربیة في مطلع القرن العشرین كانت قطریة التنظیم ولم یكن ?ناك تنظیم واحد یغطي الوطن العربي بل كانت ?ناك احزاب قومیة لا یربط بین?ا رابط وان وجد ف?و رابط تنسیقي لا یرقى لمستوى تشكیل اداة نضالیة عربیة واحدة وفعالة تشمل كل اقطار الوطن العربي. واخیرا انتب? المناضل العربي الى نشوء احزاب دینیة التسمیة وال?ویة لكن?ا تكفیریة، من ج?ة، لان?ا ترى في كل من لا ینتمي الی?ا كافرا، و?ذا الموقف شكل صدمة انقسامیة بین صفوف الوطنیین العرب ، كما ان?ا كانت احزابا اممیة ت?اجم القومیة العربیة وتتجاوز علی?ا بالدعوة لوحدة اسلامیة دون المرور قبل ذلك بالوحدة العربیة، كما یفرض الواقع والمنطق من ج?ة ثانیة. والا?م ?و ان ?ذه الاحزاب الدینیة لم تكن محصنة ضد الاختراق العربي الرسمي او الاجنبي، فبعض?ا نشأ بقرار من انظمة عربیة ارادت مواج?ة الشیوعیة والحركات القومیة، وبعض?ا الاخر انشات? مخابرات بریطانیا لنفس الغرض، و?و محاربة الشیوعیة والحركات القومیة، لذلك كان نشوء اكثر الاحزاب الدینیة مقترنا بشن?ا حربا شاملة ضد كافة القوى الوطنیة وتعاون?ا مع انظمة كانت احد ا?م اسباب تخلف العرب ومأسی?م. ان النزعة المعادیة للقومیة العربیة وللاشتراكیة لدى الاحزاب الدینیة ولدت فراغا كبیرا في مجال بروز حزب یجمع بین الاسلام والتسامح والاشتراكیة والقومیة . في ?ذا المناخ ولد البعث كرد شامل وغیر جزئي على الوضع العربي الفاسد، فاراد ان یحل المشكلة الاكبر على المستویین الایدیولوجي والتنظیمي، و?ي مشكلة احادیة تشكل كل الاحزاب التي كانت قائمة قبل? وتمثیل?ا لجانب واحد فقط من الجوانب المركبة لازمة ومشاكل الامة العربیة. فالبعث جمع الصفات الثلاثة الضروریة للامة فی?، ف?و اولا حزب قومي یتمیز بان ل? تنظیم یشمل كل الوطن العربي ویعد الوحدة العربیة شرطا لا غنى عن? لصعود العرب وتقدم?م وحصانت?م في عالم لا یعیش فی? الا القوي، و?و ثانیا حزب یؤمن بالله والاسلام بصفت? روح القومیة العربیة وبدون? لا توجد قومیة تحرریة، و?و ثالثا حزب اشتراكي یرید ازالة الفقر والامیة والامراض المزمنة بصفت?ا مصدر الشرور الاساسیة في المجتمع. ب?ذه ال?ویة الفریدة المركبة من عدة سمات عبر البعث عن ?موم الامة اصدق تعبیر ولخص ?ویت?ا، وب?ا تمیز عن كل الحركات والاحزاب العربیة. ولكن ?ناك سؤالین م?مین جدا و?و : كیف یف?م البعث القومیة والحریة والاسلام والاشتراكیة؟ و?ل ف?م? مشاب? لف?م الاخرین ل?ا؟

- المف?وم البعثي للقومیة

في الاربعینیات من القرن العشرین تبلورت تولیفة جدیدة من الافكار والاتجا?ات التي لم تعد القوالب القدیمة تستوعب?ا، ومن بین اعظم مظا?ر التولیفة الجدیدة بلورة مف?وم تقدمي وانساني للقومیة العربیة، فبعد ان كانت ?ذه القومیة، في نظر من كتب عن?ا، تمجیدا للجنس العربي وانغماس في م?اترات مع ابناء القومیات الاخرى وتركیز على الجنس والنسب الاصیل... الخ راینا نظرة قومیة منفتحة وذات طابع انساني عماد?ا تجسید الشخصیة القومیة للامة العربیة على اسس ثقافیة وسایكولوجیة وتاریخیة ومصلحیة ولیس عرقیة. لقد اعلن البعث بولادت? الرسمیة في عام 1947 بان? حزب قومي لكن قومیت? لیست عرقیة بل ثقافیة وتاریخیة بمعنى ان?ا لیست انتسابا عرقیا للعرب القدماء بل ?ي انتسابا اختیاریا تقرره مقومات ثقافیة واجتماعیة وتاریخیة . وكان تعریف العربي ?و افضل تعبیر عن ?ذه النظرة القومیة غیر العرقیة، اذ ا دستور الحزب عرف العربي بان كل من تكلم العربیة وقبل الانتماء الى الامة العربیة واخلص ل?ا ف?و عربي بغض النظر عن اصل? العرقي. و?ذا التعریف للعربي مستمد مباشرة من التعریف المحمدي النبوي للعربي، حیث قال النبي العربي الكریم (لیست العربیة في احدكم بام? وابی? بل بلسان? فمن تحدث العربیة ف?و عربي). وبطبیعة الحال فان التحدث بالعربیة لیس وحده ما یمنح العروبة بل ?ناك متطلبات اخرى و?ي حب العرب والاخلاص ل?م وتركز الولاء للعروبة، والا فان المترجم الی?ودي والانكلیزي والروسي یتحدث العربیة لكن? لیس عربیا لان ولاءه لاصل? او لامت?. وب?ذا التعریف حسم البعث مسالة من ?والعربي وسمح ذلك بتاكید ان الامة العربیة من موریتانیا الى عمان ?ي لیست مف?وما عرقیا بل مف?وما ثقافیا تاریخیا، بمعنى ان العربي اكتسب عروبت? بتثقف? بثقافة العرب واخلاق?م وسایكولوجیت?م وقطع? لصلة الولاء باصل? واقتصاره على الامة العربیة. ولكن ?ذه العروبة لا تختمر او تتبلور عند الانسان الذي اختار?ا لان?ا تحتاج لزمن طویل تجري فی? عملیات تفاعل خلاق بین مكونات ?ذا الانسان السایكولوجیة والثقافیة والاقتصادیة تكون نتیجت?ا ص?ره في بوتقة العروبة وقطع? لصلات? القدیمة كلیا، او تعامل? مع?ا على اساس ان?ا تاریخ انقضى واصبح مجرد ذكریات، او اصول یعتز ب?ا لان?ا اصل? . ان تفاعل التكون النفسي مع عملیة الاندماج التاریخیة ثقافیا ونفسیا واقتصادیا تستغرق زمنا لیس بالقصیر، و?نا تظ?ر ا?میة التاریخ في خلق الانسان العربي، فبدون التاریخ بصفت? الرحم الذي تنمو فی? عروبة الانسان والقابلة التي تولده صحیحا وسلیما لا یمكن تصور وجود عروبة سلیمة. ان ما یوجد في المجتمع العربي من مكونات ثقافیة ونفسیة واقتصادیة وبیئة جغرافیة وارث دیني یشكل المصدر الاساس لبناء الشخصیة العربیة. من ?نا نرى ان عربیة الانسان تعني اول ما تعني ان? تشرب بثقافة الامة بكافة مكونات?ا خصوصا الاسلام بصفت? الطاقة الروحیة الجبارة التي تضع الانسان على الطریق الصحیح قیمیا وانسانیا . وانطلاقا من ?ذا الف?م نستطیع ان نف?م حقیقة الدعوة القومیة للوحدة العربیة، ف?ي لیست نتاج میل للاستقواء بالكم العربي على الاخرین بل ?ي حاجة تفرض?ا ال?ویة المشتركة لكل عربي من المحیط الاطلسي الى الخلیج العربي، فالانسان بطبیعت? الفطریة منجذب تلقائیا لمحیطة وابناء محیط?، وكل مجتمع یبنى على اساس القسمات المشتركة بین افراده والتي تتشكل من?ا جماعة متمیزة عن غیر?ا لیس عرقیا بل ثقافیا وسایكولوجیا ولغویا. ان الانسان مخلوق اجتماعي وصفت? ?ذه تجعل? لا یستطیع العیش الا ضمن جماعة، ولذلك یختار تلقائیا الاقتران بعائلت? النوویة (اي الاصغر) ثم بعائلت? الاوسع، ثم بعشیرت? ثم بقبیلت? واخیرا بوطن? الذي ?و مجموع القبائل المتشكلة ?رمیا، لكن? مجموع وان كان یعبر عن مكونات? الا ان? تطور نوعي ارقى من القبیلة او الاسرة او العشیرة او المنطقة، لان? حصیلة اندماج تطوري بطئ انتج مجتمعا صلت? الاقوى ?ي الصلة الوطنیة والقومیة ولیس العشائریة او الاسریة . في كل مجتمع انساني، بل حتى في الكثیر من المجتمعات الحیوانیة، توجد حلقات متدرجة من الصلات تبدا بالحلقة الاصغر و?ي العائلة النوویة وتكبر تدریجیا لتصل الى حلقة الامة، والتي یبدو ان اوضح رابط بین ابناء?ا ?و اللغة المشتركة. ان اللغة تختزن ثقافة الامة وتشكل الاداة الرئیسیة للتفا?م بین ابناء?ا ول?دا ف?ي المیسم الابرز في تشكل الامة وتمیز?ا عن غیر?ا. وحینما یختار الانسان بصفت? عضوا في جماعة متكونة ان یعبر عن ذات? فان? یدرك ان? بحاجة للاتحاد مع بقیة ابناء امت? الناطقین بلغت? والناشئین في مناخ? السایكولوجي والثقافي منذ مئات السنین وربما الاف السنین كالعرب. وب?ذا المعنى فان القومیة بالنسبة للبعث ?ي وجود اجتماعي – ثقافي لمجموعة من البشر تربط?م لغة مشتركة ومصالح مشتركة وتقالید مشتركة وارض مشتركة، تعبر عن اندیاح الصلات لانسانیة كما تنداح موجات المیاه حینما تلقي حجرا في بركة ماء فتتكون اولا حلقة صغیرة ثم اكبر فاكبر، والامة ?ي الحلقة الاكبر في درجات اندیاح حركة المجتمع الانساني، و?ي لذلك تحتوي الحلقات الاصغر والاقدم من?ا وتص?ر?ا في بوتقت?ا وتحول?ا الى عنصر مندمج في ثقافة الامة وسایكولوجیت?ا المتبلورة .

في عالم لا یمكن للانسان ان یعیش فی? الا اذا كانت ل? ?ویة ممیزة تقرر?ا لغت? بصف?ا المظ?ر الاول الذي یتعامل مع? الانسان، فانت حینما ترى انسانا لا تعرف? تبدا بالتعرف الی? من خلال لغت? ثم تتعرف على ثقافت? وتقالیده وسایكولوجیت?. و?ذه الحقیقة الواقعیة تثبت ان الانسان منقسم سواء اردنا ذلك ام رفضناه الى امم وثقافات مختلفة، الرابط الاساس بین?ا ?و ان?ا جمیعا تنتمي الى المخلوق الانساني وان الاختلافات في اللون او الثقافة لاتعبر عن تباین في قیمة الانسان المطلق لان اصل? واحد وقدرات? الكامنة واحدة من حیث الجو?ر، ومن ثم فان كل انسان مساو للانسان الاخر من حیث القیمة والاحترام والذكاء، وما یظ?ر من اختلافات في الذكاء مثلا لیس نتیجة للاصول العرقیة بل للوضع الاقتصادي والاجتماعي والفرص التي تتاح للانسان كي یفجر طاقات? الابداعیة. ل?ذا فان البعث تعامل مع القومیة على اساس ان?ا الحلقة الاساسیة في عالم توجد فی? امم وقومیات مختلفة، نشب بین?ا صراع او قامت بین?ا صداقة، لكن?ا كل?ا تنتمي لجنس واحد ?و الجنس البشري، و?ذا الانتماء یفرض على الانسان ان یقیم علاقات اممیة مستندة على فكرة المساواة والتعاون الجاد من اجل الانسان كل انسان وحریت? واحترام ادمیت? . اذن القومیة بالنسبة للبعث تتشكل من عدة عناصر، العنصر الاول ان?ا ?ویة وجودیة تمیز قوما ما عن غیر?م ثقافیا ولیس عرقیا، والعنصر الثاني ?و ان الجماعة ذات ال?ویة الواحدة من حق?ا ان تتوحد اذا كانت مجزءة، لان العالم یمر بمرحلة من تطور البشر تتمیز ببروز وحشي للانانیة والاعتداء نتیجة نظم الانتاج الاستغلالیة كالنظام الراسمالي، والعنصر الثالث ?و ان القومیة العربیة لیست مف?وما عرقیا بل تاریخیا وثقافیا، ولذلك تجد بین العرب من ?و اسمر ومن ?و ابیض ومن ?و اسود، والعنصر الرابع ?و ان القومیة العربیة لیست استثناء في عالمنا من حیث الحق في التوحد القومي، لان اغلب الامم توحدت وبقي العرب وحد?م من بین الامم الكبیرة مجزءین مع ان العالم الحالي ?و عالم الكتل الكبیرة، كما وصف? التقریر العقائدي (او المنطلقات النظریة) الذي صدر عن المؤتمر القومي السادس للحزب عام . 1963 وفي عالم الكتل الكبیرة تاكل الحیتان الكبیرة الاسماك الصغیرة لذلك لابد من الوحدة العربیة لمواج?ة محاولات الافتراس التي تتعرض ل?ا الامة العربیة من قبل اطراف عدیدة اقلیمیة ودولیة. ومااغتصاب فلسطین، من قبل الص?یوینة، والاحواز (تضم ثمانیة ملایین عربي ومنطقة النفط والمیاه)، من قبل ایران، والاسكندرون، من قبل تركیا، الا امثلة واضحة لاضرار التجزئة في الوطن العربي، فلو كان العرب امة موحدة تتالف من اكثر من مائة ملیون عربي، عند اغتصاب فلسطین والاحواز والاسكندرون، لما استطاع الاستعمار والص?یوینة وایران وتركیا اغتصاب?ا، ولولا تناثر العرب لما نجحت امریكا وایران في احتلال العراق وتدمیره مع ان?م الان اكثر من ٣٠٠ ملیون انسان .

الوحدة العربیة ب?ذا المعنى لیست مف?وما عرقیا ولا ?ي حركة عدوانیة وتوسعیة بل ?ي حركة دفاعیة في عالم تسوده القوة ومنطق?ا الظالم، لذلك فان اول وا?م میكانیزم دفاعي قومي عربي ?و اقامة الوحدة العربیة. كما ان عالم الیوم ?و عالم التكامل بین اجزاءه المكونة فاذا كانت الامم الكبیرة الموحدة تبحث عن الاندماج مع غیر?ا، كالامم الاوربیة التي اتحدت رغم ان?ا تتشكل من قومیات مختلفة ولیس من قومیة واحدة كالعرب، ف?ل یجوز ان لا یعمل العرب على تحقیق وحدت?م من اجل تامین متطلبات التنمیة والسوق القومي الواسع والاستثمار الامثل للموارد العربیة المتنوعة والمتكاملة، مع ان?م شعب واحد وینتمون لقومیة واحدة؟ ما معنى ?ذا الشرح من زاویة خصوصیة القومیة العربیة؟ ان ما قلناه عن القومیة العربیة یطرح امامنا حقیقة جو?ریة یجب ان لا تنسى عند ف?م القومیة العربیة و?ي ان ?ناك نوعین من القومیات، النوع الاول قومیات وظیفیة والنوع الثاني قومیات ?ویة، فالقومیات الاوربیة ?ي التي تجسد القومیات الوظیفیة، لان?ا تبلورت وظ?رت للقیام بوظیفة اقتصادیة اجتماعیة و?ي توفیر اطار لغوي قومي للتوسع الراسالمي. ان الراسمالیة التي نشات في احضان الاقطاع الاوربي، والذي قام على التشتت الاجتماعي على شكل اقطاعیات متنافسة متصارعة ومنعزلة، رغم وجود عامل التوحید اللغوي، رات، اي الراسمالیة، في رحم?ا الذي نشأت فی? و?و الاقطاع عائقا امام توسع?ا الراسمالي وامام الانتقال من الانتاج البضاعي الصغیر ثم من راس المال التجاري المحدود النشاط، الى راس المال الصناعي الذي كان بحاجة لسوق اكبر من السوق التناثري المجزء الذي اوجده الاقطاع، فجاءت الدعوة القومیة لتوحید الاقطاعیات المتناثرة في اوربا في دولة واحدة في كل جماعة لغویة خاصة، اداة لضمان انطلاق التوسع الراسمالي لیشمل ارضا ومجتمعا كبیرین وواسعیة یمكن فی?ما ترویج السلع الصناعیة، وطمر مرحلة الانتاج البضاعي الصغیر في المشاغل البیتیة والتخلص من ضیق راس المال التجاري . استنادا ل?ذه الحقیقة الاقتصادیة كان ظ?ور القومیات الاوربیة كالفرنسیة والبریطانیة والالمانیة، عبارة عن استجابة قا?رة لا?م قوانین النظام الراسمالي الصاعد : السوق الكبیر. لقد ولدت اللغات الاوربیة الحالیة اما من اللاتینیة او الجرمانیة او السلافیة لتن?ي مرحلة الغموض اللغوي و?و عامل مرافق للاقطاع، لان المطلوب كان تحدید ?ویة بدائیة خاصة وظیفیة م?مت?ا ?ي تحشید الناس المنتمین لل?جة ما خلف زعیم ما لاجل السیطرة على السوق في اكبر رقعة جغرافیة ممكنة و?ي الرقعة المتشاب?ة لغویا. ان اللغة التي سبقت نشوء الامة وم?دت ل? لم تكن تكفي وحد?ا لقیام الامة ما دام العامل التجمیعي والانص?اري لم یظ?ر بعد و?و الحافز الاقتصادي. لذلك وبتوفر البیئة المناسبة لتجاوز الاقطاع ظ?رت الحاجة للقومیة في اوربا. لقد طغت الوظیفة الراسمالیة على تلك القومیات وتنحت ال?ویة الثقافیة وخضعت لل?ویة الوظیفیة، و?ذا ما یفسر فقر الفكر القومي الاوربي وضعف منطق? واعتماده اساسا على القوة لتحقیق ا?داف? التوسعیة، وما حروب اوربا الدمویة بین ابناء القومیة الواحدة وبین القومیات المختلفة الا تعبیر عن افتقار الفكر الاوربي الى ال?ویة الثقافیة المزد?رة والناضجة. اما قومیات ال?ویة ف?ي لم تكن نتاج نشوء النظام الراسمالي ولا اي نظام اقتصادي اخر بل كانت نتاج تطور تاریخي طویل انتج میاسم مشتركة بین كتل سكانیة ?ائلة ومیز?ا بلغة وثقافة خاصة كانت من القوة بحیث ولدت حروب تغییر ال?ویة في الجانب الاخر. ان العرب والفرس والصینیین ?م امثلة حیة ل?ذا النوع من قومیات ال?ویة، والتي تخضع فی?ا العوامل الاقتصادیة وتطور?ا للعامل الثقافي القومي. ان قومیات ال?ویة نشات منذ الاف السنین ولیس منذ مئات السنین كما كان حال اوربا، ففي حین كانت اوربا تش?د مرحلة الحیاة السابقة للاقطاع كان العرب والفرس والصینیون اصحاب حضارات كبرى وابداعات ثقافیة عظیمة. وكان العامل الطاغي في ذلك النشوء ?و الثقافة المشتركة ولیس التطور الاقتصادي، فلم تكن ?ناك راسمالیة ولا اقطاع كلاسیكي وانما كانت ?ناك انظمة ?ي مزیج من الاستبداد الاقطاعي والعبودیة وغیر?ا دون اقتران?ا بنمط انتاجي محدد، و?ذه الحقیقة تنقض التنظیرات التي قدم?ا ماركس او انجلز عما یسمى ب(الاستبداد الشرقي) او (نمط الانتاج الاسیوي) والتي بنیت على قاعدة معلومات سطحیة وعابرة، على العكس من قراءت?ما لواقع اوربا والتي كانت عمیقة وثریة جدا . في قومیات ال?ویة تمتزج قوانین مراحل تاریخیة مختلفة وتتداخل حتى ان المحلل والمؤرخ یحیر في تفسیر الواقع وفق قاعدة تحلیل متماسكة ویبقى اي تحلیل ناقصا الا اذا عالج حالة محددة بذات?ا و?و ما یؤدي الى الغرق في خیار تجزیئي لمشاكل شعوب قومیات ال?ویة. ولكن ا?م ما في قومیات ال?ویة ?ي ان?ا نتاج تطور طویل استغرق الاف السنین كانت نتیجت? ?ویة قومیة تتوسط الجو?ر من?ا ثقافة وطنیة خاص وقویة وراسخة الى حد ان?ا توصل احیانا الى التعصب القومي واست?داف ?ویة الاخر سواء بالحروب او النزعة الاستعلائیة. وفي ?ذه القومیات تتنحى العوامل الاقتصادیة وتسود العوامل الثقافیة المعبرة عن ?ویة خاصة. ان القومیة الفارسیة مثال ممتاز ل?ذه الحالة من التشبث بال?ویة وتغلیب?ا على رابطة طرات فیما بعد على ال?ویة القومیة، و?ي رابطة الاسلام، فبالرغم من اعتناق بلاد فارس للاسلام الا ان ال?ویة القومیة الفارسیة بقیت ?ي المحرك الاساس للنخب القومیة الفارسیة في تعامل?ا مع (اشقاء?م) في الاسلام العرب، وكانت نزعة الانتقام من العرب والتطرف في العمل لاقامة امبراطوریة فارسیة اقوى من رابطة الاسلام، لذلك ش?دت العلاقات العراقیة الفارسیة حروبا بعد ظ?ور الاسلام اشرس من الحروب التي وقعت في المنطقة قبل? .

اما العرب فان?م، وبالاضافة لتشرب?م برسالة الاسلام التي حدت من التعصب القومي وعدت? من اثار الجا?لیة، فان?م تبنوا مف?وما للقومیة حدده النبي الكریم بتعریف? التطبعي للعربي، فازال عنصر الاستعلاء من الفكر القومي العربي وجعل? فكرا یعبر عن انتماء ثقافي، سمح للعروبة ان تخرج من جزیرة العرب وتصل الى المغرب العربي وتدمج في بوتقت?ا اجناسا شتى دون تمییز او تعصب لعرق ما، بعكس القومیة الفارسیة التي كانت، وبسبب تعصب?ا القومي ونزعة الاستعلاء لدی?ا، عاجزة عن التوسع بقبول ?ویت?ا من قبل الاقوام الاخرى والاندماج ب?ا، فلجات الى الحروب والدسائس للتوسع، وفي مقدمة الدسائس فبركة ?ویة طائفیة بین المسلمین استخدمت?ا وتستخدم?ا لاختراق حصون العرب وتمزیق?م، فصاغ مفكرو?ا منظومة طائفیة لا صلة ل?ا بالاسلام بل ?ي نتاج فكر قومي فارسي، یتمثل في تمجید تراث ما قبل الاسلام بما في ذلك القیم والتقالید الزرادشتیة. ان النزعة التامریة الفارسیة بعد الاسلام لیست سوى تعبیر اصیل عن تجذر الرابطة القومیة الفارسیة، وتحكم?ا في النخب الفارسیة وكان ابرز مظا?ر?ا التاریخیة، اضافة لفركة الطائفیة داخل الاسلام، عمل?ا وفقا لخطط طویلة المدى لتدمیر ال?ویة العربیة واختراق الانسان العربي .

?ذه الحقیقة التاریخیة ?ي التي استخدم?ا بعض المنتمین لتیارات الاسلام السیاسي لات?ام القومیة العربیة بت?متین خاطئتین، الت?مة الاولى وصف?ا بان?ا تعصب جا?لي، والثانیة القول بان?ا متأثرة بالقومیات الاوربیة، وفي كلا الات?امین نجد الخطأ واضحا وفاضحا، فالتعصب القومي في القومیة العربیة غیر موجود لان المكون الجو?ري ل?ا، و?و الاسلام كما سنوضح، یمنع التمییز بین البشر بشكل عام وبین المسلمین بشكل خاص على اسس العرق واللغة. صحیح ان ?ناك نزعات تعصب قومیة عربیة تظ?ر في فترات محددة تقف في مواج?ة تعصب قومي اخر، لكن?ا رد فعل اني ولیست فعلا اصلیا ودائما. والمثال ?و الموقف من الدولة العثمانیة حیث سا?م العرب في بناء?ا على اساس ان?ا دولة اسلامیة لكن?م انقلبوا علی?ا حینما بدأت تمارس سیاسة التتریك وتذویب ?ویة العرب. كما ان العرب وقفوا ضد النخب الشوفینیة الفارسیة اثناء قیام الدولة العباسیة لان?ا تعمدت شتم العرب، بل ان?ا كانت تسیطر على البیئة الثقافیة والسیاسیة في بغداد العباسیة بعد ان وصلت الى مركز الخلافة بالزواج والاموال وغیر?ا، فاضطر الكتاب العرب للرد على شتائم الكتاب الفرس ومعادات?م للعرب مثلما فعل الجاحظ. في ?ذین المثالین فان حالات التعصب القومي العربي ضد الاتراك والفرس كانت نتیجة طبیعیة، وان كانت خاطئة، لعمل مسبق وسابق ولم یصدر من مبادرة عربیة ابدا .لذلك فان من یصف القومیة بالجا?لیة علی?

فدائي البعث
عضو نشيط
عضو نشيط

عدد الرسائل : 6
العمر : 44
تاريخ التسجيل : 21/03/2010

http://b3th.org/jordan/index.php

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى