ملتقى الفكر القومي
أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم, أنت لم تقم بتسجيل الدخول بعد! يشرفنا أن تقوم بالدخول أو التسجيل إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى



انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

ملتقى الفكر القومي
أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم, أنت لم تقم بتسجيل الدخول بعد! يشرفنا أن تقوم بالدخول أو التسجيل إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى

ملتقى الفكر القومي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

ينابيع البعث ( 2 )

اذهب الى الأسفل

ينابيع البعث ( 2 ) Empty ينابيع البعث ( 2 )

مُساهمة من طرف فدائي البعث الثلاثاء مارس 23, 2010 5:52 am

- المف?وم البعثي للحریة
بخلاف ما سیدت? حملة شیطنة البعث، التي تشن?ا الاج?زة الغربیة والص?یوینة والایرانیة وتوابع?ا العرب، فان البعث قد حدد للحریة مسارا رئیسیا داخل صفوف? وفي المجتمع حول الحریة. یقول دستور الحزب في (المبدإ الثاني) ما یلي : (ول?ذا فان حزب البعث العربي الاشتراكي یعتبر : ١ – حریة الكلام والاجتماع والاعتقاد والفن مقدسة لا یمكن لاي سلطة ان تنتقص?ا). وفي فصل (مبادئ عامة)، في الفقرة ٥ یرد ما یلي : (حزب (البعث العربي الاشتراكي) شعبي یؤمن بان السیادة ?ي ملك الشعب وان? وحده مصدر كل سلطة وقیادة، وان قیمة الدولة ناجمة عن انبثاق?ا عن ارادة الجما?یر، كما ان قدسیت?ا متوقفة على مدى حریت?م في اختیار?ا). وفي فصل (المن?اج سیاسة الحزب الداخلیة) نقرأ ما یلي : (المادة ١٤ – نظام الحكم في الدولة العربیة ?و نظام نیابي دستوري والسلطة التنفیذیة مسؤولة امام السلطة التشریعیة التي ینتخب?ا الشعب مباشرة .(. وفي المادة ١٧ من نفس الفصل نقرأ ما یلي : (یعمل الحزب على تعمیم الروح الشعبیة (حكم الشعب) وجعل?ا حقیقة حیة في الحیاة الفردیة، ویسعى الى وضع دستور للدولة یكفل للمواطنین العرب المساواة المطلقة امام القانون والتعبیر بملء الحریة عن ارادت?م واختیار ممثلی?م اختیارا صادقا وی?یئ ل?م بذلك حیاة حرة ضمن نطاق القوانین.) وفي فصل (سیاسة الحزب الاجتماعیة) نقرأ في البند الخامس ما یلي) : تالیف نقابات حرة للعمال والفلاحین وتشجیع?ا لتصبح أداة صالحة للدفاع عن حقوق?م ورفع مستوا?م وتع?د كفاءات?م وزیادة الفرص الممنوحة ل?م، وخلق روح التضامن بین?م وتمثیل?م في محاكم العمل العلیا .( وفي المادة ٤٢ من نفس الفصل، نقرأ في البند الثاني ما یلي : (الدولة مسؤولة عن صیانة حریة القول والنشر والاجتماع والاحتجاج والصحافة، في حدود المصلحة العربیة العلیا، وتقدیم كل الوسائل والامكانیات التي تحقق ?ذه الحریة.). وفي البند الثالث نقرأ ما یلي : (العمل الفكري من اقدس انواع العمل وعلى الدولة ان تحمي المفكرین والعلماء وتشجیع?م.). وفي البند الرابع نقرأ ما یلي : (فسح المجال، في حدود الفكرة القومیة العربیة، لتأسیس النوادي وتألیف الجمعیات والاحزاب ومنظمات الشباب ومؤسسات السیاحة والاستفادة من السینما والاذاعة والتلفزة وكل وسائل المدنیة الحدیثة في تعمیم الثقافة القومیة وترقیة الشعب.(. ما معنى ?ذا؟ اولا یجب ان نلفت الانتباه الى مؤشر م?م جدا و?و ان دستور الحزب لم یستخدم عمدا كلمة (دیمقراطیة) ابدا واستعاض عن?ا بتعبیر اوسع واعمق و?و (الشعبیة)، لان الشعبیة تتجاوز حدود الدیمقراطیة بكثیر. اما بخصوص ما اوردناه من نصوص فلا حاجة لشرح ما عرضناه لان? واضح، وكل ما یجب فعل? ?و تثبیت حقیقة اساسیة و?ي البعث، في اصول? التكوینیة، حركة انسانیة تقدس حریة الانسان بل ان موقف البعث یصل حد اللیبرالیة كما راینا. و?ذا التقدیس لحریة الانسان لا یقتصر كما في اللیبرالیة على حریة التعبیر والحریات الفردیة بل ?و یشمل الا?م و?و حق الحیاة الحرة الكریمة المتحررة من العوز المادي والروحي. من ?نا فان المف?وم البعثي للحریة والدیمقراطیة عتیق وتضرب جذوره في اصول البعث التكوینیة، و?و لذلك مقوم ثابت لا یمكن تغییره، حتى لو ش?دت التجارب العملیة ابتعادا عن?، جزئیا او كلیا، احیانا لاسباب قا?رة، في مقدمت?ا ان خصوم ومنافسي واعداء البعث في الداخل والخارج قد فرضوا فرضا حالة الطوارئ والاحتراب والازمة مما سمح ببروز رد فعل طوارئ ایضا. ان حالة الطوارئ الناجمة عن التحدي الخطیر لا تمحي ال?ویة الجو?ریة للحركة التاریخیة بل تؤخر?ا وتحجم?ا وتعطل?ا ولكن الى حین، بعد?ا یفرض الاصل نفس? وتتجدد الحیاة الحرة والتفكیر الحر وتقدیس حریة التعبیر داخل الحزب وخارج?، لان الحریة قضیة واحدة وتفسد حینما تجزء الى حریة داخلیة وخارجیة . المف?وم البعثي للاسلام : اسلام بلا طوائف لئن كنا نواج? منذ الاربعینیات جدلا مع التیارات الدینیة السیاسیة حول الاسلام ودوره في المجتمع، وادى ذلك الى مشاحنات وصراعات غیر مبررة بین التیار القومي والتیارات الاسلامیة السیاسیة، فان مرحلة ما بعد غزو العراق قد اثبتت، واقعیا وعملیا، ان مف?وم البعث للاسلام كان ?و الصحیح وان الاخرین لدی?م مفا?یم اما ملتبسة او ضارة ومدمرة. كیف ف?م البعث الاسلام؟ وما معنى العلمانیة في الفكر البعثي؟ ?ل ?ي نفس العلمانیة الغربیة؟ ام ان?ا الیة احترازیة لمنع استغلال الدین في السیاسة لان في ذلك اضرار فادحة كما اثبتت تجربة العراق في ظل الاحتلال؟ بدایة البعث كانت الموقف الخالد للبعث : (كان محمدا كل العرب فلیكن الیوم كل العرب محمدا). من قال ?ذا الكلام البلیغ والدقیق دقة لا مثیل ل?ا في التعبیر عن فكرة في كل الكتب الارضیة؟ من قال? لم یكن منظر اسلاموي ولا فقی? ولا صانع فتاوى دینیة بل قال? مناضل عربي مسیحي ?و المرحوم القائد المؤسس للبعث احمد میشیل عفلق .كیف نجح مسیحي عربي في تحدید الصلة الاعمق والادوم بین الشعب العربي ونبی? الكریم؟ ولماذا لم یل?م الله و?و قادر على ذلك مفكرا ومفتیا مسلما لطرح ?ذه المعادلة التي لا تلخیص لصلة العربي بنبی? او بالاسلام ادق واعظم وافصح من?ا؟ لقد طرحت في دراستي) الصلیبیة الجدیدة) الجواب على ?ذه الاسئلة وغیر?ا، ولا?میة ودقة الموضوع ساعید طرح الاجوبة لان ل?ا مساسا مباشرا وجو?ریا باوضاعنا الحالیة. ان الاسلام ?و مزیج خلاق وطبیعي من الجانب الایجابي من ثقافة وتقالید العرب قبل الجا?لیة وبین تعالیم ربانیة مقدسة، فالدین اي دین لا یمكن ان ینشأ ویتوسع الا اذا ف?مت? طلائع من ?ذه البیئة وتبنت? مرشدا ل?ا. لذلك فان النبي والصحابة كانوا ?م الطلیعة التي استوعبت الاسلام وحملت? رسالة ل?ا دون ان تشعر بالغربة او ان?ا تدخل بیئة غریبة عن?ا. نعم كانت في الجا?لیة تقالید وثقافة سلبیة جاء الاسلام للقضاء علی?ا، ولكن بنفس الوقت كانت ?ناك ایجابیات في مجتمع الجزیرة، وفي مقدمت?ا ثقافة التوحید والقیم التضامنیة في القبیلة و?ي قیم انسانیة راقیة تتمثل في الكرامة والكرم والتسامح واحترام الاخر والشورى القبلیة، واللغة العربیة التي كانت وما زالت التي تشكل عالما كبیرا قائما بذات?، سحریا بموسیقاه ومضامین? الثریة ومعانی? الشاملة الخالدة وفنون? كالشعر، دیوان العرب وحافظ تاریخ?م وج?از اعلام?م الاول...الخ. لقد جاءت الرسالة السماویة لتغلیب ?ذه القیم و?ذه الثقافة واكمال?ا ودمج?ا باخر وارقى صور ثقافة التوحید و?ي الاسلام. من ?نا فان الاسلام لم یكن دینا فحسب بل كان قبل ذلك ثقافة وقیم منتشرة في جزیرة العرب واطراف?ا في بلاد ما بین الن?رین وبلاد الشام ومصر. وكان من مفاخر العرب ان العربي المسیحي كان یقف مع العربي الاخر غیر المسیحي ضد غزوات الاجانب كالفرس والرومان قبل الاسلام، وبعد الاسلام وقف المسیحي العربي ضد الصلیبیین وغیر?م، منطلقا من انتماء الجمیع، مسلمین ومسیحیین، لثقافة قومیة سائدة بین القبائل العربیة المختلفة الدیانة. ومن الحقائق ذات الدلالات العمیقة ان بعض المسلمین، كالعلقمي، قد تعاونوا مع الصلیبیین والتتار لتدمیر الدولة العربیة الاسلامیة خدمة لبلاد فارس! فما الذي یجعل المسیحي العربي ینتخي للمسلم العربي، في حین ان المسلم الصفوي یغدر بالمسلم الاخر ویتعاون مع اعداء الاسلام؟ أن? الثقافة القومیة العربیة والوعي القومي العربي ?و الذي جعل المسیحي العربي یقف مع المسلم العربي ضد غزوات تبرقعت باسم المسیحیة. كما ان الثقافة القومیة الفارسیة – الطائفیة للصفویین العرب، او ذوي الاصول الفارسیة، ?ي التي جعلت?م ینحازون لاعداء المسلمین من اجل تدمیر ملك العرب وخلافت?م للتم?ید لامبراطوریة بني فارس! ?ذه ما حصل بالامس حینما تعاون الصفویون مع التتار والصلیبیین ضد العرب المسلمین، و?و ما یحصل الیوم حیث نجد الصفویین العرب والفرس یقفون مع امریكا ضد الامة العربیة في العراق وغیره لتدمیر حصون العرب وتذویب ال?ویة القومیة للامة العربیة .لقد جاء الاسلام تعبیرا شرعیا ومطلوبا عن ثقافة العرب في جانب?ا الایجابي على صعید الحیاة الدنیویة، و(?زة حیویة)، القت بعیدا بثقافة الشرك والظلام واحلت محل?ا ثقافة التوحید، التي عبرت عن ارتقاء ?ذه الرسالة بعد تجارب الدیانتین التوحیدتین الی?ودیة والمسیحیة وت?یئت?ما للبشر لدخول عالم الاسلام، في فترات استغرقت اكثر من الفي عام، انتقل فی?ا البشر من الدیانات الوثنیة البدائیة، التي كانت نتاج الخوف من الطبیعة والكون اكثر من الایمان بالله الى دیانات التوحیدي ابرا?یم الخلیل العراقي المولد والثقافة . ب?ذا التدرج التربوي نجح الاسلام في ?ضم وتجاوز كل الثقافات التي كانت سائدة قبل? وصار دینا متبلورا بعد ان كان ثقافة قومیة سائدة فقط. في ?ذه البیئة القومیة عاش عفلق، وملایین العرب المسیحیین، مؤمنا بالله وابنا شرعیا للثقافة العربیة ومواطنا عربیا بارا، خصوصا لجزئ?ا المقوم و?و الاسلام. ان الاسلام لیس دینا فقط، كما راینا، بل ?و ایضا ثقافة قومیة للعرب تشكل روح الامة، والامم بدون الروح محض (لحظات) عابرة وضائعة في كون لا ن?ائي وبالغ التعقید . البعث التقط ?ذه اللحظة التاریخیة) اللحظة بمعنا?ا الفلسفي ولیس الزمني أي القوة التي تنقلنا من حالة الى حالة اخرى بزخم انقلابي شامل) واختار ان یكون حزبا قومیا عربیا، لان? یعیش في بیئة عربیة ویمثل تطلعات امة عربیة، لكن? دمج الاسلام عضویا بالقومیة العربیة بتاكیده ان العروبة جسد روح? الاسلام. ب?ذه التولیفة العبقریة اعاد عفلق تحدید صلة الاسلام بالعروبة على نحو مد?ش في دقت? المبدأیة واللغویة. فاولئك الذین حاولوا وضع تعارض بین العروبة والاسلام باسم الاسلام وقعوا في فخ الجمود وعدم القدرة على ف?م روح الاسلام، فاوجدوا منظومة فكریة ساذجة، لان التخلف في الف?م لا یجد مخرجا ل? سوى السذاجة التكفیریة التي تحل الاشكالات المعقدة بطریقة كاریكیتیریة مدمرة للفكر الخلاق وللحلول الصحیة. البعث اكتشف ما انقطع المسلمون عن الایمان ب? والتعامل ب? منذ انحطت الخلافة الاسلامیة واصبح الاسلام غریبا في داره، و?و ان القومیة العربیة بلا الاسلام ما ?ي الا جسد مادي سیاتي یوم یموت فی? كما یموت اي جسد، لذلك وللحفاظ على دیمومة القومیة العربیة كان لابد ان تكون ل?ا روح تمیز?ا عن موجة القومیات الوظیفیة التي ظ?رت في اوربا، فكانت عملیة اعادة البعث اكتشاف جو?ر كل من العروبة والاسلام بالدمج العضوي بین?ما. لقد عادت الروح الى جسد الامة بعد ان فارقت?ا بانحراف الخلافة وتد?ور?ا، وحطت روح الامة (الاسلام) في جسد مادي ?و القومیة العربیة، كي تستطیع ان تتعامل مع عالم مادي بفعالیة تامة ونجاح محسوب من خلال طلیعة مقاتلة ?ي الحركة البعثیة . اننا نحن البعثیون، المسلمون في ثقافتنا القومیة م?ما كانت دیانتنا، فتحنا طریق البعث الاسلامي الحقیقي من خلال فتحنا الاول و?و فتح البعث العربي، فلن یكون ?ناك بعث اسلامي من دون ان یسبق? البعث العربي. ?ذا ماحصل عند ظ?ور الاسلام والذي اقترن ببعث عربي شامل وحد العرب، اولا وقبل كل شيء ووضع القبلیة في الخلف، ثم قام العرب ببناء عالم اسلامي وحضارة عربیة توجت بقیم الاسلام امتدت من الصین الى اوربا، وما كان بالامكان قیام ?ذه الدولة الاعظم في وقت?ا لولا الایمان العمیق بان للعرب رسالة خالدة انسانیة الطبیعة توحیدیة الجو?ر. ان الصحابة والفاتحین الاوائل كانوا رجال م?مات تاریخیة وحملة رسالة خالدة ولم یكونوا دعاة سیاسة او فتوحات امبراطوریة ?دف?ا الن?ب او السیطرة، كما فعلت امبراطوریات سادت ثم بادت كالامبراطوریة الفارسیة، لان?ا بلا رسالة روحیة وانسانیة وانما كانت محض توسع لصوصي لا محرك ل? سوى الناسوت وبغیاب تام للا?وت . اذن البعث حزب ایماني في اصل? وجذوره، و?و المؤ?ل اكثر من غیره للبعث الاسلامي ولكن بعد تحقیق البعث العربي ولیس قبل ذلك ابدا. و?ذا الكلام لیس دعایة حزبیة بل ?و واقع عاش? العراقیون عندما استلم البعث السلطة، وكان دستوره متوجا ببند غالب و?و (الاسلام ?و المصدر الاساسي للتشریع) ولیس مصدرا من مصادر التشریع، و?ذا المف?وم م?م وجو?ري. كما ان الممارسة العملیة قد ش?دت اعظم رعایة للدین والعلماء، تمثلت في تحمل كل اعباء رعایة دور العبادة، الاسلامیة والمسیحیة والصابئیة وغیر?ا، وتخصیص رواتب تساوي راتب الوزیر للمراجع الدینیة اضافة لكافة الامتیازات المالیة والاعتباریة في المجتمع. وش?د العراق لاول مرة في تاریخ? حملة ایمانیة منظمة وطویلة الامد شملت كوادر الحزب والدولة وصار بموجب?ا التثقف بالفق? الاسلامي وختام القران شرطا للترقیة الحزبیة والوظیفیة، فانخرط ملایین البعثیین في الحملة الایمانیة الفریدة في التاریخ العربي والاسلامي الحدیثین .
في ضوء ما تقدم نجد ان البعث حزب مؤمن بطبیعة بنیان? العقائدي ولا صلة تربط? باي شكل مع العلمانیة الغربیة والتي سجنت الدین ورجال? في الكنیسة ومنعت?م من التدخل في السیاسة، لكن? ونظرا للتعددیة في المذا?ب الاسلامیة، من ج?ة وتعددیة الدیانات للمواطنین العرب من ج?ة ثانیة، فان حكم رجل الدین بالنسبة للبعث امرا خطیرا ومدمرا للوطن ووحدت? وللاسلام ووحدت? وللمواطنة ودور?ا. ان الاسلام یعاني من تعددیة المذا?ب سنیة وشیعیة، ولو كانت ?ذه التعددیة مجرد اجت?ادات ومدراس فق?یة یكمل بعض?ا البعض الاخر لامكن تقبل الامر، لكن الامر المعقد ?و اننا لا نتعامل مع طوائف وجود?ا طبیعي بل مع طائفیة انعزالیة وتكفیریة واقصائیة في كلا طرفي الاسلام، ومن المستحیل ان تتفا?م فیما بین?ا على مستوى الواقع ولیس على مستوى ظوا?ر الامور. ولكي نتجنب السرد والتنظیر لدینا مش?د حاسم وواضح بما یكفي لادراك مخاطر التعدد الطائفي وانتاج? الحتمي للطائفیة كلما ضعفت الرابطة القومیة او الوطنیة . لقد قدمت لنا تجربة العراق المحتل صورة حقیقیة لمخاطر الطائفیة نرى ان?ا حسمت الى الابد الجدل حول حكم رجال الدین والمرجعیات الدینیة، فلقد حصل0 الاحتلال بفضل تعاون الطائفیة الصفویة، ممثلة بالحوزة الصفویة الایرانیة في النجف والتنظیمات التابعة لایران، والاحزاب الطائفیة السنیة ممثلة بالحزب الاسلامي، وكانت تلك اول خطیئة لا یمكن غفران?ا لكلا الطرفین لان التعاون مع الاستعمار الامریكي المدفوع بتاثیر ص?یوني واضح وثابت اضافة للدافع الراسمالي اللصوصي، انما ?و خروج فاضح على كل قواعد الدین والوطنیة. دافع الصفویین كان خدمة المصالح الایرانیة التي حددت?ا الزعامة الایرانیة بوضوح و?ي تدمیر العراق العربي المستقل وتقاسم? مع امریكا واسرائیل، في حین ان دافع التنظیمات السنیة الطائفیة كان تدمیر البعث والقضاء على نظام? الوطني! ?ذا الخروج على الدین لم یكن الخطیئة الوحیدة بل ان? انتج الخطئة الثانیة و?ي التعامل مع الوضع العراقي على اساس طائفي، فكلا التیارین الصفوي والطائفي السني اراد ان یفرض مف?وم? للاسلام، فحصل الصدام بین?ما وكفر احد?ما الاخر واصبح من المستحیل توافق?ما . ان كل حزب ینشأ على اساس طائفي في الاسلام لابد وان یواج? حتمیة لا مفر من?ا و?ي تكفیر الطرف الاخر علنا او سرا، و?كذا راینا الطائفیة الصفویة تعد السنة بصفة عامة نواصب سرقوا الاسلام من ا?ل? ولابد من القضاء علی?م لاجل اعادت? الى ا?ل?! اما الطرف الطائفي السني فقد عد الشیعة العراقیون روافض خارجین على الاسلام ولابد من تصفیت?م ب?ذه الطریقة او تلك! لقد ش?د العراق في ظل الاحتلال محاولات متعمدة لاحداث فتنة طائفیة كبرى من خلال الاعداد والدعوة لتصفیات دمویة طائفیة اساس?ا التكفیر، وكان یمكن ان تكون كارثة لا نظیر ل?ا لولا المقاومة الوطنیة العراقیة التي حددت ?دف?ا في تحریر العراق كل?، وضمت في صفوف?ا كل الاطیاف العراقیة مما ادى الى تحجیم مشروع تمزیق العراق على اسس طائفیة. لقد جرت الطائفیة المتقابلة العراق الى كوارث انسانیة لم تحصل في كل تاریخ? واستنزفت قسما كبیرا من طاقات العراقیین في القتال بین ?ذه الجماعات التكفیریة في الطرفین بینما كان ممكنا ان تضاف ?ذه الطاقات للحملة الوطنیة العظمى لتحریر العراق التي تقوم ب?ا المقاومة . ماذا كانت النتیجة؟ حفر خندقان طائفیان لا یلتقیان ابدا حولا الصراع من صراع تحرري الى صراع بین عراقیین! و?ذه اعظم خدمة قدمت للاحتلال بعد تس?یل غزوه! ومن الملاحظات الخطیرة التي تؤكد ان الطائفیة تنتج الخیانة اش?ار الطائفیین من الطرفین لمواقف?م0ا الحقیقیة، وممارسة كافة اشكال التحقیر والشتائم فیما بین?ما لدرجة ان الصفویین تعاونوا ویتعاونون مع الاحتلال لنصرة مذ?ب?م ومقابل ذلك تعاون الطائفیون السنة مع الاحتلال اولا لتدمیر العراق وثانیا للقضاء على الشیعة! ?ذا ?و بؤس الفكر والتفكیر الدیني الطائفي، وتلك نتائج? الحتمیة وقانون? المطلق .
ما جرى اعاد طرح السؤال المنطقي التالي : اذا افترضنا ان الاحزاب الدینیة السنیة والشیعیة وصلت للحكم فماذا سیحدث؟ ?ل ستتمكن من الاتفاق على الحكم بشكل مشترك؟ الجواب الذي اكدت? التجربة العراقیة ?و ان افضل ما تتمناه اسرائیل والغرب ?و وصول احزاب اسلامیة للحكم، لان الطریق الوحید الذي ستسلك? ?و تطبیق مفا?یم?ا الطائفیة و?و موقف سیخلق رد فعل طائفي من الطرف الاخر و?كذا ینغمس المسلمون في صراع حول من یمثل الاسلام حقا. ان من المستحل تصور امكانیة تخلي حزب او جماعة طائفیة عن مسلك?ا او ا?داف?ا والا لم نشأت اصلا الطوائف؟ اننا بازاء مشكلة عملیة وفق?یة و?ي ان? لا یوجد تفسیر للاسلام متفق علی? بین الطوائف الاسلامیة ومن ثم فان سعي ?ذه الاحزاب لاستلام السلطة ?و سیر مفتوح نحو الاصطراع الاسلامي – الاسلامي. ربما یقول البعض ان ?ذا المنطق ان انطبق على العراق لان? منقسم الى شیعة وسنة وبنسبة متقاربة، فان? لا یصلح لاقطار اخرى یشكل السنة فی?ا الاغلبیة. و?ذا المنطق دحضت? الاحداث الاخیرة، فاولا لا یجوز في الاسلام الحدیث عن الاغلبیة والاقلیة لان الجمیع متساوین بمعاییره وبمعاییر الوطنیة والمواطنة، وثانیا ان الحركة الصفویة تقابل?ا التیارات الطائفیة السنیة تتنافس على تبشیر?ا الطائفي وتصرف ملیارات الدولارات لشراء الناس او لاقناع?م بالتخلي عن طائفت?م. انظروا الى التحرك الایراني في سوریا مثلا، حیث الاغلبیة سنیة ماذا یحدث؟ ایران تصرف الملایین ش?ریا لشراء فقراء السوریین بالمال لتغییر طائفت?م! انظروا لمصر السنیة والتي زجت زجا في حربین تتصاعدان منذ رحیل المرحوم جمال عبدالناصر، ف?ناك حرب كلامیة تتخلل?ا صدامات بین المسلمین والاقباط، و?ناك محاولات نشطة لخلق طائفة شیعیة في مصر ! وفي المغرب العربي ?ناك نشاط ایراني واضح جدا لنشر التشیع الصفوي، یقابل? نشاط محموم للطائفیة السنیة للحفاظ على التسنن وعدم السماح بالتبشیر الصفوي! لقد جرت الطائفیة الامة العربیة لظروف ?ي الاسوأ والاخطر في كل التاریخ الاسلامي، لدرجة ان التامر الص?یوني الغربي وتنفیذ مخططات تقسیم واحتلال اقطار عربیة والاعداد لاحتلال اخرى لم یردع الطائفیین ویدفع?م لتوحید الصفوف لمواج?ة اعداء الاسلام، والذي حصل ?و العكس تماما، فالطائفیة الصفویة تعاونت وتتعاون مع امریكا ضد العراق والسنة، والطائفیة السنیة تتعاون مع نفس الطرف و?و امریكا للقضاء على التوسعیة الصفویة الایرانیة! فاي غباء ?ذا الذي یجعل الطائفیین من مختلف الج?ات یرى ان? یتعاون مع اعداء الاسلام ضد مسلمین ومع ذلك لا یتراجع! وفي خضم الصراع مع امریكا والص?یونیة تتوغل الطائفیة السنیة والشیعیة في مجا?یل اللاعقلانیة فتكفر البعثیین رغم ان?م یخوضون صراع الحسم مع امریكا والص?یونیة! و?ذا یعني ان الطائفیة حالما تبدأ الیات?ا الذاتیة بالعمل تجد نفس?ا عاجزة عن ایقاف دوران عجلة التكفیر حتى للسلفیین والطائفیین من نفس الجماعة! ان?ا لعنة التفتیت والشرذمة التي اصابت تنظیمات لاترى ابعد من انف?ا .
وفي ضوء ما تقدم یطرح السؤال التالي : ما الحل؟ ?ل نتخلى عن الاسلام بسبب ?ذا الخلل البنیوي في التنظیمات الاسلامیة؟ الجواب ?و كلا، فالامة لا تستطیع التخلي عن روح?ا و?و الاسلام، وما یجب فعل? ?و تحریر الاسلام من السرطان الطائفي عبر العمل من اجل اسلام بلا طوائف، اسلام عام مصدره الاساس القران، وما یتقف علی? المسلمون من السنة النبویة في ضوء ما ورد في القران. كیف ذلك؟ وما?و الطریق العملي للوصول الی?؟ ?نا نصل الى الف?م البعثي للاسلام. نعم لقد دعا البعث للعلمانیة ولكن اي علمانیة؟ ان?ا علمانیة عزل الطائفیة عن تطبیق الاسلام سیاسیا من خلال اعتماد دستور الدولة على الاسلام العام المجرد من الطوائف بصفت? المصدر الرئیس للتشریع، لان ?ذا الاعتماد یفرض حتمیة لا یمكن التملص من?ا و?ي نزع المفا?یم الطائفیة من الاسلام لیكون قاعدة التشریع الاساسیة وتجنب كل ما من شان? اثارة الفتن بین المسلمین. ویمكن تطبیق ذلك بجعل الانتماء لطائفة امرا شخصیا او خاصا لا یدخل في اطار الاسلام المعتمد قاعدة للتشریع في الدولة، و?ذا ینطبق على غیر المسلمین، فالدولة ?ي لكل الشعب ولیس لطائفة من? م?ما كانت صغیرة او كبیرة، والواجب الدیني والوطني والقومي یفرض على الدولة ان تمثل الجمیع مواطنی?ا، وان تتجنب كل ما من شان? التمییز بین المواطنین على اي اساس غیر المواطنة والمساواة امام القانون . و?نا یجب ان نوضح بان رجال الدین وبسبب انتماء?م الى طائفة ما لا یصلحون لتولي الحكم مباشرة لان?م سیواج?ون مشكلة فق? وموقف اي طائفة یعتمدون؟ لكن ذلك لا یحرم?م من حق ممارسة السیاسة بصفت?م مواطنین وتولی?م المسؤولیات العامة في الدولة. ب?ذه الطریقة فقط یمكن التخلص من سرطان الطائفیة ونحافظ على وحدة الاسلام والوطن ونمنع اقتتال المسلمین. ?ذا ?و الف?م البعثي للاسلام و?ذا ?و المعنى الدقیق للعلمانیة البعثیة، والتي بخلاف علمانیة اوربا لا تتج? لعزل الدین عن الدولة ما دامت الدولة طبقا للبعث عماد?ا الاساس في التشریع ?و الاسلام، بل لعزل الطائفیة وحصر?افي مناطق خاصة وشخصیة، ولیس تصفیت?ا، لتجنب الانقسامات والصراعات الطائفیة .
بماذا تتمیز اشتراكیة البعث؟
نأتي الان الى اخر مصادر وینابیع البعث و?و الاشتراكیة، والتي لفقت الرجعیة الدینیة ضد?ا القصص والاقاویل الباطلة خدمة لانظمة فاسدة ومفسدة. كیف یف?م البعث الاشتراكیة؟ و?ل ?ي تختلف عن الاشتراكیة الشیوعیة؟ واذا كان الجواب نعم یطرح سؤال اخر : كیف تختلف واین؟ قبل الاجابة على ?ذه الاسئلة من الضروري تحدید معنى الاشتراكیة لان?ا ظلمت من قبل التیارات الدینیة بشكل عام . الاشتراكیة من حیث الجو?ر ?ي الحل المطروح للمشاكل الاجتماعیة التي تفسد المجتمع، وفي مقدمت?ا الفقر الناجم عن فوارق الطبقات الحاد، وما یترتب على الفقر من امراض خطیرة كالامیة والفساد والتخلف والصراعات الاجتماعیة...الخ.
فالاشتراكیة ب?ذا التحدید ?ي النظام الذي یزیل الفقر من اساس? بتحطیم نظام الفوارق الطبقیة الكافرة، وتوفیر الحاجات الاساسیة للانسان مثل الخبز والتعلیم والطب والخدمات الاخرى التي تحرر الانسان من العوز المادي فتت?اوى بقیة الامراض الاجتماعیة . الاشتراكیة اذن نظام اجتماعي یحمل الدولة مسؤولیة توفیر احتیاجات الانسان الاساسیة لاجل تحریره من عوائق الابداع والعمل الاجتماعي المنتج وازالة الشرور التي ینتج?ا الحرمان والفوراق الطبقیة. لذلك فان?ا نظام انساني واخلاقي في نفس الوقت یعید للانسان انسانیت? ویحفظ كرامت? ویوفر ل? المناخ الملائم للتحرر من الفساد وكل الامراض التي تتولد تلقائیا من الفقر مباشرة او بصورة غیر مباشرة. والسؤال الجو?ري ?نا ?و ?ل یوجد دین سماوي یرفض الاشتراكیة مع ان?ا ترید اقامة العدالة الاجتماعیة وازالة الظلم؟ الجواب یعتمد على الصورة النمطیة التي رسمت?ا الدوائر الغربیة للاشتراكیة مقتبسة النموذج الشیوعي على اساس ان? النموذج الشائع للاشتراكیة. فما ?ي ?ذه الصورة النمطیة للاشتراكیة التي تقبلت?ا احزاب دینیة بلا تمحیص؟ اول مظا?ر الصورة النمطیة ?ي صورة اشتراكیة الحادیة اقترنت بالمادیة الجدلیة و?ي الفلسفة الكونیة للشیوعیة، والتي اطلقت المقولة الش?یرة : (ان الكون لم یخلق? ال? او انسان وانما ?و نتاج التطور والصدفة)! ثم اكملت صورة الاشتراكیة الظالمة بنشر مقولة الشیوعیة ایضا و?ي )الدین افیون الشعوب)! ب?اذان الموقفان وضعت الاشتراكیة في سیاق مناقض للدین والایمان الدیني دون نظرة موضوعیة تمییزیة بین الانواع المختلفة للاشتراكیة، كما سنرى. اما المظ?ر الاخر للصورة النمطیة للاشتراكیة ف?ي وصف?ا بان?ا نظام یلغي الملكیة الفردیة ویحرم الانسان من التملك. واخیرا ولیس اخرا قدم المظ?ر الثالث للصورة النمطیة للاشتراكیة بوصف?ا ان?ا اممیة تتجاوز الحدود القومیة وتتعامل مع البشر كل?م على قدم المساواة. ?ل ?ذه الصورة النمطیة للاشتراكیة صحیحة؟ دعونا نتناول الاشتراكیة البعث لنرى كم ان تلك الصورة ظالمة وغیر صحیحة . ?ناك ثلاثة اختلافات جو?ریة بین اشتراكیة البعث والاشتراكیة الماركسیة – اللینینیة، و?ي الاختلاف الفلسفي – الدیني والاختلاف حول الملكیة، والاختلاف حول القومیة. فالبعث یرفض الربط القسري المصطنع وغیر المبرر بین النظرة الفلسفیة للماركسیة – اللینینیة ، و?ي المادیة الجدلیة التي انكرت وجود الله وعدت الدین افیون الشعوب، ویرى اي البعث، ان الاشتراكیة مف?وم اجتماعي یعالج الفقر والفوارق الطبقیة واثار?ما ولیس ل? صلة بالفلسفة الجدلیة ولا باي مف?وم فلسفي اخر یتناول الكون والطبیعة. لقد تناولت المادیة التاریخیة، و?ي الفلسفة الاجتماعیة للماركسیة – اللینینیة، الاشتراكیة من زاویة اجتماعیة تاریخیة، و?ذا صحیح، لكن?ا حینما اعتبرت ان الماركسیة - اللینینیة ?ي فلسفة شمولیة تفسر المجتمع والطبیعة بنفس الوقت افسدت على نفس?ا البیئة الاجتماعیة للناس المیالین بالطبع للایمان بالله. لذلك فان البعث یرفض المادیة الجدلیة ویعد?ا موقفا فلسفیا اقحم على نحو مصطنع على الاشتراكیة والتي تقول بان اصل الشرور الاجتماعیة ?والحرمان المادي الناجم عن فوارق الطبقات، و?و موقف صحیح، ویرى البعث ان الایمان بالله ?و الجزء المقوم في الوعي الاجتماعي السلیم والذي یدعم الاشتراكیة من زاویة ان العدالة الاجتماعیة ?ي مطلب دیني، لان الله خلق البشر ولم یخلق الفوارق الطبقیة بین?م وساوى بین?م في القیمة الانسانیة . ومن مظا?ر احتواء الاسلام للاشتراكیة التجربة الغنیة لع?د الخلفاء الراشدین حیث كانت الثروة تقسم بالتساوي بین المسلمین ولا فرق بین خلیفة ومواطن عادي وقصة الخلیفة عمر بن الخطاب رضي الله عن? مع ابن? عبدالله حول قطعة القماش مش?ورة، كما ان الامام علي كرم الله وج?? قال (لو كان الفقر انسانا لقتلت?) في اشارة الى ان مصدر الشرور الاساسي في المجتمع ?و الفقر. في ?ذا الاطار راینا البعث یرفض الفكر الالحادي الشیوعي منذ نشوءه ویؤكد على ان الاشتراكیة البعثیة ایمانیة ولیست الحادیة وان?ا تتوافق مع تعالیم الاسلام وتخدم ?ذه التعالیم . واذا تناولنا المیزة الاخرى لاشتراكیة البعث و?ي ان?ا لا تحرم الملكیة على وج? الاطلاق وانما تحرم الملكیة الاستغلالیة وتسمح بالمكیة الفردیة على ان تخضع لشرط حاسم و?و ان?ا یجب ان تقع ضمن سیادة الملكیة العامة لوسائل الانتاج الكبرى. وب?ذا المعنى فان الاشتراكیة البعثیة توفق ما بین الملكیة العامة المسؤولة عن تامین عدالة المجتمع وانتاج? وخدمات?، وبین الملكیة الفردیة التي تلبي الحاجات الطبیعیة للانسان في التملك بصفت? احد ا?م حوافز العمل والانتاج والابداع لدى الانسان. ان منع الملكیة الفردیة یفضي الى خمول الانسان وتد?ور ملكت? الابداعیة لان الحافز الشخصي للعمل یعطل او یضعف و?ذا ?و احد ا?م اسباب فشل الشیوعیة وتد?ور?ا . واخیرا ولیس اخرا فان البعث رفض الاممیة الشیوعیة لان?ا كاي اممیة اخرى تقفز من فوق القومیة مع ان الاممیة، سواء كانت دینیة او شیوعیة، یجب ان تمر اولا بالرابطة القومیة، وتعترف ب?ا بصفت?ا وضعا انسانیا طبیعیا لا یمكن القفز من فوق?. اذ كیف یمكن ان تقام الاممیة اذا كانت الرابطة القومیة غیر مبنیة او مقامة؟ یجب اولا اكمال الوحدة القومیة قبل التفكیر بوحدة اوسع، تماما كالبناء العالي فانك لا یمكنك من الوصول الى اعلاه الا اذا بنیت ادناه . أذن الاشتراكیة البعثیة ?ي نظام اجتماعي یوفر بقواعده البیئة المناسبة لتفرغ الانسان للنشاطات الروحیة بلا قلق او ضغط الحاجة المادیة او ت?دید?ا للانسان یومیا بعد توفیر احتیاجات الانسان، و?و نظام یفتح المجال امام النشاط الفرد اقتصادیا لان? عامل ابداع وحافز انتاج، ویكمل دور الدولة في تامین السلع والخدمات لافراد المجتمع الانساني، وبقدرة الاشتراكیة على تحریر الانسان من الخوف من غده یتفرغ للعمل المنتج وللقضایا الروحیة والثقافیة ویلج عالم تفجیر طاقات? الانسانیة الكامنة مم?دا لرقي الانسان خلقیا ومادیا. والسؤال ?نا ?و : ما الذي یجعل الدین ضد الاشتراكیة البعثیة؟ بالتاكید ان الاسلام ?و المصدر الاساس لاشتراكیة البعث وكل من ف?م الاسلام على نحو صحیح توصل الى استنتاج صحیح اخر و?و ان الاسلام بذات? یتضمن الاشتراكیة الایمانیة . خلاصات واسنتتاجات ختامیة اولا : ما?ي ا?م میزات البعث عن غیره من الاحزاب والحركات الدینیة والعلمانیة
والقومیة والماركسیة؟ ?ناك ظا?رة تكوینیة ولادیة مشو?ة او ناقصة في التنظیمات العربیة، ف?ي اما احزاب اسلامویة ترفض القومیة والاشتراكیة مع ان?ما ظا?رتان لا یمكن اقصائ?ما من جسد الامة السلیم، او ?ي احزاب قومیة تتنصل عملیا من الاسلام مع ان? روح العروبة، واغلب?ا ی?مل الاشتراكیة او یتبنى اشتراكیة ?ي في الواقع تخریج بورجوازي او اقطاعي للاستغلال مع ان ازالة الفقر والفوارق الطبقیة شرط مسبق لن?ضة الامة وتقدم?ا. و?ناك احزاب اشتراكیة كالاحزاب الشیوعیة ترفض الاسلام والقومیة لذلك تبقى الامة تعاني من مشاكل التجزئة في عصر الكتل الكبیرة وزمن الفقر الروحي الذي لن یزول الا بالاسلام . البعث نجح في دمج كل ?ذه الضرورات الحیاتیة فبرز حزبا قومیا اشتراكیا روح? الاسلام .واذا نظرنا الى الساحة العربیة لن نجد حزبا اخرا یجمع ?ذه السمات الثلاثة. یضاف الى ذلك ان البعث ?و التنظیم العربي الوحید الذي انتشر في الوطن العربي ویعمل تحت قیادة واحدة وتنظیم واحد لیعبر عن وحدة الامة العربیة على المستوى الشعبي تم?یدا لقیام الدولة العربیة الواحدة من المحیط الى الخلیج العربي. لذلك لا یمكن للمرء الا ان یرى في ظل الاوضاع الحالیة ان البعثي ?و وحده من یحمل في یمین? القران وفي یساره الاشتراكیة وفي عقل? القومیة وفي قلب? الحریة. وتلك اسلحة جبارة وبالغة الحسم یقاتل البعثي ب?ا و?ي متعددة ولا یملك?ا غیره .
ثانیا : بدمج ?ذه العناصر الجو?ریة الاربعة وتجسید?ا فكرا وتنظیما في البعث اكتسب ?ذا الحزب صفت? التاریخیة، و?ي صفة لا تسبغ الا على الاحزاب والحركات التي تستمر عقودا وقرونا من الزمن لان?ا تحمل رسالة عظمى یحتاج تطبیق مضامین?ا الى مراحل زمنیة طویلة. ان الحزب التاریخي ?و الذي لا ینشأ تلبیة لرغبة فردیة او طارئة بل ?و ذلك التنظیم الذي یحدد امراض الامة ویقرر العلاجات الجذریة ل?ا ثم یبدأ عملا ستراتیجیا طویل المدى لتنفیذ ا?داف? ، بمعزل عن قیادات? التاریخیة او التي تلی?ا بحكم تقدم الزمن. فالحزب التاریخي حركة تخضع لالیات موضوعیة تستقل حتى عن مؤسسی?ا ومن یتولى القیادة فی?ا. ولعل افضل تجسید لتاریخیة البعث ?و ان? یعمل على تحقیق ا?داف عظمى وجو?ریة لا تتحقق بس?ولة بل تحتاج لنضال قاس وتضحیات لا حدود ل?ا وزمن طویل وخدمة اجیال متعددة، فتتكون سایكولوجیا تاریخیة لدى مناضلي الحزب تنقل?م من كون?م افرادا عادیین الى نوع خاص من البشر سمت? الابرز ان? صاحب رسالة ی?ب نفس? للامة وقضایا?ا ویتقبل الموت من اجل?ا كضرورة من ضرورات الحیاة النضالیة. و?ذه الصفة غابت عن حیاة العرب منذ انت?اء عصر الصحابة ووجد?ا العرب في البعثیین الذین جسدوا مف?وم البطولة الاسطوریة ورفض الخنوع والاستسلام للعدو الخارجي وللدیكتاتوریات داخل الوطن العربي. ان البعث في العراق قد فتح ابواب تجذره واكتساب? الصفة التاریخیة اعتبارا من محاكمات الم?داوي ( ١٩٥٩ ) التي ش?دت بطولة نادرة عبر عن?ا من كانوا في قفص الات?ام یواج?ون احكام الاعدام دون اي خوف او تراجع، وكان ابطال البعث یردون على الم?داوي شتائم? بكلام قاس ویتحدون? ویتحدون الدیكتاتور قاسم رحم? الله. وبعد حوالي نصف القرن من تلك المحاكمات ش?د العالم مجددا دلیلا اخرا على تاریخیة البعث حینما اسر قائده الرفیق الشهيد صدام حسین امام المجا?دین رحمه الله، وقسم كبیر من قیادت? نتیجة احتلال العراق، ووقفوا یتحدون الاستعمار واعوان? ویحولون المحاكمة الى منبر لتعبئة الملایین من الناس ولتجنید الاف البعثیین الجدد وكشف الاحتلال، و?كذا بدل الاستمرار في شیطنة البعث عبر تلفیق الاكاذیب برز البعث حزبا لافضل المناضلین واشد?م ایمانا بالله وبالمبادئ السامیة للبعث .
ثالثا : لقد سبقت البعث حركات ورافقت? اخرى على طریق النضال، واعقبت نشوءه احزاب كثیرة، وبعض ?ذه التنظیمات نشات تلبیة لحاجة حقیقیة لكن?ا نكصت وتراجعت وتلاشت او اصبحت ?امشیة لان?ا لم تكن تمثل الامة بكامل احتیاجات?ا القومیة والاسلامیة والاشتراكیة بل اختارت التعبیر عن جانب من مشاكل?ا، فكتب على تلك التنظیمات الزوال وبقي البعث متألقا یضيء سماء الامة العربیة بافكاره ومبادئ? السامیة. و?ذه الحقیقة تفرض على كل منصف وموضوعي ان یبحث فی?ا ویتامل في دلالات?ا، من خلال السؤال التالي : لم بقي البعث رغم اعدام واغتیال الالاف من مناضلی? وشن حملات شیطنة ل? ?ي الاكبر والاذكى في كل التاریخ الانساني، فیما زالت احزاب اخرى لم تتعرض لجزء بسیط مما تعرض ل? البعث؟
رابعا : لقد طور البعث مف?وما جدیدا عصریا وعملیا للاسلام، من حیث التطبیق والممارسة، و?و ان? طرح مف?وم الاسلام العام المجرد من الطائفیة والطوائف بصفت? المصدر الاساسي للتشریع في الدولة البعثیة وطبق ذلك فعلا، فنجح في تجاوز مخاطر الشرذمة داخل الاسلام الناجمة عن الطائفیة التكفیریة بكافة اشكال?ا. فالاسلام البعثي ?و الاسلام العام المجرد من الطوائف والمعتمد على القران الكریم بصفت? المرجع الحاسم في تقریر صواب او خطأ كل ما ورد في التراث الاسلامي من اتجا?ات في المجتمع والحكم على الفتاوى والنظریات الاجت?ادیة الدینیة .ان الاسلام العام ?و وحده الذي یسمح بانطلاقة عربیة وحدویة وتقدمیة واسلامیة ناجحة وبلا عقد وتحدیات التشرذم الطائفي الذي لا یحقق الا ا?داف اعداء العرب والمسلمین.
خامسا : الاسلام كدین لا یكفي لوحده للبقاء والانتشار وتطبیق مبادئ? لان? بحاجة لبیئة صحیة تسمح بفعل? الخلاق، و?ذه البیئة ?ي الجسد المادي ل? الذي یسنده في حركت? الاجتماعیة والنضالیة، ویستخدم? كقوة روحیة لا تق?ر عندما تجتمع بجسد مادي. فما ?و الجسد المادي للاسلام؟ ان? القومیة العربیة التي كانت قاعدة الفتوحات الاسلامیة عند بدء الرسالة الاسلامیة، والتي كان ضعف?ا السبب الرئیسي في تد?ور الخلافة الاسلامیة. ان قوة الدولة لا تكون مستمرة ومتطورة باستمرار الا اذا اعتمدت على عنصرین عنصر الروح، و?و الاسلام، وعنصر المادة والجسد لتلك الروح و?و القومیة العربیة. وبتكامل ?ذین العنصرین تحدث الن?ضة القومیة والاسلامیة. اما اذا اعتمدنا على نظریات خیالیة تقول بان ابناء الامة الاسلامیة دون تمییز یمكن?م بناء الدولة الموحدة لكافة العرب والمسلمین فاننا لن نصل الى الا?داف المرسومة بل سنصطدم بجدار العصبیات القومیة العنصریة الفاعلة داخل شعوب اسلامیة مصالح?ا القومیة اقوى وارسخ من اسلام?ا. وتجربة العرب مع الفرس اثناء حیاة الدولة العباسیة مثال على ?ذه الحقیقة، كما ان دور ایران الان القائم على التعاون مع امریكا لتس?یل غزو العراق وافغانستان وتدمیر?ما وتنفیذ مخطط اسرائیل لتقسیم الوطن العربي طائفیا وعرقیا، كما اعترف خاتمي وغیره رسمیا، ?و تأكید على اسبقیة الانتماء القومي على الانتماء الدیني لدى الفرس. من ?نا فان نشر مبادئ الاسلام ?ي بالاصل م?مة العرب ورسالة العرب، وبترسیخ دور العرب ?ذا في قیادة الن?ضة العربیة والاسلامیة یمكن دمج دور الشعوب الاسلامیة الاخرى في دائرة محكمة التحدید وبعد خلق توازن ردع یمنع طغیان النزعات والمصالح القومیة داخل الحركة الاسلامیة العالمیة كما یحلم البعض .
سادسا : لماذا فشلت كل محاولات اجتثاث البعث منذ ال?جمة الشیوعیة والقاسمیة والبارزانیة الدمویة في عامي ١٩٥٨ و ١٩٥٩ وحتى الغزو الامریكي، الذي تبنى لاول مرة في تاریخ العالم شعارا جسده في قانون اسم? (قانون اجتثاث البعث)؟ لقد فشلت محاولات اجتثاث البعث، رغم اعدام الالاف من مناضلی? وتعذیب الاف اخرى من?م حتى الموت، لسبب بسیط و?و ان البعث حركة تاریخیة ل?ا ا?داف حبیبة على قلوب الجما?یر وتجد فی?ا انقاذا ل?ا من واقع التخلف والظلم والفساد والضعف، ولذلك وما دامت ?ذه الا?داف (الوحدة العربیة والحریة والاشتراكیة) غیر متحققة فان البعث سیبقى خالدا تتبدل قیادات? وتتغیر بیئت? لكن? یبقى جبلا راسخ الصمود یتحدى الاعاصیر ویدفع بالامة العربیة نحو فجر التحرر من الاستعمار والجوع والتخلف والفساد الاجتماعي والروحي .
سابعا : واخیرا ولیس اخرا من الضروري الانتباه الى حقیقة بارزة وم?مة جدا و?ي ان البعث ینفرد من دون كل القوى السیاسیة ودون استثناء، اسلامویة وعلمانیة، بكون? حزبا یجمع بین ا?م اشتراطات الاسلام بشكل خاص والدیانات السماویة الاخرى بشكل عام، و?و ان? حزب انقلابي یشترط على البعثي ان ینقلب على ذات? اولا كي یستطیع قلب المجتمع الفاسد. بمعنى ان? حزب یعید تشكیل قیم واخلاق ومنطلقات مناضلی? الاجتماعیة، بتحریر?م من سیئات وموبقات المجتمع الفاسد، لیتمكنوا من التحول الى قدوة محترمة، و?ذا ?و منطلق الاحزاب الدینیة، ولكن البعث لا یكتفي بالوعظ التربوي والاخلاقي بل ان? یخوض تجربة تغییر المجتمع مادیا وجذریا بالقوة او بغیر?ا لاجل القضاء على ینابیع الفساد الاساسیة، و?ي الفقر الذي ینجب اولاده الشرعیین : الامیة والتخلف والانحطاط الاخلاقي بكافة اشكال?، وتلك ?ي م?مة الاحزاب الاشتراكیة والدنیویة. من ?نا فان البعث یحتوي ویجمع في روح?، وعلى نحو عبقري وخلاق، بین متطلبات الدنیا والدین، و&

فدائي البعث
عضو نشيط
عضو نشيط

عدد الرسائل : 6
العمر : 44
تاريخ التسجيل : 21/03/2010

http://b3th.org/jordan/index.php

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى