قواعد اللعبة.. معرفتها لم تعد حكراً على أحد!
صفحة 1 من اصل 1
قواعد اللعبة.. معرفتها لم تعد حكراً على أحد!
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
قوعد اللعبة.. معرفتها لم تعد حكراً على أحد!
قوعد اللعبة.. معرفتها لم تعد حكراً على أحد!
شبكة البصرة
حكمت ناظم
· المصالح هي التي تحتكم المواقف.. علينا أن ندرك ذلك دائماً.
· قواعد اللعبة الإيرانية- الأمريكية.. لم تعد رجماً بالغيب.
· مأزق اللاعبان الإقليمي والدولي.. بارز للعيان.
· وما هو على السطح.. لا يمثل الغاطس.
على مسرح الصراع والتنافس، وما بينهما، تتحرك القوى السياسية وتتعامل وتتقاطع أو تتناحر ربما بطريقة تحكمها قوانين الصراع، وقوانين الحركة وطريقة التعاطي مع الأحداث في ضوء رؤيتها السياسية، وثمة حيزاً مع ذلك للمقاربة وللمناورة، وإستخدامات أوراق الضغط بالقدر الذي يؤمن حركتها في التقدم والتراجع المحسوب. وأحياناً يكون الصراع دون تداخل، وأحياناً أخرى تتداخل الخنادق، وكل طرف يحاول أن يثير الغبار في وجه الآخر، فيمسي الجو مغبراً فيزيد من عتمة الموقف. ومن المحتمل أن تكون إحدى القوى ورقة ضاغطة بالكامل لجهة أجنبية دون شروط لخطواتها، ولم يكن ذلك من باب الغرابه.
قلت في مقالات سابقة نشرتها البصرة المناضلة على التولي (1/2 و 24/5 و 2/12/2007) أن الصدر وتياره وجيشه غير النظامي قد إستُغلوا أبشع إستغلال من لدن الحكيم ومجلسه الأعلى وفيلقه (بدر)، كما إستغله المالكي وحزب (الدعوة) الذي نكث بتعهداته ونكلَ بالصدر وتياره العائم في فضاءات ليس فيها من قرار، وهو الآن يضع رقبة الصدر تحت المقصله، بمباركة المرجعية السيستانية، والمرجعية الحائرية التي تنصلت هي الأخرى عن فتاوى الصدر السياسية العبثية وغير المتوازنة، ثم يتم التنصل والتراجع والحوار، ولفلفة الموقف وعفى الله عما سلف.!!
أستُغلَ الصدر وتياره الهلامي ببشاعة في تنفيذ أجندة المجلس والدعوة، وهي أجندة إيرانية في القتل والتصفيات الجسدية على الهوية وإثارة موجة من العنف الطائفي والتشريد والفرز المذهبي الجائر.. وكان الحكيم (بدر) والمالكي (الدعوة) يختفون خلف مشهد القتل الدامي ويلعبون بأداتهم المهيئة أساساً للقتل والسلب والنهب. وكل ذلك يحدث في إطار ما يسميه أحمد الجلبي بـ (البيت الشيعي)،والحقيقة إنه ليس بيتاً إنما (الفندق الشيعي)، والفرق واضح بين البيت وبين الفندق،الذي سيرحل الغرباء عنه مرغمين الى حيث جاءوا!
إندفع الصدر وتياره وجيشه تحت تأييد الحكيم ومن خلفه الأحتلال وبمباركة من ايران لخلق واقع دموي عسير رسمته الأستخبارات الأيرانية. والهدف من ذلك ضرب عصفورين بحجر.. فقد إستخدمت ايران الصدر أولاً كرأس حربة طائفية في القتل والتدمير، وكأداة فرز طائفية للتشريد على طريق التقسيم لإبتلاع جنوب العراق في النهاية. كما إستنزفت ايران الصدر وجيشه ثانياً، وتلاعبت به ووضعته تحت رحمة تصفيات حكومة الأحتلال وتصفيات قوات الأحتلال في آن واحد.. وقائد التيار يقبع في طهران وتحت وصايتها.!!
المعروف أن حكومة الأحتلال هي(المجلس الأعلى والدعوة) وهما جهتان ايرانيتان وجوداً وهويه.. إيران هي من يستخدم الصدر وجيشه رغم كونه في الأئتلاف، ورغم كونه من الشيعه، لسببين، الأول : يتعلق بالمرجعية والصراع من أجل السيطرة عليها، ولأن الصدر وأتباعه لا يعترفون بمرجعية ولاية الفقيه، ويتقاطعون حول الأحقية المرجعية العربية في العراق بالضد من المرجعية السيستانية و(الحائرية) الفارسيتين. والسبب الثاني : هو أن ايران الدولة القومية الفارسية، وليس الملالي، من يقرر المصالح الإيرانية ويسعى من أجل بلوغها حيثما وجدت، ولا يهمها الجهة التي تستخدمها.. ايران تتعاون مع امريكا في العراق وحكومة الأحتلال هي منها واليها، ومع ذلك فأن هنالك أجندة ايرانية ترى في الضغط الدموي الذي تستخدمه في العراق، يحقق لها إنفراجاً حيال ملفها النووي، ويُيسر لها حركتها، ويوفر لها الزمن، ويخفف لها تنفيذ أهدافها.
الصدر، يفتقر الى المرجعية وتعوزه المعرفة السياسية. وتياره هامشي يتحرك بهوجائية وهمجية. وجيشه يعوزه الضبط والربط. التشكيل هذا هلامي يجمع عناصر متحلله في معظمها متحدرة من أوساط معدمة ورثه- وليس ذلك عيباً-، يتعذر وصفها بالجيش، لأن الجيش نظام وإنضباط وعقيدة وقييم وإطار وطني جامع.. والإشكالية في هذا الأمر، ليس لدى هذا التيار مشروع سياسي يستند الى فكر وطني محدد، وليس لديه أساس عقيدي ورؤية موضوعية وطنية مستقبلية.. فهو جاهل في السياسة، وجاهل في معرفة طبيعة العلاقات الوطنية التي يتطلبها واقع العمل الوطني، ويعوزه عنصر الثبات على المواقف، وتلك إشكالية كبرى في ساحة العراق على وجه الخصوص.. مرة يصطدم بقوات الإحتلال ثم يتراجع ويسلم أتباعه سلاحهم أو يبيعونه.. ومرة يدخل في اللعبة السياسية ويداهن الإحتلال بتجميد فعاليات جيشه حيال قوات الإحتلال، والحقيقة أن إيران هي التي تقول له (جمد) فعاليات جيشك، في الوقت الذي يعمل الحكيم (بدر) والمالكي(الدعوة) على خرق تيار الصدر وشرذمته الى مجاميع تبعاً للدراسة الأمريكية التي أقرت (إحتواء) الشيعه العرب المناهضين للإحتلال وتفكيكهم الى مجاميع ثم شرذمتهم. هذا التكتيك الأستراتيجي للدراسة لم ينفذه الإحتلال لوحده إنما بالتعاون مع إيران، والسبب الرئيس، هو أن كليهما يريدان تطبيق ما إتفقا عليه حول (تهدئة ألوضع الأمني في العراق) لكي ينجح المشروع الأمريكي، وتنجح أهداف الدولة الإيرانية في العراق وفي المنطقة.. تستخدم ايران الصدر وتياره في التصعيد والإستنزاف، وتمده بمختلف الأسلحة ومنها الصواريخ والراجمات الصغيرة والعبوات الناسفه الخ. لا تضحي إيران بورقة ضاغطة مهمة في ساحة مهمة ومعقدة تبني لها آمالاً جيو- ستراتيجية لمشروعها التوسعي، إلا إذا ضمنت أهدافاً جرى الإتفاق بشأنها.
يقول مستشار المالكي " كلما شعرت ايران بضغوط أمريكية شديدة عليها، فأنها تجعل من العراق ساحة للرد، الأمر الذي يعني أن شعب العراق يدفع دماء نتيجة لهذا الرد "!!، وهذا الرأي يمثل إزدواجية السياسة التي تتبعها ايران على ساحة العراق. لقد أشارت مجلة (The Nation) في تقريرها الأخير" أن إيران إستغلت الفراغ السياسي في العراق وأكدت وجودها السري والعلني فيه.. وإن لعبة الشطرنج بالوكالة بين أمريكا وإيران تدور في العراق، إذ أن نتيجة الأحتلال لم تؤد لولادة حكومة مواليه لواشنطن ولكن مرتبطة بطهران " وأضافت " الغريب أن أمريكا تعرف أن الحكيم و(بدر) له علاقة وثيقة ومعروفة مع ايران ".
يتبع.........................
عدل سابقا من قبل Admin في الأربعاء أبريل 02, 2008 12:41 am عدل 1 مرات
رد: قواعد اللعبة.. معرفتها لم تعد حكراً على أحد!
الهدنة.. والتصعيد.. وتصفية الحسابات
اصطدم الصدر بأمريكا في جنوب العراق، ثم تراجع ليستقر على رأي معارضة سلمية في (البرلمان) وفي (الشارع).. ولم يستطع أن يحسم أمره بين الأثنين. (البرلمان) معناه الأمريكان، و(الشارع) معناه مع الجماهير الرافضة للأحتلال، أما بقاءه هنا وهناك، فتلك حالة ضياع وإطالة أمد الإحتلال. لماذا الهدنة مع المحتل؟ من يرسم أهداف الهدنة، الصدر أم ايران؟ سيما وإن من يدعم الصدر هي ايران التي تدفع به الى التصعيد، وهي التي تضغط عليه في هدنة مع المحتل الغازي تبعاً لمقياس علاقاتها مع هذا المحتل.. المصالح الأيرانية دائماً هي في المقدمة، وهي دائماً على حساب العراق وشعب العراق.
قلت، أن ايران تدعم الحكيم (بدر)، وتزود الصدر (جيش المهدي) بمختلف أنواع الأسلحة، صواريخ، وراجمات صغيرة، وقاذفات، وهاونات، وعبوات ناسفة. مليشيات المهدي في البصرة تقاتل جيش وشرطة الإحتلال بقيادة المالكي مدعوم من الجيش الأمريكي وطيرانه العسكري، ولم تتمكن هذه القوة من كسر(جيش المهدي) المدعوم بعناصر(فيلق القدس) الإيرانية التي تدفقت من عدد من منافذ الحدود الجنوبية المتاخمة لأيران، من أجل الإسناد وفرض ((الأمر الواقع)) على الأرض وإملاء الشروط لأقتسام النفوذ والمصالح.. بيد أن الحالة الشعبية العامة المناهضة للآحتلال قد إستُنفِرَت للمواجهة وإنهاء حالة الإحتلال بصيغة، عود ثقاب قد يشعل السهل كله.. وهذا ما يحدث في جنوب ووسطه على وجه التحديد.
من أين جاء تسليح (جيش المهدي)؟ قيل إنه مسروقات مخازن جيش العراق الوطني، وهذا صحيح، ولكن الكثير من الأسلحة سُلِمتْ والكثير منها بيعت، إلا أن الحديث من هذه الأسلحة كان قد تسرب من عنابر إيران الى مقابر الجنوب لأغراض الدولة الفارسية.
كان الإيرانيون وعلى طاولة المفاوضات في بغداد قد عرضوا إمكانية إيران معاونة الأمريكيين في ما أسموه (تهدئة الوضع الأمني في العراق).. ثم باشروا بتقوية حكومة المنطقة الخضراء التابعة لهم بسلسلة من وسائل الدعم شملت (إنشاء بنك، تقديم قرض، عقد صفقات تجارية، إنشاء سكك حديد تربط الجنوب بإيران، إنشاء مطار في النجف ألخ) حتى بات النفوذ الأيراني في كل زاوية من زوايا العراق، فضلاً عن دعم المليشيات بالسلاح والتدريب وبالعسكريين والأستخباريين.. وهذا تأسيس أيضاً على الأرض!!
ومن هنا، فقد كان العرض الأيراني بتهدئة الوضع الأمني في العراق مدعوم بإجراءات وتأسيسات معروفة ومعلنة.. فهل أن الأمريكيين لم يدركوا ذلك؟ المؤكد إنهم يتابعون عن كثب كل خطوة.. فهم يدعمون حكومة المالكي، والأيرانيون يدعمونها أيضاً، ومن هذا المدخل يأتي التوظيف المشترك للمصلحة المشتركة، ولكن المهم ماذا بعد ذلك؟، فوزير الدفاع الأمريكي (روبرت غيتس)، يعرف طبيعة الهدنة وحيثيات خرقها ولماذا؟ كما يعرف (مايك مولن) رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة، فضلاً عن (كروكر) و (حسن كاظمي قمي) السفيران الأمريكي والأيراني في بغداد، نقاط الألتقاء ونقاط التقاطع التكتيكي وأدوات الضغط.
يعرض الأيرانيون عدم إعتراضهم على ما يسمى بالأتفاقية العراقية- الأمريكية طويلة الأمد، ويعربون عن دعمها وإنجاحها.. والهدف إنهم يريدون إنجاح حكومة المالكي الموالية لهم. والعرض الأيراني هذا يكشف أولاً: تناقض إطروحات إيران وأتباعها وسياساتها الإعلامية ومن يطبل ويزمر ورائها، برحيل قوات الإحتلال والإنسحاب من العراق والمنطقة.. لأن الأتفاقية تؤسس وجوداً عسكرياً أمريكياً في العراق لأمدٍ بعيد.. كما يكشف ثانياً: الرغبة الأيرانية الفارسية المستميتة في السيطرة واقعياً على جنوب العراق الغني بالنفط لأعتبارات جيو- ستراتيجية إيرانية تحدد من خلالها النظرة الشاملة الى المنطقة بمجملها.. والمهم في هذه الأستراتيجية الأيرانية هذه ((التأسيس على الأرض، لأن الأمريكيين راحلون في النهاية، والإيرانيين باقون في الجوار)).!!
لا أدخل في مفردات الخروقات والتشرذم الذي لحق بمليشيات (جيش المهدي)، وتلك التحركات العشوائية الهمجية التي تحكم سلوكه، والتجميد والتمديد والتراجع وفتوى عدم التعرض لقوات الإحتلال ثم فتوى الدفاع عن النفس.. إنما التساؤل المهم، لماذا التصعيد في جنوب العراق في هذا الظرف؟ ولماذا رد حكومة المنطقة الخضراء العنيف على هذا التصعيد، ودعم الأمريكيين لهذا الرد؟ هل بات ولاء حكومة المالكي للأمريكان، وهل باتت على النقيض من النفوذ الأيراني في العراق؟ وهل النفوذ الأيراني يقتصر على (الصدر) وجيشه الذي يفتقر الى أبسط مقومات الجيش؟!
في خضم التصعيد والتمترس خلف مواقع قتالية، تأتي دعوة (الصدر) الى الحوار مع الحكومة التي تعتبرهم خارجين على القانون و (التغاضي عن ذكر الصفة الطائفية لهذا الجيش أو التيار).. إنهم خارجون عن القانون فحسب.!! ماذا يخفي المالكي من هذا الطرح.. هل يريد أن يقول للأمريكين إنه عازم على إرساء دولة القانون إستجابة لضغوطهم وتنفيذاً لمخطط (تقليم) أظافر من يعرقل المشروع الأمريكي من عناصر ما يسمى بالإئتلاف، وضرب من يناهض الإحتلال ويضر بمشروعه البائس؟
ما الذي يريده الصدر، هل يريد مقاتلة الأمريكيين، فأذا كان ذلك صحيحاً فليحسم أمره ويقترب من مقاومة الشعب الوطنية؟ وهل يريد أن يناور، فهو ورقة غير مضمونة بيد إيران تدفع به متى شاءت الى (البرلمان) تارة والى (الشارع) تارة أخرى؟
الكثير من هذه الأسئلة يعرفها (غيتس، ومايك مولن، وكروكر، وحسن كاظمي قمي)، كما أن هنالك ملفات كثيرةعرضها الإيرانيون على الأمريكيين وبسخاء تؤكد إلتزام طهران بالتعاون الكامل مع الوجود العسكري الإستخباري الأمريكي في العراق وفي المنطقة على جميع الصعد، مقابل أن تمنح واشنطن طهران هامشاً من الحركة والمناورة على الصعيد الأقليمي والدولي.
وهنا.. علينا أن نفسر معنى الحركة والمناورة، هل هي النفوذ الذي تريده طهران في العراق والمنطقة، ليس أكثر، لأن الساحة الدولية لا تسمح لمن هب ودب بالحركة عليها وعلى تخومها بحرية، سوى للحيتان وأسماك القرش، أما الأسماك فهي منزويه في مجاميع بعيدة، ومع ذلك لا تسلم من الفك القاتل. إذاً، أن إيران تريد الإعتراف بنفوذ في العراق والمنطقة.. العراق بركة نفط، والمنطقة تعوم على النفط مع شبكة مصالح دولية يصعب التلاعب بها بستراتيجيات إقليمية.. والأمريكيون في سياساتهم الخليجية محكومون بمبدأ كارتر الذي يحتكر نفط الخليج العربي، كما يحتكر النفوذ، ولا مجال للإنابة بعد أن دخلوا مرحلة التصادم المباشر.. فهل يستجيب الأمريكيون لمطلب إيران في الحركة والمناورة؟
الإغراء الأيراني المصاحب لعرض التعاون الكامل مع الأمريكيين على الأمد البعيد، هو التعهد بتأجيل تخصيب اليورانيوم لفترة عامين، مع موافقة طهران على مراقبة برنامج إيران النووي من فرق التفتيش الدولية التابعة لوكالة الطاقة الذرية (IAEA)، فضلاً عن إلتزام طهران الكامل بضمان تمرير قوانين عدة في (البرلمان) العراقي تصب في صالح واشنطن عبر كتلتي الأئتلاف الشيعي والتحالف (الكردستاني)!!
والذي يسيل له لعاب الإحتلال، ضمان((قانون النفط والغاز)) وضمان((الوجود العسكري الأمريكي في العراق لأمد بعيد)). أما ما يسيل له لعاب إيران هو((قانون المحافظات والأقاليم))،الذي يؤسس حالة التقسيم التي تنتهي بإبتلاع إيران لجنوب العراق!!، وما عدا ذلك من قوانين تتعلق بإسقاط الديون الإيرانية المترتبة على العراق، وإيقاف طهران وحرسها الثوري وإمداداتها العسكرية واللوجستية للمليشيات الموالية لها.. هذا يعد إعتراف إيراني بدعمها للمليشيات الموالية لها عسكرياً ولوجستياً، وما نتج عن ذلك من إنتهاكات وقتل وتدمير وتخريب وتشريد، تتحمل إيران المسؤولية الكاملة قانونياً وإعتبارياً وتاريخياً.
الموضوع الإيراني هو أكبر وأبعد من تصورات آنية وعابرة لعلاقات يشوبها التوتر.. كل ذلك على السطح، التوتر والتنافس والتصعيد ما بين أمريكا وإيران.. أما الغاطس فهو المهم، الأمريكيون يدركون هذا الغاطس، والأيرانيون يعملون بـ (تقيه) معروفة ومكشوفة للعراقيين قبل غيرهم.. بيد أن الأمريكيين تهمهم مصالحهم، وإن الأيرانيين تهمهم مصالحهم الفارسية قبل كل شيء أيضاً، إلا أن حدود المصالح ليست مثل حدود (الفتاوى) التي يطلقها المعممون بتقية، فطن اليها الأمريكيون متأخرين. وإذا كان الأيرانيون يريدون أن يقولوا للأمريكيين ها أنتم أمام ((الأمر الواقع))، ومحمود أحمدي نجاد جاء الى بغداد ليؤكد هذا الأمر(بهدوء) الحالة الأمنية، وهو يحمل ملفات تضم سخاء المانح وإغراءات من يريد أن (يُقَشْمر) الآخر- أي يضحك على ذقن الآخر- في لعبة قواعدها مكشوفة إلا على السذج.
الأيرانيون يعانون في الظروف الراهنة : من فعاليات المقاومة الوطنية الإيرانية المسلحة التي تصاعدت في كل مكان على أرض ايران. وهي فعاليات معارضه مسلحة تتقدمها المقاومة العربية المتصاعدة في الأحواز العربية، فضلاً عن منظمة (بيجاك) الكردية الأيرانية المسلحة، ومنظمة مجاهدي خلق وجناحها العسكري للمجلس الوطني للمقاومة الأيرانية، ومعارضات ساخنة من الآذريين والتركمان وغيرهم من القوميات.. هنالك تحرك سياسي واسع النطاق بين أوساط الطلاب وشرائح الشعب الأيراني تعارض حكومة الملالي قد إتخذت مستوى حاداً في تحديها لسلطة القمع الإيرانية، بلغت حد تمزيق وحرق صور محمود أحمدي نجاد وصور على خامنئي علانية في الشوارع. التذمر صاخب في كل مكان في ايران، وعديد الكفاءات الفكرية والعلمية قد غادرت ايران الى الخارج، و(البازار) يعاني من أوضاع مزرية والكساد والركود الأقتصادي والبطالة مستشرية، رغم إرتفاع أسعار النفط.. وتداخل رجال (الدين) في هذه الأسواق التجارية على أساس (البزنز) وعلى رأسهم رفسنجاني. نعم.. رجال الدين معظمهم لديهم شركات ومساهمات تجارية في البازار، إنهم دجالون بإمتياز ومغلفون بالتقيه.. والطلاب والجامعات تعاني من إضطهاد إطلاعات الإستخبارية، والشعب العربي في الأحواز يواجه بصلابة وشجاعة حالات الفصل العنصري والقمع الوحشي وحملة الإعدامات في الساحات العامة وعلى أعمدة النور وسلاسل الرافعات.. والأكراد الأيرانيون يحملون السلاح ويقاتلون في مناطق وجودهم، وعند تخوم السليمانية وقراها الحدودية، التي تعرضت حتى الآن الى قصف الجيش الإيراني وطيرانه الحربي، دون أن يحرك العميلان الكرديان جلال الطلباني ومسعود البرزاني ساكناً، فيما يلوذ الأمريكيون دعاة حقوق الأنسان بصمت القبور.!!
الحالة الداخلية في إيران مزرية ومتهتكة على مستوى علاقة الملالي مع القوميات الأخرى، وعلى مستوى علاقة الملالي مع الديانات الأخرى- حتى اليهود الإيرانيون بدؤا يتسربون الى خارج إيران- كما أن هذه الأوضاع قد وضعت القيادة الإيرانية في دائرة الإحراج، ووضعت مؤسسة الملالي الطائفية في (قم) أيضاً في دائرة الإحراج، لكونها تدعي الأسلام وتمارس الفصل العنصري مع القوميات الأخرى المتعايشة مع الفرس المتسلطون.. وتدعي الأسلام وتقمع من يطالب بالمساواة والحرية بين أوساط العرب والأكراد والآذريين والتركمان وغيرهم.. وتدعي الأسلام وتزود مليشيات القتل الطائفية في العراق بالأسلحة للعبث بأمن الشعب العراقي العربي المسلم.. وتدعي الأسلام وتمارس إسلوب تفتيت الأسلام من خلال الدعاة الى التشيع- السياسي في المنطقة لشق وحدة المسلمين، في ظروف الهجمة الصهيونية والإمبريالية على العرب المسلمين.!!
اصطدم الصدر بأمريكا في جنوب العراق، ثم تراجع ليستقر على رأي معارضة سلمية في (البرلمان) وفي (الشارع).. ولم يستطع أن يحسم أمره بين الأثنين. (البرلمان) معناه الأمريكان، و(الشارع) معناه مع الجماهير الرافضة للأحتلال، أما بقاءه هنا وهناك، فتلك حالة ضياع وإطالة أمد الإحتلال. لماذا الهدنة مع المحتل؟ من يرسم أهداف الهدنة، الصدر أم ايران؟ سيما وإن من يدعم الصدر هي ايران التي تدفع به الى التصعيد، وهي التي تضغط عليه في هدنة مع المحتل الغازي تبعاً لمقياس علاقاتها مع هذا المحتل.. المصالح الأيرانية دائماً هي في المقدمة، وهي دائماً على حساب العراق وشعب العراق.
قلت، أن ايران تدعم الحكيم (بدر)، وتزود الصدر (جيش المهدي) بمختلف أنواع الأسلحة، صواريخ، وراجمات صغيرة، وقاذفات، وهاونات، وعبوات ناسفة. مليشيات المهدي في البصرة تقاتل جيش وشرطة الإحتلال بقيادة المالكي مدعوم من الجيش الأمريكي وطيرانه العسكري، ولم تتمكن هذه القوة من كسر(جيش المهدي) المدعوم بعناصر(فيلق القدس) الإيرانية التي تدفقت من عدد من منافذ الحدود الجنوبية المتاخمة لأيران، من أجل الإسناد وفرض ((الأمر الواقع)) على الأرض وإملاء الشروط لأقتسام النفوذ والمصالح.. بيد أن الحالة الشعبية العامة المناهضة للآحتلال قد إستُنفِرَت للمواجهة وإنهاء حالة الإحتلال بصيغة، عود ثقاب قد يشعل السهل كله.. وهذا ما يحدث في جنوب ووسطه على وجه التحديد.
من أين جاء تسليح (جيش المهدي)؟ قيل إنه مسروقات مخازن جيش العراق الوطني، وهذا صحيح، ولكن الكثير من الأسلحة سُلِمتْ والكثير منها بيعت، إلا أن الحديث من هذه الأسلحة كان قد تسرب من عنابر إيران الى مقابر الجنوب لأغراض الدولة الفارسية.
كان الإيرانيون وعلى طاولة المفاوضات في بغداد قد عرضوا إمكانية إيران معاونة الأمريكيين في ما أسموه (تهدئة الوضع الأمني في العراق).. ثم باشروا بتقوية حكومة المنطقة الخضراء التابعة لهم بسلسلة من وسائل الدعم شملت (إنشاء بنك، تقديم قرض، عقد صفقات تجارية، إنشاء سكك حديد تربط الجنوب بإيران، إنشاء مطار في النجف ألخ) حتى بات النفوذ الأيراني في كل زاوية من زوايا العراق، فضلاً عن دعم المليشيات بالسلاح والتدريب وبالعسكريين والأستخباريين.. وهذا تأسيس أيضاً على الأرض!!
ومن هنا، فقد كان العرض الأيراني بتهدئة الوضع الأمني في العراق مدعوم بإجراءات وتأسيسات معروفة ومعلنة.. فهل أن الأمريكيين لم يدركوا ذلك؟ المؤكد إنهم يتابعون عن كثب كل خطوة.. فهم يدعمون حكومة المالكي، والأيرانيون يدعمونها أيضاً، ومن هذا المدخل يأتي التوظيف المشترك للمصلحة المشتركة، ولكن المهم ماذا بعد ذلك؟، فوزير الدفاع الأمريكي (روبرت غيتس)، يعرف طبيعة الهدنة وحيثيات خرقها ولماذا؟ كما يعرف (مايك مولن) رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة، فضلاً عن (كروكر) و (حسن كاظمي قمي) السفيران الأمريكي والأيراني في بغداد، نقاط الألتقاء ونقاط التقاطع التكتيكي وأدوات الضغط.
يعرض الأيرانيون عدم إعتراضهم على ما يسمى بالأتفاقية العراقية- الأمريكية طويلة الأمد، ويعربون عن دعمها وإنجاحها.. والهدف إنهم يريدون إنجاح حكومة المالكي الموالية لهم. والعرض الأيراني هذا يكشف أولاً: تناقض إطروحات إيران وأتباعها وسياساتها الإعلامية ومن يطبل ويزمر ورائها، برحيل قوات الإحتلال والإنسحاب من العراق والمنطقة.. لأن الأتفاقية تؤسس وجوداً عسكرياً أمريكياً في العراق لأمدٍ بعيد.. كما يكشف ثانياً: الرغبة الأيرانية الفارسية المستميتة في السيطرة واقعياً على جنوب العراق الغني بالنفط لأعتبارات جيو- ستراتيجية إيرانية تحدد من خلالها النظرة الشاملة الى المنطقة بمجملها.. والمهم في هذه الأستراتيجية الأيرانية هذه ((التأسيس على الأرض، لأن الأمريكيين راحلون في النهاية، والإيرانيين باقون في الجوار)).!!
لا أدخل في مفردات الخروقات والتشرذم الذي لحق بمليشيات (جيش المهدي)، وتلك التحركات العشوائية الهمجية التي تحكم سلوكه، والتجميد والتمديد والتراجع وفتوى عدم التعرض لقوات الإحتلال ثم فتوى الدفاع عن النفس.. إنما التساؤل المهم، لماذا التصعيد في جنوب العراق في هذا الظرف؟ ولماذا رد حكومة المنطقة الخضراء العنيف على هذا التصعيد، ودعم الأمريكيين لهذا الرد؟ هل بات ولاء حكومة المالكي للأمريكان، وهل باتت على النقيض من النفوذ الأيراني في العراق؟ وهل النفوذ الأيراني يقتصر على (الصدر) وجيشه الذي يفتقر الى أبسط مقومات الجيش؟!
في خضم التصعيد والتمترس خلف مواقع قتالية، تأتي دعوة (الصدر) الى الحوار مع الحكومة التي تعتبرهم خارجين على القانون و (التغاضي عن ذكر الصفة الطائفية لهذا الجيش أو التيار).. إنهم خارجون عن القانون فحسب.!! ماذا يخفي المالكي من هذا الطرح.. هل يريد أن يقول للأمريكين إنه عازم على إرساء دولة القانون إستجابة لضغوطهم وتنفيذاً لمخطط (تقليم) أظافر من يعرقل المشروع الأمريكي من عناصر ما يسمى بالإئتلاف، وضرب من يناهض الإحتلال ويضر بمشروعه البائس؟
ما الذي يريده الصدر، هل يريد مقاتلة الأمريكيين، فأذا كان ذلك صحيحاً فليحسم أمره ويقترب من مقاومة الشعب الوطنية؟ وهل يريد أن يناور، فهو ورقة غير مضمونة بيد إيران تدفع به متى شاءت الى (البرلمان) تارة والى (الشارع) تارة أخرى؟
الكثير من هذه الأسئلة يعرفها (غيتس، ومايك مولن، وكروكر، وحسن كاظمي قمي)، كما أن هنالك ملفات كثيرةعرضها الإيرانيون على الأمريكيين وبسخاء تؤكد إلتزام طهران بالتعاون الكامل مع الوجود العسكري الإستخباري الأمريكي في العراق وفي المنطقة على جميع الصعد، مقابل أن تمنح واشنطن طهران هامشاً من الحركة والمناورة على الصعيد الأقليمي والدولي.
وهنا.. علينا أن نفسر معنى الحركة والمناورة، هل هي النفوذ الذي تريده طهران في العراق والمنطقة، ليس أكثر، لأن الساحة الدولية لا تسمح لمن هب ودب بالحركة عليها وعلى تخومها بحرية، سوى للحيتان وأسماك القرش، أما الأسماك فهي منزويه في مجاميع بعيدة، ومع ذلك لا تسلم من الفك القاتل. إذاً، أن إيران تريد الإعتراف بنفوذ في العراق والمنطقة.. العراق بركة نفط، والمنطقة تعوم على النفط مع شبكة مصالح دولية يصعب التلاعب بها بستراتيجيات إقليمية.. والأمريكيون في سياساتهم الخليجية محكومون بمبدأ كارتر الذي يحتكر نفط الخليج العربي، كما يحتكر النفوذ، ولا مجال للإنابة بعد أن دخلوا مرحلة التصادم المباشر.. فهل يستجيب الأمريكيون لمطلب إيران في الحركة والمناورة؟
الإغراء الأيراني المصاحب لعرض التعاون الكامل مع الأمريكيين على الأمد البعيد، هو التعهد بتأجيل تخصيب اليورانيوم لفترة عامين، مع موافقة طهران على مراقبة برنامج إيران النووي من فرق التفتيش الدولية التابعة لوكالة الطاقة الذرية (IAEA)، فضلاً عن إلتزام طهران الكامل بضمان تمرير قوانين عدة في (البرلمان) العراقي تصب في صالح واشنطن عبر كتلتي الأئتلاف الشيعي والتحالف (الكردستاني)!!
والذي يسيل له لعاب الإحتلال، ضمان((قانون النفط والغاز)) وضمان((الوجود العسكري الأمريكي في العراق لأمد بعيد)). أما ما يسيل له لعاب إيران هو((قانون المحافظات والأقاليم))،الذي يؤسس حالة التقسيم التي تنتهي بإبتلاع إيران لجنوب العراق!!، وما عدا ذلك من قوانين تتعلق بإسقاط الديون الإيرانية المترتبة على العراق، وإيقاف طهران وحرسها الثوري وإمداداتها العسكرية واللوجستية للمليشيات الموالية لها.. هذا يعد إعتراف إيراني بدعمها للمليشيات الموالية لها عسكرياً ولوجستياً، وما نتج عن ذلك من إنتهاكات وقتل وتدمير وتخريب وتشريد، تتحمل إيران المسؤولية الكاملة قانونياً وإعتبارياً وتاريخياً.
الموضوع الإيراني هو أكبر وأبعد من تصورات آنية وعابرة لعلاقات يشوبها التوتر.. كل ذلك على السطح، التوتر والتنافس والتصعيد ما بين أمريكا وإيران.. أما الغاطس فهو المهم، الأمريكيون يدركون هذا الغاطس، والأيرانيون يعملون بـ (تقيه) معروفة ومكشوفة للعراقيين قبل غيرهم.. بيد أن الأمريكيين تهمهم مصالحهم، وإن الأيرانيين تهمهم مصالحهم الفارسية قبل كل شيء أيضاً، إلا أن حدود المصالح ليست مثل حدود (الفتاوى) التي يطلقها المعممون بتقية، فطن اليها الأمريكيون متأخرين. وإذا كان الأيرانيون يريدون أن يقولوا للأمريكيين ها أنتم أمام ((الأمر الواقع))، ومحمود أحمدي نجاد جاء الى بغداد ليؤكد هذا الأمر(بهدوء) الحالة الأمنية، وهو يحمل ملفات تضم سخاء المانح وإغراءات من يريد أن (يُقَشْمر) الآخر- أي يضحك على ذقن الآخر- في لعبة قواعدها مكشوفة إلا على السذج.
الأيرانيون يعانون في الظروف الراهنة : من فعاليات المقاومة الوطنية الإيرانية المسلحة التي تصاعدت في كل مكان على أرض ايران. وهي فعاليات معارضه مسلحة تتقدمها المقاومة العربية المتصاعدة في الأحواز العربية، فضلاً عن منظمة (بيجاك) الكردية الأيرانية المسلحة، ومنظمة مجاهدي خلق وجناحها العسكري للمجلس الوطني للمقاومة الأيرانية، ومعارضات ساخنة من الآذريين والتركمان وغيرهم من القوميات.. هنالك تحرك سياسي واسع النطاق بين أوساط الطلاب وشرائح الشعب الأيراني تعارض حكومة الملالي قد إتخذت مستوى حاداً في تحديها لسلطة القمع الإيرانية، بلغت حد تمزيق وحرق صور محمود أحمدي نجاد وصور على خامنئي علانية في الشوارع. التذمر صاخب في كل مكان في ايران، وعديد الكفاءات الفكرية والعلمية قد غادرت ايران الى الخارج، و(البازار) يعاني من أوضاع مزرية والكساد والركود الأقتصادي والبطالة مستشرية، رغم إرتفاع أسعار النفط.. وتداخل رجال (الدين) في هذه الأسواق التجارية على أساس (البزنز) وعلى رأسهم رفسنجاني. نعم.. رجال الدين معظمهم لديهم شركات ومساهمات تجارية في البازار، إنهم دجالون بإمتياز ومغلفون بالتقيه.. والطلاب والجامعات تعاني من إضطهاد إطلاعات الإستخبارية، والشعب العربي في الأحواز يواجه بصلابة وشجاعة حالات الفصل العنصري والقمع الوحشي وحملة الإعدامات في الساحات العامة وعلى أعمدة النور وسلاسل الرافعات.. والأكراد الأيرانيون يحملون السلاح ويقاتلون في مناطق وجودهم، وعند تخوم السليمانية وقراها الحدودية، التي تعرضت حتى الآن الى قصف الجيش الإيراني وطيرانه الحربي، دون أن يحرك العميلان الكرديان جلال الطلباني ومسعود البرزاني ساكناً، فيما يلوذ الأمريكيون دعاة حقوق الأنسان بصمت القبور.!!
الحالة الداخلية في إيران مزرية ومتهتكة على مستوى علاقة الملالي مع القوميات الأخرى، وعلى مستوى علاقة الملالي مع الديانات الأخرى- حتى اليهود الإيرانيون بدؤا يتسربون الى خارج إيران- كما أن هذه الأوضاع قد وضعت القيادة الإيرانية في دائرة الإحراج، ووضعت مؤسسة الملالي الطائفية في (قم) أيضاً في دائرة الإحراج، لكونها تدعي الأسلام وتمارس الفصل العنصري مع القوميات الأخرى المتعايشة مع الفرس المتسلطون.. وتدعي الأسلام وتقمع من يطالب بالمساواة والحرية بين أوساط العرب والأكراد والآذريين والتركمان وغيرهم.. وتدعي الأسلام وتزود مليشيات القتل الطائفية في العراق بالأسلحة للعبث بأمن الشعب العراقي العربي المسلم.. وتدعي الأسلام وتمارس إسلوب تفتيت الأسلام من خلال الدعاة الى التشيع- السياسي في المنطقة لشق وحدة المسلمين، في ظروف الهجمة الصهيونية والإمبريالية على العرب المسلمين.!!
القيادة الأيرانية تمارس إزدواجية مقيتة في الفقه الطائفي، والفقه السياسي في آن، فهي بهذا السلوك قد وضعت نفسها في دائرة المشاكل والإحراجات والمعارضات والثورات المسلحة على أرض فارس، من الأحواز الى الشمال، ومن الغرب الإيراني الى شرقه. هذا الواقع الراهن الذي يحيط بالقيادة الإيرانية الطائفية التي لم تنسجم مع جيرانها، ولم تستطع أن تحقق بيئة مستقرة تحتاجها المنطقة، بات مصدراً خطيراً من مصادر التوتر والإحتقان فيها.. فهي مأزومة من الداخل، ومأزومة في الخارج لسلوكها السياسي- الطائفي ولإزدواجيتها الباطنية في التعامل، فهي حيال هذا الواقع، كما هو حال الإحتلال الذي يعيش التأزم في الداخل وفي الخارج ايضاً.. وهذا يعني أن الإحتلالان الأمريكي والأيراني للعراق مأزومان، رغم توافقهما في جوانب وتقاطعهما في جوانب أخرى تكتيكية.. فبدلاً من أن تكف ايران عن التدخل الخارجي لتنصرف الى وضعها الداخلي، نراها تغوص بوحل الداخل والخارج، كما هو حال أمريكا.. وكل ذلك يحصل على حساب العراق وشعب العراق!! والتساؤل في هذا المعنى، لماذا تريد طهران إسقاط مضامين النصوص الواردة في قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1483/2003 وخاصة مضامين الفقرتين 39 و 41 من القرار المذكور؟! والإجابة ليست حكراً على (روبرت غيتس) وزير الدفاع الأمريكي و(مايك مولن) رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة، و(كروكر) السفير الأمريكي في بغداد ونظيره الإطلاعاتي(حسن كاظمي قمي)، إنما للمقاومة الوطنية العراقية عيون تراقب، وعقول تدرك وتفسر اللعبة في ضوء قواعدها، كما تعرف الى أين يصل الغاطس! والإمبريالية على العرب المسلمين.!! 30/3/2008 الثلاثاء 25 ربيع الاول 1429 / 1 نيسان 2008 |
30/3/2008
مواضيع مماثلة
» قرأت لكم وحبيت اشاطركم به مقال : اللعبة الايرانية انتهت ، اللعبة الصهيوامريكية تأكدت
» اللعبة الإيرانية انتهت، اللعبة الصهيوأمريكية تأكدت (2)
» اللعبة الإيرانية انتهت، اللعبة الصهيوأمريكية تأكدت(3)
» اللعبة الايرانية انتهت، اللعبة الصهيوامركية تأكدت (1-5)؛
» قواعد المسلكية الثورية
» اللعبة الإيرانية انتهت، اللعبة الصهيوأمريكية تأكدت (2)
» اللعبة الإيرانية انتهت، اللعبة الصهيوأمريكية تأكدت(3)
» اللعبة الايرانية انتهت، اللعبة الصهيوامركية تأكدت (1-5)؛
» قواعد المسلكية الثورية
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى