هل ستقمعنا ايران بـ(المالكي) كما قمعت شعبها بـ(نجاد)؟
صفحة 1 من اصل 1
هل ستقمعنا ايران بـ(المالكي) كما قمعت شعبها بـ(نجاد)؟
هل ستقمعنا ايران بـ(المالكي) كما قمعت شعبها بـ(نجاد)؟
السبت, 02 أكتوبر 2010
هل ستقمعنا ايران بـ(المالكي) كما قمعت شعبها بـ(نجاد)؟
تحت وقع الضغوط المتوالية والمتتالية التي تمارسها القيادة الايرانية على العديد من فرقاء السياسة في العراق - ومنذ إحتدام الإصطراع السياسي الراهن بشأن تشكيل الحكومة- ترنحت بضعة جهات سياسية واحزاب وشخصيات عراقية والتي أرخت حبل الإستسلام على غاربه أمام الإرادات الإيرانية الساعية لإستجلاب سلطات عراقية تكون رهن إشارة طهران إن لم نقل تتوجس خيفةً من تمرير ما يُخالف أو يعارض إرادات (حكومة أحمدي نجاد) ومن وراءه (كبراؤه).
وفي خضم التغييرات في الساحة السياسية العراقية إثر المصادقة على نتائج الانتخابات إمتازت خريطة سياسية جديدة لواقع الكتل والتيارات السياسية العراقية وبـَان َ بجلاء الإصطفاف الوطني والحرص الحقيقي على مصالح العراق وترسيخ مفهوم استقلال سيادته السياسية لدى بعض التيارات التي كانت تــُحسب والى وقت قريبٍ مضى أنها تمثل إمتداداً لإراداة طهران داخل العراق، أو على الأقل كان يتعمد البعضُ إشاعة ذلك، كما شاهدنا في مواقف قيادات المجلس الأعلى المتمثلة بعمار الحكيم. فالحكيم وقف بقوة أمام تحقيق الإرادة الإيرانية ورفض بشدة كل تلك الإملاءات والإرادات التي كانت تروم إخضاع إرادة المجلس الأعلى ومن ورائها إرادة (الإئتلاف الوطني) من أجل الدفع باتجاه تنازل (عادل عبد المهدي) مرشح الائتلاف لرئاسة الوزراء والقبول بتجديد ولاية المالكي لمدة اربعة سنوات أخرى رغم حجم الا خفاقات الهائلة خلال سني حكمه.
وما يُرادُ التأشير عليه في هذا الخضم أن المجلس الأعلى وقيادته ورغم أنهم تعرضوا لسيل من الضغوط البالغة الشدة والقسوة من لدن قيادات طهران بضاغط مؤثراتٍ رئيسية كبرى (نجاد والمرشد) غير أن مواقف المجلس والحكيم كانت من الثبات والإصرار رغم أنهم هُـدِدوا تهديداً، غير أنهم لم يأبهوا، ما كان يعني تعريض كل حجم التقارب والتعاون والدعم التاريخي بين الطرفين للتغيير وفقدان الدعم إن لم نقل المجابهة والمواجهة في المستقبل وكما لاحت إماراته في كيفية وهيئة الضغوط الإيرانية الممارسة على تلك القيادات العراقية.
ولم يكن بخافٍ أن طهران وتحقيقاً لمصالحها الخاصة – على ما يبدو- لا تتوانى على ممارسة شتى الضغوط على حلفائها التاريخيين وغيرهم وبضمنهم المالكي الذي كان يُـظهرُ في الماضي القريب أنه غير خاضعٍ للإرادات الايرانية وأنه لا يتورع عن مناهضتها العداء (كما في حيثيات حادثة الفكة الفائتة)، غير أنه كان (منبطحاً تماماً) أمام (قيادة نجاد) من أجل كسب الدعم اللازم لائتلاف (دولة القانون) الذي يترأسه وتمكينه من استلام الحكومة العراقية مجدداً عبر ممارسة أشد الضغوط على زعيم التيار الصدري السيد مقتدى الصدر من أجل فك ارتباطه بالإئتلاف الوطني وخذلان (عادل عبد المهدي) الذي حاز تأييد الصدر ودعمه للترشح لمنصب رئاسة الوزراء.
ووفق هذا الاصطفاف الايراني و(القتال المستميت) من أجل وضع (المالكي) على دفة الحكم مجدداً رغم أن تلك إرادة وأولوية أميركية في هذا المقطع التاريخي غير أن طهران لم تأبه بخلاف ما كانت تــُظهر و(تتبن) وفق نصوص المرشد السابق لإيران (أية الله الخميني) من أن إرادات ايران لا تتوافق مع إرادات اميركا، وأن من ترضاه اميركا بالضرورة لا ترضى عنه ايران، و"أن على الاشخاص والقيادات التي ترضاها اميركا أن تراجع حساباتها وتمحص (عقائدها) فقد شابتها العمالة والخضوع لواشنطن".
عموماً ما يهمنا هنا، أن طهران ووفق واقع وحجم الضغوط التي توجهها على عدد من الساسة العراقيين بقبول (المالكي) كـ(رجل للمرحلة العراقية القادمة) تنطلق من منصة ان ذلك الشخص يضمن لها مصالحها (المعلنة والسرية)، ويحقق إراداتها في الجغرافية العراقية ويوفر أربعة أعوامٍ من (التبعية) الكاملة لمشيئتها. وأن هذه الحقيقة اتضحت بجلاء بفعل مُستــَجـَد إستراتيجي جديد مثله ذلك الإصطفاف الايراني القوي مع (المالكي) والدعم المنقطع النظير له، - بل أحياناً-(الإقتتلال) والمجابهة السياسية مع حلفاء تاريخيين قدماء من أجل وضع قدم (المالكي) على سدة السلطة مرة اخرى وتحقيق مصالح (نجاد وكبراؤه) في العراق.
من هنا، يَتـَجـَلّـى الضاغط الايراني على ساحة الفعل السياسي العراقي بأقوى أشكاله وأوسع صوره وخرائطه التأثيرية وبأقسى (نصال رماحه) من أجل تثبيت وتمكين (المالكي) من الإستحواذ على السلطة في بغداد مجدداً.
ولعل كل هذا يؤشر الى مقاربةٍ من نوع ما يـَستــَبين من خلالها بأنّ طهران تريد (قمع) الشعب العراقي بـ(المالكي) لاعوام اربعة اخرى - وربما تجر اربعة اخرى- كما (قمعت) الشعب الايراني بـ(نجاد) وجددت له ولايةً رئاسية ثانية وأحرقت (ثورة الايرانيين الخضراء) وذرّت رمادها في عيون الايرانيين الطامحين لاحداث تغيير جذري في حياتهم السياسية، ثم لم تلبث أن نـَكـّلت بقيادات (الثورة الخضراء) وشحنت بهم سجون (إيفين) وطاموراته.
فهل سيسمح العراقيون لطهران بإن تــُحرق (ثورتهم الخضراء) بإقصاء (عبد المهدي) منافس (المالكي) - والذي حظي رضاً وتأييداً شعبياً واسع النطاق، وحاز توافقاً ومقبوليةً من لدن معظم الكتل السياسية العراقية، وبات يمثل نهجَ التغيير والأصلاح-؟... وهل سيسمح العراقيون لطهران بأن تقمعهم بـ(المالكي) عبر تمكينه من الحكومة لاعوام اربعة جديدة كما (قمعت) (ثورة الايرانيين الخضراء) وأقصت ( مير حسين موسوي) وقمعتهم بـ( احمدي نجاد) لاعوام اربعة جديدة.
تساؤلٌ قد يـُثيـرُ حفيظة الكثير من العراقيين التواقين للخلاص من عهد (المالكي) المشحون بالإخفاقات والدوس على كرامة العراقيين
بشير الغزاوي- عضو فعال
- عدد الرسائل : 622
العمر : 84
تاريخ التسجيل : 28/03/2010
مواضيع مماثلة
» متدينون يهود في القدس يتضامنون مع نجاد
» هل قربت ساعة صفر ايران؟
» ايران واسرائيل: دهن ودبس!
» معادلة بين حجري نجاد وادوار سعيد على اسرائيل
» فضيحة ايران جيت القصة الكاملة
» هل قربت ساعة صفر ايران؟
» ايران واسرائيل: دهن ودبس!
» معادلة بين حجري نجاد وادوار سعيد على اسرائيل
» فضيحة ايران جيت القصة الكاملة
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى