ثق .. يا دولة الرئيس إن زمن الحاكم إلـ(ما ينطيها) قد ولى! -

ثق .. يا دولة الرئيس إن زمن الحاكم إلـ(ما ينطيها) قد ولى! -
الثلاثاء, 05 أكتوبر 2010
وأخيرا أعلن تحالف (الإخوة الأعداء) بين المالكي والصدريين الجمعة اتفاقهم على ترشيح المالكي مرشحا عنهما لرئاسة الحكومة لولاية ثانية بعد إن تم إقصاء المجلس الأعلى وحزب الفضيلة.

لم يعد خافيا على احد من العراقيين بان صفقة تحالف المالكي والصدريين فرضها قاسم سليماني المسئول الإيراني عن ملف التدخل في الشأن الداخلي العراقي فرضا على كتلة الأحرار التي لم يمض على إعلان تأييدها للسيد عادل عبد المهدي أسبوع و بعض أسبوع.

تأكد يا دولة الرئيس انك تعيش في وهم كبير عندما تصدق بان قاسم سليماني قادر على تنصيبك واليا له علينا نحن أبناء بلاد ما بين النهرين ،ثق يا دولة الرئيس إن زمن الحاكم الضرورة والحاكم ألـ(ما ينطيها) قد ولى وان العودة إلى ذلك الحال أصبح من المحال يا دولة الرئيس ...

وثق أيضا يا دولة الرئيس إن العراقيين استعادوا حريتهم بثمن باهض وذاقوا ما ذاقوا على يد الدكتاتورية السوداء وقوى الإرهاب والظلام والعبودية ولم يعد بإمكانهم أن يتحملوا حاكما من طرازكم متخصص في إدارة المساجد وفجأة وبضربة حظ شاءت الأقدار إن تكون حاكما للعراق.

إن مشاكل العراق كبيرة وتطلعاته في النهوض اكبر يا دولة الرئيس. لقد وعدتم العراقيين بكل شيء وطيلة الأربع سنوات والنصف لم تحققوا لهذا الشعب شيئا ذي معنى. الكهرباء والخدمات العامة لم تتقدم وإنما تراجعت. والصحة تدهورت والتربية والتعليم أصابها ما أصابها من سوء الأداء بعد إن أوكلتم أمرها إلى أكثر وزرائك فشلا والذي وصفته المرجعية بالطائفي. لقد فشلتم طيلة الأربع سنوات في إيصال مفردات البطاقة التموينية إلى المواطنين فأوكلتم عليها وزيرا فاسدا ومفسدا بينما كان متعهد واحدا إن يؤمن تجهيز المواطنين العراقيين بمفردات البطاقة التموينية وان يوصلها الى بيوتهم دون الحاجة إلى إمبراطورية الفساد في وزارة التجارة. الزراعة تراجعت كثيرا وما سمي بالمبادرة الزراعية لم تسفر عن إي تطور في الزراعة رغم المليارات التي أنفقت عليها لان القائمين عليها في مكتب رئيس الوزراء لم يفقهوا في أمر الزراعة شيئا وحاولوا تسييس الزراعة لصالح المالكي وليس تطويرها.

إما ادعائكم بأنك البطل الذي حقق االامن للعراقيين هذا البالون الذي نفختم به كثيرا حتى تمزق ، فانه يمكن أن ينطلي او انطلى على البعض من المواطنين البسطاء ولكنه لا ينطلي على عموم المواطنين العراقيين الذين (يلكفوها وهي طايرة) فالتطور الأمني يعود بالدرجة الأساس إلى الشيخ الشهيد أبو ريشة الذي استطاع وبدعم مباشر من الجيش الأمريكي أن يستنهض أهالي الانبار بالوقوف بوجه إرهاب القاعدة ويعود كذلك إلى خطة الدفق التي أعلن عنها الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش والتي كان لها الدور الحاسم في إلحاق الهزيمة بتنظيم القاعدة . كما لا يخفى على احد إن مهمة بناء الأجهزة الأمنية ولا سيما الجيش هي مهمة اشرف عليها ونفذها الجيش الأمريكي ولا فضل للحكومة ولا لوزير الدفاع أو رئيس أركانه أو غيرهم في ذلك ، وهذه الحقيقة يعرفها كل العسكريين العراقيين ولا يمكن التبجح بخلافها.

إن ما أطلق عليه بمجالس الإسناد التي قمتم بإنشائها خلافا للقانون وبدون إي غطاء قانوني وتم هدر المليارات عليها لم تكن تحقيقا لمصلحة وطنية أو أمنية محددة وإنما تم تشكيلها لدوافع سياسية معروفة ومكشوفة وهو إنفاق المال العام لشراء الولاء السياسي لصالحكم بطريقة مبتكرة كان لها دورا كبيرا في استمالة الكثير من الناخبين بهذا الأسلوب الذي يتقنه عناصر حزب الدعوة وسيأتي اليوم الذي ستكشف فيه كل المليارات التي أهدرت بهذا الأسلوب وغيره وتعرض أمام القضاء العراقي.

إن العراق بحاجة إلى حاكم عراقي وطني كفووء ويتمتع بمقبولة لدى كل مكونات الشعب العراقي قادر على النهوض بالعراق الجريح ليأخذ مكانه الطبيعي بين الأمم الأخرى ويعوض شعبه عن سنوات الحرمان والعذابات التي عاشها ويلملم مكونات الشعب لتعمل سوية في بناء عراق ديمقراطي في ظل حكومة شراكة وطنية حقيقية صادقة

خلاصة القول نقول لكم يا دولة الرئيس إن مرحلتكم في حكم العراق قد انتهت واعتقد إنها كانت فاشلة بكل المقاييس وان تشبثكم في البقاء في السلطة يؤكد لأبناء شعبنا إنكم متجهون إلى إعادة الدكتاتورية في العراق ونسف التجربة الديمقراطية فيه ومنع التداول السلمي للسلطة وما قولكم المشهور (ما ننطيها) إلا مصداق لكل ما قلناه وما سنقوله .ونكرر لدولتكم إن سليماني غير قادر على تنصيبك واليا له علينا وستكشف لك الأيام ما كنت جاهلاً.