ملتقى الفكر القومي
أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم, أنت لم تقم بتسجيل الدخول بعد! يشرفنا أن تقوم بالدخول أو التسجيل إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى



انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

ملتقى الفكر القومي
أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم, أنت لم تقم بتسجيل الدخول بعد! يشرفنا أن تقوم بالدخول أو التسجيل إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى

ملتقى الفكر القومي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

سياسات تهويد القدس الشريف .. إرهاب دولة منظم(بشيرالغزاوي)

اذهب الى الأسفل

سياسات تهويد القدس الشريف .. إرهاب دولة منظم(بشيرالغزاوي) Empty سياسات تهويد القدس الشريف .. إرهاب دولة منظم(بشيرالغزاوي)

مُساهمة من طرف بشير الغزاوي الخميس أكتوبر 07, 2010 2:28 am

سياسات تهويد القدس الشريف .. إرهاب دولة منظم(بشيرالغزاوي)
مخططات صهيونية لتغيير ملامح المدينة الديمغرافية والطبوغرافية وتزييف التاريخ لخلق واقع فكري وتراثي يهودي
(
ليست القدس مدينة في وطن هو فلسطين، ولكن فلسطين وطن في مدينة هي القدس.. لا يمكن أن تستحيل إلى أنها محض موقعٍ وعاصمة، فهي ليست برلين يمكن أن تحلّ محلها بون في الضمير الألماني، وهي ليست إستانبول يمكن أن تحلّ محلها أنقرة في الضمير التركي، ولكنها القدس بغير بديل).
المفكر الإسلامي المستشار طارق البشري

يؤكد المؤرّخون العرب والغربيون أنّ تحديد زمن بناء مدينة القدس غير معروف ولا يستطيع مؤرّخ تحديده، فالمدينة قديمة قدم التاريخ، إلاَّ أنَّ هناك من يرجح أنَّ بداية وجود المدينة مرتبط بالمسجد الأقصى الذي بني بعد المسجد الحرام بـ40 عاماً، وتذكر المصادر التاريخية أنَّ القدس كانت منذ نشأتها صحراء خالية من أودية وجبال، وقد كانت أولى الهجرات العربية الكنعانية إلى شمال شبه الجزيرة العربية قبل الميلاد بنحو ثلاثة آلاف عام، وقد استقرّت على الضفة الغربية لنهر الأردن، ووصل امتدادها إلى البحر المتوسط، وسميت الأرض من النهر إلى البحر، بـ (أرض كنعان) ، وقد أنشأ هؤلاء الكنعانيون مدينة (أورسالم) ، واتّخذت القبائل العربيّة الأولى من المدينة مركزاً لهم، " واستوطنوا فيها وارتبطوا بترابها، وهذا ما جعل اسم المدينة (يبوس)، وقد صدّوا عنها غارات المصريين، وصدّوا عنها أيضاً قبائل العبرانيين التائهة في صحراء سيناء، كما نجحوا في صدّ الغزاة عنها أزماناً طوالاً.
وتدلل الكشوفات الأثرية والإثنولوجية على أن العنصر الأساس في التركيب الجنسي لفلسطين ، والقدس بالتالي هو العنصر السامي في ظل حركات الهجرات وعمليات التوطن والتوطين العربية التي شهدتها القدس منذ إنشائها على أيدي اليبوسيين العرب نحو سنة 4000 ق.م تقريبًا.
ومنذ عهد اليبوسيين العرب ، شهدت المدينة تطوراً في اسمها منذ أن كان اسمها لدى تأسيسها «يبوس» أو «سالم» وصولاً إلى «القدس» مرورًا [ ب] أورسالم أو أورساليم، ثم أورشاليم بعد ذلك.. وقد تعرضت القدس طوال تاريخها العربي إلى فترات انقطاع عن العروبة – مع احتفاظها بالبعد السياسي والإنساني و الاجتماعي - وذلك في عهد مملكة داوود، ثم سليمان من بعده حيث سميت القدس آنذاك بمدينة داوود نسبة إلى نبي الله داوود (عليه السلام).
وطوال عهد هذه المدينة كانت تتمتع بالقدسية سواء لدى المسيحيين أو المسلمين كما قدسها العرب قبل أن يفتحها النبي داوود (عليه السلام) بأكثر من ألفي عام.
ويمتلك العرب بوجه عام عمقاً تاريخياً ضخماً يمتد إلى ما يزيد على العشرة آلاف عام قبل الميلاد، ومن هؤلاء العرب كان اليبوسيون والكنعانيون الذين توطنوا في فلسطين وأنشأوا مدينة القدس في موجات متعاقبة من الهجرات فيما لم تكن الجماعات العبرية قد ظهر لها وجود؛ لأنها تشكلت في سيناء وفلسطين نحو سنة 1300 ق.م.
وعبر تاريخها اليبوسي الكنعاني تعرضت القدس إلى موجات متعاقبة من المطامع والغزوات من جانب شعوب أجنبية متعددة منهم : الهكسوس والحيثيين والحوريين والعبرانيين، إضافة إلى الفلسطينيين الذين جاءوا من جزر اليونان، وبخاصة جزيرة كريت وطبعوا اسمهم على فلسطين كلها.. وصولاً إلى العصر الحديث حيث تعرضت البلاد للغزوة اليهودية الصهيونية الغربية .
وتمتلك المدينة المقدسة مجموعة متعددة ومتنوعة من الأماكن الدينية الإسلامية والمسيحية، ويأتي المسجد الأقصى ومسجد قبة الصخرة وحائط البراق، إضافة إلى كنيسة القيامة على رأس قائمة المعالم ، ولا يملك اليهود في المدينة أية آثار أو أماكن دينية مهمة يضاف إلى ذلك ضآلة ملكية اليهود من أراضي القدس بما في ذلك الحي اليهودي.
وفي مقالنا هذا نسعى الى رصد وتسجيل مجمل التحولات التي طرأت على مدينة القدس الشريف منذ احتلالها وإلى يومنا هذا ، وذلك بكافة جوانبها التاريخية والجغرافية والسياسية .
وسنحاول كذلك رصد مدى تأثير مخططات التهويد والمشاريع الاستيطانية الصهيونية على مدينة القدس وعلى السكان الفلسطينيين في حياتهم وشوؤنهم الاجتماعية و الثقافية والفكرية والدراسية من خلال التدخل في كافة هذه النواحي، فضلاً عن سعي سلطات الاحتلال لطمس مجموعة من المعالم والرموز التاريخية في المدينة وتغيير اسماء الطرق بهدف خلق واقع فكري وتراثي جديد هناك .
مخططات معمارية واستيطانية حول القدس لتغيير ملامح المدينة العربية
بداية لابد من الإشارة إلى أن معظم الكتب والدراسات التي تناولت مسألة القدس تم التركيز فيها على الجانب التاريخي للدفاع عن حق العرب والمسلمين في هذه المدينة المقدسة ، وقد كان ذلك انزلاقاً دون وعي وراء المهاترات التي أوجدتها الحركة الصهيونية عندما جندت بعض المؤرخين من (يهود وغربيين) لتزوير تاريخ القدس فدفعت بذلك العديد من المؤرخين إلى محاولات تفنيد الأكاذيب اليهودية، الصهيونية والغربية متناسين بأن الواقع داخل المدينة كان الدليل الأكبر على أحقية العرب والمسلمين فيها عبر امتداد آلاف السنين.
كما أن معظم هذه الكتب والدراسات التي تناولت الوضع القائم في القدس بعد احتلال القسم الشرقي منها عام 1967م اعتمدت في أرقامها على مصادر صهيونية خاصة منها مكتب الإحصاء الصهيوني ، وهو ما يعني بأن صعوبات جمة تواجه الباحثين ليتسنى لهم تحديد درجة مصداقية هذه الأرقام ومعلومات العدو ، ولعل المشكلة الكبرى في مثل هذا السياق هو خوف الباحث من أن يساهم في عملية التهويد من خلال ترويجه لأرقام ومعطيات مأخوذة من مصادر العدو ، وهنا تأتي أهمية مؤسسة (بيت الشرق) المقدسية وجمعية الدراسات العربية التي كانت تشكل مصدراً هاماً للمعلومات والأرقام الفلسطينية .
وتندرج الاعتداءات الصهيونية المتكررة على مدينة القدس الشريف والمسجد الأقصى المبارك - والتي نحاول رصدها وتسجليها هنا - في سياق إرهاب الدولة المنظم الذي اعتمدته سلطات العدو الصهيوني منهجاً وممارسةً يومية لتحقيق مآربها العدائية.
فمنذ احتلالها لمدينة القدس قامت سلطات الاحتلال الصهيوني بمجموعة من الإجراءات التعسفية السياسية والإدارية والقانونية والثقافية والاجتماعية والاقتصادية والديمغرافية والطبوغرافية أدت إلى فرض واقع جديد على المدينة وذلك بتغيير عدد سكانها وقلب الموازين فيها بشكل تزايد فيه عدد السكان اليهود في القدس الشرقية ليصل إلى 450 ألف يهودي منتصف عام 2000م بعد أن كان عام1967م 5% . في حين أن عدد الفلسطينيين وصل 496 ألفاً، هذا إضافة لتغيير خرائط المدينة بفرض مخططات معمارية واستيطانية حول القدس وداخلها إضافة إلى توسيع حدود البلدية لتشمل عديد الضواحي والمدن المجاورة .
وهنا لابد من توضيح أن مسألة التهويد لاتقوم على التغييرات الديمغرافية والطبوغرافية في خرائط المدينة، بل هي تعتمد أساساً على الاختراق الثقافي والعمل على طمس هوية الآخر واستبدالها بهوية المحتل العامل على فرض واقع آخر للمدنية.
وتزداد يوماً بعد يوم المخططات الصهيونية فيما يختص بمسألة القدس شراسة حيث تجمع كافة الأحزاب الصهيونية على أنها أي "القدس الموحدة" لابد ان تبقى
(عاصمة إسرائيل الابدية) فتم ويتم بناء جدار حولها وحول المستوطنات التي تحيط بها .
الحفريات الأثرية الأجنبية شواهد تثبت الحق الفلسطيني :
يبين البحاثة المتخصص في تاريخ القدس، الدكتور عبد القادر نمر محمد
( مدرس تاريخ وحضارات مصر والشرق الأدنى القديم) ، في بحث له بعنوان (مدينــة القــدس تاريخ وحضارة)، أنه بالرغم من مرور قرن و نصف تقريباً على أعمال الحفائر الأثرية في مدينة القدس، استهدفت العثور على أدلة تؤكد ما ورد في النصوص التوراتية إلا أنهم لم يعثروا على أي دليل أثري يؤيدها. أن عمليات الكشف الأثري جعلت أحداث التاريخ لمدينة القدس معروفة لنا في كل مراحلها.
مضيفاً أن مفكري المنظمات اليهودية السياسية في العصر الحديث، وعلى رأسهم المنظمة الصهيونية من اليهود الأشكناز الذين لا ينتمون سلالياً لـ (بني إسرائيل) هم الذين عملوا على نشر الفكرة القائلة أن (اليهود وبني إسرائيل) هم الشيء نفسه. وأن القدس عاصمة أبدية لـ (إسرائيل)، دون دليل علمي أو أثري يؤيده. رغم أن أعداد غير محدودة من البعثات قامت بالتحقيق في مشاكل الآثار في القدس، و لكن معظم النتائج ليست حاسمة.
وفي هذا السياق يشير الدكتور عبد القادر نمر محمد أن [صندوق استكشاف فلسطين] (Palestine Exploration Fund ) أنشئ عام 1865م. وقد أرسل ضابطين لأجراء المسح الأول و هما الكابتن تشارلز ولسون ( (Captain Charles Wilson و الملازم أندرسون (Anderson) و قامت هذه البعثة برسم الخرائط الدقيقة لفلسطين ثم القدس و الخليل. و إجراء مسح رائع – حسب ما ورد في تقرير"التقدم" (The Statement of Progress) في اجتماع الصندوق يوم 23 تموز/يوليو 1866م. واحتلت القدس موقعاً مميزاً للأهداف الموضوعية لأبحاث الصندوق. و يضع المنهج العلمي قائمة أبحاث تبدأ بالحفائر الأثرية، و ستوفر القدس و حدها مجالا كافيا، بحيث يتم تحديد ما هو فوق سطح الأرض بدقة خلال المسح، و عند الانتهاء منه، يتم اكتشاف ما هو تحت السطح.
وفي عام 1867م وصل الملازم وارين للبدء في التنقيب في المدينة، و هو ما وصفه بدقة في نشرته بعنوان "القدس التي تحت الأرض" تضمنت المشاكل التي أنيط بالملازم وارين حلها بحسب "تقرير التقدم" الصادر عن الصندوق البحث في الأقبية التي تحت منطقة الحرم الشريف، و تحديد صفات الحائط الغربي من الحرم الشريف، و التأكد من الملامح الطبيعية للأرض بين قوس "ايكى هوموEcce Homo " و بوابة القديس ستيفان (الأسباط)، و بين بوابة يافا الخليل و باب السلسلة للحرم الشريف، و في المارستان و مستشفى القديس يوحنا جنوب كنيسة القيامة بحثا عن آثار الحائط الثاني الذي ذكره يوسيفوس. و أمام بوابة دمشق (باب العمود) حيث توجد بوابة قديمة، و أقبية الحرم الشريف والشارع الغربي للبوابة الثلاثية. فقد كانت جميعا داخل نطاق القدس القديمة، حيث تركزت حفائر وارين.
وقد كان من الطبيعي أن تتضمن التعليمات المقدمة إلى "وارين" تأكيدات خاصة حول البحث الموجه إلى الحرم الشريف، لأن تلك هي المنطقة التي زعموا أن بقايا المعبد فيها، خاصة أن البعض يمتلكون تصورات مسبقة عن النتائج التي يتوجب عليه التوصل إليها (هذه المناطق التي استثناها الفرمان التركي الرسمي للحد من نشاطات وارين و ثبت سلامة الموقف التركي الإسلامي)
والتزم ناصيف باشا تماما بمنع وارين من الحفر حول منطقة الحرم الشريف ولذلك كان ملزما بإجراء عمليات حفر الإنفاق خارج أسوار الحرم الشريف. و قام بحفر سلسلة من الأنفاق العمودية في أثناء عمليات التنقيب، ووصف أهداف حفائره بالبحث عن البوابة الذهبية وهى بوابة كبيرة على الطراز الروماني في الحائط الشرقي من الحرم الشريف وخارج البوابة مدافن إسلامية.
والنقطة الوحيدة التي أمكن أقامة النفق العمودي خلالها كانت على بعد (143) قدماً إلى الشرق و على عمق(81) قدماً تحت سطح الأرض، وعند قاعدة البوابة تم حفر نفق نحو الحرم الشريف (أفقي) وأصطدم الحفارون بالصخور بشكل فوري، و أتبعوه إلى الأعلى على ارتفاع (68) قدماً. سجل وارين (أن العمل أصبح خطراً جداً حيث أن الممر يخترق طبقات تحتوى على صخور منهارة و بشكل تبادلي مع طبقات من الحصى و الذي كان يتحرك مثل الماء الجاري).
كما تم فحص كامل محيط الحرم الشريف و بشكل دقيق، و تم أنشاء الربط و العلاقة بين الأسوار وسطح الصخور، كما تم إجراء بعض العمليات الاستكشافية في داخل الحرم الشريف، ولكنها واجهت صعوبات المعارضة المحلية.
ويبين الدكتور نمر محمد أن جهود وارين الرئيسية وجهت إلى ما يعتقد أنها منطقة الهيكل المزعوم، حسب التعليمات والتصورات المسبقة لبعض الأفراد عن النتائج التي يتوجب عليه التوصل إليها. غير أنه و كمكتشف حقيقي، فقد أدت مكتشفاته إلى التأثير المباشر على باقي حفائر القدس وإظهاره أن الاحتلالات السابقة تمتد إلى جنوب المدينة القديمة الحالية. و بين أعوام(1894-1897م) كانت الحفريات بقيادة فردريك بليس ((Frederick J.Bliss الذي أطلق على نفسه أنة )المكتشف التابع للصندوق( و يساعده مهندس معمارى أي. سي. ديكي (A.C.Dickie ) ويعرف بليس أهدافه كالتالي (عملنا الرئيس كان متابعة الخطوط التي أخذتها الأسوار الجنوبية للقدس خلال فترات مختلفة).
وقد كان مشروع بليس هو متابعة السور المتجه جنوباً من الزاوية الجنوبية الغربية للقدس القديمة و التي تتفق مع سور (أوفل) الذي أكتشفه وارين إلى الجنوب من الزاوية الجنوبية من الحرم الشريف.
و في الأعوام (1909 و1911م) قامت بعثة باركر((Parker بأجراء العديد من الاختبارات و حفر الأنفاق في (أوفل) على الجهة الجنوبية من القدس ، وهي المقبولة بشكل عام على أنها موقع الاستيطان الرئيسي بحثاً عن قبر النبي داوود. كانت النتيجة الأساسية هي اكتشاف سلسلة من القنوات المائية مرتبطة بنبع العذراء.
كما قام فينسنت (H.Vincent) وهو الأشهر بين سلسلة من علماء الآثار الدومنيكان التابعين للمدرسة التوراتية للآثار في الأراضي المقدسة. ونشر بعض المعلومات المثيرة عن مجموعة من القبور تعود إلى الألف الرابعة قبل الميلاد.
و في عامي (1913 – 1914) قام العالم الأثري آر- وييل (R.weill) بإجراء حفريات في (تل أوفل) الجنوبي، و الذي أتم اكتشاف بقايا من سلاسل معقدة من التحصينات، كانت التفسيرات المقدمة للنتائج عن هذه البعثات مدينة بالكثير من اهتمامات فينست.
و في عام 1923 جددت بعثة صندوق الحفريات في فلسطين همومها على مشاكل تاريخ المدينة، عندما بدأت الحفر على (تلة أوفل) خارج أسوار مدينة القدس المنشأة في العصور الوسطى و الحديثة. وكانت تحت أدارة البروفسور ماكاليستر (R.A.S.Macalister).
و في عام 1927 تحت أدارة البحاثة الأثري كروفت (J.W.Crowfoot" تم توجيه الاهتمام أساساً إلى استعادة الأدلة المتعلقة بالدفاعات اليبوسية المبكرة تعود إلى العصر البرونزي المبكر (القرن 31-21 ق. م).
وعندما فرضت بريطانيا في عام 1917م كقوة منتدبة في فلسطين فقد أنشأت (دائرة الآثار)، وفي الثلاثينيات والأربعينيات من القرن العشرين فإن ضباط الدائرة و بخاصة هامياتون(R.W.Hamitton) " و جونز ((C.N.Johns كانا نشيطين في البحث عن تفسير لمشكلة القدس.
وقد كان موقع عمل هاميلتون الرئيسي مقابل السور الشمالي للمنطقة القديمة حالياً، حيث استطاع التعرف على البوابة التي بناها (هادريان) عام 135 ميلادية ، والعائدة إلى المدينة الرومانية (إيليا كابيتولينا) تحت بوابة دمشق الحالية.
و يمكن النظر إلى الحفريات التي قام بها مسؤولو دائرة الآثار البريطانية كنهاية لحقبة بأكثر من معنى. فنتيجة للموقف الذي نتج عن حرب سنة 1948 - فقد غادر المسؤولون البريطانيون - و أصبحت القدس مدينة حدودية مع قيام الحدود بين الأردن حول السور الشمالي من باب دمشق (باب العمود) وعلى طول السور الغربي، وتم إغلاق باب يافا (باب الخليل) بالحجارة.
كما امتدت إلى الجنوب من الزاوية الجنوبية الغربية للمدينة القديمة الأرض الحرام و التي وصلت إلى وادي هنوم.
وفي هذه الأثناء بدأت الحفريات البريطانية مجدداً برعاية المدرسة البريطانية للآثار في القدس بين أعوام (1961-1967م). وعليه بدأ التقرير التفصيلي لنتائج الحفريات التي قامت بها عالمة الآثار البريطانية كاثلين مارى كنيون (Kathleen M.Kenyon) في مجلدها الأثري Digging up) (Jerusalem في الفترة المذكورة عن أن الحفائر أماطت اللثام عن أن مدينة القدس الكنعانية – اليبوسية الأولى و التي تعود إلى الألف الثالث قبل الميلاد.
حيث أقام اليبوسيون حصنهم على القمة الشرقية لتل أوفل (الضهور) و يبلغ معدل ارتفاعه 680مترا عن سطح الأرض، و هو بهذا الارتفاع ينخفض عن ساحة الحرم الشريف بنحو 50 مترا، ويبتعد عنها بنحو 170 متراً و يبلغ طوله الممتد من الشمال إلى الجنوب نحو 400مترا. و عرضه من الشرق إلى الغرب بنحو 135 مترا أي أن مساحته 00،54 متر مربع.
ويعتقد بعض البحاثة أن مدينة القدس الأولى كانت على القمة الغربية، و يرجع ذلك أولا إلى عهد يوسيفوس في القرن الأول قبل الميلاد، و يطلق علية جبل صهيون، و هكذا يتعين اعتبار جبل صهيون (القمة الغربية) ويطلق على جبل صهيون، مدينة داوود. على أن الدليل الأثري يوضح تماماً بأن هناك خطأ مقصوداً وأن القدس الكنعانية في عهد داوود تقع على القمة الشرقية. و أن يوسيفوس لم يفصح عن هذا اللبس و الغموض المتعمد في هذه المسألة الأخيرة، ثم توارثها من حذا حذوه و أدعوا في أبحاثهم أن القمة الغربية هي المدينة التي احتلها داوود مع أن الدليل الثرى صريح و واضح في أن القدس الكنعانية الأولى كانت تقع على القمة الشرقية.
ويتضح أن مدينة القدس التاريخية قامت على تل الضهور (أوفل أو الطور) المطلة على قرية سلوان إلى الجنوب الشرقي من الحرم الشريف و المسجد الأقصى و على مرور العصور هجر هذا الموقع لتقوم القدس على تلال تقع إلى الشمال من الموقع الأول بين بابي الساهرة وحطة، وبين مرتفع ساحة الحرم الشريف في الشرق (جبل موريا) و مرتفع صهيون في الجنوب الغربي وهي المرتفعات التي تقع داخل السور فيما يعرف اليوم بالقدس القديمة داخل الأسوار.
 حفريات أثرية صهيونية خارج نطاق القانون الدولي :
في ظل الرفض الصهيوني لحفائر المدرسة البريطانية للآثار في مدينة القدس ، لعدم انسجامها مع وجهة نظرها الخاصة، قامت سلطات الاحتلال اثر عدوان 7 حزيران/يونيو1967 بسياسات عدوانية شرسة هدفها طمس ملامح الحضارة العربية الإسلامية عن طريق الهدم والتدمير ومصادرة الأملاك والعقارات العربية، والقيام بأعمال الحفر والتنقيب للوصول لأهداف سياسية تخدم مأربهم و لإضفاء الصبغة اليهودية على القدس الشريف. وقد كشف عن هذه الأهداف و المآرب البروفسور بنجامين مازار الأستاذ في الجامعة العبرية عندما صرح علانية بأن الحفائر عند (حائط المبكى) ـ أي حائط البراق ـ تهدف إلى الكشف عن الطبقات الدنيا للهيكل الذي بناه الملك سليمان، و تأكيداً لأقواله نقلت جريدة الصحيفة العبرية (يديعوت أحرنوت ) الصادرة بتاريخ 28 تشرين الأول/أكتوبر 1970 تصريحاً لوزير الأديان في حكومة تل أبيب قال فيه : (إن وزارة الأديان تسعى إلى الوصول بعمليات الحفر التي تجريها للكشف الكامل عن "حائط المبكى" الذي يهدف إلى أعادة هذه الدرة الثمينة إلى سابق عهدها، وما أعمال الحفريات التي نلجأ إليها إلا عمليات مقدسة تهدف الكشف عن الحائط وإزالة المباني الملاصقة له رغم كل العراقيل التي تقف في الطريق).
وكان أن نشرت الصحيفة العبرية (الجيروزاليم بوست) ، في عددها الصادر بتاريخ 29 آب/أغسطس 1979 ، مقالاً عن الحفريات التي أجراها الأثري الصهيوني بيغال شيلوح ، وفيه ورد على لسان شيلوح قوله : (إن من أهداف تنقيباته التي ستستمر لعدة سنوات هو الكشف عن بقايا مدينة داود و سليمان و التي لم يظهر منها إلى الآن أي أثر).
وإن نظرة فاحصة على الحفريات الأثرية الصهيونية واختيار مواقعها، توضح بأن مخطط الاحتلال يرمي في مرحلته الأولى إلى الاستيلاء على ما أمكن من أبنية و عقارات دينية إسلامية وسكنية محيطة بالحرم القدسي الشريف ، وفي مرحلة تالية الاستيلاء على الحرم القدسي نفسه.
وهذا فعلاً ما أشار إليه رئيس الحاخامات اسحق نسيم في نداء وجهة نظر إلى وزير العدل الصهيوني ، ونشرته صحيفة (هاآرتس) في عددها بتاريخ 27 شباط/فبراير1972 و جاء فيه: (ما نريده هو تنظيف المنطقة (أي منطقة الحرم الشريف) من جميع المباني القديمة التي ألصقت بقصد و إصرار و بقرار و موافقة القضاة و رؤساء الدين الإسلامي المتعاقبين، إلى الحجارة المتبقية من هيكلنا بغية تحقيره و إخفائه).
وتواصل سلطات الاحتلال الصهيوني عمليات التنقب والحفائر ، رغم ما تشكله هذه العمليات من خرق فاضح للمواثيق والأنظمة الدولية التي تتعلق بالمحافظة على الآثار في المناطق التي تقع تحت الاحتلال، كميثاق جنيف الدولي الرابع الصادر بتاريخ 12 آب/أغسطس 1949، و توصيات المؤتمر الدولي المنعقد في لاهاي سنة 1945 لحماية الممتلكات الثقافية في النزاعات المسلحة، كما وتخالف التوصيات التي أقرها المؤتمر العام لعلماء الآثار في دورته التاسعة التي انعقدت في نيودلهي بتاريخ 5 كانون الثاني /ديسمبر 1956، و تضرب بعرض الحائط قرارات الجمعية العمومية للأمم المتحدة، التي دعت سلطات الاحتلال الى عدم ضم أي جزء من الأراضي العربية المحتلة أو إحداث أي تغيير في طبيعة الأرض. و فوق هذا كله فإن مساحات شاسعة من الأراضي المحيطة بالحرم الشريف، والعديد من الأبنية التي تقوم عليها هي وقف إسلامي تعود للمسلمين وحدهم.
وبعد عمليات الهدم التي طالت الحي الإسلامي التاريخي وتحديداً "حارة المغاربة" والزاوية الفخرية ، بعد عدوان حزيران/يونيو 1967 مباشرة بزعم توسيع الساحة الملاصقة لـ (حائط المبكى) ـ البراق ـ ، لم تعد سياسة هدم المعالم الإسلامية بحثاً عن جدران الهيكل المزعوم ممكنة بعد ذلك. فما حدث في حارة المغاربة و الزاوية الفخرية، أصبح من الصعب تكراره حول أسوار القدس. فاتجه البحث إلى سور الحرم الجنوبي المحاذي للمسجد الأقصى حيث لا يوجد مباني إسلامية حديثة، و هناك أطلقت حكومة الاحتلال أيدي علماء آثارها في البحث و التنقيب متجاهلة أصوات الاحتجاج و الصرخات التي كانت تطلق من قبل دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس و الحكومات العربية و الإسلامية في العالم مهددة بهذه الحفريات أسس المسجد الأقصى. و قد عُثر خلال عمليات البحث والتنقيب عن الكثير من الآثار الإسلامية ومن بينها بقايا قصر أموي، لكن لجنة التنقيب الصهيونية قامت بالتعتيم على هذه المكتشفات ، بل ذهب بعض علماء الآثار الصهاينة إلى أن حجارة القصر الأموي التي اكتشفت ، هي حجارة (هيكل سليمان) التي أعاد الأمويون استخدامها لبناء قصرهم عليه !!
وفي دراسته المشار إليها سابقاً ، يسرد الدكتور عبد القادر نمر محمد أبرز أعمال الحفر و التنقيب التي قامت بها سلطات الاحتلال في مدينة القدس منذ سنة 1968 :
1 - الحفائر بجانب السور الجنوبي و الجنوبي الغربي للحرم الشريف :
تقوم بهذه الحفريات الجامعة العبرية تحت أشراف بنجامين مازار و مساعده مئير بن دوف، و بتمويل من الجامعة العبرية و جمعية (الكشف الإسرائيلية).
بدأت هذه الحفريات بتاريخ 28/2/1968 و ذكر مازار حينها بأن طول منطقة الحفريات سيبلغ 70م بعرض 10م، وأن مدة العمل ستستغرق ست سنوات. وذكرت جريدة "يديعوت" في عددها الصادر بتاريخ 5/1/1971 أن هذه الحفريات وصلت قرب الزاوية الجنوبية الغربية للحرم إلى عمق 35م.
وعندما خابت آمال المشرفين على هذه الحفريات في الكشف عن أي دليل يثبت وجود هيكلهم المزعوم، بدئوا محاولة الدخول إلى داخل الحرم عن طريق حفر أنفاق جانبية أحدها أسفل البوابة الثلاثية و آخر أسفل فتحة بالسور بارتفاع 3م و عمق 20م.
إن آخر تقرير لهذه الحفريات كان قد نشر سنة 1975، و زعم المشرفون على هذه الحفريات بأنه تم اكتشاف قطع مكتوبة من سفر أشعيا و أخرى عليها مخلوقات مجنحة (الكاروبيم)، و طشت كان يتوضأ به الكاهن، بالإضافة إلى قطعة حجرية كتب عليها بالعبرية كلمة (قربان).
و لكن هذه المكتشفات تتضاءل أهميتها بالمقارنة مع اكتشاف مجموعة من الأبنية و القصور الأموية، فقد أتضح منذ ابتداء الحفر بجوار الزاوية الجنوبية الغربية لسور الحرم الشريف بأن المكشوفة التي تقع بين جدار الأقصى الجنوبي و السور العثماني كانت تضم بناية ضخمة مساحتها حوالى5،7 دونم. و باتساع رقعة الحفر كشفت بنايات أخرى لا تقل في اتساعها و أهميتها عن البناية الأولى، و كان يفصل ما بين هذه الأبنية و الحرم الشريف شارع مبلط عرضه30،4م.
يبدو من المخططات الأولية التي نشرت لهذه الأبنية بأنها كانت تتألف من ساحة متوسطة مكشوفة يحيط بها من جميع الجهات أروقة مسقوفة مع مجموعة من القاعات والغرف حسب المخطط المألوف في الأبنية الأموية، والذي تشاهده في خربة المفجر، و قصر المنية و قصر الحيرة الشرقي. هذه المكتشفات الهامة – بالإضافة إلى بناء قبة الصخرة و المسجد الأقصى المبارك – تؤكد بأن حركة العمران في القدس كانت قد نمت و ازدهرت في العصر الأموي.
نتيجة لهذه المكتشفات الهامة فإن هناك بعض الأسئلة التي تطرح نفسها، فمثلا ماذا كانت وظيفة هذه الأبنية و المنشآت المختلفة؟ ومتى بالضبط تم بناؤها، وما هي أوجه الشبه والخلاف بينها وبين الأبنية الأموية الأخرى المعروفة في الأردن وسوريا؟ من المحتمل أن أحد هذه الأبنية كان بمثابة "دار الأمارة" التي كانت تبنى عادة خلف المسجد أو بالقرب منه كما الحال في الكوفة و الفسطاط و القيروان، أو أنها كانت القصر الذي شيده الوليد بن عبد الملك بالقرب من المسجد الأقصى و أغلب الظن أن هذه الأبنية كان قد فرغ من بنائها أثناء خلافة الوليد، ومما يرجح هذا الاحتمال هو اكتشاف كتابة بالخط الكوفي تتألف من تسعة سطور و تحمل التاريخ 82هـ (701م). و يبدو أن هذه البنية كانت قد تهدمت بفعل الزلزال المريع الذي أصاب فلسطين سنة746 م.
إن اكتشاف هذه المنشآت و الأبنية الأموية – و التي لم تنشر إلى الآن بشكل واف ومفصل تعتبر في غاية الأهمية لما تلقيه من أضواء على العمارة الإسلامية في العصر الأموي و تحتم أعادة النظر في تاريخ بعض المعالم الملاصقة لسور الحرم و التي قال عنها "وارن" أنها من بناء القرن السادس الميلادي بينما هي تعود إلى العصر الأموي.
2- الحفريات المجاورة للسور الغربي للحرم الشريف:
تقوم بهذه الحفريات وزارة الأديان في حكومة الاحتلال دون مساعدة من الجهات العلمية المتخصصة. و قد قامت المشرفة على هذه الحفريات بوضع خطة لهدم المباني التاريخية القريبة من السور للكشف عن سور الحرم الغربي، و لكن إزاء الاحتجاجات المتتالية عمدت إلى حفر نفق عميق تحت هذه المباني مما أدى إلى تصدعها. و قد بلغ طول هذا النفق 230م ممتدا من باب السلسلة إلى باب الناظر ومارا بأربعة مساجد ملاصقة لجدار الحرم و عدد من الأبنية التاريخية.
هذا وقد ذكرت جريدة "معاريف" العبرية في عددها الصادر بتاريخ 14/12/1971 أن هذه الحفريات تجري دون وقاية هندسية، الأمر الذي تسبب في تصدع جزء من "حائط المبكى" و هدد بانهيارها. و في العدد الصادر بتاريخ 28/2/1972 نقلت نفس الجريدة تصريحا لوزير الأديان قال فيه، بأن حكومته قد وافقت على مخطط الحفر للكشف عن "حائط المبكى" على طول امتداده، وأنها رصدت مبلغ مليون ليرة (إسرائيلية) في ميزانيتها لهذه السنة و أن وزارته تبعا لذلك ستستمر بالعمل للكشف عن هذا الحائط كاملا و يأمل أن تنتهي وزارته من هذا العمل خلال سنة واحدة. شرعت وزارة الأديان القيام بحفريات أخرى قرب الطرف الشمالي من حائط البراق، وتناولت هذه الحفريات الدهاليز والأقبية الموجودة أسفل المحكمة الشرعية الإسلامية مما نتج عنه تهديد أساسات المبنى و تصدع أبنية أخرى مجاورة.
نتيجة لهذه الحفريات هدمت العديد من الأبنية و المنشآت الإسلامية من بينها مسجد البراق الملاصق لـ"حائط المبكى" في حي المغاربة. و زاوية أبو السعود التي تقع داخل الحرم الشريف تحت مئذنة باب الغوانمة، الزاوية الفخرية، المكتبة الخالدية، المدرسة الجوهرية، رباط الكرد، زاوية أبو مدين الغوث، كما باتت العديد من المنشآت مهددة بالتصدع منها حي باب السلسلة، حي باب الناظر، ضريح الملك حسين، جامعة المدرسة العثمانية، جامع الخليلي، زاوية ومئذنة قايتباي، وسوق القطانين – أقدم أسواق القدس العربية.
3 – حفريات قلعة القدس :
جرت هذه الحفريات بتمويل من دائرة المتاحف و الجامعة العبرية خلال سنتي 1968، 1969 تحت إشراف كل من اميران وايتان.
4 – حفريات الحي اليهودي :
بدأت هذه الحفريات سنة 1969 تحت إشراف هيئة إعادة أعمار الحي اليهودي بالتعاون مع معهد الآثار بالجامعة العبرية و دائرة الآثار و المتاحف (الإسرائيلية) وجمعية (الكشف "الإسرائيلية)، والهدف من هذه الحفريات ليس البحث العلمي، بل إجلاء السكان العرب ليحل محلهم مهاجرون جدد تحت ستار البحث و التنقيب العلمي.
5- الحفريات الأثرية في الجانب الشرقي من الحرم الشريف :
موقع ملاصق لباب السيدة مريم العذراء (باب الأسباط) وقرب مدخل مقبرة باب الرحمة الإسلامية. و قد أوردت خبر هذه الحفريات جريدة "معاريف" في عددها الصادر بتاريخ 27/11/1974.
6- الحفريات في حي الأرمن :
قامت سلطات الاحتلال الصهيوني بالحفر في حديقة الأرمن جنوبي قلعة القدس، و في ساحة دير الأرمن و ذلك في سنتي 1971، 1972.
7 – حفر مجموعة من القبور الرومانية و البيزنطية على جبل المكبر
وبعد الانتهاء من أعمال الحفر في الجهة الجنوبية، اتجهت أنظار الأثريين الصهاينة في مطلع الثمانينيات نحو شمالي الحائط الغربي للحرم الشريف، الحي الإسلامي التاريخي ، لكن الصروح الإسلامية التي بنيت على مر العصور و من بينها المدارس الإسلامية التي خرجت علماء و مشاهير في الدراسات الإسلامية في القرون الوسطى وقفت حائلا بينهم وبين هدفهم هذا، فقد كانت متاخمة للحائط و كان هدمها يعني نشوب أزمة سياسية حادة بين سلطات الاحتلال الصهيوني و وأنظمة وشعوب الوطن العربي العالم الإسلامي، خاصة وأن بناء علاقات دبلوماسية بين مصر و وحكومة الاحتلال الصهيوني كانت تلوح في الأفق ، اثر توقيع اتفاقية العار المسماة (كامب ديفيد) ، وعليه كان على الأثريين الصهاينة الساعين إلى التأكيد على أن كل ما يتعلق بالحرم القدسي هو من بقايا (هيكلهم) المزعوم أن يبحثوا عن حيلة تخرجهم من هذا المأزق الصعب، و لم تخنهم الحيلة فإذا كانت أعمال الهدم و التنقيب مستحيلة فوق سطح الأرض فهناك ما يمكن عمله تحت سطح الأرض بسرية، و رؤية و دون ضجة إعلامية أو إثارة للمشاعر، فكل ما يدور هناك يتم في الخفاء وحيث لا يوجد للمسلمين سلطة و لا سيطرة و لا قدرة على مراقبة ما يجري.
وقد ذكرت صحيفة الحياة اللندنية بتاريخ 18 تشرين الأول/أكتوبر 1996م ، أن سلطات الاحتلال الصهيوني تستخدم في أعمال الحفر تحت المسجد الأقصى و الأبنية المجاورة آلات خاصة تطلق اهتزازات صوتية بقصد خلخلة أسس المسجد و تفكيك أركانه المتماسكة بقصد أن يتداعى بناء المسجد من تلقاء نفسه بعد مدة من الزمن طالت أو قصرت، و ذكروا أن هذه العملية الإلية تفسير تصريحات عدد من زعماء الإرهاب الصهيوني بأن (المسجد الأقصى قد يتهدم تلقائيا بفعل زلزال يتعرض له).
القدس في القرن العشرين .. حقائق تاريخية
تميزت مدينة القدس بموقع جغرافي هام، بسبب موقعها على هضبة القدس وفوق القمم الجبلية التي تمثل السلسلة الوسطى للأراضي الفلسطينية، والتي بدورها تمثل خط تقسيم للمياه بين وادي الأردن شرقاً والبحر المتوسط غرباً، جعلت من اليسير عليها أنْ تتصل بجميع الجهات وهي حلقة في سلسلةٍ تمتدّ من الشمال إلى الجنوب فوق القمم الجبلية للمرتفعات الفلسطينية وترتبط بطرق رئيسية تخترق المرتفعات من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب، كما أنّ هناك طرقاً عرضية تقطع هذه الطرق الرئيسية لتربط وادي الأردن بالساحل الفلسطيني.
لم تكنْ هناك قبل الاحتلال البريطاني البغيض لفلسطين (سنة 1917م) سوى قدس واحدة، هي تلك التي تحيط بها أسوار سليمان القانوني التي بناها السلطان الكبير في منتصف القرن العاشر الهجري، إضافةً إلى مجموعة من الأحياء أقامها العثمانيون خارج سور القدس في الشمال والشرق والجنوب، مثل (حي الشيخ جراح في الشرق، وحي المسعودية في الشمال..).
ووفق المعطيات التاريخية والجغرافية فإن النواة الأولى لمدينة القدس نشأت على (تل أوفيل) المطلّ على قرية سلوان ، وفي أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين، لم تعُدْ مساحتها تستوعب الزيادة السكانية، فبدأ الامتداد العمراني خارج السور، وفي جميع الجهات ظهرت الأحياء الجديدة التي عُرِفت فيما بعد بالقدس الجديدة، إضافة إلى الضواحي المرتبطة بالمدينة التي كانت، وما زالت قرى تابعة لها، وقد اتخذ الامتداد العمراني اتجاهين أحدهما شمالي غربي، والآخر جنوبي. وفي عام 1921 جرى ترسيم حدود البلدية القديمة قطاعاً عرضياً بعرض 400م على طول الجانب الشرقي لسور المدينة، وضمت أحياء (باب الساهرة، ووادي الجوز والشيخ جراح) من الناحية الشمالية، ومن الناحية الجنوبية انتهى خط الحدود إلى سور المدينة فقط، أما الناحية الغربية والتي تعادل مساحتها أضعاف القسم الشرقي، فقد شملتها الحدود لاحتوائها تجمعات يهودية كبيرة، بالإضافة إلى بعض التجمـعات العربيـــة (القطمون، البقعة الفوقا والتحتا، الطالبية، الوعرية، الشيخ بدر، مأمن الله).
أما المخطط الثاني لحدود البلدية فقد وضع عام 1946، وجرى بموجبه توسيع القسم الغربي عام 1931، وفي الجزء الشرقي أضيفت قرية سلوان من الناحية الجنوبية ووادي الجوز .
وفي عام 1918 توسعت المساحة المبنية في الدينة من (4130) دونماً إلى (7230) دونماً عام 1948، وبين عامي (1947 ـ 1949) جاءت فكرة التقسيم والتدويل، ذلك أن فكرة (تقسيم فلسطين وتدويل القدس) لم تكنْ جديدة فقد طرحتها اللجنة الملكية بخصوص فلسطين (لجنة بيل)، حيث اقترحت اللجنة إبقاء القدس وبيت لحم إضافةً إلى اللد والرملة ويافا خارج حدود الدولتين (العربية واليهودية) مع وجود معابر حرة وآمنة، وجاء قرار التقسيم ليوصي مرة أخرى بتدويل القدس. وقد نصّ القرار على أنْ تكون القدس (منطقة منفصلة) تقع بين الدولتين (العربية واليهودية) وتخضع لنظام دولي خاص، وتُدار من قِبَل الأمم المتحدة بواسطة مجلس وصاية يقام لهذا الخصوص وحدّد القرار حدود القدس الخاضعة للتدويل بحيث شملت (عين كارم وموتا في الغرب وشعفاط في الشمال، وأبو ديس في الشرق، وبيت لحم في الجنوب).
وقد كان مجموع السكان العرب الذين شردوا من تلك القرى (649،23) نسمة يضاف إليهم (25) ألف نسمة شردوا من أحياء القدس الغربية واحتوت على أثنين من أكبر ثلاث قرى في القضاء هي : (عين كارم 1024 دونماً، ولفتا323 دونماً من الأراضي المبنية) وعلى (المالحة وقالونيا وبيت محيسر) التي كانت تعد بين أكبر عشر قرى في القضاء وأدى تشريد السكان من قراهم إلى ضغط سكاني على القرى الشرقية التي كان عليها استيعاب الكثيرين من اللاجئين على أراضيها التي أفردت كمخيمات لهم.
وفي الحرب التي شنها العدو الصهيوني سنة 1948 قامت قوات الجيش الصهيوني بثلاث عشرة عملية لاحتلال القدس وكان هدف هذه العمليات مزدوجاً ، الأول فتح طريق تل أبيب يافا القدس الرئيسي لتأمين حرية الحركات للقوات اليهودية ، والهدف الثاني إخلاء القرى العربية الواقعة في نواحي (القدس الغربية) من سكانها الفلسطينيين لتوفير عمق ديموغرافي وتواصل بين (الدولة اليهودية) المقترحة وبين مدينة القدس ، وفي هذا العدوان لجأت عصابات الصهاينة إلى قصف المدينة خارج السور وداخله لثلاثة أيام متتالية على الرغم من انسحاب القوات الأردنية منها، وانعدام المقاومة فيها.. وقد تم تدمير آلاف الأبنية وتهجير سكانها بعشرات الآلاف. وباشر اليهود أعمال الهدم والنسف، وسوّت الجرافات بالأرض حي المغاربة ، وطالت أعمال التهديم حي (الشرف والسلسة) ومنازل كثيرة..
وفي الفترة الفاصلة بين كانون الأول/ ديسمبر 1947م، وفترة الانسحاب البريطاني (15 أيار/مايو 1948) قام الصهاينة بسبع عمليات عسكرية في القدس وهي ( براك ونحشون وهورئيل ومكابي ويبوسي وشفيفون وكلشون ـ المذارةـ) وقد جرت هذه العمليات كلها داخل حدود (الدولة العربية المقترحة من جانب الأمم المتحدة) ، وقد جرت العمليات الثلاث الأخيرة جزئياً داخل الحدود الدولية المقترحة للقدس واستمرت السلسة الثانية من الهجمات (عمليات بن –يورام وكلشون) بعد نهاية الانتداب (15 أيار/ مايو 1948) حتى الهدنة الأولى (11حزيران /يونيو1948) ووقع الهجوم الثالث أيضاً في المناطق المقترحة للدولة العربية (عمليتا داني وأن –فار) في الفترة ما بين الهدنتين واستغرق عشرة أيام (8-18تموز/يوليو) وكان الهجوم الرابع والأخير (الذي استمر فترة طويلة، ما بين 18تموز/يوليو حتى تشرين الثاني/نوفمبر1948) والمعروف باسم عملية (ههار) ، حاسماً في إجلاء وتهجير سكان القرى العربية الواقعة غربي القدس .
وقد أظهرت المواجهة بين القوات العربية واليهودية المتحاربة ضعف الطرف العربي وقلة استعداده ، وكان جيش الإنقاذ غير موجود عملياً في منطقة القدس هذا الجيش الذي أنشأته اللجنة العسكرية المنبثقة من جامعة الدول العربية في تشرين الأول/أكتوبر1947من أجل الدفاع عن فلسطين وتألف من متطوعين عرب (معظمهم من الفلسطينيين والسوريين والعراقيين) وقاتل في الجليل والشمال. وبسبب غياب جيش الإنقاذ عن وسط فلسطين اعتبرت اللجنة العسكرية بحكم الأمر الواقع القائد الكبير عبد القادر الحسيني قائداً لمنطقة القدس ورام الله ، وفي القدس وقبل انسحاب القوات البريطانية كانت قوات الجهاد المقدس عملياً وحدها في ساحة القتال وجرى تعزيزها خلال أيار/مايو1948م، بسرية واحدة من جيش الإنقاذ تعدادها مابين (300-500) مقاتل (يبدو إن العدد كان يتأرجح زيادة ونقصاناً) ، وفي المقابل كانت القوات اليهودية الصهيونية أكثر عدداً ومتفوقة جداً من ناحيتي التسليح والتدريب (كثير من أفرادها خدم في فرق الجيش البريطاني وفي جبهات القتال في أوربا) وكانت قوات المنشقين التابعة لمنظمة (الإرغون) التي نشطت بكثافة في منطقة القدس يافا متفوقة وحدها في العدد والعدة على القوات العربية إذ قدر عدد مقاتليها في سنة 1946م، بين (3000و5000) مقاتل بينما كان العدد الإجمالي لقوات جيش الإنقاذ بقيادة المجاهد فوزي القاوقجي (3830) مقاتلاً وعدد مقاتلي قوات الجهاد المقدس (1593) مقاتلاً.
وقد حَسمت مواجهتان عسكريتان رئيسيتان مصير أحياء (القدس الغربية) وقراها ، الأولى المعركة الإستراتيجية بشأن قرية القسطل (3-9 نيسان /أبريل 1948م) والأخرى تطويق قرية دير ياسين (9 نيسان/أبريل 1948م) وتدميرها وفي الصراع الدامي بشأن القسطل تبادل العرب واليهود السيطرة مرتين على هذه القرية المشرفة على طريق القدس يافا لكن مقتل عبد القادر الحسيني القائد الأعلى لقوات الجهاد المقدس في ليلة ( 8 نيسان/أبريل 1948م)، أدى إلى تدهور معنويات القوات الفلسطينية وإخلاء المنطقة البالغة الأهمية الوقعة في الجهة الشرقية منها ، أما معركة دير ياسين فكان تأثيرها النفسي بالنسبة إلى نزوح السكان أخطر من نتائجها العسكرية فالقتال نفسه جرى بين بضعة مسلحين من القرية والقوات المشتركة من المنظمتين الإرهابيتين (الأرغون) و(شيترون) ولم يكن هناك أي وجود لقوات من جيش الإنقاذ أو من الجهاد وفي إثر استسلام القرية أعلنت المجزرة وجرى تضخيم كبير من جانب القوات اليهودية (من أجل ترويع المدنيين الفلسطينيين العزل و عناصر المقاومة في المنطقة وخارجها) ، وكذلك من جانب القادة الفلسطينيين (من أجل استثارة ضغط دولي غربي ضد الصهيونيين) .
وكان من نتائج التشريد أن أجلي سكان 38 قرية كبيرة وصغيرة من مجموع 40 قرية من قرى قضاء القدس بقيت في يد الجانب الصهيوني بعد اتفاقية الهدنة في سنة 1949م.
وفي حالات نادرة جداً مثل قريتي العنب وقالونيا سمح لعدد قليل من السكان بالتوطن في قرى مجاورة مثل أبو غوش ولم يسمح عملياً لأي من لاجئي القدس بالعودة، على الرغم من بعض العروض الشكلية لإعادة اللاجئين وقرارات الأمم المتحدة بهذا الشأن وقد مكن دمج (القدس الشرقية) والضفة الغربية بعد حرب 1967م، في المناطق التي تسيطر عليها قوات الاحتلال الآلاف من لاجئي القدس من العودة في الفترة الأولى من الاحتلال لزيارة خرائب قراهم الأصلية لكن هذه الزيارات أصبحت أشد صعوبة يوماً بعد يوم نتيجة ممارسات العدو الصهيوني وتشديد حصاره على الفلسطينيين ومنعهم من دخول المناطق التي تحت سيطرت قوات الاحتلال.
وبتاريخ 30/11/1948 وقّعت السلطات الاحتلال الصهيوني والحكومة الأردنية على اتفاق وقف إطلاق النار بعد أنْ تم تعيين خط تقسيم القدس بين القسمين الشرقي والغربي للمدينة في 22/7/1948 وهكذا ومع نهاية عام 1948 كانت القدس قد تقسمت إلى قسمين وتوزعت حدودها نتيجة لخط وقف إطلاق النار إلى:
- مناطق فلسطينية تحت السيطرة الأردنية 2،220 دونماً 11،48%.
- مناطق فلسطينية محتلة (الغربية) 16،261 دونماً 84،13%.
- مناطق حرام ومناطق للأمم المتحدة 850 دونماً 4،40%.
المجموع: 19،331 دونماً 100%.
وهكذا، وبعد اتفاق الهدنة تأكّدت حقيقة اقتسام القدس بينهما انسجاماً مع موقفها السياسي المعارض لتدويل المدينة.
وبتاريخ 13 تموز/يوليو 1951 جرت أول انتخابات لبلدية القدس العربية، وقد أولت البلدية اهتماماً خاصاً بتعيين وتوسيع حدودها البلدية، وذلك لاستيعاب الزيادة السكانية واستفحال الضائقة السكانية وصودق على أول مخطط يبين حدود بلدية (القدس الشرقية) بتاريخ 1 نيسان/أبريل 1952، وقد ضمّتْ المناطق التالية إلى مناطق نفوذ البلدية (قرية سلوان، ورأس العامود، والصوانة وأرض السمار والجزء الجنوبي من قرية شعفاط)، وأصبحت المساحة الواقعة تحت نفوذ البلدية 4،5كم2 في حين لم تزِدْ مساحة الجزء المبنيّ منها عن 3كم. وفي 12 شباط فبراير1957 قرر مجلس البلدية توسيع حدود البلدية، نتيجة للقيود التي وضعها (كاندل) في منع البناء في سفوح جبل الزيتون، والسفوح الغربية والجنوبية لجبل المشارف (ماونت سكويس) بالإضافة إلى وجود مساحات كبيرة تعود للأديرة والكنائس، ووجود مشاكل أخرى مثل كون أغلبية الأرض مشاعاً ولم تجرِ عليها التسوية (الشيخ جراح وشعفاط)، وهكذا وفي جلسة لبلدية القدس بتاريخ 22 حزيران/يونيو1958 ناقش المجلس مشروع توسيع حدود البلدية شمالاً حيث تشمل منطقة بعرض 500 م من كلا جانبي الشارع الرئيسي المؤدّي إلى رام الله ويمتدّ شمالاً حتى مطار قلنديا.
واستمرّت مناقشة موضوع توسيع حدود البلدية بما في ذلك وضع مخطط هيكل رئيسي للبلدية حتى عام 1959 دون نتيجة.
وفي عام 1964، وبعد انتخابات عام 1963 كانت هناك توصية بتوسيع حدود بلدية القدس لتصبح مساحتها 75كم، ولكن العدوان الصهيوني عام 1967 أوقف المشروع، وبقيت حدودها كما كانت عليه في الخمسينات. أما (القدس الغربية ) فقد توسعت باتجاه الغرب والجنوب الغربي وضمت إليها أحياء جديدة منها (كريات يوفيل وكريات مناحيم وعير نحانيم وقرى عين كارم وبيت صفافا ودير ياسين ولفتا والمالحة) لتبلغ مساحتها 38كم2.
وبعد سقوط شرقي القدس، أصدر الكنيست الصهيوني قانوناً وحّد المدينة تحت (السيادة اليهودية) بعد أنْ وسّع حدود المدينة
حيث أعلنت سلطات الاحتلال في ذلك التاريخ عن توسيع حدود بلدية القدس من 38000 دونماً إلى 106000 دونماً، وذلك لتهويد ما تبقّى من المدينة إضافةً إلى ابتلاع القرى والضواحي العربية في محيط المدينة.
وطبقاً لسياسات الاحتلال الهادفة إلى السيطرة على أكبر مساحة ممكنة من الأرض مع أقلّ عددٍ ممكن من السكان العرب، تمّ رسم حدود البلدية لتضمّ أراضى 28 قرية ومدينة عربية، و إخراج جميع التجمعات السكانية العربية، لتأخذ هذه الحدود وضعاً غريـباً، فمرّةً مــع خطوط التسوية (الطبوغرافية) ومرة أخرى مع الشوارع، وهكذا بدأت حقبة أخرى من رسم حدود البلدية، لتتسع مساحة بلدية القدس من 6,5كم2 إلى 70,5 كم2 وتصبح مساحتها مجتمعة (الشرقية والغربية 108,5 كم2) وفي عام 1995 توسعت مساحة القدس مرة أخرى باتجاه الغرب لتصبح مساحتها الآن 123كم2.
وهنا تجدر الإشارة إلى أن مساحة قضاء مدينة القدس كانت تبلغ ـ سنة 1945 ـ (57،1) مليون دونم ، يملك العرب منها ما نسبته ( 4،88%) ، و(1،2%) يملكها يهود ، و(5،9%) أراضي عامة ، أما عدد السكان فقد بلغ (950،274) نسمة ، منهم (6،59 %) عرب، و(4،40%) يهود وكان مجموع مساحة أراضي قرى القدس الغربية التي دمرت (954،251) دونماً منها (446،231) دونماً للعرب ، و(6897) دونماً لليهود ـ أي ما نسبته (7،2%) ـ و (629،14) دونماً أراضي عامة ـ أي ما نسبته (8،5%) ـ .
وفي إطار سياسة التهويد الداخلية نقلت حكومة العدو الصهيوني مقرها إلى الممتلكات العربية المصادرة في القدس الشرقية، وربطت شبكات المياه والكهرباء والهاتف بالشبكات المركزية اليهودية.
وفي إطار التبديل الطوبوغرافي للمدينة، بدأت سلطات الاحتلال بنزع عروبة المعمار، أو الطراز المعماري العربي بهدم كلّ دلالة تشير إلى الثقافة والتاريخ العربي الإسلامي، فأزالت كافة الأحياء الملاصقة للحرم الشريف، والتي كانت تشمل أبنية مساجد ومدارس، وبيوت أثرية.. وذلك من أجل التنقيب عن آثار لادعاءات مزعومة، وحولت مساحات واسعة إلى حدائق وممرات مشاة لتخديم المدينة اليهودية الموحدة.
كما أوجدت سلطات الاحتلال ، وفق نظامها الخاص بها، الأسس التي تستند إليها في مصادرات واسعة النطاق تحت عنوان (التطوير في البناء المدني) ، واستناداً الى هذا القانون قامت سلطة الاحتلال بالعديد من الانتهاكات والاعتداءات التي ألحقت ضرراً فادحاً بالمدينة في شرقها الشرقي من ذلك :
1. في الفترة الواقعة ما بين 1968 و1970؛ مصادرة 15000 دونم أرض في القدس الشرقية لكي تقام فوقها أحياء سكن

بشير الغزاوي
عضو فعال
عضو فعال

عدد الرسائل : 622
العمر : 84
تاريخ التسجيل : 28/03/2010

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى