أهداف حزب البعث العربي الاشتراكي
ملتقى الفكر القومي :: المنتدى الفكري والثقافي ***(حزب البعث العربي الاشتراكي وجبهة التحرير العربية) :: حزب البعث العربي الاشتراكي
صفحة 1 من اصل 1
أهداف حزب البعث العربي الاشتراكي
[size=21]أهداف البعث
لقد لخص البعث مشروعه الحضاري بالنضال من اجل تحقيق أهداف ثلاثة كبرى هي : الوحدة والحرية والاشتراكية · إن مفاسد الواقع الذي تعيشه الأمة اليوم تتلخص في : التجزئة ، وغياب الحرية وتفشي الاستغلال ، وتأتي الأهداف التي يناضل من اجلها البعث لحل هذه الناقضات وللقضاء على هذه المفاسد ذلك ان تحقيق هذه الأهداف ينقل الأمة من الواقع المشوه الذي تعيشه إلى واقع جديد سويّ ويضعها على عتبات نهضة جديدة ، ويمكنها من استكمال مشروعها الحضاري وأداء رسالتها الإنسانية ·
وقبل التعرف على طبيعة هذه الأهداف ومضامينها لا بد لنا من أن نفهم فكرتين أساسيتين :
الفكرة الأولى : إن هذه الأهداف مترابطة في ما بينها ترابطاً عضوياً حياً وفعالاً ، بالرغم من أهمية الوحدة العربية ورجحانها المعنوي وتقدمها على سائر الأهداف ، لا تكفي وحدها لتحرير إرادة الأمة وتحقيق نهضتها وأداء رسالتها · إذ لا بد لهذه الوحدة من أن تكون مقترنة بتحرر الأمة من أشكال النفوذ الأجنبي كافة ومن أشكال القمع والتسلط والوصاية الداخلية جميعاً ، وكذلك لا بد للوحدة من أن تكون ذات مضمون اشتراكي تتوفر في ظله العدالة الاجتماعية وتكافؤ الفرص بين المواطنين العرب · وبدون ذلك ، أي بدون توفر الحرية والاشتراكية في مجتمع الوحدة لا تتحرر إرادة الأمة · ولا تتفجر طاقات جماهيرها الكامنة ، ولا تحرص هذه الجماهير على العمل من اجل الوحدة قبل قيامها ، ولا تحمي الوحدة بعد قيامها ، وبالتالي تعجز الأمة عن تحقيق نهضتها وأداء رسالتها ·
والفكرة الثانية : هي أن تحقيق الوحدة والحرية والاشتراكية ليس نهاية المطاف لا بالنسبة للأمة ولا بالنسبة للحزب فتحقيق هذه الأهداف ليس مطلوباً لذاته فحسب ، بل هو مطلوب أساساً لتحقيق نهضة عربية شاملة تمكن الأمة من تفجير طاقاتها الخلاقة المبدعة وتؤهلها لأداء رسالتها الإنسانية وخدمة البشرية ، بما تقدمه من قيم روحية حضارية رفيعة ، وبما تنتجه من ثمار الحضارة المادية ·
وهذا يعني أن بناء المجتمع العربي الاشتراكي الديمقراطي الموحد هو مجرد مقدمة لمرحلة جديدة في حياة العرب مرحلة أداء الرسالة الإنسانية بمعناها الشامل العميق ·
كما يعني وحدة الوسيلة والهدف فالنضال من اجل تحقيق هذه الأهداف ينبغي أن يرتفع دوماً إلى مستوى متطلبات العمل المبدئي الأخلاقي التاريخي وهو يعني أيضاً ، أن دور الحزب القيادي في حياة الأمة لا ينتهي بمجرد بناء ذلك المجتمع بل يستمر لقيادة الأمة في مرحلتها الجديدة ، مرحلة أداء الرسالة ·
[/size]
الهدف الأول ( الوحدة)
الوحدة
ينطلق مفهوم الوحدة العربية لدى البعث من مسلمة بسيطة واضحة ، ومن حقيقة موضوعية ملموسة ، هي ان العرب امة واحدة ، تجمعها وحدة اللغة والثقافة والتاريخ والجغرافية والدور الحضاري المشترك ، وتجعل لها شخصية ذات هوية واحدة ، ورسالة واحدة في الحياة الانسانية ·
اما التجزئة التي نراها اليوم فهي حالة مرضية عارضة · كان للغزوات الاجنبية ، ولتسلل الاجانب الى مواقع قيادته في حياة الامة ، ولمطامع الزعماء وانانيتهم ، دور اساسي في خلقها في الماضي ، وكان للاستعمار والصهيونية وللحكام المرتبطين بهما ، او الخاضعين لنفوذهما وسطوتهما او المنتفعين من اوضاع التجزئة والمخدوعين بمغرياتها ، دور مشابه في تثبيتها وترسيخها في عصرنا الراهن ·
لذلك يجب ان تعود الامة العربية الى وضعها الطبيعي شأنها في ذلك شأن الامم الموحدة ، او التي توحدت ، اي لا بد من ان تتخلص من التجزئة وتستعيد وحدتها القومية الكاملة ·
غير ان الوحدة العربية التي ينشدها البعث ليست وحدة سياسية شكلية ، لا تختلف عن التجزئة الا بالاسم ، كبعض اشكال الوحدة التي قامت بها الحكومات العربية واصبحت حبراً على ورق ، بل هي وحدة كيانية عميقة ، وحدة تفاعل والتحام وحدة خلق جديد ، وحدة لا تقوم على اساس الجمع الكمي (العددي) بين الاقطار العربية ، بل على اساس الالتحام العضوي الحي بين هذه الاقطار ، وصهر جميع امكانتها المادية والبشرية في بوتقة واحدة وخلقها خلقاً جديداً ، يجعل منها جسماً حياً واحداً بارادة واحدة ، وفعالية واحدة فهذه هي الوحدة التي تنقل الامة الى حالة نوعية جديدة تجعلها قادرة على تحقيق نهضتها الحضارية واداء رسالتها الانسانية ·
وبهذا المعنى فان الوحدة في نظر البعث ثورة تاريخية تحقق تحولاً شاملاً في حياة العرب ، وفي نظرتهم الى انفسهم والى العالم من حولهم ، وفي طريقة تفكيرهم واسلوب حياتهم ، وفي ممارسة دورهم في المجتمع الانساني ، فيتجهون الى انفسهم والى العالم ، ويواجهون قضايا الحاضر والمستقبل ، وهم كيان واحد ، امة واحدة ، موحدة في ارادتها وفي امكاناتها وفي مصالحها ، وفي دورها الحضاري · وما لم تكن الوحدة على هذه الدرجة من العمق والشمول فإنها تظل شكلية ، وتظل عرضة للعواصف والتقلبات وبروز التناقضات ·
ولهذا احتلت الوحدة وقضية الوحدة ، مكانة بارزة في فكر البعث وفي نضاله ، وفي تركيبه التنظيمي وحياته الداخلية حتى اعطاها البعث ( تقدماً ورجحاناً معنوياً ) على الحرية والاشتراكية ، وصاغ لها نظريتها الخاصة بالرغم من ترابط اهدافه الثلاثة ، وتعذر فصل احدها عن الاخر ·
ولهذا ايضاً اتخذت الوحدة في فكر البعث شكل ثورة فكرية ونفسية عميقة وشاملة ، شكل انبعاث روحي ، فارتبطت عنده بمفهوم الانقلاب الجذري على الواقع المريض الذي تعيشه الامة فالانقلاب على هذا الواقع لا يتحقق بمداه العميق الشامل الا بعقلية الوحدة ونفسيتها ، سواء اكان ذلك على مستوى الامة ام على مستوى الحزب ومناضليه ، حتى ليصح القول اننا لا نكون انقلابيين بالمعنى العميق لهذا المصطلح الا اذا كنا وحدويين في الفكر والسلوك ·
ولذلك اتخذ البعث من الايمان بالوحدة ، ومن النضال اليومي في سبيلها ، معياراً لثورية الافراد والجماعات ، ولثورية الامة نفسها في هذه المرحلة التاريخية ·
بل ان اهمية الوحدة في فكر البعث قد ارتقت الى الحد الذي اقترنت فيه برسالة الامة في الحياة ، وهذا ما يعبر عنه بكثافة شعار الحزب ( امة عربية واحدة - ذات رسالة خالدة ) · ذلك ان الامة العربية لا تستطيع ان تستكمل شروط انبعاثها وتحقيق نهضتها الحضارية ، والنهوض باعباء رسالتها الانسانية الا بالوحدة · وفي مجتمع الوحدة ، فالوحدة هي الاطار الانسب والانضج والارقى لتفتح طاقات الامة وازدهارها وارتقائها الى مستوى التعبير عن رسالتها الحضارية ·
غير ان تحقيق الوحدة ليس بالامر السهل فكل اعداء الامة العربية هم اعداء وحدتها ، وفي مقدمة الاعداء الامبرياليون والصهاينة · وذلك ان هؤلاء يدركون ان الوحدة طاقة انبعاثية جبارة تعصف بكل اشكال الهيمنة والاغتصاب ، وتحول الامة الى قوة عظمى قادرة على ان تؤدي دوراً عالمياً ايجابياً لصالح الانسانية المعذبة ، وهذا ما لا يريدونه ويضعون كل العراقيل التي يستطيعون وضعها في سبيله ·
وليس هؤلاء وحدهم من ينفر من الوحدة ويقاوم فكرتها بل هناك الى جانبهم شرائح من ابناء الامة · وليس هذا بمستغرب · ذلك ان للتجزئة ارثاً ثقيلاً في حياة العرب ، فقد مرت عليهم منذ سقوط بغداد في ايدي المغول عام 1258م قرون وهم يعيشون حياة التجزئة بكل اشكالها المختلفة ، ويتفاعلون مع اوضاعها المادية والنفسية ويتأثرون بها فكراً وسلوكاً ، حتى غدت الوحدة في نظر بعضهم مجرد حلم من احلام الساسة الخياليـيـن ·
وغدت في نظر غيرهم هدفاً مؤجلاً لا ينبغي الانشغال به وتقديم التضحيات في سبيله ، في الوقت الراهن · بل لقد غدت الوحدة في نظر اخرين تهديداً مباشراً لمصالحهم الانانية الضيقة وامتيازاتهم السياسية والاجتماعية والاقتصادية التي غنموها في ظروف التجزئة ، وفي مقدمة هؤلاء الحكام الفاسدون والشرائح الاجتماعية الطفيلية ·
لهذا يرى البعث ان معركة الوحدة اصعب معركة تواجهها الامة منذ زمن طويل ، وان هذه المعركة تتطلب قبل كل شيء ان نجعل من الوحدة هدفاً شاخصاً من اهداف نضالنا اليومي ، هدفاً غير قابل للنسيان فالظروف قد تتطور في اتجاهات تكرس التجزئة وتخدم اوضاعها وتضع امام الوحدة المزيد من العراقيل ·
ولكي يتحقق هذا الهدف لا بد له من جهد فكري يومي لبناء وعي جديد وعي وحدوي متطهر من انانيات التجزئة وعصبيتها ومغرياتها ، ثم لا بد من تعميم هذا الوعي ونشره على اوسع نطاق ، بحيث يكون عنصراً متحكماً في التفكير والسلوك ، ونشيداً يلهب النفوس حماسة لقضية الوحدة والنضال في سبيلها والتضحية من اجلها وبذلك يكون هذا الوعي بمثابة انبعاث روحي جديد·
وهذا يعني ان النضال من أجل الوحدة يجب ان يكون عملاً منظماً يقوده حزب منظم ، حزب وحدوي في فكره وتنظيمه ، حزب تدخل الوحدة في نسيج فكره ، وفي وعي مناضليه ، وفي بنيته التنظيمية ، بحيث يصبح طليعة جديرة بقيادة النضال الوحدوي ، واداة مؤهلة من كل الجوانب لتحقيق الوحدة ·
وبناء على ذلك اختلفت نظرة الحزب الى الوحدة وقضية الوحدة ، عن نظرة غيره من الاحزاب والقوى السياسية التي تنادي بها · فالوحدة لم تدخل في نسيج فكر تلك الاحزاب ، ولا في بنيتها التنظيمية ، ولا في مفردات نضالها اليومي كما هو الحال عند البعث ، بل ظلت شعاراً مجرداً يذكر في المناسبات ، وتبشيراً ( عاماً ) يتسع لشتى التناقضات ، وهدفاً مؤجلاً ينتظر الظروف المواتية والفرص السانحة ·
وهكذا يصح من هذه الناحية ، ان نصف حزب البعث العربي الاشتراكي بأنه حزب الوحدة العربية ·
واليوم ، وبعد ام المعارك ، يزداد هدف الوحدة اهمية وخطورة · فقد اصبحت المواجهة المصيرية بين الامة العربية وقواها الحية وطلائعها واجيالها الشابة من جهة واعداء وحدتها ونهضتها من جهة اخرى ، تفرض توحيد النضال العربي وتعبئة جماهير الامة كلها لصد المؤامرة على مستقبلها وعلى هويتها القومية فأعداء الامة يريدون اليوم تشويه هذه الهوية بل محوها ، بتثبيت التجزئة بين الاقطار العربية وبطرح مشاريع لدمج الكيان الصهيوني بالمنطقة بحيث تعطي لاقطار المشرق العربية هوية جديدة غير هويتها العربية الحقيقية هي ما يسمى اليوم بالهوية الشرق اوسطية ، وهذا يعني ان معركة الوحدة اصبحت معركة دفاع عن هوية الامة وبقائها الحضاري ·
الهدف الثاني ( الحرية)
الحرية
للحرية عند البعث مفهوم شامل وعميق يتجاوز المعنى السياسي الشكلي الى المعنى الوجودي الانساني ·
فالحرية في مفهوم البعث تعني تحرير ارادة الامة العربية من كل ما يكبلها من اشكال الاعاقة ، والقمع والوصاية ، والهيمنة ، على المستويين الداخلي والخارجي · ومن كل ما يمنع انطلاق طاقاتها المبدعة الكامنة ويعيق نهوضها الحضاري وقيامها بدورها الرسالي في المجتمع الانساني ·
ويكمن وراء تغييب ارادة الامة العربية وقمعها شكلان من اشكال الهيمنة سبقت الاشارة اليهما :
اولهما الهيمنة الاجنبية بشتى اشكالها وفي مقدمتها الاغتصاب والاحتلال والنفوذ السياسي الاجنبي ، والتبعية الاقتصادية ، ونهب الثروات القومية ، والحصار العلمي والتقني ، ولو نظرنا الى واقع الوطن العربي لوجدنا ان الامبريالية والصهيونية تمارسان فيه جميع هذه الاشكال ، وتكبل الامة بكل هذه القيود ، وذلك لتمنعها من تقرير مصيرها وبناء مستقبلها بنفسها ، لانها لا تريد للامة ان تنهض وتريد للوطن العربي ان يظل مزرعة تدر لها الخيرات ·
ومن هنا نجد ان من معاني الحرية في مفهوم البعث التحرر الكامل من جميع اشكال السيطرة الاجنبية : سياسية كانت ام اقتصادية ام اجتماعية ام ثقافية ·
ثانيهما : هيمنة الحكام الطغاة المرتبطين بالقوى الاجنبية الاستعمارية او الخاضعين لها ولمخططاتها او السائرين في ركابها على مقدرات ابناء الامة ، ومنعهم بقوة السلطة ، وقمع الاجهزة القمعية ، من التعبير عن ارادة الامة الحقيقية ، وحماية مصالحها ، والعمل من اجل نهضتها وبناء مشروعها الحضاري ·
ولا يغير من واقع هؤلاء الحكام شيئاً ان بعضهم شرع الدساتير واصدر قوانين ذات مظهر خارجي ديمقراطي ، واقام حياة برلمانية تمارس فيها الانتخابات ، وسمح لبعض الاحزاب بممارسة العمل السياسي ، واعطى لهذه الاحزاب صحفاً تعبر فيها عن ارائها · ذلك ان الدساتير نفسها قد لا تعبر عن ارادة الامة تعبيراً حقيقياً ، والحياة البرلمانية قد تكون نسخة مشوهة من الحياة البرلمانية الغربية · والانتخابات غالباً ما تزيف ، والاحزاب المجازة محوطة بخطوط حمر لا يسمح لها بتجاوزها والصحف لا تكتب الا ما يسمح لها ان تكتب فيه · ووراء كل ذلك اجهزة قمعية كبيرة وقوية ومتنفذة مستعدة لارتكاب افظع الجرائم ·
ومن هنا نجد ان من معاني الحرية في مفهوم البعث ازاحة هذا النوع من الحكام ، واتاحة الفرصة لابناء الامة للتعبير عن ارادتهم دون قيود ، واقامة حياة ديمقراطية تستمد مفاهيمها من تراث الامة · ومن تجاربها وحاجاتها الخاصة · وعدم نقل التجربة الغربية التي اثبت الواقع الملموس انها ممارسة شكلية تزيف ارادة الشعوب وتستلبها وتضعها في دوامة من الاعلام المضلل وتمنعها من رؤية الحقائق التي تحصن حياتها الا بمنظار كبار الرأسماليين والساسة المرتبطين بهم وبمصالحهم ·
على ان التحرر من هذين الشكلين من اشكال الهيمنة لا يكفي في حد ذاته لتحرير ارادة الامة واطلاق طاقتها الكامنة ، فالحرية في مفهوم البعث لا تأخذ مداها الكامل ولا تصل الى معناها الشامل العميق الا في المجتمع العربي الاشتراكي الديمقراطي الموحد · فما لم تتوحد الامة ويتحرر ابناؤها من ضغط الحاجة والفقر ووسائل القمع والقهر لا يمكن ان تتحرر ارادتها وتنطلق طاقاتها المبدعة ·
ففي توحد الامة يتحقق تكامل حي وتفاعل خلاق بين سائر اجزائها ، وبكل طاقاتها وثرواتها الروحية والماديـة ·
وفي ظل الاشتراكية تتحقق العدالة الاجتماعية وتتكافأ الفرص ويتحرر ابناء الامة من ضغط الحاجة والفقر ويصعب على المغريات ان تشوه ارادتهم ·
وفي ظل الديمقراطية يتحرر ابناء الامة من القمع والاكراه والضغط ويستطيعون التعبير عن ارادتهم بحرية ·
وهكذا نجد في مفهوم الحرية هذا الترابط الحي الخلاق بين اهداف الحزب الثلاثة ، وبين انبعاث الامة ونهوضها الحضاري ·
بل ان مفهوم الحرية يرتبط ارتباطاً وثيقاً بمفهوم ( الانقلاب ) الذي سبق الحديث عن في موضوع ( البعث بعث الروح ) · فالحرية لا تأخذ مداها الواسع العميق الا اذا اعيد بناء الانسان العربي ، وازيح عن روحه صدأ التخلف والجهل والزيف والخمول وتحقق انقلاب جذري وشامل وعميق في فكره وسلوكه·
ولهذا كله كانت الحرية وممارساتها الديمقراطية جوهر الحياة الداخلية للحزب ، وكان حزبنا ديمقراطياً في تكوينه وبنائه التنظيمي وممارساته اليومية ·
عدل سابقا من قبل في الأحد فبراير 10, 2008 11:14 am عدل 1 مرات
الهدف الثالث ( الاشتراكية)
الإشتراكية
تعني الاشتراكية في مفهوم البعث اقامة نظام اقتصادي واجتماعي مزدهر ينتفي فيه الاستغلال ، وتتحقق العدالة الاجتماعية ، وتتكافأ الفرص ، وتصبح فيه ثروات الامة الطبيعية ملكاً لها ، وتكرس لتطوير حياة ابنائها ، ويتحرر فيه اقتصاد الامة من التبعية للاقتصاد الرأسمالي العالمي ، وتتحقق تنمية شاملة في جميع المجالات ·
وهكذا يتخذ مفهوم الاشتراكية لدى البعث ثلاثة ابعاد رئيسية هي :
أ - تحرير ثروات الامة من هيمنة الدول الامبريالية ، وتحرير الاقتصاد من التبعية للاقتصاد الرأسمالي العالمي ، ومن نفوذ الشركات الرأسمالية متعددة الجنسية ·
ب - تحقيق تنمية شاملة في جميع المجالات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية وزيادة الثروة القومية ·
جـ - اقامة نظام اقتصادي واجتماعي ينتفي فيه الاستغلال ، وتتحقق العدالة الاجتماعية ، وتتكافأ فيه الفرص بين المواطنين بحيث ينطلق الجميع من خط بداية واحد في شروط حياتهم الاساسية ، وتتضاءل الفوارق الطبقية بين الافراد الى الحدود التي ينتفي فيها الاستغلال · على ان الاشتراكية في مفهوم البعث لا تعني اشباع الجياع وتوفير شروط مادية افضل لحياة الافراد فحسب ، بل تعني قبل كل شيء تحريرهم من الحاجات والضغوط التي تمنع طاقاتهم الانسانية الخلاقة من التفتح والازدهار والانطلاق ·
فما لم يهيء المجتمع الاشتراكي مناخاً صالحاً لنمو شخصية الانسان وازدهارها ، وما لم يضمن هذا المجتمع للانسان السعادة والاطمئنان على حياته ومستقبله ·· تتحول الاشتراكية الى مجرد اداة لإعادة توزيع الثروات المادية على حساب البعد الانساني ، وبذلك تختل حالة التوازن في المجتمع ، ويتحول الانسان الى آلة جامدة ، وروح كآبية خاملة ، كما كان عليه في الاتحاد السوفيتي المنهار ·
يقول القائد المؤسس المرحوم ميشيل عفلق :
- ( لو سئلت عن اسباب ميلي الى الاشتراكية لاجبت : ان ما اطمع به منها ليس زيادة في ثروة المعامل بل في ثروة الحياة ، وليس همي ان يتساوى الناس في توزيع الطعام بقدرما يهمني ان يتاح لكل فرد اطلاق مواهبه وقواه ) ·
فمعنى الاشتراكية العميق في مفهوم البعث هو اتاحة الفرص التي تمكن المواطن العربي من تحرير طاقاته الخلاقة المبدعة وممارسة دوره الانساني الايجابي في حياة امته وحياة الانسانية كلها ، ومن هنا يأتي ذلك الارتبطا العميق بين الاشتراكية والحرية في فكر البعث ومبادئه ·
ولهذا لم يلجأ البعث الى استنساخ مفهومات وتجارب اشتراكية نشأت في مجتمعات اخرى كما فعلت الاحزاب الشيوعية مثلاً ، بل استمد مفهوماته من تراث الامة ومن خصوصياتها القومية وحاجاتها الخاصة ، ومتطلبات انبعاثها ونهضتها ·
واشتراكية البعث لا تأخذ مداها الكامل الا في المجتمع العربي الموحد ، ذلك ان ثروات الامة ثروات متنوعة ومتكاملة ، وفي ظل اقتصاد عربي موحد تتجانس المصالح ، وتتفق الاهداف ، ويتحقق التكامل ما بين الثروات ، والتفاعل بين الامكانات مما يؤدي الى ازدهار اقتصادي عربي شامل ، تنمو فيه الثروة القومية نمواً كبيراً ، وتتاح افضل الفرص للمواطنين العرب جميعاً ·
ان ما نراه اليوم من تفاوت اقتصادي كبير بين الاقطار العربية ، تعيش فيه بعض الاقطار في تخمة يبدد فيها الحكام الاموال على ملذاتهم وملذات اقاربهم واعوانهم بينما تعيش اقطار اخرى في ادنى مستويات الفقر ، هو نتيجة طبيعية لسوء توزيع الثروة العربية وسوء التصرف بها · غير ان بناء اقتصاد عربي موحد ومتكامل يتيح لكل الاقطار العربية ان تتخلص من الفقر ، وتزدهر ويعيش ابناؤها في ظل فرصة عادلة ومتكافئة ·
ومن هنا يأتي الارتباط الجوهري العميق بين الوحدة التي ينادي بها البعث والاشتراكية التي يسعى الى اقامتها في الوطن العربي ·
ليس معنى ذلك ان الاشتراكية يجب ان تظل هدفاً مؤجلاً الى ان تتحقق الوحدة ، بل معناه ان بناء الاشتراكية لا يتكامل ولا يعطي ثماره المرجوة بكاملها الا في مجتمع الوحدة ، فحينما يصل البعث الى الحكم في هذا القطر او ذاك يستطيع ان يتخذ خطوات اشتراكية للنهوض باقتصاده وتطوير حياة ابنائه ، ولكن عليه ان يكيف خطواته بحيث لا تتعارض مع البناء الاشتراكي في المجتمع العربي الموحد ، بل تنسجم معه وتتكـامـل ·
وفي هذا كله يقول الرفيق القائد صدام حسين ( ان طريقنا الخاص في بناء الاشتراكية ينطلق من خصوصيتنا الوطنية ، ومن اهدافنا القومية ، ويرتبط بهما ، وحين نجيء لنرى مظاهر خصوصية الاشتراكية على صعيد الفكر نجد في المقدمة ارتباطها بهدفي الوحدة القومية والحرية ، فنظرية البعث تقوم على الترابط العضوي بين الاهداف المركزية الثلاثة ، بوصفها اهدافاً متداخلة مترابطة ، ومن ثم اتصال هذه الاهداف الكبرى مجتمعة بخصائص الامة وارتباطها بشخصيتها وتراثها ) ·
مواضيع مماثلة
» مؤسس حزب البعث العربي الاشتراكي
» تصريح المتحدث الرسمي لحزب البعث العربي الاشتراكي في العراق نشجب الجرائم البشعة التي ترتكب ضد أبناء الشعب العربي الليبي الشقيق
» حزب البعث العربي الاشتراكي
» مؤسس حزب البعث العربي الاشتراكي
» فيديو :حزب البعث العربي الاشتراكي
» تصريح المتحدث الرسمي لحزب البعث العربي الاشتراكي في العراق نشجب الجرائم البشعة التي ترتكب ضد أبناء الشعب العربي الليبي الشقيق
» حزب البعث العربي الاشتراكي
» مؤسس حزب البعث العربي الاشتراكي
» فيديو :حزب البعث العربي الاشتراكي
ملتقى الفكر القومي :: المنتدى الفكري والثقافي ***(حزب البعث العربي الاشتراكي وجبهة التحرير العربية) :: حزب البعث العربي الاشتراكي
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى