إجراءات التهويد في القدس ليست بالجديدة
صفحة 1 من اصل 1
إجراءات التهويد في القدس ليست بالجديدة
إجراءات التهويد في القدس ليست بالجديدة
07/11/2010
منذ حتى ما قبل نكسة العام 1967 كما اصطلح العرب على تسمية هزيمة حزيران والقوى الصهيونية وبدعم من جماعات مصالح ايدولوجية غربية تتناغم مع الفكر الصهيوني الاحلالي لم تتوقف المحاولات في السعي للاستيلاء على مدينة القدس وتحديداً بلدتها القديمة بما تطويه في جنباتها من أرث تاريخي وبشري صقلته شعوب وحضارات مرت بهذه البقعة من سائر الامم والشعوب والقبائل باستثناء اليهود فقط كما اثبتت حتى الآن الحفريات والبحوث التاريخية والآثرية التي صرفت عليها الحكومات الصهيونية المتعاقبة مئات الملايين من الدولارات آملاً في إيجاد قطعة فخارية واحدة أو جذع ميت أو عظمة فك تعود ليهودي من عهد الهيكل الاول أو الثاني دون جدوى.
واليوم وبعد مرور قرابة ال 44 عاماً على وقوع القدس تحت الاحتلال لم تتهود المدينة بعد وبقيت ملامح وجهها عربية مرصعةً بفنون من مروا بها، لا نقول هذا حتى لا يفهم منه الاستكانة إلى مفاهيم صمود المدينة وتصديها حتى نخلد للدعة بل نقوله من باب المقاربة بين حقبتين او اكثر.
في السابق كان المحتل يعمل على قلب الواقع في القدس بهدوء ودون ضجة فيزرع بؤره الاستيطانية في قلب البلدة القديمة ويصادر الاراضي لصالح الحدائق الخضراء دون السماح بالبناء الاستيطاني عليها فور مصادرتها، كان يضيق على الفلسطينيين بالضرائب وسحب الهويات ببطء ودون ضجة.
اما اليوم فكل ما سبق واكثر منه يتم بوقاحة غير مسبوقه حيث باتت حكومة الاحتلال ومجلسها البلدي في المدينة المحتلة تستبق اي انتهاك لحقوق الفلسطينيين بالاعلان عنه لدرجة توجيه دعوات مسبقة لوسائل الاعلام لترصد كيف يتحدى شمشوم الاسرائيلي ضعفاء العالم ويستهين بكل ما اسموها مواثيق وعهود انسانية دولية.
في الماضي كانت تعمل الحكومات الصهيونية بهدوء وكانت الحفريات واجراءات القمع والتهويد وهدم المنازل ومصادرة الاراضي تتم تحت ستار من التعتيم وعند افتضاحها تسارع اسرائيل الرسمية لتسويغ وتسويق مبررات لما جرى باستخدامها القضاء كمطية طيعة في ذلك وكانت تلجأ في بعض الأحيان لإلباس الجرائم لمعتوهين ومختلين عقلياً كما جرى في حادثة إحراق المسجد الأقصى أو في مجزرتي الحرم الأبراهيمي بحق الركع السجود وريشون ليتسيون بحق عدد من العمال الفلسطينيين. وأبعد من ذلك كانت تلجأ لإخراج بعض الجماعات المتطرفة كحركة كاخ التي أسسها الحاخام الهالك مائير كهانا عن القانون، في ذلك الوقت كانت اسرائيل مجبرة على ذلك من باب الحفاظ على سمعتها في العالم من جهة وبفعل العمل المقاوم للثورة الفلسطينية في الخارج والداخل وقدرتها على استقطاب تعاطف دولي متعاظم مع القضية الفلسطينية رغم عدم امتلاكها لوسائل إعلام فاعلة غير تلك التقليدية من مطبوعات وإذاعة لا تكاد تغطي مناطق محددة كلبنان وسوريا والعراق وفلسطين.
وبالمختصر في هذا الباب كانت الثورة الفلسطينية تخلق الحدث وردود الفعل حوله إعلامياً وكانت الاستراتيجيات الاعلامية المتبعة أكثر جدوى ونجاعةً منها الآن في مواجهة الآلة الاعلامية الأكثر قوة وفعالية المنحازة لاسرائيل والفكر الصهيوني على الساحة الدولية.
نعم كان الاعلام الفلسطيني والمتعاطف معه بامكاناته المحدودة اكثر جدوى ونشاطاً في خلق الرأي العام الدولي على الساحة العالمية منه اليوم عدا عن قدرته في التحريض وخلق الوعي الجماعي في الداخل متحدياً الرقيب العسكري الكاتم على الانفاس ومقدرته الخارقة على كسر الرقيب الذاتي بغض النظر عما دفعه فرسان الاعلام من ثمن وصل حد سلب الحياة والقتل في مستواه الاعلى مروراً بتقييد الحرية والاعتقال وصولاً الى المصادرة والحجب الاجباري لوسائل الاعلام المحلية التي كانت بمجملها مطبوعة وفي هذا الشأن وجدت فصائل الثورة الفلسطينية بدائلها في تخريج دفعات جديدة من الاعلاميين الذين لم يذهبوا لكليات الاعلام وباتت الجدران في المدن والأرياف والمخيمات مساحات مفتوحة لهم في فضح ممارسات الاحتلال والتحريض والحض على مجابهتها فيما عرف بصحافة الجدار او الشعارات الجدارية. هذه الشعارات او الكتابات تنوعت بين الدعوة للمقاومة الشعبية والتضامن الاجتماعي والدعوة للاضراب ورفض دفع الضرائب وفي هذا الاطار ضربت بيت ساحور اروع الامثلة في رفض الانصياع لسياسات الاحتلال الضرائبية وكانت الشعارات الجدارية المحرض على ذلك على مدى ستة أشهر.
واليوم وفي ظل التطور التكنولوجي الذي أصاب حقل الاعلام وما رافقه من تنوع في وسائله وسرعة انتشارها وقدرتها على نقل الحدث لحظة حدوثه افلتت اسرائيل مع اتجاهها رسمياً وشعبياً نحو اليمين والتطرف والعنصرية اكثر فاكثر من سياساتها السابقة في تبرير ممارساتها وعدوانية مستوطنيها وباتت تتفاخر بقتل الفلسطينيين وتهديم بيوتهم.
وبالعودة الى مقدمة هذا الموضوع اصبح حكام اسرائيل يجاهرون بخططهم تجاه القدس على طريق تهويدها واقامة الهيكل الثالث الذي يتوسط الحوض المقدس في مدينة داوود المنتظرة في العام 2020 وبالمقابل اصبح الاعلام الفلسطيني والعربي ليس أكثر من راصد لما يجري بلا حول ولاقوة.
وأكثر من ذلك اصاب الاعلام العربي والفلسطيني الذعر من الاتهام بمعاداة السامية فاصبح يعد للعشرة قبل نشر اي انتهاك صهيوني على الارض والغريب المخجل المبكي التحول نحو النقل عن الرواية الصهيونية التي تنتشر في وسائل الاعلام العبرية لما يدور على الارض وصار القادة الصهاينة نجوماً في اعلامنا العربي واصبحت المساحات الكبرى من الوقت تتاح لهم لمخاطبة اكثر من 300 مليون عربي ليصفوا المقاومة الفلسطينية بالارهاب والعرب بمعادي السلام.
وبمناسبة الحديث عن معاداة السامية ألا يحق لنا كعرب أن نتسأل إن كنا ساميين أم لا؟ ألسنا أحق الناس بسام بن نوح؟ ولماذا ينظر الغرب المهووس بالرواية الصهيونية كارهابيين؟ ولماذا نهان في مطارات العالم وتفتش حتى ملابسنا الداخلية؟ ويجري النبش في ذاكرتنا والبحث عن احلامنا القديمة وتلك التي لم تأتي بعد.
عدوى الارهاب والخوف منا كعرب عموماً وكفلسطينيين على وجه الخصوص باتت لعنة تطاردنا على امتداد وطننا العربي ففي مطاراتنا وحدودنا البرية عند وصولها تجد مسارب قد كتب عليها للقادمين العرب تظن للوهلة الاولى انك بسلوكها ستلقى معاملة اخرى افضل من ذوي السحنة البيضاء والرقاب الحمر حتى تلجها والله اعلم وقتها ان كنت ستواصل طريقكك بعد وابل من الاسئلة الثقيلة والخفيفة التي لا تخلو من سباب وشتائم. أم انك ستقيد وتغمى عيناك لترحل على أول طائة قافلة في طريق عودتها من حيث أتيت هذا إن لم تكن طريق ترحيلك نحو المجهول.
[/b]
بشير الغزاوي- عضو فعال
- عدد الرسائل : 622
العمر : 84
تاريخ التسجيل : 28/03/2010
مواضيع مماثلة
» العروبة ليست قضية تتعلق بقطر عربي واحد
» ثورة تونس ومصر ليست مجرد فوران في غلاية"
» القدس
» ذكريات عن القدس / د. ليلى عريقات
» القدس عاصمتي/ د. لطفي الياسيني
» ثورة تونس ومصر ليست مجرد فوران في غلاية"
» القدس
» ذكريات عن القدس / د. ليلى عريقات
» القدس عاصمتي/ د. لطفي الياسيني
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى