بيان إلى الشعب العربي في تونس وإلى أبناء الأمة العربية

من طرف **admin** السبت يناير 22, 2011 2:01 pm

بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

أمة عربية واحدة ذات رسالة خالدة

وحدة حرية اشتراكية

حركة البعث

بيان إلى الشعب العربي في تونس وإلى أبناء الأمة العربية

بيان إلى الشعب العربي في تونس

وإلى أبناء الأمة العربية

وكل الأحرار وكل الديمقراطيين في العالم

لقد حطم الشعب التونسي الأبي الباسل قيود الاستبداد والعبودية بفضل كل أبنائه
وبناته من كل الشرائح العمرية والفئات الاجتماعية، وبفضل أرواح الشهداء الذين
سقطوا في هذه الجولة الأخيرة من المعركة وفي مقدمتهم الشهيد البطل محمد
البوعزيزي، والشهيد شوقي النصري وكل شهداء انتفاضة الحرية...، ومن قبلهم الصادق
الهيشري، وفوزي السنوسي وحسن المباركي... وغيرهم سقطوا على مذبح الحرية
والكرامة والعزة. وبفضل قواه الحية وبفضل مناضليه رجالا ونساء.

إن شعبنا الذي بفضل ما حققه عبر تاريخه الطويل من اندماج اجتماعي وعرقي وديني،
أصبح نموذجا فريدا في العالم، لهوَ قادر على تجاوز صعوبات اليوم، وعلى الوصول
بانتفاضته إلى أقصى مداها، وأن يكون معينا للتضحية ومصدرا للإلهام لحركات
التحرر لتكنس الأنظمة الاستبدادية في وطننا العربي، وكل الديكتاتوريات في
العالم.

من هذه الثورة الشعبية العارمة يستمد حزبكم، حركة البعث مشروعيته ونضاليته
وصموده.

اليوم نعلن لك أيها الشعب البطل في تونس، انطلاق حزبنا، الذي أجبر على العمل في
السرية لسنوات وحرم من حقه في العمل الحر داخل أوساط الشعب مع غيره من الأحزاب
الوطنية للمساهمة في بناء حياة سياسية سلمية وديمقراطية.

إن حزبكم يؤمن بأن شعبنا يستحق حياة سياسية تعددية ويؤمن بأن تونس بلد
الإصلاح... لا يمكن أن يكون إلا صاحب نظرة بعيدة عن قوى الظلام المكبلة للتقدم
والحداثة ويقر بأن المرأة عماد المجتمع.

إن حزبنا يؤمن بأن الاقتصاد لا يبني إلا بالاعتراف بالدور الخلاق للطبقة
العاملة، و بالاعتماد على رأس المال الوطني، وبناء صناعة وطنية بعيدة كل البعد
عن عجلة الامبريالية والتبعية الاستعمارية. وأنه في عصر التكتلات الاقتصادية
الكبيرة لا يمكن لأي قطر عربي معزول عن محيطه القومي مهما كانت إمكانياته
المادية أن يتطور إذا لم يتم في إطار منظومة إقليمية ومن ثم عربية، حيث أن
التكامل الاقتصادي العربي هو الحل الضامن لكل اختراقات الاستعمار بكل أشكاله
وأنواعه.

بعد حوالي الستة عقود من النظام الدستوري الإقليمي الرجعي والعميل، وبعد أكثر
من عقدين من التسلط والقمع وعبادة الشخصية وصناعة الصنم وحكم العائلات
والمافيا، وقعت إزاحة حكم الاستبداد الذي أوصل القطر إلى حالة من الانهيار
والتردي وأصبح مصيره معرضا لاحتمالات خطيرة فجاءت الثورة الشعبية العارمة لتضع
حدا لحالة الاستنزاف التي تعرض لها القطر على مر الفترة المنقضية وكان للبعثيين
مثل باقي القوى الوطنية دورا في إسقاط الديكتاتورية.

نهنأ شعبنا العظيم ونهنأ أنفسنا بهذا النصر المبارك، ونعدكم بأننا سنخوض معركة
المرحلة القادمة جنبا إلى جنب مع القوى الوطنية الأخرى لتفعيل الشعارات التي
رفعتها الثورة على امتداد القطر وأننا على الدرب سائرون وعلى العهد باقون.

المجد والخلود لشهداء ثورتنا المجيدة

المجد والخلود لشهداء الأمة العربية

وإنها لثورة حتى تحقيق مجتمعنا العربي الاشتراكي الديمقراطي الموحد.

اللجنة التنفيذية

الأمين العام عثمان بن حاج عمر

20 جانفي 2011