هنيئا للبعث في ظل ثورة تونس الشعبية

من طرف **admin** السبت يناير 22, 2011 8:52 pm

بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

هنيئا للبعث في ظل ثورة تونس الشعبية

الدكتور غالب الفريجات

بدون ادنى شك ان العروبة متجذرة في نفوس ابناء تونس، فالمغرب العربي عموما عربي

الوجه واليد واللسان، رغم محاولات فرنسا المضنية لفرنسة المجتمع، والحاق
المواطنين بالثقافة الفرنسية، ولكن ايا كانت جهود الاستعمار، فلن تستطيع ان
تقتلع جذور تاريخ الشعب، واصالة عروبته، وحجم تأثير ايمانه، وهكذا فشلت فرنسا
كما فشل، كل الاستعماريين من قبلها في تحقيق اهدافهم.

تونس الخضراء انهكها الاستعمار الفرنسي، وجاءت البورقيبية، وشقت طريقا لها
بعيدا عن اصالتها القومية، ودينها الحنيف، حتى ورثه زين العابدين، الذي امسك
بتلابيب السلطة، لينشر الفساد، ويسرق البلاد، ويكمم الافواه، ويحطم الآمال
والطموح لدى ابناء تونس، فكانت عصاه الغليظة تهوي على رؤوس كل ابناء تونس، من

احزاب ومفكرين، فطالت الوطنيين والقوميين والاسلاميين.

حزب البعث العربي الاشتراكي في تونس، كان صاحب صوت عروبي قومي، كما هو البعث في
كل مكان، صاحب رؤيا قومية، وتطلعات تحررية وآمال عدالة اشتراكية، فصاغ نضاله في
اوساط ابناء تونس، رغم عجرفة النظام التونسي وجبروته، في ضوء آماله وايمانه
بالامة وحقها في الحياة، وتحقيق امانيها وطموحات ابنائها.

في الثورة الشعبية التونسية، التي كنست زين العابدين وحزبه وحاشية حكمه، ومعه
كل قرارات العزل والحرمان للقوى السياسية، من الاتجاهات الوطنية والقومية
والدينية، فكان البعث في طليعة هذه القوى الخيرة، التي حرمت من العمل بين صفوف
الشعب، والعمل على تحقيق طموحات ابنائه.

مما لا شك فيه ان تونس التي نفضت عنها غبار الاستبداد، ستجد في القوى السياسية
من امثال حزب البعث العربي الاشتراكي، بوابة العبور نحو الحرية والديمقراطية
وحقوق الانسان، لان التعددية السياسية هي التي تملك القدرة على احترام خيارات
الناس، والعمل على كيفية احترام الحوارات بين كل الاتجاهات.

البعث جذوره ضاربة في عمق تراب الامة، لانه حزب التعبير عن ارادة الامة، فكل
عربي قومي بالفطرة، مما يعني ان كل عربي بعثي بالفطرة، ولكن الانظمة القطرية
والاقليمية والطائفية، وحتى القبلية والعشائرية، هي من تسعى جاهدة لتفتيت
الامة، وهي من تجد لها سندا في دول وعواصم العداء القومي، في واشنطن وتل ابيب و
طهران المجوسية.

البعث في تونس تتطابق اهدافه ومبادؤه مع اهداف ابناء تونس ومبادئهم، لانهم
عروبيون بالفطرة، ولان جذور عروبتهم ضاربة في اعماق تربة تونس، وضمائر ابناء
تونس، ونحن على يقين سنسمع نضالات البعث في تونس، كوجه تونس العروبي المشرق،
الذي حاول زين العابدين ان يخفيه كثيرا عن ارض تونس الخضراء.

هنيئا للبعث في تونس، كما التحية لكل القوى الوطنية والقومية والاسلامية، التي
ناضلت تحت الارض وفي المنافي، ضد حكم الطاغية زين العابدين، والتي باتت تستظل
بثورة تونس الشعبية، التي صنعها الشعب، وارتوت من نضالات ابنائه، وجاءت نتيجة
نضالات وطن وشعب، ما فقد الامل يوما في قدرات ابنائه، واستعداداته للتضحية من
اجل كنس الطغاة، والاستمتاع بالحرية والديمقراطية وحقوق الانسان، التي تتوق
اليها كل شعوب الارض، وكل قواه الحية والخيرة العاملة على تحقيق اهدافه، فما
ضاعت دماء شهداء الشعب التي اينعت وحان قطافها، وما ضاعت معاناة مناضلين،
تشردوا في المنافي وبلاد الغربة، بعيدا عن وطن يتوقون الموت في احضانه، فكان
عيدهم يوم ان غادر زين العابدين تونس هاربا تحت جنح الظلام، ويوم ان امتلك شعب

تونس ارادته في تحقيق التغيير.

الف تحية للبعث في تونس، كما التحية لكل قوى تونس الحية، ولعموم ابناء تونس،
الذين فجروا ثورة شعبية، ستكون علامة فارقة في تاريخ نضالات الشعوب، وستكون
درسا لكل الطغاة في النظام العربي الرسمي، كما هي على طريق تقدم الامة
وامتلاكها لارادتها، لتحقيق اهدافها في الوحدة والحرية والاشتراكية.

dr_fraijat@yahoo. com