3 تيارات تتصارع على الشارع المصري .
صفحة 1 من اصل 1
3 تيارات تتصارع على الشارع المصري .
3 تيارات تتصارع على الشارع المصري ..
القاهرة:لا يزال الشعب المصري برغم حضر التجوال الذي قرره الحاكم العسكري، ولليوم الثاني على التوال يتظاهر تحت شعار «اعتصام.. حتى سقوط النظام»، ولليوم الثاني أيضا أنتقل غضب «الجمعة« إلى يوم أمس «السبت»، مخلفا خسائر اقتصادية كبيرة ومئات الإصابات وعشرات القتلى وحرائق لا تزال مشتعلة في أماكن شتى من أنحاء البلاد، ومخلفا ما هو أخطر فأمست مصر ليلتها بلا أمان رغم خروج الجيش المصري من ثكناته لحفظ الأمن.
وبدا المشهد المصري أكثر إثارة وعنفا واختلطت فيه كل التفاصيل، وبات استيضاح الحقائق أمر شديد الصعوبة، وكان السؤال الأكثر إلحاحا في الاحتجاجات السياسية التي تشهدها مصر هو حقيقة موقف ودور جماعة الإخوان المسلمين «المحضورة»، وهي الكيان السياسي الأكثر قوة ونشاطا على الساحة السياسية المصرية بعد خلوها من كل أشكال المعارضة الحزبية الحقيقية خلال الربع قرن الأخير، شاركها في بطولة المشهد وبحسب بيان الداخلية المصرية كل من: جماعة 6 إبريل والجمعية المصرية للتغيير وهما من التنظيمات الشعبية الوليدة في السنوات الأخيرة من حكم نظام الرئيس المصري حسني مبارك.
وعلى كوبري أكتوبر، المعبر الأهم في وسط القاهرة والذي يربطها مع أطراف المدينة المترامية، وقبل دقائق من سريان حظر التجول أمس كانت الإجابة متجسدة في أب مصري بسيط وأسرته المكونة من زوجة وأربعة أبناء في أعمار مختلفة يرفعون جميعهم علم مصر وفي طريقهم إلى الانضمام إلى المظاهرة الحاشدة في ميدان التحرير وبادرني قبل أن أسأله «مش إخوان»، وأستطرد يشرح مؤكدا أن المصريين خرجوا بكل طوائفهم وأديانهم وانتماءاتهم السياسية، الإجابة كانت أكثر وضوحا في وجوه مئات من الشباب المصري الذي وضح من ملامحه وسلوكه عدم انتمائه السياسي، وأنه خرج للتظاهر فقط من أجل التغيير بعد أن وصل إلى قمة يأسه من النظام القائم، وهذا ما أكده أحد الشباب قائلا: «منذ أن ولدت وقبل أن أولد ونظام مبارك يحكمنا، وجربنا كل أشكال التعبير عن الرأي ليغير هذا النظام من نفسه، لكنه أدمن خداعنا وتزييف إرادتنا بانتخابات مزورة، حتى ما وصلنا إلى الهاوية».
وعلى نفس الكوبري الذي يحمل اسم ذكرى أغلى انتصارات الجيش المصري وهو نصر أكتوبر عام 1973، كان الدخان يزكم الأنوف حيث لا زالت ألسنة اللهيب تتصاعد من المقر الرئيسي للحزب الوطني الحاكم في ميدان التحرير، كان بعض الشباب المصري يحاول أن ينظم حركة السير، حيث غاب بشكل لافت أي تواجد أمني حتى من ضباط المرور، فأضطربت حركة السير نوعا ما، لكن جهود هؤلاء الشباب نجحت في تيسيره.
وفي سياق متصل، أضطر معظم المصريين في مختلف أرجاء العاصمة القاهرة، ومدينتي الإسكندرية والسويس إلى حماية أنفسهم بجهودهم الخاصة، فانتشرت على نواصي الشوارع مجموعات سكانية من الرجال والشباب يحملون العصى وأسياخ الحديد لمنع وصول البلطجية وعصابات النهب إلى مساكنهم.
إنها صورة حضارية رسمت وجها مناقشا للصورة التي تناقلتها وسائل الإعلام عن أعمال بلطجة وعنف سادت في معظم شوارع وضواحي القاهرة وعدد من المحافظات المصرية.
إن جموع المتظاهرين في وسط القاهرة والذين يحاولون الثبات وراء مطالبهم بالتغيير، ليسوا هم من قاموا بعملية حرق أقسام الشرطة ومقار الحزب الوطني، والتي تشير أصابع الاتهام إلى عناصر من تنظيم الإخوان يمكن أن يكونوا قد قاموا بها بحكم تاريخهم الطويل في أعمال العنف، وأثارهم الكبير مع وزارة الداخلية وضباطها وكذلك مع الحزب الوطني الحاكم خاصة بعد خسارتهم الكبيرة للانتخابات النيابية التي جرت في نهاية العام الماضي، وقد أوضح مصدر أمني رفض ذكر أسمه أن عمليات حرق أقسام الشرطة تمت بشكل منظم وبزجاجات حارقة يدوية الصنع وسريعة الاشتعال، وهو ما يؤكد وجود يد مدربة أدارت هذه العمليات في معظمها.
أما عمليات السلب والنهب والتي تتم بشكل منظم، بدأت ليلة أول من أمس للمحال التجارية الكبيرة والبنوك واستمرت حتى الساعات الأولى من الصباح، ثم انتقلت في اليوم الثاني إلى المناطق السكنية والمستشفيات، فقد أكد شهود عيان أن هدفها الأساسي هو ترويع المواطنين وترهيبهم، وأنه يقف وراءها المئات من الهاربين من الأقسام والسجون والذين أطلقتهم وزارة الداخلية المصرية بعد أن فقدت سيطرتها على الأمن.
على صعيد آخر تحاول قوات الجيش أن تفرض سيطرتها على الشارع لحفظ الأمن، لكنها حتى وقت متأخر من ليلة أمس لم تستطع أن تفرض الأمان، وتزيل الخوف الذي سيطر على حياة المصريين وهدد حياتهم، وهو الخوف الذي أمتد إلى مناحي أخرى في الحياة ومنها الأمن الغذائي، حيث اكتظت معظم محال الأغذية التي بقيت لم تنهب بمئات الأسر التي تبحث عن السلع الرئيسية من سكر وأرز ودقيق وألبان ومياه والمعلبات المحفوظة، وأمام أحد المتاجر وقف أب مصري يجر عربة التبضع قائلا: لا أحد يضمن الغد، ومعظم السلع الأساسية نفدت وخلال الساعات القادمة لن نجد ما يأكله أطفالنا، وبالفعل فشلت كل جهودي لأجد الخبز، فمعظم المخابز أغلقت أبوابها».
نامت مصر ليلة أمس وهي لا تدري عن غدها شيئا، صراع القوى الثلاثة يزداد اشتعالا للسيطرة على الشارع في ظل فراغ سياسي واختفاء تام للحكومة المركزية، وإن أتفق جميع المحللون على ان مصر دخلت نفقا مظلما لن تخرج منه إلا بمعجزة.
عن الشرق الاوسط
القاهرة:لا يزال الشعب المصري برغم حضر التجوال الذي قرره الحاكم العسكري، ولليوم الثاني على التوال يتظاهر تحت شعار «اعتصام.. حتى سقوط النظام»، ولليوم الثاني أيضا أنتقل غضب «الجمعة« إلى يوم أمس «السبت»، مخلفا خسائر اقتصادية كبيرة ومئات الإصابات وعشرات القتلى وحرائق لا تزال مشتعلة في أماكن شتى من أنحاء البلاد، ومخلفا ما هو أخطر فأمست مصر ليلتها بلا أمان رغم خروج الجيش المصري من ثكناته لحفظ الأمن.
وبدا المشهد المصري أكثر إثارة وعنفا واختلطت فيه كل التفاصيل، وبات استيضاح الحقائق أمر شديد الصعوبة، وكان السؤال الأكثر إلحاحا في الاحتجاجات السياسية التي تشهدها مصر هو حقيقة موقف ودور جماعة الإخوان المسلمين «المحضورة»، وهي الكيان السياسي الأكثر قوة ونشاطا على الساحة السياسية المصرية بعد خلوها من كل أشكال المعارضة الحزبية الحقيقية خلال الربع قرن الأخير، شاركها في بطولة المشهد وبحسب بيان الداخلية المصرية كل من: جماعة 6 إبريل والجمعية المصرية للتغيير وهما من التنظيمات الشعبية الوليدة في السنوات الأخيرة من حكم نظام الرئيس المصري حسني مبارك.
وعلى كوبري أكتوبر، المعبر الأهم في وسط القاهرة والذي يربطها مع أطراف المدينة المترامية، وقبل دقائق من سريان حظر التجول أمس كانت الإجابة متجسدة في أب مصري بسيط وأسرته المكونة من زوجة وأربعة أبناء في أعمار مختلفة يرفعون جميعهم علم مصر وفي طريقهم إلى الانضمام إلى المظاهرة الحاشدة في ميدان التحرير وبادرني قبل أن أسأله «مش إخوان»، وأستطرد يشرح مؤكدا أن المصريين خرجوا بكل طوائفهم وأديانهم وانتماءاتهم السياسية، الإجابة كانت أكثر وضوحا في وجوه مئات من الشباب المصري الذي وضح من ملامحه وسلوكه عدم انتمائه السياسي، وأنه خرج للتظاهر فقط من أجل التغيير بعد أن وصل إلى قمة يأسه من النظام القائم، وهذا ما أكده أحد الشباب قائلا: «منذ أن ولدت وقبل أن أولد ونظام مبارك يحكمنا، وجربنا كل أشكال التعبير عن الرأي ليغير هذا النظام من نفسه، لكنه أدمن خداعنا وتزييف إرادتنا بانتخابات مزورة، حتى ما وصلنا إلى الهاوية».
وعلى نفس الكوبري الذي يحمل اسم ذكرى أغلى انتصارات الجيش المصري وهو نصر أكتوبر عام 1973، كان الدخان يزكم الأنوف حيث لا زالت ألسنة اللهيب تتصاعد من المقر الرئيسي للحزب الوطني الحاكم في ميدان التحرير، كان بعض الشباب المصري يحاول أن ينظم حركة السير، حيث غاب بشكل لافت أي تواجد أمني حتى من ضباط المرور، فأضطربت حركة السير نوعا ما، لكن جهود هؤلاء الشباب نجحت في تيسيره.
وفي سياق متصل، أضطر معظم المصريين في مختلف أرجاء العاصمة القاهرة، ومدينتي الإسكندرية والسويس إلى حماية أنفسهم بجهودهم الخاصة، فانتشرت على نواصي الشوارع مجموعات سكانية من الرجال والشباب يحملون العصى وأسياخ الحديد لمنع وصول البلطجية وعصابات النهب إلى مساكنهم.
إنها صورة حضارية رسمت وجها مناقشا للصورة التي تناقلتها وسائل الإعلام عن أعمال بلطجة وعنف سادت في معظم شوارع وضواحي القاهرة وعدد من المحافظات المصرية.
إن جموع المتظاهرين في وسط القاهرة والذين يحاولون الثبات وراء مطالبهم بالتغيير، ليسوا هم من قاموا بعملية حرق أقسام الشرطة ومقار الحزب الوطني، والتي تشير أصابع الاتهام إلى عناصر من تنظيم الإخوان يمكن أن يكونوا قد قاموا بها بحكم تاريخهم الطويل في أعمال العنف، وأثارهم الكبير مع وزارة الداخلية وضباطها وكذلك مع الحزب الوطني الحاكم خاصة بعد خسارتهم الكبيرة للانتخابات النيابية التي جرت في نهاية العام الماضي، وقد أوضح مصدر أمني رفض ذكر أسمه أن عمليات حرق أقسام الشرطة تمت بشكل منظم وبزجاجات حارقة يدوية الصنع وسريعة الاشتعال، وهو ما يؤكد وجود يد مدربة أدارت هذه العمليات في معظمها.
أما عمليات السلب والنهب والتي تتم بشكل منظم، بدأت ليلة أول من أمس للمحال التجارية الكبيرة والبنوك واستمرت حتى الساعات الأولى من الصباح، ثم انتقلت في اليوم الثاني إلى المناطق السكنية والمستشفيات، فقد أكد شهود عيان أن هدفها الأساسي هو ترويع المواطنين وترهيبهم، وأنه يقف وراءها المئات من الهاربين من الأقسام والسجون والذين أطلقتهم وزارة الداخلية المصرية بعد أن فقدت سيطرتها على الأمن.
على صعيد آخر تحاول قوات الجيش أن تفرض سيطرتها على الشارع لحفظ الأمن، لكنها حتى وقت متأخر من ليلة أمس لم تستطع أن تفرض الأمان، وتزيل الخوف الذي سيطر على حياة المصريين وهدد حياتهم، وهو الخوف الذي أمتد إلى مناحي أخرى في الحياة ومنها الأمن الغذائي، حيث اكتظت معظم محال الأغذية التي بقيت لم تنهب بمئات الأسر التي تبحث عن السلع الرئيسية من سكر وأرز ودقيق وألبان ومياه والمعلبات المحفوظة، وأمام أحد المتاجر وقف أب مصري يجر عربة التبضع قائلا: لا أحد يضمن الغد، ومعظم السلع الأساسية نفدت وخلال الساعات القادمة لن نجد ما يأكله أطفالنا، وبالفعل فشلت كل جهودي لأجد الخبز، فمعظم المخابز أغلقت أبوابها».
نامت مصر ليلة أمس وهي لا تدري عن غدها شيئا، صراع القوى الثلاثة يزداد اشتعالا للسيطرة على الشارع في ظل فراغ سياسي واختفاء تام للحكومة المركزية، وإن أتفق جميع المحللون على ان مصر دخلت نفقا مظلما لن تخرج منه إلا بمعجزة.
عن الشرق الاوسط
مواضيع مماثلة
» د.فياض ومنيب المصري يدشنان مشروع مزارع نخيل فلسطين
» ذكرى رحيل الزعيم العراقي صدام حسين في الشارع الموريتاني (ربورتاج مصور
» إسرائيل تؤكد ضخ الغاز المصري لها والقاهرة تنفي رسمييا
» الرئيس المصري حسني مبارك يصل الى شرم الشيخ مع افراد عائلته
» الجيش المصري يرفح حالة الطوارىء الامنية على حدود غزة
» ذكرى رحيل الزعيم العراقي صدام حسين في الشارع الموريتاني (ربورتاج مصور
» إسرائيل تؤكد ضخ الغاز المصري لها والقاهرة تنفي رسمييا
» الرئيس المصري حسني مبارك يصل الى شرم الشيخ مع افراد عائلته
» الجيش المصري يرفح حالة الطوارىء الامنية على حدود غزة
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى