ماذا انجزت انتفاضة الخامس والعشرين من شباط العراقية؟
صفحة 1 من اصل 1
ماذا انجزت انتفاضة الخامس والعشرين من شباط العراقية؟
ماذا انجزت انتفاضة الخامس والعشرين من شباط العراقية؟
2011-02-26
ماذا انجزت انتفاضة الخامس والعشرين من شباط العراقية؟
صلاح عمر العلي
ستظل التظاهرات الاحتجاجية التي شهدتها مختلف المحافظات العراقية والعاصمة بغداد خلال الشهرين الماضيين والتي تمثلت ذروتها بانتفاضة يوم الجمعة 25 شباط، محل نقاش وتحليل وجدل بين اوساط الكتاب والمحللين العراقيين واخوانهم من العرب والاجانب، بين مؤيد وداعم ومشارك ومتفاعل مع مسيرتها واحداثها وتطوراتها، وبين رافض متفرج وناقم وحاقد ومنتفع وانتهازي لا يتفن شيئا سوى تسخير قلمه وقدراته الفكرية والكتابية للارتزاق والوصولية والانتهازية. ورغم ان الوقت ما زال مبكرا للبحث عن ماهية وحجم الانجازات التي حققتها هذه الانتفاضة المباركة، بسبب استمرارها وعدم توقف حراكها الذي ما زال يتفاعل في نفوس الملايين من شيب العراق الغاضب وشبابه، وعلى اكثر من ساحة من ساحات العراق المختلفة، الا ان ذلك لا يمنع من اطلالة سريعة وجردة اولية لما حققته من اهداف ايجابية وافرزته من ثمار ستوظف لا محالة في الايام القادمة خير وافضل توظيف وباعلى مستويات الوعي والانضباط لتفجير ثورة شعبية سلمية عامة تقتلع في طريقها المحتلين واذنابهم وما افرزه وجودهم في العراق من الكوارث والنكبات والفساد والدماء والجوع والتفرقة والارهاب، تمهيدا لاعادة صياغة وبناء عراق حر جديد يلبي حاجات ومصالح المواطنين العراقيين واعادة صياغة دستور وطني يؤكد على المساواة في الواجبات والامتيازات على كافة المستويات واحترام حقوقهم الاساسية التي تقرها شرعة الامم المتحدة ومنظمات حقوق الانسان ومن ثم التاكيد على الانتقال السلمي للسلطة وفقا لنتائج الانتخابات.
وقبل ان ناتي على ذكر الانجازات التي حققتها انتفاضة شباب وشابات العراق يستوجب التوضيح بان ما شهدته بغداد وباقي المحافظات والمدن العراقية يوم الجمعة المبارك، لم يات تقليدا لثورتي تونس ومصر العربيتان، وانما سبقتهما باسابيع، الا ان تعتيما اعلاميا عربيا واجنبيا شاملا فرضته ادارتي بوش واوباما الامريكيتين على ما يشهده العراق من تظاهرات ونشاطات وفعاليات احتجاجية هو ما يدفع بعض المراقبين لذلك الاعتقاد الخاطيء.
ومن خلال متابعتي اليومية واهتمامي المتواصل لما يجري في العراقي منذ عام 2003 حيث وقع بقبضة المحتلين الامريكان وعملاءهم، حالي حال ملايين العراق الاحرار، وخصوصا منذ انتفاضة ما سميت بانتفاضة الكهرباء في البصرة قبل ما يزيد على العام وما تلاها من خروج مظاهرات هنا وهناك من الارض العراقية التي تكللت يوم امس الجمعة 25 من شباط الحالي، يمكنني التحدث عن اهم تلك الانجازات على الشكل التالي:
1 – كشف حقيقة ضعف سلطة المنطقة الخضراء وهشاشتها وتهاويها وشعورها بالرعب والخوف ولا تزيد عن كونها مجرد نمر من القش من خلال الاجراءات والاحتياطات الامنية والوقائية التي لم يسبق لدولة اخرى اصدارها في حالات مماثلة وتصرفات اجهزتها الامنية والعسكرية والمخابراتية الهستيرية ضد شباب الانتفاضة رغم كونها انتفاضة سلمية، بشكل واضح ولم يحمل اي من المشاركين او المخططين لها اي نوع من السلاح مهما كان، ومجردين حتى من حمل السكاكين.
2 - اعلنت هذه الانتفاضة المباركة عن تشييع الشعارات والافكار والقرارات الطائفية والاثنية التي استخدمتها سلطة المنطقة الخضراء استخداما اجراميا بشعا ضد مختلف ابناء الشعب ولم ينجو منها احد طوال ثماني اعوام الاحتلال وسلطتها في المنطقة الخضراء الى مثواها الاخير واسقطت تلك الورقة الزائفة وداستها بالاقدام في جميع محافظات ومدن العراق، حيث شاهد العالم كله كيف خرج ابناؤنا بشجاعتهم ووطنيتهم وهم يهتفون للعراق وشعبه الكريم رافضين استخدام او رفع اي شعار سياسي او طائفي او حزبي فيها.
3 سياسة التخندق الطائفي الذي حاولت تلك السلطة تسويقها طوال ثماني اعوام، خلافا لثقافة العراقيين وطبيعة تركيب مجتمعهم التاريخية، الاخرى سقطت هي الاخرى سقوطا غير ماسوف عليها تحت اقدام شباب الانتفاضة المباركة.
4 - لقد امعنت سلطة المالكي المجرمة وما قبلها من سلطات المنطقة الخضراء في سياسة الارهاب والعنف والقتل العشوائي ضد ابناء العراق دون رحمة وفتحت السجون والمعتقلات السرية والعلنية لمئات الالاف منهم وعرضتهم الى اساليب اجرامية مبتكرة في التعذيب والاعتداء النفسي والجسدي والجنسي مستخدمة اقذر وسائل التعذيب واحدثها وقتلت العديد منهم وعرضتهم الى تعذيب وحشي خارج نطاق القوانين المتبعة والمقرة محليا ودوليا وغيبت الاف منهم دون تحقيق، لتحقيق هدفين، اولهما التخلص من المعتقلين الذين يعدون بعشرات الالاف، وثانيهما لفرض حالة من الخوف والرعب على من يحاول الوقوف بوجهها او يتصدى لسياساتها الاجرامية او من يفكر بمعارضتها من العراقيين، فجاءت هذه الانتفاضة المباركة لتعكس الصورة 180 درجة حيث تمكن شبابها المنتفض والغاضب وبشعاراتهم الوطنية الموحدة وبمئات الالاف من المنتفضين في بغداد والمحافظات والمدن العراقية لتثير الرعب والخوف والفزع في نفس كبيرهم الذي علمهم الاجرام وكل العاملين على وفق مخططه المعادي لامال وتطلعات شعبنا العراقي المشروعة في الحرية والكرامة والحياة الامنة المستقرة بدون الاحتلال الاجنبي او عملاءه. كما تؤكد من جديد شجاعة وبطولة هذا الشعب وقدرته على تحدي المستحيل وعلى نزع الخوف والوجل من قلوبهم حينما تدق ساعة الحقيقة.
5 – اسقطت هذه الانتفاضة كل تلك الاقاويل المشككة في نجاحها في تحقيق اهدافها المرحلية المرسومة لها من خلال الادعاء "بان انتهاء يوم الانتفاضة دون سقوط الحكومة ودون خلخلة صفوفها وهرب رجالاتها ، اورئيس وزرائها ، يعني اندحار التظاهرات والمتظاهرين ، وانتصار الحكومة والنظام". "فقد توقف انجاز هذا اليوم عند سلة كبيرة مليئة بالثمار، وان كنت لا اريد ان اعددها، انما في مقدمتها اثبات الشعب حضوره كخصم فاعل وقدير في وجه الحكومة ، ما يعني جرة اذن فاعلة التاثير بين اوساط الحكومة واركان النظام والعملية السياسية واطرافها ، لتحسب حساب الشعب بطريقة اخرى غير الاستخفاف، والذين راهنوا على ان التظاهرات سوف لن تنطلق بالطريقة التي انطلقت بها خابت امالهم حين راوا اي شوط قطعت، ومن الصحيح القول انها قدمت في يومها الاول ما يقرب من ثلاثين شهيدا وهو ما لم تقدمه ثورة الشعب المصري ولا التونسي في يوم واحد، الا اننا ايضا يمكننا القول انها كبدت الحكومة من كرامتها وهيبتها الكثير".
6 – واخيرا وليس اخرا تمكنت هذه الانتفاضة المباركة من انهاء النفوذ الايراني في العراق، بعد ان كشفت اوراقه المهلهلة ودوره المشبوه والمتواطيء مع المحتل واذنابه في سلطة المنطقة الخضراء من خلال مواقفه المبطنة والمنافقة ومن خلال الفتاوى والبيانات التي صدرت من طهران وبغداد لمناشدة شباب الانتفاضة على تاجيل موعدها مدة ستة اشهر وكان هذه الانتفاضة لم تأت تعبيرا عن معاناة عميقة الجذور عاشها العراق ثماني سنوات من عمر الاحتلال، بينما هي في حقيقتها كانت محاولة يائسة وفاشلة لدرء المخاطر التي تحيق بالمحتلين واذنابهم في العراق.
ان ما حققته هذه الانتفاضة العظيمة لا يمكن حصره في نقاط محدودة وبهذه العجالة، كما "لا يمكن تقييمه دون انتظار ما بعده ، بمعنى انه لا يمكن تقييمه بمعزل عما يليه من مقبل الايام .. وفيما اذاكانت التظاهرات ستستمر ام ستتوقف ، وفي رايي فانها لن تتوقف غدا" كما يقول السيد الياسري، وانني على يقين بان الكتاب والباحثين العراقيين الشرفاء سينشغلون مدة طويلة في الغوص في اعماق هذا البحر اللجي الذي اسست له انتفاضة 25 شباط العظيمة لاكتشاف دررها والثمار الشهية التي سينعم بها ابناء العراق كل العراق، فتحية لشهدائها الابرار وتحية لمنظميها والمشاركين فيها والداعمين والمساندين لها من عراقيين وعرب واصدقاء.
ابو عصام العراقي- عضو فعال
- عدد الرسائل : 149
العمر : 85
تاريخ التسجيل : 26/08/2010
مواضيع مماثلة
» ماذا حدث؟": اسرار الحرب العراقية الإيرانية بلسان شهودها (بشيرالغزاوي)
» مجلة البعث - العدد الخامس
» انتفاضة مصر تعزز ارادة شعبنا على مواصلة جهاده حتى النصر المبين
» مصر تعلن عن 5 شباط موعدا لسريان الهدنة و 22 منه لانطلاق الحوار
» في الذكرى ألوا حد والعشرين لوفاة الرفيق القائد المؤسس أحمد ميشيل عفلق (رحمه الله)
» مجلة البعث - العدد الخامس
» انتفاضة مصر تعزز ارادة شعبنا على مواصلة جهاده حتى النصر المبين
» مصر تعلن عن 5 شباط موعدا لسريان الهدنة و 22 منه لانطلاق الحوار
» في الذكرى ألوا حد والعشرين لوفاة الرفيق القائد المؤسس أحمد ميشيل عفلق (رحمه الله)
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى