القذافي يحشد قواته في الغرب ويهدد بشن هجمات جوية على المحتجين

القذافي يحشد قواته في الغرب ويهدد بشن هجمات جوية على المحتجين






الزعيم الليبي معمر القذافي يحيي كريستيان أمانبور مراسلة محطة إيه بي سي التي أجرت معه مقابلة في طرابلس.
"الاقتصادية" من الرياض




دخلت الانتفاضة ضد العقيد معمر القذافي أمس أسبوعها الثالث لكن الزعيم
الليبي يبقى متمسكا بالسلطة رغم سقوط عدة مدن في غرب البلاد في أيدي
المعارضة والضغوط الغربية المتزايدة من أجل رحيله وبينها فكرة فرض منطقة
حظر جوي.

وفي اليوم الخامس عشر لهذه الانتفاضة غير المسبوقة، لم يعد القذافي
وقواته يسيطرون إلا على طرابلس ومنطقتها، وقد هدد بشن هجمات جوية على
المحتجين، طالبا منهم فض التجمعات في حين تستعد المعارضة المتمركزة في
بنغازي لمسيرة نحو العاصمة.

في هذه الأثناء أعلن دبلوماسي أوروبي لوكالة الأنباء الفرنسية أمس أن
رؤساء دول وحكومات الاتحاد الأوروبي سيعقدون قمة استثنائية في 11 آذار
(مارس) في بروكسل مخصصة للأزمة في ليبيا وشمال إفريقيا.

ونقلت وكالة الأنباء الروسية "إنترفاكس" عن مصدر في الكرملين أن القذافي
"ميت سياسيا" و"لا مكان له في العالم المتحضر" وعليه مغادرة السلطة.
جندي
ليبي من الذين انضموا للمعارضة يقف على مدفعية مضادة للطائرات في بنغازي
استعدادا لصد الهجمات المتوقعة من الطائرات الحكومية. أ.ب.أ


وأعلن وزير الخارجية الجزائري مراد مدلسي أن بلاده "قلقة" إزاء الأوضاع
في ليبيا، قبل توجهه إلى جنيف للمشاركة في اجتماع مجلس حقوق الإنسان في
الأمم المتحدة.

وأعلنت وزارة الاقتصاد الألمانية تجميد أموال أحد أبناء القذافي في ألمانيا والبالغة مليوني يورو مودعة في مصرف خاص.

كذلك قررت النمسا تجميد أرصدة القذافي والمقربين منه الذين تستهدفهم عقوبات الاتحاد الأوروبي، كما أعلن البنك المركزي النمساوي.

وأعلنت الحكومة البريطانية أنها أحبطت محاولة من القذافي لسحب ما قيمته
900 مليون جنيه استرليني (مليار يورو، 1.4مليار دولار) من الأوراق النقدية
الليبية التي تطبع في بريطانيا.

إلى ذلك، أعلنت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين أن الوضع على الحدود بين
ليبيا وتونس بلغ مستوى "الأزمة" بعد فرار ما بين 70 و75 ألف شخص من ليبيا
منذ 20 شباط (فبراير).

وأبدى رئيس الوزراء الإيطالي سيلفيو برلسكوني حذرا إزاء الأزمة الليبية "حيث الوضع لا يزال غامضا" خصوصا حول احتمال نفي القذافي.

وصرح الرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز الذي يعد من أقرب حلفاء القذافي أنه
لن يدين صديقه لأنه لا يعرف بالفعل ما إذا كان قاتلا أم لا، محذرا مجددا من
أن واشنطن تريد غزو ليبيا للاستيلاء على نفطها.

ونشر الزعيم الليبي معمر القذافي أمس قوات جيشه في منطقة قريبة من حدود
بلاده الغربية في تحد للضغوط العسكرية والاقتصادية للدول الغربية مما زاد
المخاوف من منحنى أكثر عنفا في واحدة من أكثر الاحتجاجات دموية في العالم
العربي.

وتنامت الشكوك في أن الزعيم المخضرم الذي يشغل السلطة منذ أكثر من أربعة
عقود لا يفهم حجم القوة المحتشدة الآن ضده التي أنهت سيطرته على شرق
ليبيا.

وبعد 12 ساعة فقط من قول الولايات المتحدة إنها تحرك سفنا حربية وقوات
جوية إلى مناطق أكثر قربا من ليبيا المصدرة للنفط عادت قوات القذافي لتثبت
وجودها أمس في معبر ذهيبة الحدودي وزينت موقعها بالأعلام الليبية.

وقال صحافيون في الجانب التونسي من الحدود: إن وحدات من الجيش الليبي
ظهرت قبل غروب شمس أمس الأول وأعلنت أن الحدود مغلقة الآن، وشاهدوا عربات
للجيش الليبي وجنودا يحملون بنادق كلاشينكوف، وفي اليوم السابق لم يكن هناك
وجود أمني عند المعبر الحدودي.

وتقع ذهيبة على بعد نحو 60 كيلو مترا من بلدة نالوت.

ويخشى سكان نالوت أن تستعد القوات الموالية للقذافي لشن هجوم لاستعادة
السيطرة على البلدة الواقعة على بعد 60 كيلو مترا من الحدود التونسية في
غرب ليبيا من المحتجين الذين يسعون إلى إنهاء حكم القذافي.

ويرى محللون أن التحرك عسكريا ضد القذافي ليس مرجحا. وفي إشارة تشكيك في
التفكير العسكري الغربي قالت فرنسا أمس إن المساعدات الإنسانية يجب أن
تكون لها الأولوية فيما يتعلق بليبيا لا التحرك العسكري للإطاحة بالقذافي.

وصرح فرانسوا بارون المتحدث باسم الحكومة الفرنسية إنها أرسلت طائرتين
محملتين بالمعدات الطبية والأفراد إلى مدينة بنغازي الليبية ويسيطر عليها
الآن المحتجون المعارضون القذافي وإن طائرات أخرى ستلحقهما.

وحين سئل عن إمكانية القيام بعمل عسكري قال بارون في مقابلة مع تلفزيون
"فرنسا 2 "هذا ليس له أولوية. الأولوية هي للمساعدات الإنسانية لم يعد
الأمر مجرد دبلوماسية".

وجاء رد فعل المحللين عن التحرك العسكري الغربي المحتمل متباينا.

وقال عبد الله أنس الجزائري الذي يعيش في المنفى وهو إسلامي بارز: إن
المساعدة العسكرية الغربية للثوار الليبيين ستكون خطأ. وذكر أن القاعدة
ستستغل أي مساعدة غربية مسلحة من الغرب وتصفها بأنها استعمار غربي كما حدث
مع الغزو الغربي للعراق.

وقالت علياء الإبراهيمي المتخصصة في شؤون شمال إفريقيا في كلية لندن
للاقتصاد: إنه يجب أن يكون مطروحا على الطاولة نوع من قوة الحماية المتعددة
الأطراف لحماية المدنيين.

من جهتها، قالت سوزان رايس مبعوثة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة
أمس إن واشنطن ستواصل الضغط سياسيا واقتصاديا على الزعيم الليبي معمر
القذافي إلى أن يتنحى.

وأضافت في مقابلة مع شبكة أيه. بي. سي التلفزيونية أن من السابق لأوانه
الحديث عن دعم ملموس للثوار الليبيين الذين يطالبون بتنحي القذافي، مشيرة
إلى أنه لم تظهر بعد كتلة معارضة موحدة.