تصريح صحفي حول الأوضاع في ليبيا والوطن العربي

حزب البعث العربي الاشتراكي

قطر الجزائر


أُمةٌ عرَبِيةٌ وَاحِدَة ذاتُ رِسالَةٍ خَالِدَة

وحدة حرية اشتراكية

تصريح صحفي

حول الأوضاع في ليبيا والوطن العربي

رحب البعثيون الجزائريون بالإنتفاضات الشعبية التي أطاحت بالنظامين التونسي والمصري، معتبرا إياها حركة شعبية ديمقراطية وضعت حدا لنظامين قمعيين عميلين في الوطن العربي، واستبشروا خيرا بأجواء التحركات الجماهيرية في الساحة العربية التي خرجت مطالبة بتغييرات جذرية في الواقع العربي لصالح تطلعاتها نحو الوحدة والحرية والعدل، وأصدروا مواقف مؤيدة لما حصل من حراك جماهيري.

لكن البعثيين الجزائريين ترددوا في موضوع الحراك الشعبي في اليمن والبحرين وليبيا على وجه التحديد لإعتبارات منها :

فالحراك في اليمن تشوبه نزعة انفصالية، وفي البحرين تطفوا على سطحه دعوات طائفية بدعم إيراني واضح من شأنه إحداث الإنقسام في صفوف شعبنا في البحرين.

أما الوضع في ليبيا فقد أخذت الأوضاع فيه منحى أخر بدخول الغرب الإستعماري بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية والناتو ومجلس الأمن على الخط بدعوى حماية المدنيين، فأين هم جميعا من شعب فلسطين الذي يذبح من قبل العصابات الصهيونية منذ أكثر من ستين عاما، وأين هم جميعا أيضا من المجازر التي يقوم بها الإحتلال منذ أكثر من 8 سنوات في العراق، وأين هم كذلك مما يجري في الصومال، والقائمة طويلة، إذا فالإهتمام بالشأن الليبي له غايات لها علاقة بمصالح هؤلاء وليس بمصلحة الشعب الليبي.

لا نستغرب توقيت العدوان على ليبيا بالتاسع عشر من مارس، وهو نفس التاريخ الذي بدأ فيه العدوان على العراق عام 2003م، وهو اليوم الذي ركعت فيه فرنسا أمام الشعب الجزائري الثائر عام 1962م والذي أصبح يوما وطنيا في الجزائر يعرف بيوم النصر، لا نستغرب ذلك كله ونحن نرى فرنسا تتقدم صفوف العدوانيين على شعبنا في ليبيا في هذا التاريخ بالذات، كأنها تقول للشعب الجزائري ولأبناء الأمة العربية الذين ساندو الثورة الجزائرية أن معركة فرنسا مع العرب لم تنته بعد، خاصة أن العدوان هو على حدود الجزائر.

بناءا على هذه الإعتبارات فإن البعثيين الجزائريين بدأوا يشكون فيما يجري في الساحة العربية، ويشكون في نوايا الغرب بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية تجاه الأرض العربية وثرواتها النفطية وقواها التحررية الأصيلة.

إن البعثيين كقوة وطنية وقومية وثورية يناضلون منذ أكثر من ستين سنة من أجل وحدة الأمة وتحررها وتقدمها، يؤيدون كل حركة شعبية عربية أصيلة من أجل التغيير والرقي، لكنهم في نفس الوقت ينددون بقرار مجلس الأمن والجامعة العربية ضد ليبيا، ويدعون الشعب الليبي حكومة وشعبا إلى تفويت الفرصة على أعداء الأمة بإيجاد حلول وطنية تحفظ ليبيا وشعبها وثرواتها بعيدا عن التدخلات والإملاءات الأجنبية، كما يحيون بالمناسبة ثورة شعب العراق ومقاومته البطلة التي تصادف ذكراها الثامنة ضد الإحتلال وعملائه، ويحيون أيضا شعب فلسطين الصابر ويدعونه للوحدة وإستمرار المقاومة حتى النصر.



د. شوتري أحمد

الأمين العام لحزب البعث العربي الإشتراكي

الجزائر في 20/03/2011