درعا تُنحر يا أمة بلا غيرة ونخوة وشهامة
صفحة 1 من اصل 1
درعا تُنحر يا أمة بلا غيرة ونخوة وشهامة
درعا تُنحر يا أمة بلا غيرة ونخوة وشهامة
30/03/2011
دائما ما يردد رجال الدين والعامة في سياق تبريرهم لتحريم أكل الخنزير، بأن من يأكل لحم الخنزير يصبح بلا غيرة وبلا شرف، والحقيقة الواضحة وضوح الشمس في رابعة النهار أن الأمة التي تحرم لحم الخنزير ولا تأكله أبدا هي أقل الأمم غيرة ونخوة وشهامة بين أمم الأرض.
لا أشجع على أكل لحم الخنزير ولا أكله شخصيا، ليس التزاما بتحريم ديني، وانما لعدم الحاجة لأكله في ظل توافر أنواع من اللحوم الأخرى أستطيع أن آكلها أنا وجميع أفراد عائلتي، ولكن يتعين علينا الان أن نتوقف عن اتهام الخنزير بما ليس فيه، فاذا كنا عاجزين عن ايجاد تبرير لتحريم ديني لا أساس علمي له، فلا نصبغ مزيدا من الشرف والنخوة والغيرة على أنفسنا، تنعكس خسة ودياثة على حيوان برئ هو بالتأكيد أكثر غيرة ممن يحرمه، على أعراضه فيما لو انتهكها أحد، وأكثر اتحادا ودفاعا ممن يحرمه ،عن أفراد قطيعه اذا ما اعتدى عليهم أحد.
درعا المدينة السورية الوادعة، في الجنوب السوري، وهي أول المدن التي تلاقي فلسطينيي الضفة الغربية اذا ما قرروا زيارة سوريا برا عبر الاردن ومنه شمالا الى الحدود السورية، درعا تستباح بفتياتها ورجالها وشيوخها ونساءها وأطفالها، منذ أن أخذت هذه المدينة على عاتقها أن تكون "ولادة" الثورة السورية ووعائها الأول ضد طغمة مجرمة فاسدة مستبدة طائفية، لا مثيل لها في شرق العالم وغربه، فلا انغلاق كوريا الشمالية كانغلاق سوريا "الأسد" ولا شمولية كوبا مثل شموليتها، ولا جنون القذافي وجرائمه تعادل ربع ربع ما يرتكبه المجرم الأسدي وعصاباته السادية، ولا حتى العنف الايراني ضد طالبي الحرية "أعداء الله والثورة" يمكن أن يصل الى جزؤ بسيط مما ارتكبته وما يمكن أن ترتكبه العصابة الجاثمة على صدر دمشق وقلبها وعلى كل سوريا.
مئة قتيل وربما أكثر، حسب كثافة اطلاق النار التي نراها في الفيديوهات الشحيحة والنادرة التي تصل الى العالم، والتي تستهلك وقتا طويلا وجهدا كبيرا وربما دماءا، وتنتقل من منطقة الى أخرى، حتى تصل الى جهاز كمبيوتر موصول بشبكة نت ابن خال رئيس العصابة، وهو نت ليس أبطأ منه إلا الطريقة التي قتل وما زال المجرم بشار الاسد ومن قبله أبوه النافق بدون حساب، السوريين بها، وبشار لمن لا يعلم لم يحصل على لقب قبل أن يصل الى السلطة في أسرع "تغيير" دستوري عرفته الدول إلا منصب رئيس الجمعية السورية للمعلوماتية، فلا عجب ولا غرابة في أن يكون نت سوريا هكذا طالما ان الفرس من الفارس "بلا تشابيه".
الاعلام الذي غاب عن البحرين ومجازر الطاغية حمد وعصابته ومعه أهل عمومته بحق أهل البحرين وهو موجود هناك بترخيص رسمي، هو ذاته الاعلام الذي يغيب عن سوريا وعن درعا اليوم وهو مرخص هناك، لكننا حتى اليوم لم نشاهد ولو تقريرا مقتضبا ينقل على الأقل أركان العصابة وافرادها وليس صوت أهالي درعا، وهو ذاته الاعلام الذي أدخل طواقمه بصفة غير شرعية الى الاراضي الليبية، وهو ما أدى الى أن يفقد أحد رجال طاقمه، وأبقى على كاميراته بين جماهير ثورة مصر في ميدان التحرير حتى بعد أن تم حظر عمله هناك بقرار من طغاة مصر البائدين، وهو نفس الاعلام الذي ما زال يصر على نقل أحداث ثورة اليمن بأدق تفاصيلها بعد أن صدر قرار بالامس بحظر عمله. ما الفرق بين البحرين ومصر؟ وما الفرق بين سوريا واليمن وليبيا وتونس؟ وهل يستحق "أمير المقاومة" و"جيفارا العرب كما بات الكثيرين يتندرون على ممول ذلك الاعلام، هل يستحق أن ترفع صوره وأعلام بلده في شوارع بنغازي وعدن وتعز والقاهرة وتونس؟ بعد أن تغاضى هو واعلامه تماما عن مجازر سوريا، بعد أن كان شريكا وممولا في مجازر البحرين.
حتى اللحظة لم تتحرك أي مدينة عربية، أو مسلمة لادانة واستنكار مجازر الأسد المجرم وعصابته بحق أهل درعا خاصة وسوريا عموما، وحتى اللحظة ما زال يردد البعض منهم بتأثير من ذاك الاعلام، بأن هذا المجرم هو رمز من رموز المقاومة والممانعة والصمود، وحتى اللحظة بات بعض العرب يصدقون الرواية الرسمية السورية من جراء تكرارها في وسائل اعلام عربية اخرى بأن ما يحصل في درعا جراء قيام عصابات مسلحة بالاعتصام في أحد المساجد واطلاق النار على المارة ورجال الأمن.
الجميع اتجهت بوصلته بفعل ذاك الاعلام الى القدس وغزة ولبنان، ففي غزة صورايخ لم يسقط مثلها منذ أكثر من عامان حين جرًت حركة "حماس" الارهابية شعبنا الى حرب كلفتنا الف وخمسمائة شهيد، فقط تلبية لطلب من الاسد المجرم ذاته في محاولة لعرقلة عمل لجنة التحقيق الدولية الخاصة باغتيال رئيس وزراء لبنان الأسبق رفيق الحريري، وفي القدس تفجير لم يحصل مثله منذ سبع سنوات، وفي لبنان خطف لسياح أجانب من أستونيا قريبا من الحدود السورية، وحيث مازال لمخابرات الاسد المجرم تأثيرا هناك، وهو الشيئ الذي لم يحدث مثله منذ أكثر من عشرون عاما. أحداث لم يحدث مثلها في لبنان وفلسطين منذ سنوات نراها تحصل بالتوازي مع ارتكاب المجرم للمجازر بحق أهل درعا.
هذا النظام لا يجد حرجا ولا يعرف الحرج أصلا من الكذب العلني والواضح والصريح باتهام كل أهل درعا وضواحيها بداية بانهم عملاء اسرائيليين، ولا حقا بانهم فلسطينيين، وبعد ذلك بانهم من مجموعات "فتح الاسلام"، واخيرا عصابات مسلحة، وترويج هذه الاتهامات يتيح له ابادة ما شاء من شعب سوريا في ظل صمت عربي شعبي كامل، وانشغال عالمي بما فعلته مخابرات الاسد في لبنان، وما فعله أزلامه في القدس وغزة، وتواطؤ حكومي غريب، وصمت اعلامي مريب، ولولا مجموعة شباب الفيس بوك وصفحة الثورة السورية التي أعتبرها أكثر قداسة من أي "صحف" أخرى لما سمع حتى المتابعون مثلي بما يحدث في درعا وكل سوريا.
الى متى سيتفرج العرب والمسلمين على الدماء السورية الطاهرة والزكية التي تسيل في شوراع درعا وكل المدن السورية؟ والى متى سيظلوا يرددون أكاذيب اعلام النظام الاجرامي الاسدي؟ وقد شاهدوا مثلها في مصر وتونس وليبيا واليمن والبحرين وتبين بكل الادلة بطلانها، وانها من بنات افكار مثقفو الطاغية الرخص المأجورين الذين سيكون حسابهم أقسى من حساب من استسهل الضغط على الزناد مطلقا النار على أبناء شعبه، الى متى سنبقى نتحدث عن أمور النخوة والشهامة والغيرة وهي بعيدة عنا بعد الارض عن السماء.
النصر المؤكد لشعب سوريا كما انتصر شعب تونس ومصر وكما سينتصر شعب اليمن وليبيا والبحرين، قصرت مدة الالام والمعاناة أم طالت، حينها فان شعب سوريا لن يجد مكانا لعروبته إلا بقدر ما كانت قريبة منه، ولا لاسلامه إلا بقدر ما كان متكافلا معه، وما عداه فلن يكون له مكان إلا في مزبلة التاريخ التي امتلأت حتى غدت قاب قوسين أو أدنى من الطوفان.
ملاحظة: كنت قد وجهت تحية وشكر لدولة الكويت وشعبها في مقالي السابق نتيجة أخبار تم تداولها عن رفض الكويت المشاركة في المجازر التي ارتكبتها قوات "درع الحفاظ على عروش الجزيرة" ضد أهل البحرين، ولكن خاب أملي وتبين أن هذه الاخبار لا صحة لها، واتضح ان للكويت مشاركة عسكرية بحرية وبرية، وعليه فقد وجب أن أسحب تحيتي وشكري للحكومة الكويتية، على أن تبقى التحية لأهلها الكرام
فيصل الشمري ابو فهد- عضو فعال
- عدد الرسائل : 200
العمر : 83
تاريخ التسجيل : 26/08/2010
مواضيع مماثلة
» عصابة الدولة وموقعة الدبابات في درعا
» سيبقى البعث درعا يحمي عروبة الاقطار العربية وفي مقدمتها سوريا
» بانتظار خطاب الأسد.. الأمن السوري يطلق النار لتفريق محتجّي درعا
» سيبقى البعث درعا يحمي عروبة الاقطار العربية وفي مقدمتها سوريا
» بانتظار خطاب الأسد.. الأمن السوري يطلق النار لتفريق محتجّي درعا
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى