بصحبة فريق من العلماء والمهندسين المتخصصين وقائع مهمة تقصي الحقائق في فوكوشيما (2)

من طرف **بشير الغزاوي** السبت أبريل 09, 2011 9:40 am

بصحبة فريق من العلماء والمهندسين المتخصصين
وقائع مهمة تقصي الحقائق في فوكوشيما (2)
8/4/2011
فوكوشيما، اليابان, أبريل تواصل مراسلة انتر بريس سيرفس في اليابان، سوفيندريني كاكوتشي، سرد وقائع مهمة تقصي الحقائق في كارثة فوكوشيما النووية التي قام بها فريق من العلماء والمهندسين المتخصصين اليابانيين وصاحبتهم في محاولتهم الوصول إلي المفاعلات.

فقالت: تجاوزنا حد ال 30 كيلومترا المصرح به للإقتراب من مفاعلات فوكوشيما، وهو الحد الجديد الذي فرضته الحكومة اليابانية لمنطقة الخطر، ووصلنا إلي مياكوجي التي كانت منطقة زراعية خصبة قبل الزلزال وتحولت الآن إلي قرية أشباح.

وفجأة أوقفتنا سيارة شرطة. وأوضح الضباط بأدب ولكن بحزم ان الدخول مسموح فقط لمسؤولي الحكومة أو شركة كهرباء طوكيو التي تشغّل محطة فوكوشيما النووية. فتوقفنا وواصلنا قياس الإشعاع بأجهزة الرصد التي حملناها، فبدأت مؤشرات التلوث الإشعاعي ترتفع تدريجيا. وهنا تحولت الأمطار إلي ثلوج.

وتستطرد مراسلة انتر بريس سيرفس قائلة أن أكثر التجارب الطاحنة خلال مهمة تقصي الحقائق، هي التي عشناها في مركز لإيواء المنكوبين.

يقع المركز في بلدة تامورا ويجمع 800 من السكان المحليين في صالة رياضية كبيرة. لاجئون لم يشردوا بسبب التسونامي، وإنما جراء حادث محطة الطاقة النووية التي تعايشوا معها طيلة 40 عاما، ثم دمرت حياتهم.

المشهد محزن حقا: بطانات من الكرتون، مساحات صغيرة للعائلات، مسنون مغطون وسط أكوام بشرية في ركن من مركز الإيواء.

تجنبنا ارتداء النعال التي توزع علي المشردين عندما طلب منا خلع الاحذية عند المدخل، فتجمدت إقدامنا من البرد ودرجة الرطوبة التي يعيشها اللاجئون النوويون منذ أسابيع طويلة.

تقع دورات المياه المتنقلة خارج مبني مركز اللاجئين، ليعاني المسنون من كابوس الذهاب إليها ليلا وسط البرد الشديد.

في المركز تعمل طبيبة واحدة تحدثنا عن حالات المرضى الذين يطلبون المساعدة الطبية، وتقول"لقد وعدتنا السلطات علي مدي سنوات وسنوات أن كل شيء آمن وعلي ما يرام. نحن لن نصدقهم بعد الآن". الطبيبة ترفض تصويرها أو الحديث عن هويتها، وتفضل تركيز انتباهها على المرضى.

تضيف مراسلة انتر بريس سيرفس سوفيندريني كاكوتشي أنه في حين تناضل السلطات المختصة من أجل احتواء ما تعتبر ثاني أكبر كارثة نووية في تاريخ البشرية بعد تشيرنوبيل، يدعو الرأي العام الياباني الى نموذج بديل للطاقة.

هذا النداء ،يمثل بداية لجهود غير مسبوقة من شبكة متنامية من العلماء والمهندسين في اليابان الذين يتلقون أيضا المشورة من نظرائهم في الولايات المتحدة وأوروبا، بغية البحث عن المزيد من السلامة.

والآن، يركز فريق العلماء والمهندسين الذين نظموا مهمة تقضي الحقائق على التفاوض مع النظم البيروقراطية التي إعتادت أن ترفض وبشدة أي تدخل من خارجها إطارها.

وبالعودة إلى طوكيو في وقت متأخر من الليل، تساءل أعضاء فريق تقصي الحقائق بصوت عال: ما هي الدروس التي إستخلصتها اليابان من هذه الكارثة؟ قد تستغرق الاجابة وقتا طويلا.( 2011)