خاصة في الكونغرس واللوبي الموالي لإسرائيل

من طرف **بشير الغزاوي** الجمعة مايو 13, 2011 7:31 am

خاصة في الكونغرس واللوبي الموالي لإسرائيل
إرتياب متزايد في واشنطن تجاه سياسة الحكومة المصرية
منتدى"هديل صدام حسين
واشنطن, مايو تزامنت تهديدات الكونغرس الأخيرة بخفض المساعدات الأمريكية لباكستان بحجة إيواء زعيم تنظيم القاعدة المغتال أسامة بن لادن، مع تزايد علامات القلق والإرتياب تجاه سياسات الحكومة المصرية الحالية ومستقبل العلاقات مع مصر التي كانت حليفة واشنطن القوية في عهد الرئيس المخلوع حسني مبارك.
فقد زودت واشنطن النظام المصري السابق بمعدل ملياري دولار سنويا، خصص حوالي ثلثيها إلي المؤسسة العسكرية المصرية، وذلك منذ توقيعها علي اتفاقية كامب ديفيد مع اسرائيل في 1979. كما شجعت الولايات المتحدة الدول الأخرى والمؤسسات المالية الدولية علي السخاء في التعامل مع النظام المصري الذي إعتبرته لا غنى عنه للحفاظ على الأوضاع في المنطقة.
بيد أن إستقلالية السياسة الخارجية المصرية الجديدة بعد نحو ثلاثة أشهر من الإطاحة بمبارك، أثارت ردود فعل عصبية في واشنطن ولا سيما في الكونغرس حيث يحظي"اللوبي الاسرائيلي" بنفوذ واسع. وكمثال، ندد عدد من أبرز النواب الأمريكيين بشدة، إضافة إلي إدارة باراك أوباما، بوساطة مصر لتوقيع اتفاقية المصالحة في القاهرة بين قادة حركتي حماس وفتح.
وفي هذا الصدد، هدد كل من رئيسة لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب الأمريكي إليانا روس-ليتينين، والنائب الديمقراطي العضو في هذه اللجنة هوارد بيرمان، بوقف كافة المساعدات الامريكية حال مقدم أي حكومة فلسطينية تضم حماس ما لم توافق الحركة على نبذ العنف والاعتراف بحق إسرائيل في الوجود، ودعم جميع الاتفاقات السابقة التي وقعتها منظمة التحرير الفلسطينية.
وفي نفس الوقت، كسبت فكرة التهديد بخفض المساعدات الأمريكية للمؤسسة العسكرية المصرية، كوسيلة لكبح جماح استقلالية سياسات الحكومة المصرية الحالية، زخما سريعا في الأسابيع الأخيرة في أروقة الكونغرس الأمريكي.
وكتبت صحيفة وول ستريت جورنال في إفتتاحية تبلور موقف المحافظين الجدد وما أسمته "معاينة مقلقة لما يمكن أن يتأتي" من "الربيع العربي"، أنه "لو ترجمت القاهرة رغبتها في المزيد من الإستقلالية في سياستها الخارجية علي صورة علاقات اكثر دفئا مع الإرهابيين، فقد يحتاج الدعم الأمريكي طويل الامد للجيش المصري إلى إعادة النظر".
هذا ولقد بدأ القلق الأمريكي المتزايد بعد وقت قصير من الاطاحة بمبارك عندما سمحت مصر لسفن حربية إيرانية بالإبحار عبر قناة السويس الى البحر المتوسط، وهو الاجراء الذي شددت إسرائيل ومناصروها في واشنطن على انه لم يسبق له مثيل منذ قيام الثورة الاسلامية عام 1979 حين دخلت العلاقات بين الدولتين مرحلة الجمود.
وإكتسبت مصر قدرا متناميا من الإستقلال في سياستها الخارجية عن إسرائيل والولايات المتحدة بمقدم حكومة عصام شرف ووزير الخارجية نبيل العربي، وإن كانت قد كررت أنه ليس لديها النية في التراجع عن اتفاقيات كامب ديفيد.
وفي أوائل الشهر الماضي، أعلن العربي بعد لقاء مع دبلوماسي ايراني رفيع المستوى، ان البلدين قد "فتحا صفحة جديدة" في علاقاتهما.
ومنذ ذلك الحين، أصبح من الواضح أن القاهرة تعتزم تطبيع العلاقات مع طهران، وهو التطور الذي سيمثل انتكاسة خطيرة لجهود الولايات المتحدة واسرائيل لعزل الجمهورية الاسلامية وتشكيل تحالف بين اسرائيل ومصر والملكيات السنية في الأردن والخليج ضد ايران.( 2011)