حسني عوض: ميكانيكي السيارات الأستاذ الجامعي

من طرف **بشير الغزاوي** الجمعة مايو 13, 2011 7:40 am

حسني عوض: ميكانيكي السيارات الأستاذ الجامعي
منتدى"هديل صدام حسين
التاريخ : 13/5/2011
مرحبا بطلابه يبدأ الدكتور حسني عوض محاضرته في جامعة القدس المفتوحة بمدينة طولكرم. ما يقارب من ثلاثين طالبا وطالبة يستمعون بإنصات وهدوء لأستاذهم الذي سبق وأن عرفه بعضهم بأماكن أخرى تختلف كثيرا عن عالم الجامعة، في ورشة الميكانيكي ومحل الخضار.
في يده التي تحمل اليوم قلما سبق لها وأن حملت الخضراوات ومعدات تصليح السيارات، فالدكتور بالرغم من عمله محاضرا في الجامعة، ما زال يعمل ميكانيكي في ورشته الخاصة.
يقول عوض لوكالة 'وفا': 'عملت بمهن مختلفة، منها الزراعة والبناء، وكل هذا نتيجة للظروف الصعبة، فلم أتمكن من استكمال تعليمي مباشرة وبعدها عملت ميكانيكي سيارات وبائع للخضار'.
حسني عوض الذي قاسى كثيرا نتيجة العمل بمهن مختلفة سعيا وراء تحقيق حلمه الرئيسي في استكمال التعليم؛ ما زال يذكر جيدا اليوم الذي قرر فيه العودة للدراسة حتى وإن بدا الانقطاع كبيرا.
'نهاية عام 1995 التحقت بأحد الأجهزة الأمنية برتبة رقيب، وكانت هذه الرتبة المتدنية التي حصلت عليها سببا إضافيا في تعظم إرادة التحدي لدي للبحث مرة أخرى عن سبل استكمال التحصيل الجامعي، فكانت جامعة القدس المفتوحة هي خياري، وذلك لكوني متزوجا وأبا لأربعة أبناء، فلم يكن بالإمكان في ذلك الحين الجمع ما بين متطلبات الأسرة وأعبائها والوظيفة والدراسة'.
توجه عوض لدراسة التنمية الاجتماعية والأسرية، وتحديدا تخصص الخدمة الاجتماعية، فهو المجال الذي طالما حلم به.
وليتمكن من الوفاء بالتزامات الدراسة المادية واستحقاقاتها واحتياجات الأسرة ومتطلباتها؛ عمل إضافة إلى وظيفته في أحد أجهزة السلطة الأمنية سائقا على حافلة صغيرة، حيث كان يقوم في الساعة السادسة والنصف صباحا بجمع عدد من المعلمين والمعلمات لنقلهم إلى أماكن عملهم، قبل أن يتوجه إلى عمله الأساسي.
وعند العودة من الوظيفة؛ يتابع عمله في المرآب رافعا شعار 'العمل رسالة وهو هدف يحقق فيه الإنسان الكثير غير المردود المادي، الهدف أن يجد الإنسان نفسه أين يريد ويمارس دوره في المجتمع'.
استثمر عوض كل دقيقة متاحة خلال النهار بالدراسة، حتى في لحظات انتظار خروج المعلمين والمعلمات الذين كان ينقلهم من مدارسهم، إلى أن جاءت اللحظة التي أنتظرها طويلا، حصوله على البكالوريوس' وبتقدير جيد جدا.
يقول عوض واصفا لحظة تخرجه من الجامعة عند حصوله على درجة البكالوريوس عام 1999، وبعد 15 عاما من حصوله على شهادة الثانوية العامة 'لم أفرح في حياتي كتلك الفرحة التي عشتها لحظة حصولي على البكالوريوس، فقبلها كانت مناسبات كثيرة مرت بحياتي منها نجاح الثانوية العامة والزواج والمولود الأول والخروج من السجن، جميعها مناسبات أفرحتني ولكن ليست كفرحة التخرج والحصول على البكالوريوس، كانت نشوتها على خلاف جميع المناسبات، فقد جاءت بعد عذاب ومرار تجرعته طوال سنين دون يأس أو توقف'.
في السنة ذاتها، التحق عوض، بجامعة القدس لدراسة الماجستير في تخصص الإرشاد النفسي والتربوي، وتخرج من الجامعة نفسها عام 2003 بتقدير جيد جدا، وحصل في الوقت نفسه على قبول لدراسة الدكتوراه في الإرشاد النفسي والتربوي من جامعة العلوم والتكنولوجيا في السودان.
أبناء عوض تحدثوا بفخر عن والدهم فقالت ابنته ميس 'أنا فخورة جدا بوالدي الذي يمتلك تنوعا في مجالات عمله ومخزونه الثقافي، وهذا شيء أفادني كثيرا لأرنو بحلمي وطموحي عاليا'.
أما محمد الابن الأكبر، فقد حذا حذو والده، إذ اختار التخصص التقني وقال“والدي شخص درس الواقع بشكل جيد واستطاع بحكمة التغلب عليه وتوصل لكل ما أراده، أنا فخور به'