فلسطين...مسيرة استعادة الرجولة-بقلم: الحبيب اليازيدي
صفحة 1 من اصل 1
فلسطين...مسيرة استعادة الرجولة-بقلم: الحبيب اليازيدي
فلسطين...مسيرة استعادة الرجولة
بقلم: الحبيب اليازيدي
لن تعودو ما د منا رجالا... ولكنهم عادوا وفي نفوسهم ثأر وفي قلوبهم حقد دفين أعلنه قائدهم بقوله: ها قد عدنا يا صلاح الدين. كان مدار الصراع وعنوان القضية فلسطين. عادوا من بوابة الضعف العربي ليذكرونا بأننا قد فقدنا الرجولة. لم يطلق صلاح الدين قولته الا بعد أن أسس لأسباب القوة بتوحيد الأمة وكثف الجهد وحرر فلسطين. ويشاء القدر أن تظل فلسطين رمزا لرجولتنا في حال الضعف أو القوة. وكأن الجماهير العربية بما تختزنه من عمق تاريخي وتواصل مع رموزها وعناوين قوتها وفخرها قد استفاقت من غفوتها وقررت في زحفها على الحدود باتجاه فلسطين استعادة زمام الأمور بعد أن فقدت الأمل في الجيوش ويئست من الحكام المتلذذين بفقدان الرجولة. ففي هذه السنة تحل احدى الذكريات الأليمة التي اتفق على تسميتها بالنكبة بكل ما تحمله من معاني وقد أعلن الشعب العربي التمرد على الظلم والجور والفساد وكل أسباب الضعف والهوان الذي جسدته المؤسسة السياسية المتهاوية تحت أقدام الثوار في كل من تونس ومصر. وفي حركة تحمل من الدلالات ومن الرمزية ما لا يدركه الا الثوار لم تشأ الجماهير الثائرة أن ينحصر فعلها في الحدود القطرية التي هندسها الاستعمار ويكرسها حرسه الخائن العميل. لق أدرك الشعب العربي بفطرته وبتجاربه التاريخية وهو يخوض غمار الثورة أن نجاح الحركة الثورية رهين بامتدادها وعمقها القومي وببعدها الانساني وبمواجهة كل الأعداء المتربصين بحريته وأسباب قوته. لذلك فهو يرفض أن ينكفئ على نفسه في الحدود القطرية وأن تتآكل ثورته داخليا بمعالجة المشاكل مجزأة منقوصة وغير مكتملة. لقد عودنا الشعب العربي برفضه للهزيمة وان طالت غفوته وامتد سباته. وها هو اليوم مدفوع بنشوة الانتصار وبلهيب الثورة المتأججة في أكثر من قطر عربي يزحف بصدور عارية وقد اختار أن يلتحم مباشرة بالعدو الرئيسي للأمة. ففي القاموس السياسي الذي تختزنته المخيلة الشعبية ويعبر عنه الضمير الجمعي العربي في كل حراك وفعل أن فلسطين بالنسبة للشعب العربي هي عنوان النصر أو الهزيمة. وستضل الثورة أي ثورة في الوطن العربي منقوصة وغير مكتملة ما لم تكن قضية فلسطين حاديها وهاديها. لهذا الاعتبار لم تنسى الجماهير العربية الثائرة فلسطين فرفعت شعار "الشعب يريد تحرير فلسطين" وقررت أن يكون يوم 15 ماي يوم الزحف للتذكير بأن فلسطين تبقى على الدوام قضية العرب المركزية وأن محاولات الالتفاف مهما تنوعت وتشعبت فهي كالسحابة تنقشع مع أول صحوة. هذه هي رسالة الشعب العربي ورسالة حركة الثورة العربية على الدوام لقوى الاستعمار وكل أعداء الأمة مجتمعين. لذلك تحتاج الخارجية الأمريكية الى جهد موصول لتذكيرنا بأن ادارتهم الموقرة لن تعترف بأي حكومة فلسطينية تشارك فيها قوى معادية لاسرائيل وأن سقف أي تحولات في الخارطة السياسية العربية يجب أن يكون محكوما بالسلام مع الكيان الصهيوني كمقياس مركزي لنيل الرضى والقبول. وبالنسبة لنا لا يجب ان يكون أقل من تحرير فلسطين من النهر الى البحر. تدرك الجماهير العربية أنها لن تنال حريتها وتستعيد دورها التاريخي في بناء الحضارة الانسانية الا باستكمال حلقات تحررها الوطني والقومي وباعلان الثورة الشاملة على القهر والاستغلال والتخلّف وكل اشكال الاستعمار وألاعيب أهل السياسة. وهذا ما تجسّده الشعارات التي رفعتها الجماهير في هبتها العارمة بكل عفوية بعيدا عن كل الحسابات التي تكبّل عادة الفعل السياسي المحترف. ومن هذا المنطلق فان القوى الوطنية مطالبة اليوم بالانحياز المعلن والكلي لمطالب الشعب العربي ولقضاياه الجوهرية وعلى رأسها فلسطين. فان نجاح الثورة أصبح يقتضي شمولية الحراك الشعبي والسياسي على المستوى القومي وخاصة في فلسطين. فقد أصبحنا في هذا المنعرج الحاسم في حاجة أكيدة لعكس الهجوم واحراج الاستعمار واذنابه في مواجهة مباشرة ومفتوحة، بعد ان انفتحت أكثر من جبهة وساحة للمعارك. فبعد العراق يأتي الدور على ليبيا كاعلان صريح على عودة الاستعمار للاحتلال والتدخل المباشر على الارض. فما نعاينه حاليا في القطر الليبي الشقيق هو غزو صريح وتدخل مباشر بالقوة المسلحة لتغيير نظام استنفد أغراضه. لذلك استغل الثرة الليبية لاغراضه ومطامعه الاستعمارية. ولا أحد يصدّق ان كل هذه الترسانة العسكرية والخسائر المالية هي من أجل انقاذ الشعب الليبي. ان الزعم بمساعدة الثوار والتوطؤ الرجعي العربي الداعم للغزو جريمة لن يغفرها التاريخ. فالمؤامرة في ليبيا تستهدف الجميع حيث وجدت القوى الاستعمارية مطية لاستكمال مشروع التفتيت في الجسد العربي واحياء مشروع الشرق الاوسط الجديد ومحاصرة التداعي الثوري العربي باجهاض الثورة في تونس ومصر وافراغها من محتواها الوطني وبعدها القومي. والغريب يكمن في هذا الصمت المريب وغياب اي موقف مما يحدث في ليبيا رغم أننا ندرك النتائج الوخيمة التي ستنعكس على الجميع. من هنا تأتي ضرورة عكس الهجوم، والوجهة تحديدا فلسطين التي تبقى مدار الصراع وعنوان القضية وخلاصة المعاناة العربية وساحة الاحراج القومي والانساني. وفي هذه اللحظة التاريخية فاما موقف صريح ومعلن مرفوق بفعل مسؤول وهادف واما خيانة مفضوحة. فهل يكون الزحف الجماهيري نحو فلسطين محركا للهمم وبداية المسيرة لاستعادة الرجولة ومدّ الوصل مع صلاح الدين الذي ناب عن رسول صلى الله عليه وسلم بنصر أمته.
Par : Habib Yazidi
مواضيع مماثلة
» تعريف فلسطين الاسم: فلسطين بنت كنعان
» (( 28 نيسان مولد سيد شهداء العصر .. صانع الرجولة والرجال الابطال ))
» المشاركة في مسيرة ذكرى النكبة
» بالصور .. المشاركون في مسيرة انهاء الانقسام بغزة
» حماس تهاجم مسيرة لطالبات الثانوية وتقمع متظاهرين قرب مقر الأونروا بغزة
» (( 28 نيسان مولد سيد شهداء العصر .. صانع الرجولة والرجال الابطال ))
» المشاركة في مسيرة ذكرى النكبة
» بالصور .. المشاركون في مسيرة انهاء الانقسام بغزة
» حماس تهاجم مسيرة لطالبات الثانوية وتقمع متظاهرين قرب مقر الأونروا بغزة
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى