رياح الخطر تهب علي الجنوب من دول الشمال الغنية
صفحة 1 من اصل 1
رياح الخطر تهب علي الجنوب من دول الشمال الغنية
رياح الخطر تهب علي الجنوب من دول الشمال الغنية
جنيف, يونيو- تشهد الولايات المتحدة أضعف معدل إنتعاش إقتصادي منذ الحرب العالمية الثانية، مع ارتفاع معدل البطالة وتقلص الاستثمارات بسبب مديونيتها العالية، فيما يعاني إقتصاد الدول الأوروبية الأعضاء في "منطقة اليورو" من عدم الإستقرار والتذبذب، ما يعرض الاقتصادات النامية والناشئة لرياح المخاطر المالية التي تهب عليها من الدول الأكثر تقدما.
هذا هو مشهد الإقتصاد العالمي الحالي الذي عرضه يلماز اكيوز، كبير الخبراء الاقتصاديين بمركز الجنوب، وهو المنظمة الحكومية الدولية للدول النامية ومقره حنيف، أثناء مؤتمر مخصص لمراجعة الاضطرابات المالية العالمية والخيارات المتاحة للبلدان النامية.
وشرح اكيوز أن الإقتصادات النامية والناشئة تجذب كميات كبيرة من رؤوس الأموال المخصصة للمضاربات، نظرا لارتفاع أسعار الفائدة وتحسن آفاق نموها.
كما تسجل عملات غالبية الدول النامية والناشئة إرتفاعا في القيمة، بمعدلات أعلى في بلدان عجز الحساب الجاري مثل البرازيل والهند وجنوب أفريقيا وتركيا، منها في الدول ذات الفائض مثل الصين وكوريا الجنوبية ودول جنوب شرق آسيا. وفي نفس الوقت، تواجه كثير من هذه البلدان أيضا سلسلة من الفقاعات والمضاربات في مجالات القروض والأصول، فضلا عن ارتفاع درجة حرارة اقتصادياتها مع خطر هبوطها بصورة حادة.
وقال اكيوز أن أكثر الإقتصاديات النامية والناشئة ضعفا هي تلك التي تحظي بفوائد التوسع العالمي في مجال السيولة وتدافع أسعار السلع وتدفقات رأس المال، فيما تأتي البرازيل وروسيا وجنوب أفريقيا ضمن الدول الأكثر عرضة لخطر تكرار التجارب التي مرت بها المكسيك في السبعينات والثمانينات.
هذا وتشير توقعات مركز الجنوب، الذي أنشأ في 1995 ويتخصص في دراسة قضايا الدول الفقيرة، إلي أن معدل النمو سوف يكون معتدلا بوتيرة منتظمة في آسيا، وهي المنطقة التي لا تبدو الآن عرضة لمخاطر وقوع أزمات عملة وميزان مدفوعات.
وفي المقابل، ستتعامل إقتصاديات أفريقيا وأمريكا اللاتينية مع النمو بوتيرة أقل إنتظاما بسبب تعرضها لتشديد الشروط المالية العالمية والتدهور المحتمل في أسواق السلع الأساسية، وفقا لكبير الخبراء الاقتصاديين بمركز الجنوب، يلماز اكيوز.
وتوقع أن تواجه إقتصاديات بعض كبري الدول النامية والناشئة -التي أصبحت تعتمد بشكل متزايد على تدفقات رأس المال- أزمة في ميزان المدفوعات.
ونظرا لهذا المشهد، شدد الخبير الاقتصادي والصحافي تشكرافارتي راغافان، علي حتمية "التعاون بين بلدان الجنوب"، وأن تضع هذه البلدان مسألة التعاون السياسي علي ذروة أولوياتها.
وذكّر راغافان في حديثه لوكالة انتر بريس سيرفس المؤسسة بأن الاقتصاد العالمي لا يزال معرضا لمخاطر وتحديات عديدة علي طريق الانتعاش، وذلك نتيجة للكساد الهائل الناتج عن الأزمة المالية التي اندلعت في 2008 في الولايات المتحدة وإنتقلت إلى الاتحاد الأوروبي.
وأضاف أن يجب التذكير أيضا بأن هذه الأزمة هي نتيجة "السلوك المتهور، بل والجنائي في بعض الأحيان، من قبل الشركات المالية، وسحب آليات الإشراف والرقابة لأسباب ايديولوجية".
كذلك أن الطريق نحو مستقبل أفضل محفوف بالمخاطر والعقبات، ولا توجد حلول موحدة أو بسيطة تسري علي الجميع. ورأى أن الانتعاش وخروج الاقتصاد العالمي من المتاه الحالي يتطلب مجموعة متنوعة من التدابير، تختلف فيما بين البلدان وعلى الصعيد الدولي أيضا.
وقال ان افضل حل سيأتي من خلال التعاون الدولي الكامل والشامل، بغية عرقلة الحرية غير المحدود ة لرؤوس الأموال، وضمان أن النظام يخدم مصالح الاقتصاد الحقيقي في جميع البلدان. وهذا قد يتطلب فرض ضوابط علي رأس المال حتى في دول مثل الولايات المتحدة، وخصوصا على تحركات الاستثمارات قصيرة الأجل وغيرها من العمليات التجارية الأخرى.( 2011)
بشير الغزاوي- عضو فعال
- عدد الرسائل : 622
العمر : 84
تاريخ التسجيل : 28/03/2010
مواضيع مماثلة
» الخطر الداهم .. يهودية الدولة
» القدس في دائرة الخطر!!! (ملاك القدسي)
» حزب البعث العربي الاشتراكي -مكتب تنظيم الجنوب بـــــــيان
» بيان حزب البعث العربي الاشتراكي في ذكرى ميلاده 61 -مكتب تنظيم الجنوب
» كتلة الوحدة الطلابية بجامعات الجنوب تختتم أعمال مؤتمرها العام الثاني
» القدس في دائرة الخطر!!! (ملاك القدسي)
» حزب البعث العربي الاشتراكي -مكتب تنظيم الجنوب بـــــــيان
» بيان حزب البعث العربي الاشتراكي في ذكرى ميلاده 61 -مكتب تنظيم الجنوب
» كتلة الوحدة الطلابية بجامعات الجنوب تختتم أعمال مؤتمرها العام الثاني
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى