أصوات إيرانية تطالب الحكومة بوقف حملة إزالة الأطباق اللاقطة للفضائيات

من طرف **admin** الأحد يونيو 12, 2011 10:36 pm

مطالبات بإعادة النظر في القانون الذي يحظر استخدامها
أصوات إيرانية تطالب الحكومة بوقف حملة إزالة الأطباق اللاقطة للفضائيات

أطلقت قوات الأمن الداخلي في طهران خلال الأيام القليلة الماضية حملة أخرى لجمع أطباق الأقمار الاصطناعية من فوق أسطح منازل المواطنين، وفي هذا الإطار جرى في غرب طهران خلال الأسبوع الماضي جمع ما يزيد عن ألفين وسبعمئة طبق، وما يزيد عن أربعة آلاف جهاز LNB، والتي تستخدم لاستيعاب واستبدال الإشارات التي تبث عبر شبكة الاتصالات الفضائية، ويتم تركيبها على طبق الاستيعاب، وفق ما ذكرت وكالة أنباء الطلبة الإيرانية "إيسنا".

وعلى خلفية استئناف المعركة التي تُديرها السلطات الإيرانية منذ سنوات للحد من استخدام المواطنين أطباق الأقمار الاصطناعية، ازدادت مؤخراً الأصوات الداعية إلى إعادة النظر في السياسة المتبعة في هذا الخصوص، حيث أعلن بعض الأعضاء في اللجنة الثقافية للمجلس الإيراني هذا الأسبوع عن نية اللجنة إعادة النظر في القانون الذي تم سنه في منتصف التسعينات، والذي ينص على حظر استخدام أطباق الأقمار الاصطناعية.
إدخال تعديلات قانونية

وذكر المتحدث باسم اللجنة الثقافية، ستار هدايت خواه، أن كيفية جمع الأطباق تستوجب إعادة النظر بشكل يأخذ بعين الاعتبار الظروف التي تُحيط الآن بالمجتمع الإيراني، وأن اللجنة تنوي التباحث في هذا الخصوص.

وأضاف: "ما دام هناك قانون يحظر استخدام أطباق الأقمار الاصطناعية، فلا يُمكن الامتناع عن جمع الأطباق، ولكنه يجب إعادة النظر في كيفية تطبيق القانون والعمل بما لا يُثير مشاعر الاستياء والتذمر لدى المواطنين".

وقال عضو آخر في اللجنة، رمضان شجاعي كياسري، في مقابلة أجرتها معه وكالة "مهر" للأنباء، إن اللجنة الثقافية تنظر في إمكانية إدخال تعديلات على القانون الذي ينص على الحظر المطلق فيما يتعلق باستخدام العتاد لاستيعاب البرامج التي تبث عبر الفضائيات.

وأوضح أن هذه القنوات تبث أيضاً مضامين إيجابية مثل: المسلسلات الوثائقية والبرامج العلمية التي كان من المستحسن أن يتم بثها على التلفزيون الإيراني. ولم ينف شجاعي كياسري احتمال القيام بعملية اختيار برامج مفيدة معينة بصورة حريصة يتم بثها عبر الفضائيات ليتم بثها أيضاً عبر المحطات الإيرانية.

وفي سياق متصل، وجه عدد من المواقع الإيرانية على شبكة الإنترنت خلال الأيام القليلة الماضية انتقادات حول المعركة عديمة الجدوى لجمع أطباق الأقمار الاصطناعية من فوق أسطح منازل المواطنين.
"محاولات عقيمة"

واستعرض موقع "فرارو" على شبكة الإنترنت المحاولات العقيمة من قبل السلطات وقوات الأمن الداخلي الإيرانية لمكافحة توسع ظاهرة استخدام أطباق الأقمار الاصطناعية في إيران، مدعياً أن جميع المحاولات المتواصلة منذ عام 1994 قد باءت بالفشل.

وأفاد الموقع أن بعض الدراسات التي تمت من قبل هيئة الإذاعة الإيرانية تُشير إلى انضمام 10% من مواطني طهران سنوياً إلى مشاهدي القنوات الفضائية التي يتم بثها من الخارج، مشيراً إلى أن القانون الحالي الذي يفرض الغرامات المالية التي يصل قدرها إلى آلاف الدولارات على المواطنين الذين يقومون بتركيب هذه أطباق على أسطح منازلهم؛ لا يُؤثر عليهم أبداً، حيث يُفضل معظمهم مشاهدة القنوات من الخارج التي تبث باللغة الفارسية.

ووفقاً للموقع فحتى كبار رجال الدين أفتوا في الماضي أنه ليس هناك أي إشكالية شرعية مبدئية في ما يتعلق باستخدام العتاد لاستيعاب بث الفضائيات ما لم يتم استخدامه لمشاهدة البرامج التي تحظر مشاهدتها طبقاً للشريعة الإسلامية.

وأفاد الموقع أنه خلال الأشهر القليلة الماضية تم تهريب عتاد الاتصالات المتطور الذي يُتيح استيعاب بث الفضائيات بشكل مخفي، والذي يُغني عن الحاجة إلى استخدام أطباق الأقمار الاصطناعية الكبيرة، ورغم أن سعر هذا العتاد لايزال مرتفعاً (نحو 3.000 دولار)، لكن التجربة أثبتت أنه مع مر الأيام يطرأ انخفاض على سعر عتاد الاتصالات.

وتابع الموقع: "لقد أثبتت التجربة أن الحملات لجمع أطباق الأقمار الاصطناعية لم تُؤد إلى أي نتيجة وأن التكنولوجيا دائماً وأبداً تستبق السياسة. إن الجهود المبذولة من قبل قوات الأمن الداخلي لم تُؤد إلا إلى تبذير في الموارد البشرية التي كان من المستحسن تكريسها لمجالات أخرى أكثر نفعاً".

واقترح الموقع على السلطات تغيير سياستها وتركيز جهودها على الصعيد الثقافي، عن طريق رفع مستوى البرامج التي تبثها هيئة الإذاعة الإيرانية وإدخال أجسام أهلية إلى سوق إنتاج البرامج. فقط بهذه الطريقة يُمكن التعاطي بنجاح مع التأثيرات الآخذة بالازدياد للفضائيات الأجنبية.

من جانبه، اعتبر موقع "بورنا نيوز" على شبكة الإنترنت، أن الحل الأساسي لمشكلة مشاهدة الفضائيات الأجنبية الآخذة بالازدياد يتمثل في إنتاج برامج محلية من شأنها أن تتعاطى بنجاح مع البرامج الترفيهية التي يتم بثها على الفضائيات.

وأكد أنه لا يُمكن التعاطي مع صاروخ بواسطة سكين، ولا يُمكن بعد الاكتفاء بدعوة المواطنين إلى الامتناع عن مشاهدة البرامج التي تبث عبر الفضائيات فقط "لأنها سيئة".

وكانت بعض الجهات في السلطات الدينية المحافظة عبرت عن قلقها من استخدام أطباق الأقمار الاصطناعية الآخذ بالازدياد، مدعية أنه يتم استخدامها لإدخال ثقافة الغرب إلى إيران.