الأمة موجودة حيث يحمل أبناؤها السلاح

من طرف **admin** الجمعة يونيو 20, 2008 11:13 pm

الأمة موجودة حيث يحمل أبناؤها السلاح
الدكتور غالب الفريجات

مؤمنون بهذه الامة ايمان لا يتزعزع ، ولا تتسرب اليه ذرة من الشك ، ايماننا كايمان العجائز، الذي لا يحمل سفسطة ولا مداراة ولا مواربة ، بعيد كل البعد عن التقية الرخيصة ، لان امتنا امة رسالة ، تحمل رسالتها الى العالم اجمع ، وهي من انجبت رسل الله الى عباده ، ليحددوا للبشرية معالم الطريق الدنيوي ، وانجبت محمد ( صلعم ) سيد الخلق ، والحبيب الى الله سبحانه وتعالى، وفيها نزل كتاب الله دستورا للعالم بقيادة هذه الامة ، ولغتها لغة الفصاحة والبيان ، استوعبت اعظم كتب الله السماوية ، وكذلك هي لغة اهل الجنة ، ومع ذلك لانتيه على العالم ، بل نحترم الانسان الذي كرمه الله ، والانسانية التي تسعى لتعمير الارض ولخدمة البشرية ، ومن ايحاءات كل هذه المعاني ، نقف بالمرصاد لكل من يريد تشويه صورة الامة ، ويحاول ان يتطاول عليها في ارضها وانسانها ورموزها ، ولا نميز بين احد منهم ، لانهم اعداء للامة ، ايا كانت التلاوين التي يتلونون بها ، اكانت صليبية او صهيونية او صفوية .[/size]

امتنا رغم مظاهر التبعية والذل والضعف في وجهها الرسمي ، ولكنها امة الممانعة والمقاومة في وجهها الجماهيري ، فليس هناك من امة على الارض يحمل ابناؤها السلاح ، في وجه الامبريالية والصهيونية والطائفية الا الامة العربية ، رغم الضجيج الذي يثيره غبار الادعاءات الكاذبة ، من سدنة ما يسمى بولاية الفقيه ، في محاربة الشيطان الاكبر ، الذي يتلذذون بالنوم في احضانه .

امتنا من انجب اطفال فلسطين باكفهم الصغيرة ، يواجهون آلة العدوان الصهيوني ، ويقهرون غطرسته وعنجهيته في انتفاضتهم ، وهم من يضرب امثلة رائعة في الصمود والتصدي للاعتداءات الصهيونية ، وهم العزل الا من الارادة والتصميم والايمان بالحق المشروع لهم في ارضهم ووطنهم ، وامتنا هي من ابدعت اسرع مقاومة في التاريخ على ارض العراق الشامخ، عراق العروبة والتحدي ، عراق الشهيد صدام حسين ، الذي عاش بطلا ومات شهيدا ، دفاعا عن المبادئ ، وهو صاحب القول السديد ، ان بغداد مصممة على ان ينتحر البرابرة على اسوارها، وهاهم برابرة القرن الحادي والعشرين من مرتزقة اميركا ، ينتحرون في شوارعها وازقتها وحاراتها ، وحلفاؤهم من صهاينة ومجوس يلعقون احذيتهم ، ويتهيأوون لشرب كأس سم الهزيمة الثاني ، في اقل من ربع قرن على ارض العراق العربي .

امتنا في لبنان والصومال والسودان ، يحمل بعضا من ابنائها السلاح ، دفاعا عن ترابها وعن قيم العروبة ، وفي كثير من مواقع العروبة جنود اوفياء لمبادئ الامة ، من كتاب وصحفيين ومناضلين سياسيين ابوا الا ان يكونوا مع امتهم ، رغم مظاهر العهر الاخلاقي ، التي يتبجح فيها كتاب المارينز العرب ، من خيانة وعمالة ، يظنون واهمين ان بث ثقافة التيئيس والاحباط وتشويه صورة رموز الامة ومناضليها ، سيساوي الثمن البخس الذي يقبضونه من اعداء الامة ، وما علموا ان الامة ترصد كل حركات الخيانة ، ورقصات العهر التي يمارسونها .

امة يحمل ابناؤها السلاح موجودة على الارض تبني مستقبل ابنائها ، رغم كل مظاهر الضعف والذل والتبعية ، الموسومة بها قياداتها السياسية الرسمية ، لان الامة بقواعدها الجماهيرية لا بمغتصبي السلطة ، الذين يحتمون بحراب العدو ، فحيثما تقاتل الامة تؤكد شرعية وجودها وحقها في الحياة ، ونضالها المشروع في بناء مشروعها القومي ، الذي يخط اولى حروفه بقيام دولة الامة الواحدة ، من المحيط الاطلسي الى الخليج العربي .

امتنا بخير وفيها الخير ، مصداقا لقول سيد الخلق ، الخير فيّ وفي امتي الى يوم القيامة ، وعلينا ان نعجل في استكمال الامة لشروط بناء نموذجها ، في الوحدة والتحرير والعدالة ، من خلال كل اوجه النضال المدنية والعسكرية ، فكلنا يشتم سايكس بيكو صبحا ومساء ، وعندما تحين ساعة تحطيم جزء من سياج هذا المشروع التفتيتي ، نتباكى على الشرعية الدولية التي صنعتها ايادي الامبريالية التفتيتية ، ونتغنى بالكانتونات العربية ، التي اقامها اعداء الامة ، كمحطات وقود ليزودوا بها آلياتهم العدوانية على ابناء الامة