(وهج النور ) / الشاعر عبدالرحمن الباز

(وهج النور ) / الشاعر عبدالرحمن الباز

بــدرٌ سمــا شــعَّ السمــاء ونَـــوَّرا
فيضٌ من الصلواتِ... تعلو المنبرا

ولِــدَ البشيرُ بنــورِ وجــهٍ ساطـعٍ
فأضاءَ مكــةَ والشعــابَ وأبـــهرا

بالأرضِ قد عمَّ اليبــــابُ وجدبُهُ
وَقَدِ ارتضت بؤسَ الحياةِ تصحّرا

فيها عنــى الآهـاتِ دوماً تـشتكي
القلبُ فـــــي أَلَمٍ يعــــيشُ تكدُّرا

فهنالكَ الأغنــامُ تحــــيا بالظمى
غيثٌ تأخَّــــــرَ بالهطولِ وما درى

فأتى الربــيعُ بوهجِ نـــورِ محمدٍ
ومـــع الحليمةِ إستـــــهلَّ وأزهرا

درُّ الحليــــبِ غدا بضرعٍ واهـبٍ
حـلمٌ تنـــــامى بالفـــؤاد ميـــسَّرا

وتوسَّمت أملاً يعيـــشُ بصبــرها
يشتـــدُّ ساعـدهُ : يَجِـــدُ تصبُّـــرا

فَرَأَت بهِ أحلى المنى واستبشرت
وجـــهٌ تـــــلألأ بالضــياءِ مطـــهرا

نام الحبـــببُ بحجرها .مستدفئاً
هذا الذي ربــــي.. اصطفاهُ وكبَّرا

ملأ الفيـــافي.. خيرُهُ فيمن روى
وبهِ تـــرى دربَ الهدايةِ ..أخضرا

كَبُرَ الأميــــنُ تعــــبُّداً.. في غارهِ
جـبـــريلُ ناداهُ الحــروفُ وكرّرا

بالسرِّ يدعو النـــاسَ أزكـى دعوةٍ
فتمخّضَ الإيـــمانُ في . أُمِ القُرى

من ثمَّ قد رحلَ المدينةَ حامل ال
آياتِ والقــــــرآنِ أنبـــلَ ما جــرى

قد حلّت الأنــــوارُ فــــي أرجــائها
فتُرى على سيــماءِ مـن فيها سرى

صلّى عليـــكَ اللهُ. فـَـــــي عليائهِ
بمحمدٍ تشــــذو الورودُ... تعـــطّرا

اليــــوم مولدُ أحــمدٍ. خيـر الورى
بعبادتي أُهــدي الكريمَ... تــــشكُّرا