نص خطاب تنصيب الرئيس الأميركي اوباما
صفحة 1 من اصل 1
نص خطاب تنصيب الرئيس الأميركي اوباما
نص خطاب تنصيب الرئيس الأميركي اوباما
* أقف امامكم اليوم
متواضعا امام التحديات الماثلة امامي، ممتنا للثقة التي منحتموني اياها..
أشكر الرئيس بوش على خدمته للامة، ولكرمه وتعاونه الذي اظهره خلال الفترة
الانتقالية. 44 رئيسا اقسموا اليمين الرئاسي، جاء قسم هؤلاء في احيان
كثيرة في أوقات رخاء، لكن احيانا جاء وسط ضباب وعواصف. في هذه اللحظات لم
تجمع اميركا نفسها وتواصل المسيرة فقط بفضل مهارة ورؤية هؤلاء الذين
يشغلون المناصب الهامة، بل بفضل أولئك الناس الذين بقوا مخلصين لمبادئ
ابائنا، ومواثيقنا المؤسسة. فهذا كان الحال في الماضي، وهذا ما يجب ان
يكون عليه الحال مع هذا الجيل من الاميركيين. من المفهوم اننا الان وسط
ازمة، بلدنا في حرب ضد شبكة مترامية الاطراف من العنف والكراهية. اقتصادنا
أضعف بشدة، نتيجة للجشع وعدم المسوؤلية من جانب البعض، لكن ايضا نتيجة
لفشلنا الجماعي في اتخاذ قرارات صعبة، واعداد الامة للعصر الجديد. منازل
فقدت، وظائف انتهت، اعمال تهاوت، نظام الرعاية الصحية لدينا مكلف جدا،
مدارسنا ايضا فشلت، وكل يوم اضافي يحمل في طياته مزيدا من الدلائل. ان
الطريقة التي نستخدم بها مصادر طاقتنا تدعم المخالفين لنا وتهدد كرتنا
الارضية. كل هذه دلائل ازمات، وموضوع للاحصاءات، ربما تكون اقل قابلية
للقياس، لكنها ليست أقل تأثيرا على الثقة في بلادنا، وشعور بالخوف ان
تدهور اميركا امر لا مناص منه، وان على الجيل القادم ان يخفض من سقف
تطلعاته. اليوم اقول ان التحديات التي نواجهها حقيقة. هذه التحديات حقيقة،
وهى كثيرة، وهى لن تواجه بسهولة او في وقت قصير من الزمن. لكن أدركي هذا
يا اميركا، هذه التحديات سوف يتم مواجهتها. في هذا اليوم، نتجمع لاننا
اخترنا الامل على الخوف. وحدة الهدف على الصراع والخلاف. في هذا اليوم،
أتينا كي نضع حدا للاحزان والوعود الكاذبة.. التي كبلت سياساتنا لوقت
طويل. نحن امة صغيرة السن، لكن بلغة الكتاب المقدس، جاء الوقت من اجل ان
ننحي جانبا التصرفات الطفولية. جاء الوقت كى نعيد التأكيد على قيمنا
الروحية، جاء الوقت كى نختار تاريخنا الافضل، كى نحمل للامام تلك الهبة
الثمينة، تلك الفكرة النبيلة، نمررها من جيل الى جيل. وعد الله هو ان الكل
ولدوا متساوين، الكل ولدوا احرار، والكل يستحق فرصة كى يحقق اقصى ما
يتمناه من السعادة. في تأكيد عظمة بلادنا، نفهم ان العظمة ليست هبة، بل
شيء يناله الانسان بعمله. رحلتنا لم تكن ابدا رحلة اخذ الطرق القصيرة، او
الرضاء بما هو اقل. لم تكن طريق هؤلاء الذين يفضلون المتعة على العمل، او
يسعون للمال والشهرة، على العكس، كانت رحلة اقدام على المخاطر، وجرأة..
هؤلاء رأوا أميركا اكبر من طموحاتهم الشخصية، أكبر من اى اختلافات بحكم
الولادة او الثروة. هذه هى الرحلة التي نكملها اليوم. ما زلنا اغني واقوى
امة على وجه الارض. العمال الاميركيون لم يكونوا اقل انتاجية عندما بدأت
الازمة الاقتصادية. عقولنا ليست أقل ابداعا، بضائعنا وخدماتنا ليس العالم
بحاجة أقل اليها مما كان عليه الحال الاسبوع الماضي او الشهر الماضي او
العام الماضي. قدرتنا تبقي دون ان تتلاشي، لكن الوقت الذي وقفنا فيه
لحماية مصالحنا الضيقة، واتخذنا قرارات غير جيدة، هذا الوقت قطعا انتهى.
من اليوم يجب ان نلملم انفسنا، ان نزيل التراب عنا، وان نبدأ العمل لاعادة
بناء اميركا. اينما نظرنا، هناك عمل بانتظار ان ينجز. حالة الاقتصاد
تستدعي التحرك، بدماء وعرق. وسوف نتحرك، ليس فقط من اجل خلق فرص عمل
جديدة، ولكن لتعزير اسس جديدة لرخائنا. سوف نبني الطرق والجسور وخطوط
الاتصال الرقمية لتغذية تجارتنا وجمع قوتنا معا. ثم نعيد للعلم مكانته
الصحيحة، ونستعين بعجائب التكنولوجيا كي نرفع مستوي الخدمة الصحية، ونخفض
تكلفتها.. الان هناك من يتساءل حول حجم طموحاتنا، هناك من يقول ان نظامنا
لا يحتمل كل هذه الخطط الكبيرة. هؤلاء ذاكرتهم ضعيفة لانهم نسوا ان هذه
الامة فعلت هذا من قبل.. ما فشل المتشككون في فهمه، هو ان الارض اهتزت تحت
ارجلهم.. وان الحجج السياسية التي لطالما استخدمت لم يعد لها مكان. السؤال
الذي نسأله اليوم ليس ما إذا كانت حكومتنا كبيرة ام صغيرة؟، لكن ما إذا
كانت تعمل، ما إذا كانت تساعد العائلات على ان تجد فرص عمل بمرتبات لائقة،
او رعاية صحية يستطيعون ان يدفعوا تكلفته، أو راتبا تقاعديا لائقا. عندما
تكون الاجابة على هذه الاسئلة: نعم، سنتحرك للامام. عندما تكون الاجابة
لا، البرامج الخاصة بهذه القضايا سوف تغلق. وهؤلاء المسؤولون عن الانفاق
سوف تتم مساءلتهم..لانه هنا فقط يمكن استعادة الثقة الجوهرية بين الناس
والحكومة. بالنسبة للدفاع المشترك نرفض الاختيار بين سلامتنا وقيمنا
المثالية. الآباء المؤسسون واجهوا ما لا يمكن ان نتخيله، وميثاقنا يؤكد
حكم القانون وضمان حقوق الإنسان وهو ميثاق تم نشره عبر دماء الاجيال. هذه
المثل ما تزال تنير العالم، ولن نتنازل عنها لاسباب نفعية، ونقول لكل
الناس والحكومات الاخرى الذين يشاهدونا اليوم، من العواصم الكبرى الى
القرية الصغيرة حيث ولد والدي، اميركا هي صديقة لكل أمة وكل رجل وامرأة
وطفل يسعى لمستقبل يعمه السلام والكرامة. نحن جاهزون للقيادة مرة أخرى.
يجب ان نتذكر ان الاجيال السابقة واجهت الفاشية والشيوعية ليس فقط
بالصواريخ والدبابات ولكن بتحالفات صامدة وقناعات دائمة. لقد فهموا ان
قوتنا لوحدها لا يمكنها حمايتنا ولا تتيح لنا ان نفعل ما نريد. وبالمقابل
عرفوا ان قوتنا تنمو عبر الاستعمال الحكيم، وأمننا لا ينبع فقط عبر
الايمان بقضيتنا وقوتناوالتقليل من تواضعنا وبدون ضبط النفس. نحن القيمون
على هذا التراث، وعبر هذه المباديء التي توجهنا، يمكننا مرة اخرى مواجهة
التهديدات الجديدة التي تتطلب جهداً اضافياً للتعاون والفهم بين الشعوب.
سنشرع في انسحاب مسؤول لترك العراق لاهله، وتحقيق سلام قوي في افغانستان.
سوف نعمل مع الأصدقاء القدامى والأعداء السابقين بلا كلل أو ملل لتقليل
الخطر النووي وتقليل شبح ارتفاع درجة حرارة كوكب الأرض. لن نعتذر لأحد عن
طريقتنا وأسلوبنا في الحياة. فإلى أولئك الذين يحاولون تحقيق أهدافهم
وغاياتهم بنشر الإرهاب وقتل الأبرياء، نقول لكم اليوم: إن معنوياتنا أقوى
منكم، ولا يمكن أن تُكسر وسوف نهزمكم. نحن نعلم أن لدينا خليطا من التراث
يشكل قوة وليس ضعفاً. نحن أمة من مسيحيين ومسلمين ويهود وهندوس وغير
مؤمنين. إطارنا تحدده بوتقة اللغة والثقافة التي استقيناها من كل أصقاع
المعمورة، لأننا جرَّبنا وذقنا طعم المرارة والحرب الأهلية ونظام الفصل،
وهاهي أمَّتنا تعود لتُبعث من جديد من عصر الظلام فتكون موحدة وقوية مرة
أخرى. لا بد أن تستطيع إنسانيتنا أن تبلسم جراحها وتشفي نفسها بنفسها، إذ
يتعيَّن على أميركا أن تلعب دورها وتدشِّن مرَّة أخرى عهدا جديدا من
السلام. إلى العالم الإسلامي نقول، إننا نسعى لسلوك طريق جديد إلى الأمام،
أنه طريق يستند على المصلحة المشتركة والاحترام المتبادل. إلى أولئك
القادة في أرجاء المعمورة الذين ينشرون بذرر الصراع ويلقون باللاَّئمة في
أوجاع مجتمعاتهم على الغرب، نقول: فلتعلموا أنَّ شعوبكم سوف تحكم عليكم
بقدر ما تبنون لا بقدر ما تحطِّمون. وإلى أولئك الذين يتمسَّكون بالسلطة
عبر الفساد والخداع وإسكات صوت المعارضين والمنشقِّين، نقول: فلتعلموا
أنَّكم على الجانب الخطأ من التاريخ، لكننا سوف نمدُّ ونبسط لكم يدنا إن
أنتم أظهرتم الإرادة والرغبة على الحلول وإرخاء قبضتكم تلك. نتعهد بالعمل
إلى جانبكم لجعل مزارعكم تزدهر وتنتعش من جديد وجعل المياه العذبة تنساب
وتتدفَّق إليكم ونمكِّن الأجسام الجوعى من الحصول على التغذية، كما نساعد
على إطعام العقول الجوعى. (إلى المعرفة إلى تلك الأمم من أمثال أمتنا التي
تنعم بالوفرة النسبية، نقول: لم نعد نحتمل الشعور باللاَّمبالاة بأولئك
الذين يعانون خارج حدودنا، كما لم نعد نستطيع استهلاك موارد وخيرات العالم
بدون إعارة أدنى اهتمام لنتائج وانعكاسات ذلك. ولأن العالم قد تغيَّر،
فعلينا أن نتغيَّر نحن معه أيضا. ونحن ننظر في الطريق المنبسط أمامنا،
علينا أن نتذكر مع الامتنان أولئك الاميركيين الشجعان الذين في هذه
الساعة، يعملون في دوريات تجوب الصحاري والجبال البعيدة. هؤلاء لديهم شيء
يودون قوله اليوم، مثل اولئك الابطال الذين يرقدون في ارلنغتون (مقبرة
الجنود في فرجينيا) ويهمسون عبر العصور، نحييهم ليس فقط لانهم حراس حريتنا
لكن لانهم يجسدون روح التضحية، والرغبة في ايجاد معان أعظم من أنفسهم، وفي
هذه اللحظة التي ستذكر عبر الاجيال يجب ومن هذا المنطلق لابد ان يعيش
هؤلاء في انفسنا جميعاً. بقدر ما تستطيع الحكومة ان تفعله وما يجب ان
تفعله هو في نهاية المطاف النية وتصميم الشعب الأميركي الذي تعتمد عليه
هذه الأمة. ومن العطف الاعتماد على غريب عندما ينهار سد، أو العمال الذين
ليست لديهم روح الانانية والذين يفضلون خفض ساعات العمل من رؤية صديق يفقد
وظيفته خلال الظروف الحالكة، شجاعة رجل الاطفاء وهو يقتحم درجا مليئا
بالدخان، وأيضا رغبة أحد الوالدين في رعاية الطفل، كل هذا هو ما سيقرر
مصيرنا. قد تكون تحدِّياتنا جديدة، وقد تكون الأدوات التي نواجهها بها
جديدة أيضا. لكنَّ القيم التي يستند عليها نجاحنا، وهي العمل الجادًّ
والمتفاني والأمانة والإخلاص والشجاعة والأداء النزيه والتسامح وحب الفضول
والولاء والبطولة، هذه كلُّها أشياء قديمة، لكنَّها حقيقيَّة. تلك الأشياء
كانت عبر التَّاريخ هي القوَّة الكامنة بهدوء وراء تقدُّمنا. إنَّ ما هو
مطلوب منَّا الآن هو العودة إلى تلك الحقائق والقيم والبدء بعهد جديد من
الشعور والإحساس بالمسؤوليَّة والاعتراف بالفضل وتقدير الجهود، وذلك على
مستوى وصعيد كل أميركي. فنحن لدينا واجبات تجاه أنفسنا وتجاه أمَّتنا
وتجاه العالم أجمع. إنَّها واجبات لا نتقبَّلها بروح من الشكوى والتذمُّر،
بل نقتنصها بحب وسعادة وشغف. إنَّنا ننطلق بذلك كلِّه من معرفتنا الأكيدة
والراسخة بأنَّه لا يوجد شيء أكثر مجلبة للرضى من الضمير والرُّوح، وأكثر
تعريفا وتحديدا لشخصيَّتنا من إعطائنا وتقديمنا كلَّ ما نملك ونستطيع في
سبيل الواجب والمهمَّة العسيرة التي نتصدَّى لها. وهذا هو ثمن ووعد
المواطنة. هذا هو مصدر ثقتنا والمعرفة التي وهبنا لها الله لتشكيل مصيرنا
غير المعروف.
هذه هو معنى حريتنا والعقيدة. ويفسر لماذا رجل وأمرأة واطفال من جميع
الاعراق والعقائد يمكن ان يشاركوا جميعاً في الاحتفالات في ساحة المول،
ولماذا يقف امامكم اليوم رجل ويؤدي القسم امامكم في حين لم يكن ممكناً
تقديم خدمة لوالده قبل ستين سنة في مطعم محلي (بسبب لونه).
لذا دعونا نتذكر مع احتفال هذا اليوم، من نحن وكيف سافرنا بعيداً. في
سنوات ولادة أميركا، و في أشهر باردة، اقامت مجموعة صغيرة من الوطنيين
مخيم موت على مقربة من شواطئ الأنهار الجليدية. وتم التخلي عن العاصمة،
والعدو كان يتقدم. وكانت الثلوج ملطخة بالدماء. في وقت كانت تساور الناس
الشكوك حول نتائج ثورتنا، والد امتنا طلب أن تقرأ هذه الكلمات للشعب:
«اجعلونا نقول لعالم المستقبل.. وكان ذلك في عز الشتاء، حيث لم يكن لشيء
البقاء سوى الأمل والفضيلة يمكنها البقاء على قيد الحياة... إن المدينة
والبلاد، تواجه خطراً مشتركاً، ويجب مواجهته». يا اميركا، في مواجهة
الأخطار المشتركة، في هذا الشتاء الصعب، لنتذكر هذه الكلمات الخالدة. مع
الأمل والفضيلة دعونا مرة أخرى نواجه الثلوج بشجاعة وتحمل ما قد تأتي به
العواصف. ينبغي ان نقول لابنائنا الذين رفضوا ان تنتهي هذه الرحلة، نحن لن
نتراجع ونتعثر، وابصارنا شاخصة في الافق، وبعون الله سنحمل معنا هدية
الحرية ونسلمها للاجيال المقبلة.
متواضعا امام التحديات الماثلة امامي، ممتنا للثقة التي منحتموني اياها..
أشكر الرئيس بوش على خدمته للامة، ولكرمه وتعاونه الذي اظهره خلال الفترة
الانتقالية. 44 رئيسا اقسموا اليمين الرئاسي، جاء قسم هؤلاء في احيان
كثيرة في أوقات رخاء، لكن احيانا جاء وسط ضباب وعواصف. في هذه اللحظات لم
تجمع اميركا نفسها وتواصل المسيرة فقط بفضل مهارة ورؤية هؤلاء الذين
يشغلون المناصب الهامة، بل بفضل أولئك الناس الذين بقوا مخلصين لمبادئ
ابائنا، ومواثيقنا المؤسسة. فهذا كان الحال في الماضي، وهذا ما يجب ان
يكون عليه الحال مع هذا الجيل من الاميركيين. من المفهوم اننا الان وسط
ازمة، بلدنا في حرب ضد شبكة مترامية الاطراف من العنف والكراهية. اقتصادنا
أضعف بشدة، نتيجة للجشع وعدم المسوؤلية من جانب البعض، لكن ايضا نتيجة
لفشلنا الجماعي في اتخاذ قرارات صعبة، واعداد الامة للعصر الجديد. منازل
فقدت، وظائف انتهت، اعمال تهاوت، نظام الرعاية الصحية لدينا مكلف جدا،
مدارسنا ايضا فشلت، وكل يوم اضافي يحمل في طياته مزيدا من الدلائل. ان
الطريقة التي نستخدم بها مصادر طاقتنا تدعم المخالفين لنا وتهدد كرتنا
الارضية. كل هذه دلائل ازمات، وموضوع للاحصاءات، ربما تكون اقل قابلية
للقياس، لكنها ليست أقل تأثيرا على الثقة في بلادنا، وشعور بالخوف ان
تدهور اميركا امر لا مناص منه، وان على الجيل القادم ان يخفض من سقف
تطلعاته. اليوم اقول ان التحديات التي نواجهها حقيقة. هذه التحديات حقيقة،
وهى كثيرة، وهى لن تواجه بسهولة او في وقت قصير من الزمن. لكن أدركي هذا
يا اميركا، هذه التحديات سوف يتم مواجهتها. في هذا اليوم، نتجمع لاننا
اخترنا الامل على الخوف. وحدة الهدف على الصراع والخلاف. في هذا اليوم،
أتينا كي نضع حدا للاحزان والوعود الكاذبة.. التي كبلت سياساتنا لوقت
طويل. نحن امة صغيرة السن، لكن بلغة الكتاب المقدس، جاء الوقت من اجل ان
ننحي جانبا التصرفات الطفولية. جاء الوقت كى نعيد التأكيد على قيمنا
الروحية، جاء الوقت كى نختار تاريخنا الافضل، كى نحمل للامام تلك الهبة
الثمينة، تلك الفكرة النبيلة، نمررها من جيل الى جيل. وعد الله هو ان الكل
ولدوا متساوين، الكل ولدوا احرار، والكل يستحق فرصة كى يحقق اقصى ما
يتمناه من السعادة. في تأكيد عظمة بلادنا، نفهم ان العظمة ليست هبة، بل
شيء يناله الانسان بعمله. رحلتنا لم تكن ابدا رحلة اخذ الطرق القصيرة، او
الرضاء بما هو اقل. لم تكن طريق هؤلاء الذين يفضلون المتعة على العمل، او
يسعون للمال والشهرة، على العكس، كانت رحلة اقدام على المخاطر، وجرأة..
هؤلاء رأوا أميركا اكبر من طموحاتهم الشخصية، أكبر من اى اختلافات بحكم
الولادة او الثروة. هذه هى الرحلة التي نكملها اليوم. ما زلنا اغني واقوى
امة على وجه الارض. العمال الاميركيون لم يكونوا اقل انتاجية عندما بدأت
الازمة الاقتصادية. عقولنا ليست أقل ابداعا، بضائعنا وخدماتنا ليس العالم
بحاجة أقل اليها مما كان عليه الحال الاسبوع الماضي او الشهر الماضي او
العام الماضي. قدرتنا تبقي دون ان تتلاشي، لكن الوقت الذي وقفنا فيه
لحماية مصالحنا الضيقة، واتخذنا قرارات غير جيدة، هذا الوقت قطعا انتهى.
من اليوم يجب ان نلملم انفسنا، ان نزيل التراب عنا، وان نبدأ العمل لاعادة
بناء اميركا. اينما نظرنا، هناك عمل بانتظار ان ينجز. حالة الاقتصاد
تستدعي التحرك، بدماء وعرق. وسوف نتحرك، ليس فقط من اجل خلق فرص عمل
جديدة، ولكن لتعزير اسس جديدة لرخائنا. سوف نبني الطرق والجسور وخطوط
الاتصال الرقمية لتغذية تجارتنا وجمع قوتنا معا. ثم نعيد للعلم مكانته
الصحيحة، ونستعين بعجائب التكنولوجيا كي نرفع مستوي الخدمة الصحية، ونخفض
تكلفتها.. الان هناك من يتساءل حول حجم طموحاتنا، هناك من يقول ان نظامنا
لا يحتمل كل هذه الخطط الكبيرة. هؤلاء ذاكرتهم ضعيفة لانهم نسوا ان هذه
الامة فعلت هذا من قبل.. ما فشل المتشككون في فهمه، هو ان الارض اهتزت تحت
ارجلهم.. وان الحجج السياسية التي لطالما استخدمت لم يعد لها مكان. السؤال
الذي نسأله اليوم ليس ما إذا كانت حكومتنا كبيرة ام صغيرة؟، لكن ما إذا
كانت تعمل، ما إذا كانت تساعد العائلات على ان تجد فرص عمل بمرتبات لائقة،
او رعاية صحية يستطيعون ان يدفعوا تكلفته، أو راتبا تقاعديا لائقا. عندما
تكون الاجابة على هذه الاسئلة: نعم، سنتحرك للامام. عندما تكون الاجابة
لا، البرامج الخاصة بهذه القضايا سوف تغلق. وهؤلاء المسؤولون عن الانفاق
سوف تتم مساءلتهم..لانه هنا فقط يمكن استعادة الثقة الجوهرية بين الناس
والحكومة. بالنسبة للدفاع المشترك نرفض الاختيار بين سلامتنا وقيمنا
المثالية. الآباء المؤسسون واجهوا ما لا يمكن ان نتخيله، وميثاقنا يؤكد
حكم القانون وضمان حقوق الإنسان وهو ميثاق تم نشره عبر دماء الاجيال. هذه
المثل ما تزال تنير العالم، ولن نتنازل عنها لاسباب نفعية، ونقول لكل
الناس والحكومات الاخرى الذين يشاهدونا اليوم، من العواصم الكبرى الى
القرية الصغيرة حيث ولد والدي، اميركا هي صديقة لكل أمة وكل رجل وامرأة
وطفل يسعى لمستقبل يعمه السلام والكرامة. نحن جاهزون للقيادة مرة أخرى.
يجب ان نتذكر ان الاجيال السابقة واجهت الفاشية والشيوعية ليس فقط
بالصواريخ والدبابات ولكن بتحالفات صامدة وقناعات دائمة. لقد فهموا ان
قوتنا لوحدها لا يمكنها حمايتنا ولا تتيح لنا ان نفعل ما نريد. وبالمقابل
عرفوا ان قوتنا تنمو عبر الاستعمال الحكيم، وأمننا لا ينبع فقط عبر
الايمان بقضيتنا وقوتناوالتقليل من تواضعنا وبدون ضبط النفس. نحن القيمون
على هذا التراث، وعبر هذه المباديء التي توجهنا، يمكننا مرة اخرى مواجهة
التهديدات الجديدة التي تتطلب جهداً اضافياً للتعاون والفهم بين الشعوب.
سنشرع في انسحاب مسؤول لترك العراق لاهله، وتحقيق سلام قوي في افغانستان.
سوف نعمل مع الأصدقاء القدامى والأعداء السابقين بلا كلل أو ملل لتقليل
الخطر النووي وتقليل شبح ارتفاع درجة حرارة كوكب الأرض. لن نعتذر لأحد عن
طريقتنا وأسلوبنا في الحياة. فإلى أولئك الذين يحاولون تحقيق أهدافهم
وغاياتهم بنشر الإرهاب وقتل الأبرياء، نقول لكم اليوم: إن معنوياتنا أقوى
منكم، ولا يمكن أن تُكسر وسوف نهزمكم. نحن نعلم أن لدينا خليطا من التراث
يشكل قوة وليس ضعفاً. نحن أمة من مسيحيين ومسلمين ويهود وهندوس وغير
مؤمنين. إطارنا تحدده بوتقة اللغة والثقافة التي استقيناها من كل أصقاع
المعمورة، لأننا جرَّبنا وذقنا طعم المرارة والحرب الأهلية ونظام الفصل،
وهاهي أمَّتنا تعود لتُبعث من جديد من عصر الظلام فتكون موحدة وقوية مرة
أخرى. لا بد أن تستطيع إنسانيتنا أن تبلسم جراحها وتشفي نفسها بنفسها، إذ
يتعيَّن على أميركا أن تلعب دورها وتدشِّن مرَّة أخرى عهدا جديدا من
السلام. إلى العالم الإسلامي نقول، إننا نسعى لسلوك طريق جديد إلى الأمام،
أنه طريق يستند على المصلحة المشتركة والاحترام المتبادل. إلى أولئك
القادة في أرجاء المعمورة الذين ينشرون بذرر الصراع ويلقون باللاَّئمة في
أوجاع مجتمعاتهم على الغرب، نقول: فلتعلموا أنَّ شعوبكم سوف تحكم عليكم
بقدر ما تبنون لا بقدر ما تحطِّمون. وإلى أولئك الذين يتمسَّكون بالسلطة
عبر الفساد والخداع وإسكات صوت المعارضين والمنشقِّين، نقول: فلتعلموا
أنَّكم على الجانب الخطأ من التاريخ، لكننا سوف نمدُّ ونبسط لكم يدنا إن
أنتم أظهرتم الإرادة والرغبة على الحلول وإرخاء قبضتكم تلك. نتعهد بالعمل
إلى جانبكم لجعل مزارعكم تزدهر وتنتعش من جديد وجعل المياه العذبة تنساب
وتتدفَّق إليكم ونمكِّن الأجسام الجوعى من الحصول على التغذية، كما نساعد
على إطعام العقول الجوعى. (إلى المعرفة إلى تلك الأمم من أمثال أمتنا التي
تنعم بالوفرة النسبية، نقول: لم نعد نحتمل الشعور باللاَّمبالاة بأولئك
الذين يعانون خارج حدودنا، كما لم نعد نستطيع استهلاك موارد وخيرات العالم
بدون إعارة أدنى اهتمام لنتائج وانعكاسات ذلك. ولأن العالم قد تغيَّر،
فعلينا أن نتغيَّر نحن معه أيضا. ونحن ننظر في الطريق المنبسط أمامنا،
علينا أن نتذكر مع الامتنان أولئك الاميركيين الشجعان الذين في هذه
الساعة، يعملون في دوريات تجوب الصحاري والجبال البعيدة. هؤلاء لديهم شيء
يودون قوله اليوم، مثل اولئك الابطال الذين يرقدون في ارلنغتون (مقبرة
الجنود في فرجينيا) ويهمسون عبر العصور، نحييهم ليس فقط لانهم حراس حريتنا
لكن لانهم يجسدون روح التضحية، والرغبة في ايجاد معان أعظم من أنفسهم، وفي
هذه اللحظة التي ستذكر عبر الاجيال يجب ومن هذا المنطلق لابد ان يعيش
هؤلاء في انفسنا جميعاً. بقدر ما تستطيع الحكومة ان تفعله وما يجب ان
تفعله هو في نهاية المطاف النية وتصميم الشعب الأميركي الذي تعتمد عليه
هذه الأمة. ومن العطف الاعتماد على غريب عندما ينهار سد، أو العمال الذين
ليست لديهم روح الانانية والذين يفضلون خفض ساعات العمل من رؤية صديق يفقد
وظيفته خلال الظروف الحالكة، شجاعة رجل الاطفاء وهو يقتحم درجا مليئا
بالدخان، وأيضا رغبة أحد الوالدين في رعاية الطفل، كل هذا هو ما سيقرر
مصيرنا. قد تكون تحدِّياتنا جديدة، وقد تكون الأدوات التي نواجهها بها
جديدة أيضا. لكنَّ القيم التي يستند عليها نجاحنا، وهي العمل الجادًّ
والمتفاني والأمانة والإخلاص والشجاعة والأداء النزيه والتسامح وحب الفضول
والولاء والبطولة، هذه كلُّها أشياء قديمة، لكنَّها حقيقيَّة. تلك الأشياء
كانت عبر التَّاريخ هي القوَّة الكامنة بهدوء وراء تقدُّمنا. إنَّ ما هو
مطلوب منَّا الآن هو العودة إلى تلك الحقائق والقيم والبدء بعهد جديد من
الشعور والإحساس بالمسؤوليَّة والاعتراف بالفضل وتقدير الجهود، وذلك على
مستوى وصعيد كل أميركي. فنحن لدينا واجبات تجاه أنفسنا وتجاه أمَّتنا
وتجاه العالم أجمع. إنَّها واجبات لا نتقبَّلها بروح من الشكوى والتذمُّر،
بل نقتنصها بحب وسعادة وشغف. إنَّنا ننطلق بذلك كلِّه من معرفتنا الأكيدة
والراسخة بأنَّه لا يوجد شيء أكثر مجلبة للرضى من الضمير والرُّوح، وأكثر
تعريفا وتحديدا لشخصيَّتنا من إعطائنا وتقديمنا كلَّ ما نملك ونستطيع في
سبيل الواجب والمهمَّة العسيرة التي نتصدَّى لها. وهذا هو ثمن ووعد
المواطنة. هذا هو مصدر ثقتنا والمعرفة التي وهبنا لها الله لتشكيل مصيرنا
غير المعروف.
هذه هو معنى حريتنا والعقيدة. ويفسر لماذا رجل وأمرأة واطفال من جميع
الاعراق والعقائد يمكن ان يشاركوا جميعاً في الاحتفالات في ساحة المول،
ولماذا يقف امامكم اليوم رجل ويؤدي القسم امامكم في حين لم يكن ممكناً
تقديم خدمة لوالده قبل ستين سنة في مطعم محلي (بسبب لونه).
لذا دعونا نتذكر مع احتفال هذا اليوم، من نحن وكيف سافرنا بعيداً. في
سنوات ولادة أميركا، و في أشهر باردة، اقامت مجموعة صغيرة من الوطنيين
مخيم موت على مقربة من شواطئ الأنهار الجليدية. وتم التخلي عن العاصمة،
والعدو كان يتقدم. وكانت الثلوج ملطخة بالدماء. في وقت كانت تساور الناس
الشكوك حول نتائج ثورتنا، والد امتنا طلب أن تقرأ هذه الكلمات للشعب:
«اجعلونا نقول لعالم المستقبل.. وكان ذلك في عز الشتاء، حيث لم يكن لشيء
البقاء سوى الأمل والفضيلة يمكنها البقاء على قيد الحياة... إن المدينة
والبلاد، تواجه خطراً مشتركاً، ويجب مواجهته». يا اميركا، في مواجهة
الأخطار المشتركة، في هذا الشتاء الصعب، لنتذكر هذه الكلمات الخالدة. مع
الأمل والفضيلة دعونا مرة أخرى نواجه الثلوج بشجاعة وتحمل ما قد تأتي به
العواصف. ينبغي ان نقول لابنائنا الذين رفضوا ان تنتهي هذه الرحلة، نحن لن
نتراجع ونتعثر، وابصارنا شاخصة في الافق، وبعون الله سنحمل معنا هدية
الحرية ونسلمها للاجيال المقبلة.
مواضيع مماثلة
» موجة تساؤلات تسبق خطاب الرئيس الأمريكي هل لدي أوباما إستراتيجية للشرق الأوسط؟
» الرئيس يصر على فياض رئيسا للحكومة -أزمة بين فتح وحماس حول حلف الحكومة اليمين أمام الرئيس
» جاء «الفيتو» الأميركي ضد مشروع القرار!
» بيان حزب البعث العربي الاشتراكي - قيادة قطر العراق خطاب اوباما وزيارتا بايدن وغيتس
» رد الفصائل الفلسطينية على خطاب الرئيس الأمريكي
» الرئيس يصر على فياض رئيسا للحكومة -أزمة بين فتح وحماس حول حلف الحكومة اليمين أمام الرئيس
» جاء «الفيتو» الأميركي ضد مشروع القرار!
» بيان حزب البعث العربي الاشتراكي - قيادة قطر العراق خطاب اوباما وزيارتا بايدن وغيتس
» رد الفصائل الفلسطينية على خطاب الرئيس الأمريكي
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى