الا يكفيكم ما جرى لغزة لتتعظوا وتتصالحوا.....!!!! المهندس/ حاتم ابو شعبان عضو المجلس الوطني الفلسطيني

من طرف **admin** الأربعاء يناير 21, 2009 10:16 pm

الا يكفيكم ما جرى لغزة لتتعظوا وتتصالحوا.....!!!!
المهندس/ حاتم ابو شعبان
عضو المجلس الوطني الفلسطيني

قبل بدء العدوان الاسرائيلي المدمر على قطاع غزة ، وصلت حالة الانقسام
والتشرذم والغوغائية في الساحة الفلسطينيه الى أوجها، وتناست غالبية
القيادات الفلسطينية انها وشعبها بكافة اطيافه يواجهون عدوا واحدا وخطيرا
يتربص بهم ، وينتظروا اللحظة المناسبة لينقض علينا وتحقيق مآربه العدوانية
والتوسعية وافشال مشروعنا الوطني الذي نراهن عليه بعد فشل بدء الحوار
الفلسطيني الذي اعدت له مصر الشقيقة ليعقد في القاهرة في نوفمبر الماضي ،
بحجج غير مبررة لوقف بدء الحوار .

وجدت اسرائيل الفرصة سانحة امامها في ظل الدرجة التي وصل اليها الانقسام
الفلسطيني لبدء عدوانها الهمجي على غزة بعد انتهاء فترة التهدئة الهشة
اصلا ، وفشل كل الجهود المبذولة لبدء الحوار واتمام المصالحة الفلسطينية ،
فقامت بالعدوان الهمجي وبالمجزرة البشعة غير المسبوقة على الشعب الفلسطيني
في السابع والعشرين من كانون الثاني الماضي ، واستمرت في عدوانها اكئر من
اثنين وعشرين يوما اسودا على الشعب الفلسطيني خاصة وشعوب الامة العربية
عامة ، وفي تلك اليام السوداء دمرت اسرائيل بعدوانها كافة المرافق العامة
والخاصة والبنية التحتية في قطاع غزة وبعض المدارس والمساجد والعمارات
والمنازل بشكل كامل ، وابادة العديد من الاحياء السكنية التي اصبحت اثرا
بعد عين ، وسقط آلاف الشهداء والجرحى من ابناء القطاع في هذه الفترة
القصيرة ، وشرد عشرات الآلاف من بيوتهم التي دمرت واصبحوا دون مأوى ، وما زالوا مشردين حتى الآن
داخل المدارس والاماكن العامة الاخرى ، واصبحت مدن وقرى وبلدات قطاع غزة
جميعها كالاشباح في ظل هذا الدمار الكبير .

في بداية العدوان الهمجي وبرغم المأساه الكبرى التي لحقت بغزة الا اننا
اعتقدنا ان تستخلص العبر مما حدث وتتعظ القيادات الفلسطينية المسؤولة عن
افشال المصالحة وتصحو من غفلتها وتبتعد عن عنجهيتها الحمقاء وتسعى
للمصالحة فورا بالابتعاد عن المهاترات وخطابات الانقسام والعنتريات على
الفضائيات لتصبح دعوات للوحدة والتصالح ، لأن العدوان الذي بدأ على غزة لم
يفرق بين ابن حماس وابن فتح وابن الجهاد وابن اي فصيل آخر من ابناء شعبنا
، فقد كان القتل والتدمير للشعب الفلسطيني في القطاع شاملا الجميع دون
تفريق ، وكان معظم الشهداء والجرحى والمتضررين من المدنيين الابرياء
اطفالا ونساء وشيوخ ورجال ، وفي هذا السياق فقد انطلقت دعوات عاجلة من بعض
القيادات الوطنية لتشكيل قيادة موحدة لمواجهة العدوان كان ابرزها في
البداية الدعوة التي وجهها الرئيس الفلسطيني محمود عباس وبعض القيادات
الفلسطينية من الفصائل والمستقلين لكافة فصائل منظمة التحرير الفلسطينية
ولحركتي حماس والجهاد والقوى الاخرى لتشكيل هذه القيادة والاجتماع فورا
لمواجهة العدوان وبحث السبل السريعة لوقفه ، لكن هذه الدعوات فشلت لأسباب
هامشية لا تتناسب مع حجم الجريمة التي ترتكب ضد الشعب الفلسطيني من قوات
العدوان الاسرائيلي ،بل وطيلة فترة العدوان زادت حدة الانقسام والخطابات
العنترية والتسابق على الفضائيات العالمية لتوجيه الاتهامات بالتخوين
والتخاذل والتآمر ، بل وهناك من نسي ان العدوان يدمرنا في غزة وكان يتحدث
عن الشرعية ومن هي الشرعية ، وبقي الانقسام على اوجه .

خلال العدوان على غزة لم نستغرب من طلب الوزير الارهابي الاسرائيلي ليبرمان من
حكومته ضرب قنبلة نووية على قطاع غزة مشبها ذلك بما فعلته الولايات
المتحدة الامريكية على هيروشيما في اليابان ، وبالرغم من ان ما حدث لغزة
لا يقل كثيرا عن ماحدث لهيروشيما في اليابان مقارنة بحجم التدمير الهائل
الذي حدث في قطاع غزة ، لكننا اعتقدنا ان هذا الطلب الجنوني الاهوج قد
يجعل هذه القيادات الفلسطينية تصحو من غفلتها وتتعظ للمصالحة ، ولكن للاسف
لم يجدي ذلك نفعا ، بل استمرت الاتهامات وزادت حالة الانقسام وفاقت الاوج
الذي كانت عليه ، ومما لاشك فيه ان الكثير من الفضائيات المأجورة لبعض
الجهات التي ترغب في تحقيق مصالحها الاقليمية هنا وهناك من خلال تكريس
الانقسام بما يحقق مآربها ساعد على عدم الاتعاظ والتصالح ، وعلى سبيل
المثال فقد كان لبعض الدول العربية ذات المصالح الخاصة يمينا او يسارا
تداعت لعقد المؤتمرات الانقسامية بدلا من الدعوة الى وحدة الصف الفلسطيني
والكف عن تقديم الدعم والمساعدة لهذا الشقيق ضد الشقيق الآخر لعودة اللحمة
للأخوة ، ولكن الذي حدث هو انقساما عربيا عربيا منهم من يدعم هذا ومن يدعم
ذاك ، كما حدث في مؤتمر قمة غزة في الدوحة الذي دعت قطر اليه فجأة قبل
مؤتمر القمة العربية الاقتصادية بأيام في الكويت ، ولم يخرج مؤتمر قمة غزة
في الدوحة بشيء جديد لانهاء العدوان ، بل اصدر شهادة الوفاة للمبادرة
العربية التي من اهم بنودها عودة اللاجئين الفلسطينيين الى ديارهم ، وفي
هذا السياق نثمن عاليا موقف الرئيس اللبناني ميشيل سليمان الذي حضر هذه
القمة وتحفظ على هذا البند المتعلق بالغاء المبادرة العربية من قرارات قمة
غزة ، حتى لا يلغى حق العودة للاجئين الفلسطينيين .

وتلا قمة غزة مؤتمر القمة العربية الاقتصادية في الكويت والذي لم يخرج بشيء
جديد ايضا سوا المصالحة الشكلية بين القادة العرب وادانة العدوان
الاسرائيلي وتقديم مليار دولار لاعادة بناء غزة التي دمرت جراء العدوان
الاسرائيلي ، ومن المحزن والمؤسف اننا اختلفنا بعد هذه القرارات على من
الجهة الفلسطينية التي تحصل على هذا الدعم للبدء في مرحلة البناء ، فحكومة
حماس المقالة في غزة تصر ان تسلم الاموال لها لتقوم باعادة البناء كونها
المسيطرة على غزة !! والرئاسة تعتبر انها السلطة الشرعية المسؤولة عن
الشعب الفلسطيني برئاسة الرئيس محمود عباس المنتخب من الشعب الفلسطيني
والمعترف به رسميا لدى جامعة الدول العربية والساحة الدولية رئيسا لمنظمة
التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني ورئيسا للسلطة
الوطنية الفلسطينية ، ويجب ان تسلم اموال هذا الدعم لها لتقوم بإعادة
البناء ، وكان من الاجدر ان يدرك الجميع ان انهاء حالة الانقسام واقامة
حكومة وفاق وطني او وحدة وطنية هي الجهة الجديرة بأن تستلم هذه الاموال
لاعادة بناء غزة ومن يطالب غير ذلك فهو يسعى لتكريس الانقسام .

كم كانت الصعقة التي المت بنا عندما خرجنا من بيوتنا بعد وقف اطلاق النار
لنتفقد ونرى ما جرى في جرا العدوان ، فقد كنا نسمع عن ما جرى من دمار هائل
واعداد الشهداء والجرحى عبر الاذاعات المحلية والفضائيات احيانا في
اللحظات القليلة التي كانت تصل الينا الكهرباء اثناء العدوان ، ولكن صعقنا
على ما شاهدناه لدرجة لا نستطيع فيها وصف ما شاهدناه مهما وصفنا ، وحري
بنا ان نسأل كل هؤلاء القيادات الانقسامية التي ما زالت مستمرة في
خطاباتها عبر الفضائيات حتى الآن : الا يكفيكم ما جرى لغزة لتتعظوا
وتتصالحوا...!؟ على اي سلطة تتباكون...!؟ على اي رئاسة تتصارعون...!؟ على
اي ارض تسيطرون عليها تتكلمون...!؟ ، هل تحتاجون لقنبلة ليبرمان النووية لضرب غزة وتدمر ما تبقى منها لتتعظوا وتتصالحوا...!!؟

الم يبلغ السيل الزبى لديكم ايتها القيادات لشعبنا المغلوب على امره بكم
ومنكم...!؟ الم تكفيكم الدماء البريئة التي سالت كالانهار ، وانتم ما زلتم
حتى هذه اللحظة تنهالون بالاتهامات والشعارات عبر الفضائيات من كلا
الاطراف ووضع الشروط التعجيزية للمصالحة ،وشعبكم دمر ولا يجد ابنائه
المسكن والمأكل والمشرب في وطنه .

نقول لكم اتقوا الله في شعبكم وعليكم الاستجابة الفورية للدعوة المصرية الجديدة
التي جاءت بعد وقف اطلاق النار لكافة الفصائل والقوى الفلسطينية والذهاب
فورا للقاهرة للحوار والمصالحة دون قيد او شرط ، وعيب عليكم ان تضعوا حججا
لااي سبب لعدم الحضور ، ...والا فإنكم لستم اهلا لتمثيل شعبكم في اي مجال
ومكان ، لان شعبكم اعطاكم حق تمثيله من اجل الحرية والاستقلال وتحقيق
مشروعنا الوطني وقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف
وحق العودة طبقا لقرار الامم المتحدة رقم 194 ، وليس للانقسام وتقسيم
الوطن بعضكم للسيطرة على غزة وبعضكم للسيطرة على الضفة .

من المؤسف ان اصبحت الثوابت الاساسية لنا هي وقف العدوان الاسرائيلي على غزة
وانسحاب الجيش الاسرائيلي من القطاع وفتح معابر القطاع وخصوصا معبر رفح في
ظل استمرار الانقسام وليس عودة الضفة وغزة لبعضهما البعض كوحدة جغرافية
واحدة لسلطة الدولة الفلسطينية المستقلة ، كما اصبح مطبنا الاساس هدنة
دائمة لعدة سنوات لتبقوا على سدة الحكم حماس في غزة والسلطة في الضفة !!؟؟
، هل هذا هو الحل العادل للقضية الفلسطينية الذي تصبون اليه ...!؟ .

لقد قالها الرئيس الشهيد ياسر عرفات واصدق قولا عندما قال : ان شعبنا اوعى من
قياداته ، فألف رحمة عليك ايها الشهيد ابو عمار وكل شهداء قيادات الثورة
الفلسطينية اللذين ضحوا بحياتهم من اجل قضيتهم ...، فقد ضاع شعبكم من بعدكم .