حوار على خلفية التدخلات الايرانية في الشأن العربي

العرب




ما بين الأمس واليوم



قبل
أحتلال العراق بعدة سنوات دار حوار بين عراقي وأحد الاخوة العرب بشأن
الوضع العربي، جاء من ضمن الحوار سؤال طرحه الاخير بخصوص الشهيد صدام حسين
قائلاً "ماذا يقصد بحامي البوابة الشرقية للوطن العربي ولماذا لا يكون حامي البوابة الشرقية للعراق" فجاء الجواب على سؤاله "لان الخطر الفارسي يهدد كل العرب وليس العراق فقط"، قال الأخ العربي بعد حوار طويل "على العموم إيران لا تشكل خطرا علينا"، فكتفى العراقي بابتسامة دون اي تعقيب.

ظهرت
التحركات الإيرانية بالمنطقة العربية بشكل واضح بعد أحتلال العراق، لتترك
بصماتها أين ما حلت، وتترك معها أثراً ينذر بالشؤوم على هذه الدولة
العربية وتلك، ليتجسد الخطر الإيراني كواقع ملموس في المنطقة لا مجال
للاستهانة به أو التقليل من ثقله على كاهل البلدان العربية والخليجية منها
خاصة، فقد صرح عضو البرلمان الكويتي الدكتور جمعان الحربش عن وجود عناصر
من الحرس الثوري الإيراني مندسة بين جموع العمالة الإيرانية في الكويت،
وهذا ما أكده عضو البرلمان الكويتي ناصر الدويلة موضحا أن "بعض التقديرات تشير إلى وجودأكثر من 25 ألف عنصر من فيلق القدس الإيراني داخل الكويت"، كما حذر من وجود "أختراقات كبيرة في الاجهزة الامنية الكويتيه"،
وقد وصف الدويلة تلك النشاطات الإيرانية بالهدامة محذرا من تحول الكويت
الى لبنان أخرى، وفي هذا أشارة الى أن إيران بدأت بالضرب على الوتر
الطائفي في الكويت، خاصة وأن الموالين لإيران قد بدأت أصواتهم تعلوا في
داخل الكويت، وقضية الفالي خير دليل على ذلك.

أما
السعودية فقد كان لها حصة الاسد من النشاط الإيراني، بعد أحتلال العراق
أجتهد فيلق القدس والمخابرات الإيرانية في الوصول الى أبعد نقطة ممكنة
تقربهم من الهدف، وكان لهم ذلك عندما تم إعادة تهيئة معسكر قديم للجيش
العراقي يقع في محافظة المثنى على مقربة من الحدود السعودية، ظاهر هذا
المعسكر تابع للجيش العراقي وباطنه كان لفيلق القدس الإيراني، ليكونوا على
مقربة من الاراضي السعودية ويمارسوا نشاطهم من هناك، ويظهر النشاط
الإيراني بوضوح من خلال احداث البقيع الاخيرة والمظاهرات الحاشدة التي
تجمعت إمام السفارة السعودية في لندن ومطالبتهم بتقسيم السعودية ومنح
الشيعة حقوقهم، بالإضافة الى التهجم على الحكومة السعودية ووصفها
بالارهابية التي يجب ان توضع على اللائحة السوداء في الامم المتحدة.

أتهم
الرئيس علي عبد الله صالح حزب الله اللبناني المدعوم أصلا من إيران بإمداد
الحوثيين بالمتفجرات والأسلحة وتدريب عناصرهم، كما أتهم سلطان البركاني
القيادي في حزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم في اليمن إيران بممارسة دور
كبير في مساندة تمرد الحوثيين الشيعة في شمال غرب اليمن، كما صرح البركاني
إن إيران تريد توجيه رسالة للمجتمع الدولي بشأن النفوذ الإيراني الذي امتد
في لبنان والبحرين يمكن أن يطال كل دولة في المنطقة مثل اليمن، وقد ضبطت
السلطات اليمنية عام 2006 سيارة محملة بانواع الأسلحة والذخيرة مخفية تحت
حمولة من الفاكهة كانت متوجه الى جماعة الحوثي، ومما لا شك فيه أن الدعم
الإيراني لجماعة الحوثي يعود لزمن بعيد إلا انه توسع تدريجا حتى وصل الى
قمته بعد أحتلال العراق.

حسين شريعتمداري مستشار المرشد الأعلى في إيران علي خامنئي والمشرف العام على مؤسسة كيهان الصحافية قال " هناك حسابا منفصلا للبحرين بين دول مجلس التعاون في الخليج الفارسي، لان البحرين جزء من الأراضي الإيرانية وقد انفصلتعن إيران اثر تسوية غير قانونية بين الشاه وحكومتي الولايات المتحدةالأميركية وبريطانيا"، وأكد مداري في مقال له في صحيفته كيهان نقلته صحيفة القبس الكويتية "ان المطلب الأساسي للشعب البحريني حاليا إعادة هذه المحافظة التي تم فصلها عن إيران إلى وطنها الأصلي".

كشفت
دراسة أعدها معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى عن مشروع إماراتي لبناء خط
أنابيب نفطي يربطها بمنطقة الفجيرة على خليج عمان، يستطيع نقل مليون ونصف
برميل يوميًّا بعيدًا عن مضيق هرمز الذي تتحكم إيران فيه وتتوعد بغلقة بين
الحين والأخر وعرقلة مرور ناقلات النفط مما سيؤثر ذلك على الصادرات
الاماراتية، وقد رفضت عمان المشروع الإماراتي لعدم رغبتها في أغضاب إيران
حسب ما جاء في الدراسة، مما دفع الإمارات لايجاد خط آخر يربط بين المدن
السعودية وساحل البحر الأحمر، ومن الجدير بالذكر أن إيران صرحت مؤخراً عن
عدم الجدوى في بحث موضوع الجزر الامارتية الثلاث مدعية أن لإيران حقاً
تاريخيا فيها والامر غير قابل للنقاش.

الدعم
الإيراني لحماس مد النفوذ الإيراني الى داخل الاراضي الفلسطينة والى غزة
بالتحديد التي بدأت توزع كتب الخميني وتنشر أفكاره بحماية من حماس نفسها،
وهذا ما صرح به محمد باقر خرازي أمين عام حزب الله الإيراني لصحيفة عصر
إيران حيث قال "ما هي الفائدة التي
جنيناها أو سوف نجنيها من دعم الحركات الفلسطينية، فإذا أردنا دعم
الفلسطينيين يجب أن نكون متيقنين أن فلسطين ستكون سائرة على مذهب أهل
البيت، وإذا لم تكن كذلك أذن ما الفرق بين إسرائيل وفلسطين"، واذا
بحثنا عن مكاسب الدعم الإيراني لحماس فسنجد أن الصهاينة هم المستفيدون من
هذا الدعم الذي ترك أثرا سلبيا على الوحدة الفلسطينية ليدفع أكثر من الف
شاب فلسطيني ثمن هذه النفوذ الإيراني.

حذر الرئيس المصري حسني مبارك ايران وحزب الله دون أن يذكرهما بالأسم من انه "لنيتهاون مع من يعبثون بأمن مصر" على خلفية القبض على خلية تابعة لحزب الله اتهمتها بالتخطيط لـ "عمليات عدائية"
داخل الاراضي المصرية، حيث صرحت السلطات المصرية ان لديها قائمة من 49
شخصا من اعضاء هذه الخلية، حيث قامت بعمليات تفتيش في سيناء بحثا عن 24
شخصا ما زالوا هاربين، ومن جانب أخر فقد أعترف الأمين العام لحزب الله حسن
نصر الله ان احد المقبوض عليهم في مصر وهو سامي شهاب عضو فيحركته.

هذا
بالاضافة الى نفوذ إيران في لبنان وتحكمها بحزب الله اللبناني، وتحديها
للمجتمع العربي بكل صغيرة وكبيرة ومن ضمنها فرض تسمية الخليج الفارسي بدلا
من الخليج العربي، حتى وصل بها الحال الى صياغة مداليات كتب عليها الخليج
الفارسي معدة لدورة رياضية ستقام في ايران تشترك فيها الدول العربية ومن
ضمنها السعودية التي هددت بمقاطعة الدورة.

قد
يظن البعض أن فاتورة أحتلال العراق لن يدفعها سوى العراقيون، وهذه خطأ
فادح يرتكبه من يظن ذلك، فبعد أن قسمت الكعكة ما بين الأحتلال الأمريكي
والنفوذ الإيراني، جاء دور العرب ليدفعوا الضريبة، التي كان مقدرا على
العراق أن يدفعها لإيران منذ أن أعلنت الأخيرة حربها على العراق عام 1980
نيابة عن الولايات المتحدة، لولا شجاعة الجيش العراقي الذي جرعهم السم
ليخرجوا الفرس منها مؤمنين بحكمة "ليس كل طير يؤكل لحمه"، فأما الضريبة ايها العرب وأما الحسام فتعلموا من التاريخ.

هل علمت الأن أيها الأخ العربي لماذا لم تكن إيران تشكل خطراً عليكم في ذلك الوقت ؟؟ لأن الشهيد صدام حسين كان حاميا للبوابة الشرقية للوطن العربي.

هاني الحاج عمران