2) دور ميشيل عفلق وصلاح الدين البيطار في تأسيس حزب البعث
ملتقى الفكر القومي :: المنتدى الفكري والثقافي ***(حزب البعث العربي الاشتراكي وجبهة التحرير العربية) :: جبهة التحرير العربية
صفحة 1 من اصل 1
2) دور ميشيل عفلق وصلاح الدين البيطار في تأسيس حزب البعث
2) دور ميشيل عفلق وصلاح الدين البيطار في تأسيس حزب البعث
عرف ميشيل عفلق ،وصديقه صلاح الدين البيطار،
كمؤسسين لحزب البعث العربي الاشتراكي في سوريا، ورغم أن صلاح الدين البيطار أسهم
في تأسيس حزب البعث إلا أن ميشيل عفلق طبع حزب البعث بنظرته طيلة ربع قرن، "
واثر فيه تأثيرا عميقا " بحيث أنه يصعب فهم مواقف حزب البعث دون معرفة رأي
عفلق فيها.
ولد ميشيل عفلق في زقاق الموصلي بحي الميدان في
دمشق عام 1909، ويقع جنوب مدينة دمشق في حينه، وهو معروف بوطنية أبنائه ومقاومتهم
للفرنسيين. وكان والده تاجر حبوب، وتأثر عفلق بوالده يوسف الذي كان على علاقة حسنة
ومتميزة مع المسلمين في حي الميدان، وهو ما ترك أثره في عفلق وتحليله للإسلام فيما
بعد. وفي ذلك الحي ولد رفيقه صلاح الدين البيطار الذي لا يقل عنه ذكاءً وهو سني
محافظ، ورغم تشابههما في النشاط والمستوى الاقتصادي إلا أن عفلق درس التاريخ أما
صديقه فدرس الطبيعيات.
سافر عفلق والبيطار إلى باريس للالتحاق
بالدراسات العليا، وهناك تعرف الشابان على النظريات المختلفة، وأقاما علاقات مع
الاشتراكيين الفرنسيين، وتسنى لهما الاتصال بالشباب العربي الإفريقي، والإطلاع على
هموم الشعب العربي الرازح آنذاك تحت الاستعمار الفرنسي والاختلاط بطلاب من فلسطين
والاطلاع على سياسة الحركة الصهيونية وتأثر عفلق والبيطار بزعيم الاشتراكيين
الفرنسيين أندريه جيد، الذي زار الاتحاد السوفيتي ،وعاد إلى بلاده معارضاً السيطرة
السوفيتية على الأحزاب الماركسية، وتأثر ميشيل عفلق وصلاح الدين البيطار بهذا
الموقف، ورجعا إلى سوريا ساخطين على موقف الشيوعية، وعزز ذلك تجاهلها لقضية الوحدة
العربية والخصوصية القومية للأمم الأخرى، وهما أشد تأثراً بالتجربة الوحدوية
الإيطالية والألمانية، ووجدا أنها اقرب لتفكيرهما.
كانت معرفة ميشيل عفلق وصلاح الدين البيطار
بالمشكلة السورية عام 1928 بسيطة، وكانت القضية الوطنية بالنسبة لهما تطرح مسألة
نضال الأمة ضد الاستعمار، ولكن بعد دراستهما في فرنسا توصلا لتحديد مشكلات بلدهما
في اثنتين هما: ـ مشكلة قومية ناتجة عن السيطرة الاستعمارية، ومشكلة اجتماعية جاءت
من خضوع المجتمع للاستغلال، والجهل والاستبداد ؛ ولذا رجعا يحملان الفكرة
الاشتراكية ،ويؤمنان بالنضال الشعبي، ويعتبران الطبقة التي تمثل الحركة الوطنية
السورية لا تستطيع أن ترتفع عن مصالحها الاقتصادية الأنانية والعائلية، ولهذا فإن
الأمة بحاجة إلى انقلاب فكري وأخلاقي عميق يهز النفوس من الأعماق.
كان عفلق من كتاب القصة، والمسرحية، والشعر قبل
أن يؤسس البعث، فقد كتب المقالة القومية والقصة القصيرة، واشتهر بنتاجه المبدع في
مجلة الطليعة الأدبية في سوريا، وعلى صفحاتها نشر بواكير نتاجاته الأدبية، ومن
بينها نشر مقال " عهد البطولة " ،ومقال " ثروة الحياة "
ومسرحية " موت السندباد"
لقد شهد شاكر مصطفى على قدرته الأدبية،
ومما كتبه حول عفلق: ـ " هو السمفونية التي لم تتم في الأدب العربي الحديث !
إهاب شاعر حالم، وثقافة لا أعمق ولا أصفى، مثالية في الإيمان القومي تحسبها من غير
هذا العالم القريب. دخل الجو الأدبي من بابه الأوسع فكان ثورة … لقد التقى فيه
الانسجام والوفاق أخصب تيارات الفكر الإنساني... مع أعمق الوعي للتراث العربي،
فكان إيمان بالشعب، إيمان بالعمل، إيمان بالبطولة المبدعة …".
عمل عفلق بعد تخرجه في جامعة باريس، وعودته إلى
سوريا في حقل التعليم، وفي مدرسة التجهيزات ( مكتب عنبر سابقا )، وهو ثانوية
الحكومة الرئيسة في سوريا، ويقع في منطقة اسمها مئذنة الشحم وسط العاصمة دمشق،
وعمل صلاح البيطار في مدارس حمص، وكانت في سوريا يومها مدرستان ثانويتان حكوميتان:
واحدة في دمشق وأخرى في حلب لعدد من المواطنين السوريين بلغ تعدادهم 3,5 مليون
نسمة، وكانت هذه المدارس تشكل فرصة طيبة للقاء الأساتذة مع الطلاب وبث أفكارهم،
وتوصيلها إلى الطلاب القادمين من أنحاء سوريا.
يشكل عام 1940 البداية الأولى لتأسيس حزب البعث
العربي الاشتراكي، وقد بدأت هذه الفكرة بالعمل تحت اسم حركة الإحياء العربي ،التي
تحولت إلى حركة البعث العربي لاحقا. وحول هذه البداية ذكر سامي الجندي ـ من
الرعيل الأول في حزب البعث ـ أنه مع نهاية عام 1939 وبداية عام 1940 كانت في سوريا
مجموعتان تعملان على بعث وإحياء الأمة العربية ونهوضها وهما: مجموعة البعث التي
أسسها زكي الأرسوزي، التي تأسست في 29 تشرين الثاني / نوفمبر 1940، التي ضمت يومها
ستة أشخاص ،وبلغ عدد أعضاؤها في جامعة دمشق اثني عشر شخصاً، ومجموعة أخرى أسسها
ميشيل عفلق والبيطار التي حملت اسم البعث تارةً والإحياء العربي تارةً أخرى والتي
وزعت منشورا باسم البعث العربي في عام 1941، وقد انفرط عقد جماعة الأرسوزي، و
انضموا تباعا لتنظيم عفلق والبيطار. تواصل دور عفلق سياسيا وتراجع دور الأرسوزي
الذي أصبح غير مؤمن بجدوى العمل السياسي وقتئذٍ. أصبح تنظيم البعث المعبر عن
القومية العربية في مناخ سياسي يضم تيارات مختلفة.
حول البدايات الأولى لتأسيس حزب البعث يقول صلاح
الدين البيطار أحد مؤسسي حزب البعث " في أواخر الثلاثينات كنا نوقع النشرات
ضد الأوضاع في سوريا وضد الأوضاع العربية تحت اسم الإحياء العربي، وبعد ذلك أثناء
الحرب بدأت كلمة البعث تظهر وتتردد على الألسنة من خلال الأحاديث والندوات التي كانت
تنعقد في بيوت بعض الطلبة "
مع بداية الأربعينيات أصدر البعث نشرات تارة
باسم حركة الإحياء العربي وتارةً أخرى باسم "حركة نصرة العراق " حتى
استقر باسم البعث العربي عام 1943.
كان البعث في سنوات 1940 ـ 1943 أشبه ما
يكون بندوة فكرية يلتف فيها طلاب حول معلميهم، وليس لها بناء تنظيمي.
في ربيع عام 1941 توترت العلاقات بين بريطانيا
ووزارة رشيد عالي الكيلاني وانتهت بإقالتها وتشكيل وزارة برئاسة طه الهاشمي، وجاء
الصدام في نيسان / أبريل 1941 حينما التجأ الوصي على العرش عبد الإله إلى القوات
البريطانية وانتخب الشريف شرف وصيا على العرش والذي كلف بدوره الكيلاني بتشكيل
الوزارة للمرة الثانية، ولاقت الثورة العراقية الدعم من حكومة فيشي الفرنسية
الحامية لسوريا في حين بدأت القوات البريطانية والجيش العربي بالهجوم من جهة الغرب
على قاعدة الحبانية فكانت الثورة التي قادها وزير الدفاع الرجل الوطني يونس
السبعاوي و"الرباعي الذهبي"*
واندفعت الجماهير تغلي في ثورة، وكانت قوات المفتي الحاج أمين الحسيني، وفوزي
القاوقجي تنتظم وتجمع المجاهدين وتقوي الآمال بالثورة التحررية القومية الشاملة،
وتألفت لجان نصرة العراق في المدن السورية ،وقد أقبل حزب الشباب الذي يقوده أكرم
الحوراني في نصرة الثورة وأقبل السوريون على دعمها بسخاء.
وجدت الحركة الوليدة ما يعبر عن احتجاجها على
الأوضاع العربية ورفضها للاستعمار من خلال ثورة رشيد عالي الكيلاني عام 1941، ولم
يكتف البعثيون عند حدود التأييد، بل أسسوا " حركة نصرة العراق "، وكان
عفلق قد كتب وثائقها.
في هذا الجو الحماسي شكل مؤسسو البعث، وهم:
عفلق، والبيطار والسيد حركه ذات تنظيم قائم وأسس ومفاهيم سياسية وقد تناول هذا
التنظيم نداءات جرى توجيهها للشعب السوري واسم التنظيم وغاياته والقائمين عليه،
ومثلت " حركة نصرة العراق " التربة الفكرية للبعث.
وقد أكدت أهمية الوقوف مع العراق لما في ذلك من
فوائد روحيه وسياسية وقومية ومن غايات التنظيم: تعميم فكرة التنظيم العربي والوحدة
العربية، وتعجيل سيرها، وإمدادها بروح جديدة من حرب العراق وطالبت الطلاب بأن
يشتركوا في حركة نصرة العراق، ويتقاسموا الأعمال ويؤلفوا اللجان ويقوموا بأعمال
الدعاية عن طريق الخطابة، والحديث، وتوزيع المنشورات، وبث الشعارات، ومراقبة تطبيق
النظام وردع المخالفين، وجمع الإعانات من الطلاب والمعلمين والشباب وتنظيم التطوع
للتطبب والتمريض، ودعت لتنظيم الحياة في جوانبها المختلفة لخدمة حرب العراق.
كان تأثير ثورة العراق كبيرا على قادة البعث،
وهي من أكبر الحوافز في قيام البعث واعتبروا أن فشلها يقضي على الآمال القومية
العربية، وأجمعوا على تعديل الأسلوب المتبع من الرد الإقليمي والقطري إلى الرد
القومي الشامل وقد أفادت الثورة في شحذ الهمم والشعور القومي وتعميقه، وإنارة
الطريق أمام القيادات والابتعاد عن الارتجال والنزوات الشخصية.
وتابع الرفيقان ميشيل عفلق ،وصلاح الدين
البيطار نشاطهما إلى أن جاء قرارهما بتقديم الاستقالة من التدريس في 3 تموز 1942 ؛
بحجة تدخل الإدارة الفرنسية في التعليم، وتحديد المناهج وتوظيف الأشخاص حسب
مشيئتها ومما جاء في كتاب الاستقالة " إننا بعد الذي لمسناه في فحص الكفاءة
من تشويه للحقائق ،وستر أخطاء المسئولين من موظفي المعارف وإتباع أساليب ملتوية
تشبه التآمر، ولما كنا يائسين من أي إصلاح في مصلحة الامتحانات التي تستمر منذ زمن
بعيد في أخطائها: ـ رأينا من الآن فصاعداً عدم الاشتراك في مثل هذه الفحوص ونحن
واعون لعملنا، نتحمل كل تبعاته " .
وفي عام 1943، جرت انتخابات نيابية في
سوريا ، وكان الهدف منها إجراء انتخابات ليتسنى لرجال الكتلة الوطنية ممارسة
الصلاحيات التي مارسها الفرنسيون، وتنشأ عنها حكومة شرعية ومجلس أمة يحق لهما
التفاوض باسم الشعب . ،وقد شارك في هذه الانتخابات ميشيل عفلق مرشحاً في دمشق،
واصدر بيانه الانتخابي والذي أفصح عن منهج فكري، وفيه بين عفلق رؤية البعثيين
الأوائل تجاه الطائفية، والعائلية والإقليمية والعروبة والشيوعية، والدين وغاية
البعث وأسلوب عمله ومنهج تفكيره ورؤيته للعلاقة بين المسيحيين العرب والمسلمين
ويعتبر هذا البيان بمثابة البيان الأول في تاريخ حركة البعث وتوضيحاً لأهدافها
التي دخل فيه الانتخابات: " ندخل الانتخابات، لا باسم طائفة، ولا مدينة، ولا
مصالحٍ قريبة أو ظروفٍ سياسيةٍ عاجلة، بل باسم فلسفة قومية نريد أن تكون إفصاحا
صادقاً عن الحياة العربية في حقيقتها الخالدة نمثل الروح العربية ضد الشيوعية
المادية نمثل التاريخ العربي الحي ضد الرجعية الميتة والتقدم المصطنع نمثل القومية
التامة … ضد القومية اللفظية التي لا تتعدى اللسان.. نمثل رسالة العروبة ضد حرفة
السياسة نمثل الجيل العربي الجديد. "
فشل ميشيل عفلق في الانتخابات، ولكنه حصل على
145 صوتاً، بما يفوق عدد أعضاء البعث يومها.
واصل عفلق والبيطار لقاءهما مع طلاب مدارس
التجهيز الثانوية، ومع طلاب الجامعة السورية في سبيل نشر فكرة البعث العربي، وكانت
الفئة الطلابية تجمعها روابط التيار الفكري الذي يلتف حول مجموعة مثقفة. ليس لديها
برنامج فكري واضح سوى أفكار مثالية تؤكد أهمية الوحدة العربية والعدالة
الاجتماعية، وأخذ الشباب المثقف لزمام القضية بيده، إلا أن الظروف المختلفة التي
أحاطت بالحركة والعمل السياسي اليومي، وخوض المعارك المختلفة ضد جميع القوى
السياسية الموجودة دون استثناء من قوميين سوريين ومرورا بالكتلة الوطنية
والشيوعيين، وقوى الاحتلال، جعل حركة البعث تعمل على صياغة فكرها، وتبلور
اتجاهاتها وتعمل على تنظيم تيارها الفكري.
وبحكم التفاعل مع الواقع الموضوعي المعاش كان لا
بد أن يهتم البعث بالقضايا المهمة مثل مفهوم الأمة العربية، والوحدة العربية، ثم
النظرة إلى الدين الإسلامي والشيوعية تتوافق أو تصطدم مع نظرة الأحزاب الأخرى
كانت أولى القضايا المهمة التي تصدى لها عفلق في
محاضراته على مدرجات جامعة دمشق قضية الدين، إذ ألقى محاضرة بعنوان: " ذكرى
الرسول العربي " في الخامس من نيسان/ أبريل عام 1943، والتي تضمنت نظرة
توفيقية بين العروبة والإسلام، وبين الثورة والجهاد التي أكدت على رفض الإلحاد،
ولقد اعُتبرت هذه المحاضرة من المحاضرات القيمة في تاريخ البعث التي نشرت في كتيب
يحمل عنوان " ذكرى الرسول العربي " ويذكر ياسين الحافظ* أنها
كانت وسيلة مهمة في استقطابه للحزب وأشار إلى ذلك في
قوله: " إن من البيان لسحرا " والواقع أن البلاغة والحرارة والميتا
فيزياء الثورية التي طبعت أسلوب هذا الكراس وأفكاره لعبت بلا جدال دورا كبيرا في
تحويله إلى "البيان " الحركة القومية ”
ويذكر بعثي من الرعيل الأول في العراق أنه
كان حينما يقرأ ها ويصل جملة عفلق المشهورة التي قالها " إذا كان محمد كل
العرب فليكن العرب محمداً " تنتابه قشعريرة وتسري في عروقه برودة وكأنه يسمع
الوحي من جديد، وكأن غار حراء أصبح الوطن العربي وفيه تتراءى صفات النبوة والكمال
في كل بعثي.
وتناول هذا البيان علاقة العروبة والإسلام،
واعتبرها كعلاقة الجسد بالروح ونظر للإسلام بمنظور حضاري، وليس مجرد ممارسة
شعائري، وربط بين الدين والتراث الحضاري للعرب فهو يمثل أروع صورة للغتهم وآدابهم،
وأضخم قطعة من تاريخهم والإسلام يمثل تجدد العروبة وتكاملها وكانت رسالة الإسلام
مفصحة عن يقظة القومية العربية، ولذا لم يتوسعوا في فتوحاتهم لغرض اقتصادي بل
لتأدية واجب ديني أساسه الرحمة والعدل وبذل النفس، وقد حشدت الأمة قوتها فأنجبت
محمدا الذي بإمكاننا أن نعيش حياته مادام الفرد ينتمي للأمة التي أنجبته، ولو
بصورة جزئية "كنسبة الحصاة إلى الجبل والقطرة إلى البحر"
مع بداية عام 1943 جرى تسمية الحركة الناشئة
باسم " حركة البعث العربي "، وقد أسهمت الاعتداءات الفرنسية على لبنان،
ومحاولة السلطة في سوريا جعل ما يجري في لبنان قضية محلية وقد أدركت حركة الأحياء
العربي أهمية تأسيس حركة سياسية تأخذ على عاتقها العمل للقضايا العربية مجتمعة
ودعت إلى تضافر القوى الشعبية والرسمية في سبيل تحرير سوريا ولبنان.
أخذت حركة البعث العربي تشهد توسعا
وامتدادا في ضم الشباب إليها، وكلما شاركت في المعترك السياسي السوري آخذت تتضح
معالم فكرها الجديد وبرنامجها السياسي، وفي عام 1946خطت الحركة خطوة مهمة أسهمت في
توحيد فكر البعثيين الأوائل، وتمثلت بإصدار صحيفة البعث في عام 1946، والتي عمل
البيطار وعفلق محررين فيها، وقد اهتمت بنشر المقالة الفكرية والتحليل السياسي.
تبع ذلك قيام المؤتمر التأسيسي الأول الذي عقد
في دمشق في 4-6 نيسان / أبريل 1947 والذي بحث قضايا عديدة، وخرج بتشكيل لجنة
تنفيذية للحزب أطلق عليها اللجنة التنفيذية وانتخب عفلق عميدا للحزب وعضوية جلال
السيد، وصلاح البيطار، ووهيب الغانم إلى جانب وضع دستور البعث والذي حدد موقفه من
قضايا سياسية واقتصادية واجتماعية.
وحضر مؤتمر الحزب قرابة مائة عضو، ومن بينهم
أفراد قلائل من العراقيين والأردنيين واللبنانيين، واعتبرت المرحلة السابقة مرحلة
تأسيسه اقتصرت على توضيح فكرة القومية العربية والوحدة العربية.
عرف ميشيل عفلق ،وصديقه صلاح الدين البيطار،
كمؤسسين لحزب البعث العربي الاشتراكي في سوريا، ورغم أن صلاح الدين البيطار أسهم
في تأسيس حزب البعث إلا أن ميشيل عفلق طبع حزب البعث بنظرته طيلة ربع قرن، "
واثر فيه تأثيرا عميقا " بحيث أنه يصعب فهم مواقف حزب البعث دون معرفة رأي
عفلق فيها.
ولد ميشيل عفلق في زقاق الموصلي بحي الميدان في
دمشق عام 1909، ويقع جنوب مدينة دمشق في حينه، وهو معروف بوطنية أبنائه ومقاومتهم
للفرنسيين. وكان والده تاجر حبوب، وتأثر عفلق بوالده يوسف الذي كان على علاقة حسنة
ومتميزة مع المسلمين في حي الميدان، وهو ما ترك أثره في عفلق وتحليله للإسلام فيما
بعد. وفي ذلك الحي ولد رفيقه صلاح الدين البيطار الذي لا يقل عنه ذكاءً وهو سني
محافظ، ورغم تشابههما في النشاط والمستوى الاقتصادي إلا أن عفلق درس التاريخ أما
صديقه فدرس الطبيعيات.
سافر عفلق والبيطار إلى باريس للالتحاق
بالدراسات العليا، وهناك تعرف الشابان على النظريات المختلفة، وأقاما علاقات مع
الاشتراكيين الفرنسيين، وتسنى لهما الاتصال بالشباب العربي الإفريقي، والإطلاع على
هموم الشعب العربي الرازح آنذاك تحت الاستعمار الفرنسي والاختلاط بطلاب من فلسطين
والاطلاع على سياسة الحركة الصهيونية وتأثر عفلق والبيطار بزعيم الاشتراكيين
الفرنسيين أندريه جيد، الذي زار الاتحاد السوفيتي ،وعاد إلى بلاده معارضاً السيطرة
السوفيتية على الأحزاب الماركسية، وتأثر ميشيل عفلق وصلاح الدين البيطار بهذا
الموقف، ورجعا إلى سوريا ساخطين على موقف الشيوعية، وعزز ذلك تجاهلها لقضية الوحدة
العربية والخصوصية القومية للأمم الأخرى، وهما أشد تأثراً بالتجربة الوحدوية
الإيطالية والألمانية، ووجدا أنها اقرب لتفكيرهما.
كانت معرفة ميشيل عفلق وصلاح الدين البيطار
بالمشكلة السورية عام 1928 بسيطة، وكانت القضية الوطنية بالنسبة لهما تطرح مسألة
نضال الأمة ضد الاستعمار، ولكن بعد دراستهما في فرنسا توصلا لتحديد مشكلات بلدهما
في اثنتين هما: ـ مشكلة قومية ناتجة عن السيطرة الاستعمارية، ومشكلة اجتماعية جاءت
من خضوع المجتمع للاستغلال، والجهل والاستبداد ؛ ولذا رجعا يحملان الفكرة
الاشتراكية ،ويؤمنان بالنضال الشعبي، ويعتبران الطبقة التي تمثل الحركة الوطنية
السورية لا تستطيع أن ترتفع عن مصالحها الاقتصادية الأنانية والعائلية، ولهذا فإن
الأمة بحاجة إلى انقلاب فكري وأخلاقي عميق يهز النفوس من الأعماق.
كان عفلق من كتاب القصة، والمسرحية، والشعر قبل
أن يؤسس البعث، فقد كتب المقالة القومية والقصة القصيرة، واشتهر بنتاجه المبدع في
مجلة الطليعة الأدبية في سوريا، وعلى صفحاتها نشر بواكير نتاجاته الأدبية، ومن
بينها نشر مقال " عهد البطولة " ،ومقال " ثروة الحياة "
ومسرحية " موت السندباد"
لقد شهد شاكر مصطفى على قدرته الأدبية،
ومما كتبه حول عفلق: ـ " هو السمفونية التي لم تتم في الأدب العربي الحديث !
إهاب شاعر حالم، وثقافة لا أعمق ولا أصفى، مثالية في الإيمان القومي تحسبها من غير
هذا العالم القريب. دخل الجو الأدبي من بابه الأوسع فكان ثورة … لقد التقى فيه
الانسجام والوفاق أخصب تيارات الفكر الإنساني... مع أعمق الوعي للتراث العربي،
فكان إيمان بالشعب، إيمان بالعمل، إيمان بالبطولة المبدعة …".
عمل عفلق بعد تخرجه في جامعة باريس، وعودته إلى
سوريا في حقل التعليم، وفي مدرسة التجهيزات ( مكتب عنبر سابقا )، وهو ثانوية
الحكومة الرئيسة في سوريا، ويقع في منطقة اسمها مئذنة الشحم وسط العاصمة دمشق،
وعمل صلاح البيطار في مدارس حمص، وكانت في سوريا يومها مدرستان ثانويتان حكوميتان:
واحدة في دمشق وأخرى في حلب لعدد من المواطنين السوريين بلغ تعدادهم 3,5 مليون
نسمة، وكانت هذه المدارس تشكل فرصة طيبة للقاء الأساتذة مع الطلاب وبث أفكارهم،
وتوصيلها إلى الطلاب القادمين من أنحاء سوريا.
يشكل عام 1940 البداية الأولى لتأسيس حزب البعث
العربي الاشتراكي، وقد بدأت هذه الفكرة بالعمل تحت اسم حركة الإحياء العربي ،التي
تحولت إلى حركة البعث العربي لاحقا. وحول هذه البداية ذكر سامي الجندي ـ من
الرعيل الأول في حزب البعث ـ أنه مع نهاية عام 1939 وبداية عام 1940 كانت في سوريا
مجموعتان تعملان على بعث وإحياء الأمة العربية ونهوضها وهما: مجموعة البعث التي
أسسها زكي الأرسوزي، التي تأسست في 29 تشرين الثاني / نوفمبر 1940، التي ضمت يومها
ستة أشخاص ،وبلغ عدد أعضاؤها في جامعة دمشق اثني عشر شخصاً، ومجموعة أخرى أسسها
ميشيل عفلق والبيطار التي حملت اسم البعث تارةً والإحياء العربي تارةً أخرى والتي
وزعت منشورا باسم البعث العربي في عام 1941، وقد انفرط عقد جماعة الأرسوزي، و
انضموا تباعا لتنظيم عفلق والبيطار. تواصل دور عفلق سياسيا وتراجع دور الأرسوزي
الذي أصبح غير مؤمن بجدوى العمل السياسي وقتئذٍ. أصبح تنظيم البعث المعبر عن
القومية العربية في مناخ سياسي يضم تيارات مختلفة.
حول البدايات الأولى لتأسيس حزب البعث يقول صلاح
الدين البيطار أحد مؤسسي حزب البعث " في أواخر الثلاثينات كنا نوقع النشرات
ضد الأوضاع في سوريا وضد الأوضاع العربية تحت اسم الإحياء العربي، وبعد ذلك أثناء
الحرب بدأت كلمة البعث تظهر وتتردد على الألسنة من خلال الأحاديث والندوات التي كانت
تنعقد في بيوت بعض الطلبة "
مع بداية الأربعينيات أصدر البعث نشرات تارة
باسم حركة الإحياء العربي وتارةً أخرى باسم "حركة نصرة العراق " حتى
استقر باسم البعث العربي عام 1943.
كان البعث في سنوات 1940 ـ 1943 أشبه ما
يكون بندوة فكرية يلتف فيها طلاب حول معلميهم، وليس لها بناء تنظيمي.
في ربيع عام 1941 توترت العلاقات بين بريطانيا
ووزارة رشيد عالي الكيلاني وانتهت بإقالتها وتشكيل وزارة برئاسة طه الهاشمي، وجاء
الصدام في نيسان / أبريل 1941 حينما التجأ الوصي على العرش عبد الإله إلى القوات
البريطانية وانتخب الشريف شرف وصيا على العرش والذي كلف بدوره الكيلاني بتشكيل
الوزارة للمرة الثانية، ولاقت الثورة العراقية الدعم من حكومة فيشي الفرنسية
الحامية لسوريا في حين بدأت القوات البريطانية والجيش العربي بالهجوم من جهة الغرب
على قاعدة الحبانية فكانت الثورة التي قادها وزير الدفاع الرجل الوطني يونس
السبعاوي و"الرباعي الذهبي"*
واندفعت الجماهير تغلي في ثورة، وكانت قوات المفتي الحاج أمين الحسيني، وفوزي
القاوقجي تنتظم وتجمع المجاهدين وتقوي الآمال بالثورة التحررية القومية الشاملة،
وتألفت لجان نصرة العراق في المدن السورية ،وقد أقبل حزب الشباب الذي يقوده أكرم
الحوراني في نصرة الثورة وأقبل السوريون على دعمها بسخاء.
وجدت الحركة الوليدة ما يعبر عن احتجاجها على
الأوضاع العربية ورفضها للاستعمار من خلال ثورة رشيد عالي الكيلاني عام 1941، ولم
يكتف البعثيون عند حدود التأييد، بل أسسوا " حركة نصرة العراق "، وكان
عفلق قد كتب وثائقها.
في هذا الجو الحماسي شكل مؤسسو البعث، وهم:
عفلق، والبيطار والسيد حركه ذات تنظيم قائم وأسس ومفاهيم سياسية وقد تناول هذا
التنظيم نداءات جرى توجيهها للشعب السوري واسم التنظيم وغاياته والقائمين عليه،
ومثلت " حركة نصرة العراق " التربة الفكرية للبعث.
وقد أكدت أهمية الوقوف مع العراق لما في ذلك من
فوائد روحيه وسياسية وقومية ومن غايات التنظيم: تعميم فكرة التنظيم العربي والوحدة
العربية، وتعجيل سيرها، وإمدادها بروح جديدة من حرب العراق وطالبت الطلاب بأن
يشتركوا في حركة نصرة العراق، ويتقاسموا الأعمال ويؤلفوا اللجان ويقوموا بأعمال
الدعاية عن طريق الخطابة، والحديث، وتوزيع المنشورات، وبث الشعارات، ومراقبة تطبيق
النظام وردع المخالفين، وجمع الإعانات من الطلاب والمعلمين والشباب وتنظيم التطوع
للتطبب والتمريض، ودعت لتنظيم الحياة في جوانبها المختلفة لخدمة حرب العراق.
كان تأثير ثورة العراق كبيرا على قادة البعث،
وهي من أكبر الحوافز في قيام البعث واعتبروا أن فشلها يقضي على الآمال القومية
العربية، وأجمعوا على تعديل الأسلوب المتبع من الرد الإقليمي والقطري إلى الرد
القومي الشامل وقد أفادت الثورة في شحذ الهمم والشعور القومي وتعميقه، وإنارة
الطريق أمام القيادات والابتعاد عن الارتجال والنزوات الشخصية.
وتابع الرفيقان ميشيل عفلق ،وصلاح الدين
البيطار نشاطهما إلى أن جاء قرارهما بتقديم الاستقالة من التدريس في 3 تموز 1942 ؛
بحجة تدخل الإدارة الفرنسية في التعليم، وتحديد المناهج وتوظيف الأشخاص حسب
مشيئتها ومما جاء في كتاب الاستقالة " إننا بعد الذي لمسناه في فحص الكفاءة
من تشويه للحقائق ،وستر أخطاء المسئولين من موظفي المعارف وإتباع أساليب ملتوية
تشبه التآمر، ولما كنا يائسين من أي إصلاح في مصلحة الامتحانات التي تستمر منذ زمن
بعيد في أخطائها: ـ رأينا من الآن فصاعداً عدم الاشتراك في مثل هذه الفحوص ونحن
واعون لعملنا، نتحمل كل تبعاته " .
وفي عام 1943، جرت انتخابات نيابية في
سوريا ، وكان الهدف منها إجراء انتخابات ليتسنى لرجال الكتلة الوطنية ممارسة
الصلاحيات التي مارسها الفرنسيون، وتنشأ عنها حكومة شرعية ومجلس أمة يحق لهما
التفاوض باسم الشعب . ،وقد شارك في هذه الانتخابات ميشيل عفلق مرشحاً في دمشق،
واصدر بيانه الانتخابي والذي أفصح عن منهج فكري، وفيه بين عفلق رؤية البعثيين
الأوائل تجاه الطائفية، والعائلية والإقليمية والعروبة والشيوعية، والدين وغاية
البعث وأسلوب عمله ومنهج تفكيره ورؤيته للعلاقة بين المسيحيين العرب والمسلمين
ويعتبر هذا البيان بمثابة البيان الأول في تاريخ حركة البعث وتوضيحاً لأهدافها
التي دخل فيه الانتخابات: " ندخل الانتخابات، لا باسم طائفة، ولا مدينة، ولا
مصالحٍ قريبة أو ظروفٍ سياسيةٍ عاجلة، بل باسم فلسفة قومية نريد أن تكون إفصاحا
صادقاً عن الحياة العربية في حقيقتها الخالدة نمثل الروح العربية ضد الشيوعية
المادية نمثل التاريخ العربي الحي ضد الرجعية الميتة والتقدم المصطنع نمثل القومية
التامة … ضد القومية اللفظية التي لا تتعدى اللسان.. نمثل رسالة العروبة ضد حرفة
السياسة نمثل الجيل العربي الجديد. "
فشل ميشيل عفلق في الانتخابات، ولكنه حصل على
145 صوتاً، بما يفوق عدد أعضاء البعث يومها.
واصل عفلق والبيطار لقاءهما مع طلاب مدارس
التجهيز الثانوية، ومع طلاب الجامعة السورية في سبيل نشر فكرة البعث العربي، وكانت
الفئة الطلابية تجمعها روابط التيار الفكري الذي يلتف حول مجموعة مثقفة. ليس لديها
برنامج فكري واضح سوى أفكار مثالية تؤكد أهمية الوحدة العربية والعدالة
الاجتماعية، وأخذ الشباب المثقف لزمام القضية بيده، إلا أن الظروف المختلفة التي
أحاطت بالحركة والعمل السياسي اليومي، وخوض المعارك المختلفة ضد جميع القوى
السياسية الموجودة دون استثناء من قوميين سوريين ومرورا بالكتلة الوطنية
والشيوعيين، وقوى الاحتلال، جعل حركة البعث تعمل على صياغة فكرها، وتبلور
اتجاهاتها وتعمل على تنظيم تيارها الفكري.
وبحكم التفاعل مع الواقع الموضوعي المعاش كان لا
بد أن يهتم البعث بالقضايا المهمة مثل مفهوم الأمة العربية، والوحدة العربية، ثم
النظرة إلى الدين الإسلامي والشيوعية تتوافق أو تصطدم مع نظرة الأحزاب الأخرى
كانت أولى القضايا المهمة التي تصدى لها عفلق في
محاضراته على مدرجات جامعة دمشق قضية الدين، إذ ألقى محاضرة بعنوان: " ذكرى
الرسول العربي " في الخامس من نيسان/ أبريل عام 1943، والتي تضمنت نظرة
توفيقية بين العروبة والإسلام، وبين الثورة والجهاد التي أكدت على رفض الإلحاد،
ولقد اعُتبرت هذه المحاضرة من المحاضرات القيمة في تاريخ البعث التي نشرت في كتيب
يحمل عنوان " ذكرى الرسول العربي " ويذكر ياسين الحافظ* أنها
كانت وسيلة مهمة في استقطابه للحزب وأشار إلى ذلك في
قوله: " إن من البيان لسحرا " والواقع أن البلاغة والحرارة والميتا
فيزياء الثورية التي طبعت أسلوب هذا الكراس وأفكاره لعبت بلا جدال دورا كبيرا في
تحويله إلى "البيان " الحركة القومية ”
ويذكر بعثي من الرعيل الأول في العراق أنه
كان حينما يقرأ ها ويصل جملة عفلق المشهورة التي قالها " إذا كان محمد كل
العرب فليكن العرب محمداً " تنتابه قشعريرة وتسري في عروقه برودة وكأنه يسمع
الوحي من جديد، وكأن غار حراء أصبح الوطن العربي وفيه تتراءى صفات النبوة والكمال
في كل بعثي.
وتناول هذا البيان علاقة العروبة والإسلام،
واعتبرها كعلاقة الجسد بالروح ونظر للإسلام بمنظور حضاري، وليس مجرد ممارسة
شعائري، وربط بين الدين والتراث الحضاري للعرب فهو يمثل أروع صورة للغتهم وآدابهم،
وأضخم قطعة من تاريخهم والإسلام يمثل تجدد العروبة وتكاملها وكانت رسالة الإسلام
مفصحة عن يقظة القومية العربية، ولذا لم يتوسعوا في فتوحاتهم لغرض اقتصادي بل
لتأدية واجب ديني أساسه الرحمة والعدل وبذل النفس، وقد حشدت الأمة قوتها فأنجبت
محمدا الذي بإمكاننا أن نعيش حياته مادام الفرد ينتمي للأمة التي أنجبته، ولو
بصورة جزئية "كنسبة الحصاة إلى الجبل والقطرة إلى البحر"
مع بداية عام 1943 جرى تسمية الحركة الناشئة
باسم " حركة البعث العربي "، وقد أسهمت الاعتداءات الفرنسية على لبنان،
ومحاولة السلطة في سوريا جعل ما يجري في لبنان قضية محلية وقد أدركت حركة الأحياء
العربي أهمية تأسيس حركة سياسية تأخذ على عاتقها العمل للقضايا العربية مجتمعة
ودعت إلى تضافر القوى الشعبية والرسمية في سبيل تحرير سوريا ولبنان.
أخذت حركة البعث العربي تشهد توسعا
وامتدادا في ضم الشباب إليها، وكلما شاركت في المعترك السياسي السوري آخذت تتضح
معالم فكرها الجديد وبرنامجها السياسي، وفي عام 1946خطت الحركة خطوة مهمة أسهمت في
توحيد فكر البعثيين الأوائل، وتمثلت بإصدار صحيفة البعث في عام 1946، والتي عمل
البيطار وعفلق محررين فيها، وقد اهتمت بنشر المقالة الفكرية والتحليل السياسي.
تبع ذلك قيام المؤتمر التأسيسي الأول الذي عقد
في دمشق في 4-6 نيسان / أبريل 1947 والذي بحث قضايا عديدة، وخرج بتشكيل لجنة
تنفيذية للحزب أطلق عليها اللجنة التنفيذية وانتخب عفلق عميدا للحزب وعضوية جلال
السيد، وصلاح البيطار، ووهيب الغانم إلى جانب وضع دستور البعث والذي حدد موقفه من
قضايا سياسية واقتصادية واجتماعية.
وحضر مؤتمر الحزب قرابة مائة عضو، ومن بينهم
أفراد قلائل من العراقيين والأردنيين واللبنانيين، واعتبرت المرحلة السابقة مرحلة
تأسيسه اقتصرت على توضيح فكرة القومية العربية والوحدة العربية.
مواضيع مماثلة
» شهيد البعث والنضال القومي الأستاذ صلاح الدين البيطار
» طموح البعث-القائد المؤسس ميشيل عفلق
» سيبقى فكرالقائد المؤسس احمد ميشيل عفلق القاعدة الثابتة لعقيدة البعث
» كلمة في الحفل التأبيني للشهيد صلاح الدين البيطار
» في المفهوم الوحدوي عند ميشيل عفلق
» طموح البعث-القائد المؤسس ميشيل عفلق
» سيبقى فكرالقائد المؤسس احمد ميشيل عفلق القاعدة الثابتة لعقيدة البعث
» كلمة في الحفل التأبيني للشهيد صلاح الدين البيطار
» في المفهوم الوحدوي عند ميشيل عفلق
ملتقى الفكر القومي :: المنتدى الفكري والثقافي ***(حزب البعث العربي الاشتراكي وجبهة التحرير العربية) :: جبهة التحرير العربية
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى