البعثي هو الصورة الحية للأمة
ملتقى الفكر القومي :: المنتدى الفكري والثقافي ***(حزب البعث العربي الاشتراكي وجبهة التحرير العربية) :: مكتبة الحزب والجبهة
صفحة 1 من اصل 1
البعثي هو الصورة الحية للأمة
بسم الله الرحمن الرحيم
البعثي هو الصورة الحية للأمة (1)
*الرفيق القائد المؤسس/أحمد ميشيل عفلق (رحمه الله)
أيها الإخوة والأخوات
من دواعي السعادة أن التقي بهذا العدد من المناضلين المهيئين للمهمات القومية الكبيرة الذين ألقى عليهم الحزب واجبا من أهم الواجبات ومن أكثرها تعبيرا عن طبيعة حزبنا؛ الواجب التثقيفي.. فالحركة الثورية أيها الرفاق هي بطبيعتها تثقيف.. هي ثقافية جديده.. للتطبيق.ة للعمل.. للتطبيق .. للممارسة ولكي نخلق أو نكّون من جديد الشخصية العربية الموحدة التي يلتقي فيها الفكر بالعمل في تركيب موحد مؤتلف منسجم.
واني إذ أقول ذلك ارجع بالذاكرة إلى بداية حزبنا.. أتذكر تلك المحاضرة التي ألقيتها عام 1943م في جامعة دمشق في ذكرى الرسول العربي والتي بدأتها بالكلام عن الشخصية العربية وضرورة توحيدها بعد أن تجزأت وتفككت … واذكر انه جاء في معرض الكلام انه يجب أن يتحد الفكر النير مع الصلاة والساعد القوي ليؤدي ذلك إلى العمل المؤثر.. العمل الخلاق.. العمل العفوي الذي لا تكلف فيه.. وبعد مضي كل هذه السنين مازلت اعتقد بان المطلوب لتوحيد الشخصية العربية هي هذه الشروط بالذات. البعثي هو العربي الجديد.. كما تعرفون. البعثي يذهب إلى جموع الجماهير من أبناء شعبنا لا يذهب إليهم ليعلمهم وإنما ليشاركهم.. لا يذهب إليهم ليلقي درسا نظريا وإنما ليقرن الفكربالعمل وبالممارسة. لا يشاركهم في بعض نواحي حياتهم ويتحفظ في نواح أخرى.. لا يكشف لهم عن نواح في شخصيته ويخفي نواحي أخرى.. إذا كان يريد أن يحدث ثورة وانقلابا في حياه شعبة فعلية أن يضع كل شخصيته كل حياته في هذا العمل في هذا النضال.. أن ينفتح كل الانفتاح على جماهير الشعب ليحصل التجاوب العميق الذي يوقظ في الجماهير اصالتها ونزوعها إلى التقدم والى المستوى الإنساني اللائق والى التضحية والبطولة. وهكذا نتصور المناضل البعثي انه الصورة الحية للحزب وللأمة.. للماضي والمستقبل.. للتراث والاصاله وللتقدم والإبداع الجديد.
هكذا كانت دوماً فكرة البعث وفي الظروف المصيرية يطلب أن نكشف عن حقيقة فكرتنا كلها وان نستلهمها عن حقيقتها الكلية العميقة.
إن التراث ايها الرفاق ليس في حركتنا الثورية شيئا من الماضي وليس شيئا للتسجيل في الذاكرة وإنما حياه نابضة؛ هو الاصاله والقدرة على الإبداع. القدرة المتجددة في امتنا والتي تهتز في كل مرحلة ومنعطف تاريخي حاسم.. لتعود الأمة العربية إلى مكان القيادة في مسيرة البشرية. في تصورنا لا نرجع إلى التراث رجوعا وإنما نبلغ حقيقة التراث ؛ حقيقة الاصاله بلوغاً ونتقدم نحوه ونرتقي اليه ارتقاء ياتي بعد النضال وبعد الجهد الصادق وبعد التضحية نكتشف حقيقة تراثنا ونبلغ مستواه .
ايها الرفاق والرفيقات
اذا كانت ظروفي هذه المره لاتسمح بالاستفاضة فاني رغم ذلك حريص على ان لا اضيع هذه المناسبة العزيزة علي دون ان اذكركم بالظروف الراهنة التي تعيشها امتنا العربية في ارجاء وطننا الكبير انها منعطف تاريخي بالنسبة للامة العربية وبالنسبة للانسانية وحضارتها اننا نعيش الان واقعا كنا نراه قبل عشر او عشرين من السنين كما نراه بالفكرة وبالقلب وبالرؤيا وكان في ذلك الحين غامضا على الكثيرين لا يستطعون رؤيتة لشدة الفارق والمفارقة بين واقع امتنا الضعيف اذ ذاك وبين طموحها ونزوعها الى اهدافها الكبرى ولكننا الان نتاكد ان تلك الرؤيا لم تكن حلما ، بل كانت حقيقة عميقة احتاجت الى بعض الوقت كي تتجلى في الاحداث وكي تظهر لأعين العدد الكبير .
مصير الانسانية مرتبط بمصير العرب . تقدم الانسانية مرتبط بتقدم الامة العربية وتحررها . قلنا ذلك منذ زمن ولكنه اليوم يقوله العالم باجمعة يعترف به حتى الاعداء وان لم يصرحوا به . اذن مصيرنا اصبح بايدينا ؛ لم يعد هناك ثمة تشكك في صحة مسيرنا وفي ان مستقبلنا سيكون مشرقا .. لم يبق الا ان نضاعف الجهد .. نقوي النضال ؛ ان نتمسك بالاهداف والمبادى وبالهدف الاكبر الذي فيه انقاذ نهضة الامة العربية وهو هدف الوحدة .
لم يعد التراجع واردا بالنسبة الى نضال الامة العربية ولكن المطلوب ان نعطي ونزيد في العطاء ونضاعف النضال لكي نختصر الزمن ولكي لا نترك مجالا للاعداء ان يعطلوا بمؤامراتهم مسيرتنا ويؤجلوا يوم النصر وهو قادم لا ريب فيه .
بمثل هذه الروح ايها الرفاق والاخوة يجب ان يذهب المناضل البعثي الى المهمة الحزبية التي تنتظره وان ينقل الصورة كامله وان يضع شخصيته كامله في عمله مع جماهير شعبنا وان ينقل الى ابعد قرية والى اصغر فرد من ابناء شعبنا وفي اصغر عمل او مهمة ان ينقل روح معركة المصير . ان ينقل التصور الكلي الى ابناء الشعب لكي تتضاعف قوتهم وحماسهم اضعافا .. لكي تفجر فيهم القوة الخارقة التي كانت في اساس ماضينا المجيد ، ولكي يشعر كل مواطن انه يشارك في صنع المستقبل العظيم .
12شباط 1975م
(1) حديث في مدرسة الاعداد الحزبي بتاريخ 12/2/1975 ؛ نشر في"البعث والعراق" و "احاديث في مدرسة الاعداد الحزبي" تحت عنوان(البعثي هو العربي الجديد).
البعثي هو الصورة الحية للأمة (1)
*الرفيق القائد المؤسس/أحمد ميشيل عفلق (رحمه الله)
أيها الإخوة والأخوات
من دواعي السعادة أن التقي بهذا العدد من المناضلين المهيئين للمهمات القومية الكبيرة الذين ألقى عليهم الحزب واجبا من أهم الواجبات ومن أكثرها تعبيرا عن طبيعة حزبنا؛ الواجب التثقيفي.. فالحركة الثورية أيها الرفاق هي بطبيعتها تثقيف.. هي ثقافية جديده.. للتطبيق.ة للعمل.. للتطبيق .. للممارسة ولكي نخلق أو نكّون من جديد الشخصية العربية الموحدة التي يلتقي فيها الفكر بالعمل في تركيب موحد مؤتلف منسجم.
واني إذ أقول ذلك ارجع بالذاكرة إلى بداية حزبنا.. أتذكر تلك المحاضرة التي ألقيتها عام 1943م في جامعة دمشق في ذكرى الرسول العربي والتي بدأتها بالكلام عن الشخصية العربية وضرورة توحيدها بعد أن تجزأت وتفككت … واذكر انه جاء في معرض الكلام انه يجب أن يتحد الفكر النير مع الصلاة والساعد القوي ليؤدي ذلك إلى العمل المؤثر.. العمل الخلاق.. العمل العفوي الذي لا تكلف فيه.. وبعد مضي كل هذه السنين مازلت اعتقد بان المطلوب لتوحيد الشخصية العربية هي هذه الشروط بالذات. البعثي هو العربي الجديد.. كما تعرفون. البعثي يذهب إلى جموع الجماهير من أبناء شعبنا لا يذهب إليهم ليعلمهم وإنما ليشاركهم.. لا يذهب إليهم ليلقي درسا نظريا وإنما ليقرن الفكربالعمل وبالممارسة. لا يشاركهم في بعض نواحي حياتهم ويتحفظ في نواح أخرى.. لا يكشف لهم عن نواح في شخصيته ويخفي نواحي أخرى.. إذا كان يريد أن يحدث ثورة وانقلابا في حياه شعبة فعلية أن يضع كل شخصيته كل حياته في هذا العمل في هذا النضال.. أن ينفتح كل الانفتاح على جماهير الشعب ليحصل التجاوب العميق الذي يوقظ في الجماهير اصالتها ونزوعها إلى التقدم والى المستوى الإنساني اللائق والى التضحية والبطولة. وهكذا نتصور المناضل البعثي انه الصورة الحية للحزب وللأمة.. للماضي والمستقبل.. للتراث والاصاله وللتقدم والإبداع الجديد.
هكذا كانت دوماً فكرة البعث وفي الظروف المصيرية يطلب أن نكشف عن حقيقة فكرتنا كلها وان نستلهمها عن حقيقتها الكلية العميقة.
إن التراث ايها الرفاق ليس في حركتنا الثورية شيئا من الماضي وليس شيئا للتسجيل في الذاكرة وإنما حياه نابضة؛ هو الاصاله والقدرة على الإبداع. القدرة المتجددة في امتنا والتي تهتز في كل مرحلة ومنعطف تاريخي حاسم.. لتعود الأمة العربية إلى مكان القيادة في مسيرة البشرية. في تصورنا لا نرجع إلى التراث رجوعا وإنما نبلغ حقيقة التراث ؛ حقيقة الاصاله بلوغاً ونتقدم نحوه ونرتقي اليه ارتقاء ياتي بعد النضال وبعد الجهد الصادق وبعد التضحية نكتشف حقيقة تراثنا ونبلغ مستواه .
ايها الرفاق والرفيقات
اذا كانت ظروفي هذه المره لاتسمح بالاستفاضة فاني رغم ذلك حريص على ان لا اضيع هذه المناسبة العزيزة علي دون ان اذكركم بالظروف الراهنة التي تعيشها امتنا العربية في ارجاء وطننا الكبير انها منعطف تاريخي بالنسبة للامة العربية وبالنسبة للانسانية وحضارتها اننا نعيش الان واقعا كنا نراه قبل عشر او عشرين من السنين كما نراه بالفكرة وبالقلب وبالرؤيا وكان في ذلك الحين غامضا على الكثيرين لا يستطعون رؤيتة لشدة الفارق والمفارقة بين واقع امتنا الضعيف اذ ذاك وبين طموحها ونزوعها الى اهدافها الكبرى ولكننا الان نتاكد ان تلك الرؤيا لم تكن حلما ، بل كانت حقيقة عميقة احتاجت الى بعض الوقت كي تتجلى في الاحداث وكي تظهر لأعين العدد الكبير .
مصير الانسانية مرتبط بمصير العرب . تقدم الانسانية مرتبط بتقدم الامة العربية وتحررها . قلنا ذلك منذ زمن ولكنه اليوم يقوله العالم باجمعة يعترف به حتى الاعداء وان لم يصرحوا به . اذن مصيرنا اصبح بايدينا ؛ لم يعد هناك ثمة تشكك في صحة مسيرنا وفي ان مستقبلنا سيكون مشرقا .. لم يبق الا ان نضاعف الجهد .. نقوي النضال ؛ ان نتمسك بالاهداف والمبادى وبالهدف الاكبر الذي فيه انقاذ نهضة الامة العربية وهو هدف الوحدة .
لم يعد التراجع واردا بالنسبة الى نضال الامة العربية ولكن المطلوب ان نعطي ونزيد في العطاء ونضاعف النضال لكي نختصر الزمن ولكي لا نترك مجالا للاعداء ان يعطلوا بمؤامراتهم مسيرتنا ويؤجلوا يوم النصر وهو قادم لا ريب فيه .
بمثل هذه الروح ايها الرفاق والاخوة يجب ان يذهب المناضل البعثي الى المهمة الحزبية التي تنتظره وان ينقل الصورة كامله وان يضع شخصيته كامله في عمله مع جماهير شعبنا وان ينقل الى ابعد قرية والى اصغر فرد من ابناء شعبنا وفي اصغر عمل او مهمة ان ينقل روح معركة المصير . ان ينقل التصور الكلي الى ابناء الشعب لكي تتضاعف قوتهم وحماسهم اضعافا .. لكي تفجر فيهم القوة الخارقة التي كانت في اساس ماضينا المجيد ، ولكي يشعر كل مواطن انه يشارك في صنع المستقبل العظيم .
12شباط 1975م
(1) حديث في مدرسة الاعداد الحزبي بتاريخ 12/2/1975 ؛ نشر في"البعث والعراق" و "احاديث في مدرسة الاعداد الحزبي" تحت عنوان(البعثي هو العربي الجديد).
مواضيع مماثلة
» من صفات المناضل البعثي
» ولادة مرحلة جديدة للأمة
» تحقيق الإرادة التاريخية للأمة العربية
» طارق عزيز : اذا تكلم البعثي انصت الضمير
» في أول ظهور له بعد الحرب- الحية يدعو لتشكيل بديل عن منظمة التحرير
» ولادة مرحلة جديدة للأمة
» تحقيق الإرادة التاريخية للأمة العربية
» طارق عزيز : اذا تكلم البعثي انصت الضمير
» في أول ظهور له بعد الحرب- الحية يدعو لتشكيل بديل عن منظمة التحرير
ملتقى الفكر القومي :: المنتدى الفكري والثقافي ***(حزب البعث العربي الاشتراكي وجبهة التحرير العربية) :: مكتبة الحزب والجبهة
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى