ذكريات مع جورج حبش: «حكيم» الثورة الفلسطينية(1)
صفحة 1 من اصل 1
ذكريات مع جورج حبش: «حكيم» الثورة الفلسطينية(1)
ذكريات مع جورج حبش: «حكيم» الثورة الفلسطينية (1)
جورج حبش.. مسيحي إسلامي اشتراكي
وداعا أيها الحكيم المناضل جورج حبش
توفي في العاصمة الأردنية عمان السبت الماضي الدكتور جورج حبش أحد رموز النضال والكفاح الفلسطيني ومؤسس الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين.
ولد جورج حبش في مدينة اللّد في العام 1925 واضطر في العام 1948 للجوء إلى الضفة الشرقية شأنه شأن مئات الآلاف من الفلسطينيين المهّجرين. التحق حبش بالجامعة الأمريكية في بيروت لدراسة الطب ومن ثم عاد ليمارس مهنته في مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في الأردن. في العام 1952 أسس حبش حركة القوميين العرب مع مجموعة من أصدقاءه أمثال وديع حداد، مصطفى الزبري، وأحمد الخطيب من الكويت. وكانت الحركة ذات تأثير قوي ونفوذ واسع في نشوء حركات قومية أخرى في الوطن العربي.
إعلان الكفاح المسلح
في غضون بضعة شهور بعد حرب الأيام الستة في العام 1967 والتي خسرت فيها الدول العربية المشاركة هضبة الجولان والضفة الغربية، وصحراء سيناء لإسرائيل، أسس جورج حبش الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين على أنقاض حركة القوميين العرب. ودعت الجبهة في بيانها التأسيسي إلى "إعلان الكفاح المسلح والاستمرار فيه بالرغم من كل الصعاب". كما لعب اليساري جورج حبش دورا هاما في تبني الثورة الفلسطينية والجبهة الشعبية للفكر الماركسي اللينيني. لم تبلغ الجبهة عامها الأول حتى انشق نايف حواتمة عن الجبهة الشعبية وأسس الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين. وجاءت أسباب الانشقاق على خلفية تركيز الجبهة الشعبية على سبل الكفاح المسلح في حين أن حواتمة كان يرغب في تثبيت الأسس الأيدلوجية للحركة آنذاك.
تلى انشقاق حواتمة شق آخر في الجبهة تمثل بخروج أحمد جبريل عنها وتأسيسه الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين – القيادة العامة. لكن سلسلة الانشقاقات هذه لم تضعف الجبهة آنذاك حيث كانت عمادا أساسيا في منظمة التحرير الفلسطينية التي احتضنت جميع الفصائل الثورية الفلسطينية بصرف النظر عن أيدلوجيتها.
يرى الكثير من المحللين أن سلسلة الاختطافات والتفجيرات التي قامت بها الجبهة الشعبية في السبعينات كانت خطأ فادحا سبب في تدهور العلاقات بين الفصائل الفلسطينية وبعض الأنظمة العربية. ففي العام 1970 قامت مجموعة تابعة للجبهة تحت قيادة وديع حداد باختطاف أربع طائرات وتفجيرها في الأردن بعد إخلائها من الركاب. جاء هذا التصعيد في الوقت الذي كانت فيه المنظمات الفلسطينية تتوسع وتزداد هيمنتها في الأردن. وأدت المواجهات العنيفة بين المنظمات الفلسطينية والجيش الأردني والتي تعرف بأحداث "أيلول الأسود"، إلى خروج مسلحي الفصائل الفلسطينية من الأردن إلى بيروت بما فيهم جورج حبش. بقي حبش في بيروت حتى العام 1982 الذي شهد خروج معظم الفصائل الفلسطينية إلى تونس ودمشق والعواصم العربية الأخرى. وبقي حبش في دمشق حتى العام 2000 عند تخليه عن السلطة. وانتقل بعد ذلك إلى العاصمة عمان حيث أمضى آخر سنوات حياته.
مسيحي، إسلامي، اشتراكي
ولد حبش لعائلة فلسطينية من طائفة الأرثوذكس الروم في مدينة اللّد في العام 1925. وكان حبش المؤسس الرئيسي لحركة القوميين العرب، ويلاحظ أن معظم رواد فكرة القومية العربية هم من العرب المسيحيين أمثال أستاذه قسطنطين زريق، وصديقه وديع حداد. لم تكن ديانته التي تشكل أقلية في العالم العربي عقبة أمام نشاطه وفكره السياسي. ويذكر أنه قال مرة: "أنا مسيحي الديانة، إسلامي التربية، واشتراكي الفكر". وربما تكون خلفيته المسيحية دلالة على وحدة الصف الفلسطيني المسيحي والمسلم وتمسكه بحقوقه مهما كانت عقيدته. وكان العقيد القذافي قد حاول إقناع حبش باعتناق الإسلام إلا أن حبش رفض ذلك وقال له أن المجتمع الفلسطيني لا يعرف الطائفية وأن الاحتلال هو من يحاول التفرقة بين المسلم والمسيحي. ومنذ ذلك الوقت أطلق القذافي على حبش اسم "الخضر" وهو الاسم العربي للقديس جورج في فلسطين.
دم جــديــد
تخلى حبش عن منصبه كأمين عام للجبهة في العام 2000. وقال عن تخليه عن السلطة إنه جاء من منطلق الديمقراطية "ايماناً مني بإفساح المجال لقادة غرسوا في النضال، وقناعة مني بأن الجبهة الشعبية لديها القدرة على خلق القيادات". تميز حبش في تنحيه عن الأمانة عن معظم القادة العرب والفلسطينيين الذين تمسكوا بمناصبهم حتى النفس الأخير.
وخلف مصطفى الزبري، المعروف بـ "أبو علي مصطفى" حبش أمينا عاما للجبهة. وسرعان ما اغتالته إسرائيل انتقاما لمقتل وزير السياحة الإسرائيلي رحبعام زئيفي الذي اغتالته مجموعة من الجبهة الشعبية في الأراضي المحتلة. ومن ثم استلم أحمد سعدات أمانة الجبهة والذي تعتقله إسرائيل الآن مع قادة آخرين من الجبهة.
رحل المناضل الثوري جورج حبش في الوقت التي يعاني فيه الفلسطينيون نكسة الحصار والمقاطعة في غزة، وفي الوقت التي تعاني منه القضية بسبب التنازلات السياسية التي لم تجد شيئا للفلسطينيين منذ بدء المفاوضات مع إسرائيل والتي رفضتها الجبهة الشعبية منذ التسعينات. بالرغم من تراجع شعبية الجبهة في أعقاب معاهدة أوسلو والمفاوضات، بقي القائد الذي لُقب بـ "حكيم الثورة" من أبرز رموز النضال والصمود الفلسطيني. وكانت وصيته الأخيرة على سرير الموت هي استمرار الكفاح حتى تحرير فلسطين كما قال ماهر الطاهر، مسؤول الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في دمشق.
جورج حبش.. مسيحي إسلامي اشتراكي
وداعا أيها الحكيم المناضل جورج حبش
توفي في العاصمة الأردنية عمان السبت الماضي الدكتور جورج حبش أحد رموز النضال والكفاح الفلسطيني ومؤسس الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين.
ولد جورج حبش في مدينة اللّد في العام 1925 واضطر في العام 1948 للجوء إلى الضفة الشرقية شأنه شأن مئات الآلاف من الفلسطينيين المهّجرين. التحق حبش بالجامعة الأمريكية في بيروت لدراسة الطب ومن ثم عاد ليمارس مهنته في مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في الأردن. في العام 1952 أسس حبش حركة القوميين العرب مع مجموعة من أصدقاءه أمثال وديع حداد، مصطفى الزبري، وأحمد الخطيب من الكويت. وكانت الحركة ذات تأثير قوي ونفوذ واسع في نشوء حركات قومية أخرى في الوطن العربي.
إعلان الكفاح المسلح
في غضون بضعة شهور بعد حرب الأيام الستة في العام 1967 والتي خسرت فيها الدول العربية المشاركة هضبة الجولان والضفة الغربية، وصحراء سيناء لإسرائيل، أسس جورج حبش الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين على أنقاض حركة القوميين العرب. ودعت الجبهة في بيانها التأسيسي إلى "إعلان الكفاح المسلح والاستمرار فيه بالرغم من كل الصعاب". كما لعب اليساري جورج حبش دورا هاما في تبني الثورة الفلسطينية والجبهة الشعبية للفكر الماركسي اللينيني. لم تبلغ الجبهة عامها الأول حتى انشق نايف حواتمة عن الجبهة الشعبية وأسس الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين. وجاءت أسباب الانشقاق على خلفية تركيز الجبهة الشعبية على سبل الكفاح المسلح في حين أن حواتمة كان يرغب في تثبيت الأسس الأيدلوجية للحركة آنذاك.
تلى انشقاق حواتمة شق آخر في الجبهة تمثل بخروج أحمد جبريل عنها وتأسيسه الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين – القيادة العامة. لكن سلسلة الانشقاقات هذه لم تضعف الجبهة آنذاك حيث كانت عمادا أساسيا في منظمة التحرير الفلسطينية التي احتضنت جميع الفصائل الثورية الفلسطينية بصرف النظر عن أيدلوجيتها.
يرى الكثير من المحللين أن سلسلة الاختطافات والتفجيرات التي قامت بها الجبهة الشعبية في السبعينات كانت خطأ فادحا سبب في تدهور العلاقات بين الفصائل الفلسطينية وبعض الأنظمة العربية. ففي العام 1970 قامت مجموعة تابعة للجبهة تحت قيادة وديع حداد باختطاف أربع طائرات وتفجيرها في الأردن بعد إخلائها من الركاب. جاء هذا التصعيد في الوقت الذي كانت فيه المنظمات الفلسطينية تتوسع وتزداد هيمنتها في الأردن. وأدت المواجهات العنيفة بين المنظمات الفلسطينية والجيش الأردني والتي تعرف بأحداث "أيلول الأسود"، إلى خروج مسلحي الفصائل الفلسطينية من الأردن إلى بيروت بما فيهم جورج حبش. بقي حبش في بيروت حتى العام 1982 الذي شهد خروج معظم الفصائل الفلسطينية إلى تونس ودمشق والعواصم العربية الأخرى. وبقي حبش في دمشق حتى العام 2000 عند تخليه عن السلطة. وانتقل بعد ذلك إلى العاصمة عمان حيث أمضى آخر سنوات حياته.
مسيحي، إسلامي، اشتراكي
ولد حبش لعائلة فلسطينية من طائفة الأرثوذكس الروم في مدينة اللّد في العام 1925. وكان حبش المؤسس الرئيسي لحركة القوميين العرب، ويلاحظ أن معظم رواد فكرة القومية العربية هم من العرب المسيحيين أمثال أستاذه قسطنطين زريق، وصديقه وديع حداد. لم تكن ديانته التي تشكل أقلية في العالم العربي عقبة أمام نشاطه وفكره السياسي. ويذكر أنه قال مرة: "أنا مسيحي الديانة، إسلامي التربية، واشتراكي الفكر". وربما تكون خلفيته المسيحية دلالة على وحدة الصف الفلسطيني المسيحي والمسلم وتمسكه بحقوقه مهما كانت عقيدته. وكان العقيد القذافي قد حاول إقناع حبش باعتناق الإسلام إلا أن حبش رفض ذلك وقال له أن المجتمع الفلسطيني لا يعرف الطائفية وأن الاحتلال هو من يحاول التفرقة بين المسلم والمسيحي. ومنذ ذلك الوقت أطلق القذافي على حبش اسم "الخضر" وهو الاسم العربي للقديس جورج في فلسطين.
دم جــديــد
تخلى حبش عن منصبه كأمين عام للجبهة في العام 2000. وقال عن تخليه عن السلطة إنه جاء من منطلق الديمقراطية "ايماناً مني بإفساح المجال لقادة غرسوا في النضال، وقناعة مني بأن الجبهة الشعبية لديها القدرة على خلق القيادات". تميز حبش في تنحيه عن الأمانة عن معظم القادة العرب والفلسطينيين الذين تمسكوا بمناصبهم حتى النفس الأخير.
وخلف مصطفى الزبري، المعروف بـ "أبو علي مصطفى" حبش أمينا عاما للجبهة. وسرعان ما اغتالته إسرائيل انتقاما لمقتل وزير السياحة الإسرائيلي رحبعام زئيفي الذي اغتالته مجموعة من الجبهة الشعبية في الأراضي المحتلة. ومن ثم استلم أحمد سعدات أمانة الجبهة والذي تعتقله إسرائيل الآن مع قادة آخرين من الجبهة.
رحل المناضل الثوري جورج حبش في الوقت التي يعاني فيه الفلسطينيون نكسة الحصار والمقاطعة في غزة، وفي الوقت التي تعاني منه القضية بسبب التنازلات السياسية التي لم تجد شيئا للفلسطينيين منذ بدء المفاوضات مع إسرائيل والتي رفضتها الجبهة الشعبية منذ التسعينات. بالرغم من تراجع شعبية الجبهة في أعقاب معاهدة أوسلو والمفاوضات، بقي القائد الذي لُقب بـ "حكيم الثورة" من أبرز رموز النضال والصمود الفلسطيني. وكانت وصيته الأخيرة على سرير الموت هي استمرار الكفاح حتى تحرير فلسطين كما قال ماهر الطاهر، مسؤول الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في دمشق.
ابو عصام العراقي- عضو فعال
- عدد الرسائل : 149
العمر : 85
تاريخ التسجيل : 26/08/2010
مواضيع مماثلة
» ذكريات مع جورج حبش: «حكيم» الثورة الفلسطينية
» ذكريات مع جورج حبش: «حكيم» الثورة الفلسطينية(2)
» ذكريات مع جورج حبش: «حكيم» الثورة الفلسطينية(3)
» ذكريات مع جورج حبش: «حكيم» الثورة الفلسطينية(4)
» ذكريات مع جورج حبش: «حكيم» الثورة الفلسطينية(5)
» ذكريات مع جورج حبش: «حكيم» الثورة الفلسطينية(2)
» ذكريات مع جورج حبش: «حكيم» الثورة الفلسطينية(3)
» ذكريات مع جورج حبش: «حكيم» الثورة الفلسطينية(4)
» ذكريات مع جورج حبش: «حكيم» الثورة الفلسطينية(5)
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى