مفاوضاتنا والبحث في الظلام (ابوعصام العراقي)
صفحة 1 من اصل 1
مفاوضاتنا والبحث في الظلام (ابوعصام العراقي)
مفاوضاتنا والبحث في الظلام (ابوعصام العراقي)
03/10/2010
منح الاستاذ "هنية" رئيس وزراء الحكومة المقالة والقابعة كأمر واقع في غزة درجة جيد جدا لقرار اللجنة التنفيذية..والمتعلق بعدم العودة للمفاوضات المباشرة وغير المباشرة مع الجانب الاسرائيلي بدون توقف الاستيطان بشكل تام وكامل في كافة المناطق المحتلة بما فيها القدس الشرقيه..بداية جيدة تؤكد إمكانية حدوث المفاوضات حتى مع وجود حركة "حماس" ضمن النظام السياسي الفلسطيني المعترف به دوليا وعربيا.
المشكلة لم تكن أبدا في المفاوضات بقدر ما كانت في حيثياتها من حيث شروط إنطلاقها وطبيعة المواضيع التي ستتناولها وجدول اعمالها والمدة الزمنية لهذه المفاوضات الدائمة حتى في توقفاتها الاكثر زمناً من إنطلاقاتها..وفي كل مرة إنطلقت فيها يبدأ الحديث عن تخيلات وأحلام الراعي وكأن كل شيء قابل للحل وفي غضون مدة زمنية تراوحت بين أسبوعين (كامب ديفيد الثانية) وإرتفعت لسنوات (خارطة الطريق) وعادت لسنة (أنابوليس) ومن ثم إنخفضت لتكون بين ثلاثة شهور وعام (ميتشل)..والتعبير عن إعتبار المُتخيل كواقع كان يأتي على شكل إحتفالات دولية رنانة وطنانة (كلينتون – إحتفالات أوسلو1 و 2 وواي ريفير وكامب ديفيد الثانية، بوش- أنابوليس، أوباما- المفاوضات غير المباشرة ثم إحتفال واشنطن)..الآمال ترتفع مرة واحدة وتفشل دفعة واحدة..ويبدأ بعدها كل طرف يتحدث عن أن الحل كان قاب قوسين أو أدنى..هذا كان منذُ عَرضَ "إيهود باراك" رئيس وزراء إسرائيل آنذاك ووزير الجيش الاسرائيلي الحالي و"كلينتون" الرئيس الامريكي السابق، عام 2000 وحتى "اللّوْلا" فيما يتعلق بدردشة "أولمرت" رئيس وزراء إسرائيل المستقيل لأسباب تتعلق بالفساد، وإقتراحه الشفوي الهامس غير المكتوب والذي لا يعترف به أحد حتى هو نفسه.. موضوع المفاوضات كقصة الرجل الكاذب والذئب..ففي كل مرة كان يصرخ وينادي أهل قريته مدعيا وجود ذئب كان يثبت كذبه..وحين كان إدعاءه بوجود الذئب صحيحا لم يصدقه أحد ولم يتحرك أحد من أهل قريته لمساعدته..بينما المفاوضات لا تزال في طور الادعاء الكاذب وستبقى..ما أود الاشارة إليه إلى أن المفاوضات بطريقتها القديمة وإحتفالات إنطلاقاتها المتعددة، منذ اوسلو مرورا بواشنطن وشرم الشيخ وواي ريفير والعقبة ومن ثم العودة لواشنطن غير مُجدية وأثبتت فشلاً بعد فشل.
المفاوضات دائما تكون تعبيرا عن وصول الاطراف المتنازعة لقناعات بضرورة الحل، وهذا يكون تعبير عن نتائج حرب (الحرب العالمية الاولى والثانية)، أو تعبير عن موازين قوى تفرض نفسها بدون وجود طريقة أخرى أمام الطرف الضعيف (إتفاق مولوتوف- ريبونتروب 1939)، أو كتعبير عن واقع إقليمي أو دولي يفرض نفسه على الاطراف المتنازعة (كوسفو ومصر كامب ديفيد كمصلحة إسرائيلية أولا)..أما المفاوضات الاسرائيلية – الفلسطينية على ما يبدو لديها منطلقات أخرى، فهي ليست تعبيرا عن نتائج حرب ولا موازين قوى جديدة، ولا كمفهوم دولي واقليمي يتطلب إقامة دولة فلسطينية، بل حقيقة الامر هي متطلب ثانوي وحافز لدول عربية لموضوع إقليمي آخر وأهم، مفاوضاتنا كانت كمثل من يبحث بعينيه في الظلام وبأذنيه في السكون التام، إنها تمرينات فكرية دائمة ومستمرة يعتاش منها وعليها الكثير من مراكز البحث والدراسات، وكثيراً من المبادرات التي تحولت لمؤسسات مجتمع مدني، عشرات بل دزينات من مؤسسات السلام وشعبٍ لشعب وفي مختلف المواضيع من حوار الاديان للتبادل الثقافي وللطاولات المستديره والجمعيات الاقتصادية والنسائية والطلابية والشبابية والرياضية....الخ، المفاوضات هنا هي تعبير عن نظام إقتصادي وصالونات ثقافية أكثر من كونها قناعات تبحث عن حلول ممكنة وواقعية، هي تعبير عن فوبيا من نوع جديد"فوبيا البدائل"، هي نوع من أنواع القصور الذاتي للمفاوض الخائف على نفسه قبل غيره، وكما يقول "باتريك زوسكند" الكاتب الالماني في علم النفس "من لا يملك حصن آمنا لقضاء حاجته فهو الأبأس والأجدر بالشفقة"، ونحن بالتأكيد لا نملك غير ما تُشفق علينا به "الرباعية" من محاولاتها لجلب الطرف الآخر للمفاوضات بصيغ ضبابية او بتعهدات وحوافز امريكية بدون أي وعود مطلوبه من ذاك الطرف بالتوصل لاتفاق نهائي حتى وفقا لما أصبح يعرف ب الحدود الدنيا "الاوسلوية-الجنيفية" الاقل كثيرا عن الحدود الدنيا لوثيقة "الاستقلال" في العام 1988..ومع ذلك فهي تقتصر في مجملها على فئات وشرائح إجتماعية ذات مصالح مختلفه أغلبها جاء من الشرائح العليا للطبقات الوسطى وما بعدها ومن المستفيدين ماليا وليس لديهم رصيد أو إمتداد جماهيري..أما أبناء المخيمات وغالبية أبناء الريف والاحياء الفقيره في المدن الفلسطينية (هم الاغلبية) لا يستطيعون إستيعاب كل ذلك وهم يرون السلام المُتخيل مجرد مصطلحات لا قيمة لها على الارض.
هذا "البزنس" المسمى مفاوضات لا يمكن أن يستمر او يأتي أُوكله بطريقته القديمة..فالحلول الاقليمية هي الوصفة للتوصل لانهاء المنازعات والمطالبات..مفاوضات شاملة لسلام شامل لانتاج حل شامل للمنطقة..والحلول المنفردة وللفلسطينيين فقط، وصفتها الممكنة والمتوفرة تكمن بالحلول المرحلية بعيدة المدى او مفهوم الهدنة..وغير ذلك ما هو إلا وصفات لاستمرار "البزنس" مقابل إستمرار تطبيق الاتفاقات السابقة وبالذات البند الاول من خارطة الطريق.
إشارة: لعَلَّ وعسى تكون تفاهمات حركتا "فتح" و "حماس" الدمشقية ليست جزءا من مسار المفاوضات المستعصية، بل رداً على هذا الاستعصاء وتعبيراً عن وعي بأهمية القضية الوطنية على المكاسب الحزبية، بإعتبار الوطن للجميع، وفلسطين أولا.
وجهة نظر: البديل ليس باتخاذ قرارات متسرعة وفقا لما كتبه الصحفي "ناصر اللحام" حول دعوة الرئيس لعدم الاستقالة، ولا بالدعوة للدولة الواحدة ثنائية القومية، فهذه ستأتي كواقع لوحدها عاجلا ام آجلا، وإنما بالتمسك بالحدود الدنيا في الاستقلال والدولة على حدود الرابع من حزيران والقدس الشرقية عاصمة لها وحق اللاجئين وفقا للقرار 194..ويبدأ ذلك بإعادة ترتيب البيت الفلسطيني وتعزيز المؤسسات وتوفير إمكانيات الصمود للمواطن الفلس طيني، وفي القدس اولا.
03/10/2010
منح الاستاذ "هنية" رئيس وزراء الحكومة المقالة والقابعة كأمر واقع في غزة درجة جيد جدا لقرار اللجنة التنفيذية..والمتعلق بعدم العودة للمفاوضات المباشرة وغير المباشرة مع الجانب الاسرائيلي بدون توقف الاستيطان بشكل تام وكامل في كافة المناطق المحتلة بما فيها القدس الشرقيه..بداية جيدة تؤكد إمكانية حدوث المفاوضات حتى مع وجود حركة "حماس" ضمن النظام السياسي الفلسطيني المعترف به دوليا وعربيا.
المشكلة لم تكن أبدا في المفاوضات بقدر ما كانت في حيثياتها من حيث شروط إنطلاقها وطبيعة المواضيع التي ستتناولها وجدول اعمالها والمدة الزمنية لهذه المفاوضات الدائمة حتى في توقفاتها الاكثر زمناً من إنطلاقاتها..وفي كل مرة إنطلقت فيها يبدأ الحديث عن تخيلات وأحلام الراعي وكأن كل شيء قابل للحل وفي غضون مدة زمنية تراوحت بين أسبوعين (كامب ديفيد الثانية) وإرتفعت لسنوات (خارطة الطريق) وعادت لسنة (أنابوليس) ومن ثم إنخفضت لتكون بين ثلاثة شهور وعام (ميتشل)..والتعبير عن إعتبار المُتخيل كواقع كان يأتي على شكل إحتفالات دولية رنانة وطنانة (كلينتون – إحتفالات أوسلو1 و 2 وواي ريفير وكامب ديفيد الثانية، بوش- أنابوليس، أوباما- المفاوضات غير المباشرة ثم إحتفال واشنطن)..الآمال ترتفع مرة واحدة وتفشل دفعة واحدة..ويبدأ بعدها كل طرف يتحدث عن أن الحل كان قاب قوسين أو أدنى..هذا كان منذُ عَرضَ "إيهود باراك" رئيس وزراء إسرائيل آنذاك ووزير الجيش الاسرائيلي الحالي و"كلينتون" الرئيس الامريكي السابق، عام 2000 وحتى "اللّوْلا" فيما يتعلق بدردشة "أولمرت" رئيس وزراء إسرائيل المستقيل لأسباب تتعلق بالفساد، وإقتراحه الشفوي الهامس غير المكتوب والذي لا يعترف به أحد حتى هو نفسه.. موضوع المفاوضات كقصة الرجل الكاذب والذئب..ففي كل مرة كان يصرخ وينادي أهل قريته مدعيا وجود ذئب كان يثبت كذبه..وحين كان إدعاءه بوجود الذئب صحيحا لم يصدقه أحد ولم يتحرك أحد من أهل قريته لمساعدته..بينما المفاوضات لا تزال في طور الادعاء الكاذب وستبقى..ما أود الاشارة إليه إلى أن المفاوضات بطريقتها القديمة وإحتفالات إنطلاقاتها المتعددة، منذ اوسلو مرورا بواشنطن وشرم الشيخ وواي ريفير والعقبة ومن ثم العودة لواشنطن غير مُجدية وأثبتت فشلاً بعد فشل.
المفاوضات دائما تكون تعبيرا عن وصول الاطراف المتنازعة لقناعات بضرورة الحل، وهذا يكون تعبير عن نتائج حرب (الحرب العالمية الاولى والثانية)، أو تعبير عن موازين قوى تفرض نفسها بدون وجود طريقة أخرى أمام الطرف الضعيف (إتفاق مولوتوف- ريبونتروب 1939)، أو كتعبير عن واقع إقليمي أو دولي يفرض نفسه على الاطراف المتنازعة (كوسفو ومصر كامب ديفيد كمصلحة إسرائيلية أولا)..أما المفاوضات الاسرائيلية – الفلسطينية على ما يبدو لديها منطلقات أخرى، فهي ليست تعبيرا عن نتائج حرب ولا موازين قوى جديدة، ولا كمفهوم دولي واقليمي يتطلب إقامة دولة فلسطينية، بل حقيقة الامر هي متطلب ثانوي وحافز لدول عربية لموضوع إقليمي آخر وأهم، مفاوضاتنا كانت كمثل من يبحث بعينيه في الظلام وبأذنيه في السكون التام، إنها تمرينات فكرية دائمة ومستمرة يعتاش منها وعليها الكثير من مراكز البحث والدراسات، وكثيراً من المبادرات التي تحولت لمؤسسات مجتمع مدني، عشرات بل دزينات من مؤسسات السلام وشعبٍ لشعب وفي مختلف المواضيع من حوار الاديان للتبادل الثقافي وللطاولات المستديره والجمعيات الاقتصادية والنسائية والطلابية والشبابية والرياضية....الخ، المفاوضات هنا هي تعبير عن نظام إقتصادي وصالونات ثقافية أكثر من كونها قناعات تبحث عن حلول ممكنة وواقعية، هي تعبير عن فوبيا من نوع جديد"فوبيا البدائل"، هي نوع من أنواع القصور الذاتي للمفاوض الخائف على نفسه قبل غيره، وكما يقول "باتريك زوسكند" الكاتب الالماني في علم النفس "من لا يملك حصن آمنا لقضاء حاجته فهو الأبأس والأجدر بالشفقة"، ونحن بالتأكيد لا نملك غير ما تُشفق علينا به "الرباعية" من محاولاتها لجلب الطرف الآخر للمفاوضات بصيغ ضبابية او بتعهدات وحوافز امريكية بدون أي وعود مطلوبه من ذاك الطرف بالتوصل لاتفاق نهائي حتى وفقا لما أصبح يعرف ب الحدود الدنيا "الاوسلوية-الجنيفية" الاقل كثيرا عن الحدود الدنيا لوثيقة "الاستقلال" في العام 1988..ومع ذلك فهي تقتصر في مجملها على فئات وشرائح إجتماعية ذات مصالح مختلفه أغلبها جاء من الشرائح العليا للطبقات الوسطى وما بعدها ومن المستفيدين ماليا وليس لديهم رصيد أو إمتداد جماهيري..أما أبناء المخيمات وغالبية أبناء الريف والاحياء الفقيره في المدن الفلسطينية (هم الاغلبية) لا يستطيعون إستيعاب كل ذلك وهم يرون السلام المُتخيل مجرد مصطلحات لا قيمة لها على الارض.
هذا "البزنس" المسمى مفاوضات لا يمكن أن يستمر او يأتي أُوكله بطريقته القديمة..فالحلول الاقليمية هي الوصفة للتوصل لانهاء المنازعات والمطالبات..مفاوضات شاملة لسلام شامل لانتاج حل شامل للمنطقة..والحلول المنفردة وللفلسطينيين فقط، وصفتها الممكنة والمتوفرة تكمن بالحلول المرحلية بعيدة المدى او مفهوم الهدنة..وغير ذلك ما هو إلا وصفات لاستمرار "البزنس" مقابل إستمرار تطبيق الاتفاقات السابقة وبالذات البند الاول من خارطة الطريق.
إشارة: لعَلَّ وعسى تكون تفاهمات حركتا "فتح" و "حماس" الدمشقية ليست جزءا من مسار المفاوضات المستعصية، بل رداً على هذا الاستعصاء وتعبيراً عن وعي بأهمية القضية الوطنية على المكاسب الحزبية، بإعتبار الوطن للجميع، وفلسطين أولا.
وجهة نظر: البديل ليس باتخاذ قرارات متسرعة وفقا لما كتبه الصحفي "ناصر اللحام" حول دعوة الرئيس لعدم الاستقالة، ولا بالدعوة للدولة الواحدة ثنائية القومية، فهذه ستأتي كواقع لوحدها عاجلا ام آجلا، وإنما بالتمسك بالحدود الدنيا في الاستقلال والدولة على حدود الرابع من حزيران والقدس الشرقية عاصمة لها وحق اللاجئين وفقا للقرار 194..ويبدأ ذلك بإعادة ترتيب البيت الفلسطيني وتعزيز المؤسسات وتوفير إمكانيات الصمود للمواطن الفلس طيني، وفي القدس اولا.
ابو عصام العراقي- عضو فعال
- عدد الرسائل : 149
العمر : 85
تاريخ التسجيل : 26/08/2010
مواضيع مماثلة
» الانسحاب الامريكي من العراق تحدي هائل( ابوعصام العراقي)
» فتوى إيرانية جديدة بشأن التحالف الجديد بلسان العطية(ابوعصام العراقي)
» الأكراد والطلاق العراقي
» النص المكتوب للخطاب التاريخي للقائد العام للقوات المسلحة والقائد الاعلى لجبهة الجهاد والتحرير والخلاص الوطني المهيب الركن عزة ابراهيم الى الشعب العراقي والامة العربية والى ابطال الجيش العراقي العظيم بذكرى ميلاده التسعين
» الحزب الشيوعي العراقي
» فتوى إيرانية جديدة بشأن التحالف الجديد بلسان العطية(ابوعصام العراقي)
» الأكراد والطلاق العراقي
» النص المكتوب للخطاب التاريخي للقائد العام للقوات المسلحة والقائد الاعلى لجبهة الجهاد والتحرير والخلاص الوطني المهيب الركن عزة ابراهيم الى الشعب العراقي والامة العربية والى ابطال الجيش العراقي العظيم بذكرى ميلاده التسعين
» الحزب الشيوعي العراقي
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى