الأكراد والطلاق العراقي
صفحة 1 من اصل 1
الأكراد والطلاق العراقي
الأكراد والطلاق العراقي
الثلاثاء, 14 ديسيمبر 2010
لم تكن مفاجئة دعوة رئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني اعضاء حزبه للتصويت على مطلب حق اكراد العراق في تقرير مصيرهم. ولم تأت هذه الدعوة من فراغ، ففضلاً عن الحلم الكردي القديم والمعروف بالحكم الذاتي، الذي سعى اليه وقاده والد مسعود الملا مصطفى بارزاني لسنوات طويلة في وجه نظام الرئيس السابق صدام حسين، جاء انهيار اسس الدولة العراقية بعد سقوط ذلك النظام ليمنح اكراد العراق فرصة انتعاش كانوا دائماً يطمحون اليها. انتعش اقليم كردستان اقتصادياً واجتماعياً وسياسياً، حتى صار ملاذاً لكل هارب من الفلتان الامني في سائر المناطق العراقية ولكل باحث عن فرصة استثمار. هكذا مثلاً تجاوب آلاف المسيحيين في العراق مع دعوة مسعود بارزاني للجوء الى المنطقة الكردية بعد موجات العنف الاخيرة التي ضربت احياءهم واماكن عبادتهم.
وفي الوقت الذي استفاد الاكراد من الحق في قيام منطقة الحكم الذاتي التي منحهم اياها الدستور العراقي الجديد، كانت الاقاليم العراقية الاخرى تسير في طريق التمزق وطغيان اللون الواحد. البلد الذي كان موحّداً بقوة البطش ذات يوم تتفكك اطرافه وتتناثر. في الجنوب يطغى الطيف الشيعي، فيما تحافظ أقاليم الوسط على اكثريتها السنية، ويعزز الاساس الفدرالي الذي يبنى عليه العراق الجديد كل الطموحات التي يترجمها البعض انفصالاً او استقلالاً، حسب رغباتهم وحسب الظروف المتاحة لهم. ومن هذه الظروف مثلاً الصعوبات التي تواجه تشكيل الحكومة الجديدة، والتي دفعت بعض وجهاء العشائر السنية الى الدعوة الى تشكيل اقليم خاص بهم وإدارة شؤونهم بأنفسهم.
لم يبالغ برهم صالح، رئيس حكومة اقليم كردستان، حين قال ان الاكراد عندما طالبوا بالفدرالية في العراق كانوا يقصدون انها شكل من اشكال التعبير عن الحكم الذاتي، وانهم لم يتخلوا ابداً عن هذا الحق. وتأتي هذه الدعوة في وقت يتمتع الاكراد بوضع سياسي في العراق لم يُتَحْ لهم في تاريخ الحركة الكردية في اي بلد يتواجدون فيه، منذ استقلال دول المنطقة وحرمانهم من دولة خاصة بهم، فرئيس الجمهورية العراقية كردي، ومثله وزير الخارجية، وهما منصبان بين اعلى المناصب السيادية في الدولة، فضلاً عن حق الاكراد في مجالس الرئاسات الاخرى.
لكن صورة الوضع العراقي على ما هي عليه اليوم ليست من الصور المغرية للمحافظة على الوحدة ضمن هذه التركيبة او لعدم التفريط بها، لا بالنسبة الى الاكراد او لغيرهم. فعندما تعجز مؤسسات الدولة الواحدة عن توفير ابسط حقوق الانتماء لمواطنيها، لا تعود هذه المؤسسات مؤهّلة للاحتماء بها. هكذا يمكن فهم «ايضاحات» نيجرفان برزاني لتصريحات عمه مسعود، بأن المطالبة بحق تقرير االمصير «تنسجم مع المرحلة المقبلة»، فهذه المرحلة هي التي تدفع السنّة ايضاً الى الاحتماء في الأقاليم التي ما زالوا يشكلون فيها اكثرية، بعد محاولات الإقصاء السياسي التي يتعرضون لها، فيما تستعد محافظة البصرة ذات الاكثرية الشيعية لتنظيم استفتاء بهدف التحول إقليماً فدرالياً. واذا اضيفت الى كل ذلك الاخبارُ التي تتناقلها وكالات الانباء عن مصادر كردية تتحدث عن ميل الاكراد الى تنظيم جيش خاص بهم من 80 الف مقاتل يتألفون من فرق «البيشمرغا»، اضافة الى الحمايات الامنية الذاتية في المناطق ذات الاغلبية الشيعية والسنية، يكتمل مشهد التفكك الذي يهدد وحدة العراق.
اغراء البقاء تحت سماء الدولة الواحدة هو الذي ينهار في منطقتنا. وشمال العراق ليس حالة فريدة، بينما يستعد جنوب السودان الى الطلاق هو أيضاً. والخائفون من ان تدفع الاستفتاءات او الدعوات الى الحكم الذاتي الى تفكك الدول او تقسيمها، عليهم ان يتوقفوا طويلاً عند الظروف التي تعاني منها الاقاليم العراقية التي ما تزال تحت سلطة الحكومة المركزية، ومدى الحماية التي توفرها الحكومة لهذه الاقاليم، وأن يتوقفوا كذلك أمام الاسباب التي تدفع أبناء جنوب السودان الى البحث عن خيار آخر خارج سلطة الخرطوم.
استشهاد اللاجيء مهدي فتحي جريمة اخرى تضاف الى سجل حكومات الجلادين في بغداد وطهران
2010-12-13
وللحرية الحمراء باب بكل يد مضرجة يدق
استشهاد اللاجيء مهدي فتحي جريمة اخرى تضاف الى سجل حكومات الجلادين في بغداد وطهران
بعد عام من المعاناة في رحلة الالم التي قطعها المجاهد مهدي فتحي صابرا محتسبا، اسلم الروح الى بارئها ظهر يوم الجمعة 10\12\2010 واصابعه تشير الى القاتل وتعينه.
ومهدي فتحي احد مجاهدي منظمة مجاهدي خلق الايرانية المعارضة ومن سكان مخيم اشرف الذين تطوقهم الان قوات الحكومة العراقية وتشدد عليهم اجراءات الاضطهاد والتعذيب النفسي والحرمان من الرعاية الصحية ومن الدواء هذه الاجراءات التي كانت السبب الاول والاخير في وفاة المجاهد فتحي وفي التحسب لما سيتعرض له مرضى اشرفيون اخرون.
ولم يكن مرض سرطان الكلى الذي اصيب به مهدي فتحي في بدايته بالامر الخطر وكان من الممكن معالجته والمد بحياته وتجنيبه الالام التي عاناها ولكن اصرار لجنة اغلاق مخيم اشرف التابعة لمكتب رئاسة الوزراء على حرمانه من العلاج باعذار واهية احدث مضاعفات خطيرة اوصلته الى درب اللاعودة، بما لا يمكن تسميته الا الجريمة المتعمدة، وكم يحز في انفسنا ان نقف نحن العراقيين الذين نتعاطف مع المشاعر والمواقف الانسانية مكتوفي الايدي تمنع علينا حتى ادانة هذه الجريمة التي يرفع العالم كله صوته مطالبًا بانهاء وقائعها التي يتساقط على دربها اناس ابرياء عزل لاسباب سياسية بعيدة كل البعد عن المشروعية والقانونية كان مهدي الذي راقبنا تطورات حالته المرضية قد دخل لأول مرة إلى مستشفي أشرف الخاضع لسيطرة القوات العراقية في 19 كانون الاول/ديسمبر 2009 لمعاناته من مرض الكلي. ولكن بسبب القيود اللاإنسانية التي تفرضها لجنة اغلاق المخيم وعدم نقله إلى المستشفى وإلى الطبيب المتخصص استفحل مرضه حتى تعرض لنزيف داخلي شديد فخضع لعملية جراحية طارئة. استئصلت فيها احدى كليتيه ومن المعروف ان قدرات مستشفى اشرف هي قدرات مستوصف صغير تم تحجيمها اكثر فاكثر بعد ان استلمت القوات الحكومية مهمة حماية المخيم ومنع عليه الحصول على الدواء والمستلزمات اللوجستية والصحية الضرورية لعلاج الامراض المستعصية ومنعت عليه الاستعانة بالاطباء العراقيين ونقل المرضى الى مستشفيات المدن العراقية.
وقد ألغت لجنة اغلاق اشرف والمسؤول العراقي للمستشفى أكثر من مرة قرار نقله إلى بغداد بحيث استغرقت عملية نقله إلى مستشفي في بغداد للفحص الاختصاصي للجهاز البولي مدة 45 يومًا. وكان الأطباء الاختصاصيون في الجهاز البولي بعد تشخيص الأورام في كلى المجاهد فتحي قد أكدوا ضرورة إخضاع المريض لمراقبة عاجلة ولكن تلك اللجنة ومدير المستشفى منعا نقله إلى المستشفى التخصصي بوضعهما مختلف العراقيل والعقبات أمام ذلك طوال أكثر من ثلاثة أشهر.
ونقل أخيرًا في 22/آب/ أغسطس 2010 إلى المستشفى بعد تأخير دام عدة أشهر لإجراء عملية جراحية وخضع فورًا لعملية جراحية. وقال الطبيب الجراح بعد مشاهدته الأوضاع الداخلية للمريض: بسبب التأخير في إجراء العملية الجراحية اجتاحت الأورام كامل جسده ولا جدوى من اية عملية الان؟؟. وكتب الطبيب الجراح في رسالة يقول: إن الأورام توسعت بسبب التأخير في إجراء العملية الجراحية. وقال الأطباء: لو أجريت العملية الجراحية في الأسابيع الأولى لتطور اصابته لكان من الممكن معالجته ولما وصل المريض إلى هذه المرحلة. ودخل مهدي فتحي قبل أسابيع مستشفى مدينة بعقوبة على بعد 40 كيلومترًا من أشرف وكان بحاجة إلى 6 أكياس من الدم، ولم يقدم له المستشفى الدم ولم تسمح القوات العراقية لسكان أشرف بالتوجه إلى المستشفى للتبرع بالدم له؟؟؟؟ ولا ندري ولا نعرف تسمية لهذا التعامل اللاانساني سوى القتل المتعمد؟؟. وفضلاً عن ذلك تدهورت حالته الصحية في الأشهر الأخيرة نتيجة الصرخات والضوضاء المزعجة التي يطلقها عملاء مخابرات حكام إيران عبر 140 مكبرة صوت وتعرضه لضغوط مضاعفة من جراء ذلك. فالمستشفى التي يرقد فيها في اشرف (مستشفى العراق الجديد) قريبة من بوابة المخيم حيث يتجمع عملاء المخابرات الايرانية ويزعقون بهتافاتهم ليل نهار في ممارسة اجرامية لم يجد ممثل الامين العام للامم المتحدة اد ملكرت سوى ان يصفها بانها لامبرر لها وان على الحكومة العراقية ان ترفعها وتبعدها عن الاشرفيين دون ان يسمع استجابة او وعدا بالقبول؟؟ مهدي فتحي ضحية اخرى.. وشهيد آخر وقمر في سماوات نضال الشعوب الايرانية من اجل الحرية والانعتاق من ربقة الفاشية والاستبداد الديني الاسود، صبر وصابر حتى انهى رحلة العذاب، وحتى الدقائق الاخيرة من زمنه الذي كان يعرف انه يقطع خطواته الاخيرة فيه كان يرفع اصابعه بعلامة النصر والانتصار، وكم كنت اشعر بالاسى والفخر في ان واحد تجاه هذا المجاهد الصلب، فقد كنت ارتعش الما الى جانبه وانا اقارن بين تورد خديه قبل ان يصاب بالمرض ولمة شعره الكث وابتسامته الشابة قبل ان يحيله المرض والحرب التي شنت عليه الى كيان مهدم الجسد عزيز الروح، لقد كان حقا كما وصفته السيدة مريم رجوي، يسجل ملحمة صامتة، ولا ادري كيف يجيب الذين عرضوه لكل تلك الالام وما الذي سيقولونه لشعوب ايران وهم يعدمون ابناءها، ولا ما الذي سيقولونه للانسانية ولنا نحن المسلمين الذين تقول تعاليم ديننا الحنيف ان من قتل نفسا عامدا متعمدا دون وجه حق فكانما قتل الناس جميعا ومن احياها فكانما احيى الناس جميعا، وقد قتل مهدي فتحي عمدا بحرمانه من الرعاية الصحية والمؤلم اننا نسمع من السيدة رجوي قولها أن هناك اليوم عددًا كبيرًا من المرضى شأنهم شأن مهدي فتحي حيث يعانون من الحصار الجائر المفروض على أشرف مثل السيدة الهام فردي بور مناشدة الولايات المتحدة والأمم المتحدة بتحمل مسؤولياتهما في حماية أشرف وفي المراقبة الدائمة للأوضاع هناك لمنع وقوع مآسي وكوارث جديدة في المخيم.
نحن نضم صوتنا بقوة الى الاصوات الانسانية التي تطالب برفع الحصار عن لاجئي اشرف، ونذكر حكومة العراق بمعاناة العراقيين ابان الحصار الاسود الذي مارسته اميركا على العراقيين وراح ضحيته مئات الآلاف العراقيين من الرجال والنساء والاطفال والشيوخ من المرضى والاصحاء الذين قتلتهم اجراءات الحصار على الغذاء والدواء تلك، والا ننقلب من ضحايا الى جلادين شأننا شان حكومة طهران.
ابو عصام العراقي- عضو فعال
- عدد الرسائل : 149
العمر : 85
تاريخ التسجيل : 26/08/2010
مواضيع مماثلة
» بيان صادر عن تجمع الحقوقيين المستقلين للدفاع عن حقوق الانسان العراقي حول ما ارتكبه رئيس الوزراء العراقي من جرائم ضد الإنسانية
» هل هاجم العراق الأكراد بالأسلحة
» النص المكتوب للخطاب التاريخي للقائد العام للقوات المسلحة والقائد الاعلى لجبهة الجهاد والتحرير والخلاص الوطني المهيب الركن عزة ابراهيم الى الشعب العراقي والامة العربية والى ابطال الجيش العراقي العظيم بذكرى ميلاده التسعين
» مفاوضاتنا والبحث في الظلام (ابوعصام العراقي)
» الدم العراقي لون أحمرأيضا
» هل هاجم العراق الأكراد بالأسلحة
» النص المكتوب للخطاب التاريخي للقائد العام للقوات المسلحة والقائد الاعلى لجبهة الجهاد والتحرير والخلاص الوطني المهيب الركن عزة ابراهيم الى الشعب العراقي والامة العربية والى ابطال الجيش العراقي العظيم بذكرى ميلاده التسعين
» مفاوضاتنا والبحث في الظلام (ابوعصام العراقي)
» الدم العراقي لون أحمرأيضا
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى