محكمة العدل الدولية العليا " مقبرة الحقّ العربي (جهينة الزبيدي)
صفحة 1 من اصل 1
محكمة العدل الدولية العليا " مقبرة الحقّ العربي (جهينة الزبيدي)
محكمة العدل الدولية العليا " مقبرة الحقّ العربي (جهينة الزبيدي)
05/10/2010
يقول خبراء القانون الفلسطينيون أنّ نسبة القضايا التي قضت المحكمة العليا فيها لصالح الفلسطينين منذ العام 1948 من مجموع القضايا المرفوعة من قبلهم 2% فقط. ولم تخالف المحكمة المذكورة في قرارها الصادر يوم الأحد الماضي 26/9/2010 بشأن قضية " كبّانية أم هارون – أو أرضُ المقاع " في حي الشيخ جراح.. لم تخالف هذا العرف القضائي الظالم، حيث رفضت المحكمة الاعتراف بحق أصحاب الأرض الفلسطينيين وأقرت بدلاً من ذلك ملكيتها لليهود المستوطنين.
وقصّة الكبّانية ابتدأت منذ العام 1886 م، عندما استأجرها اليهودي "يوسف بن رحميم ميوحاس".. استئجاراً حِكرياً لفترة زمنية مقدارها 90 عاماً، من متولي الوقف وقتئذ ( آل : عبدربُه مَعّو السّعدي)، إضافة إلى ملك خاص آلَ فيما بعد بالشراء إلى آلِ حجازي الذين مثلهم إلى عهد قريب المرحوم " سليمان درويش حجازي". وكانت مساحة الأرض قريبة من 8 دونماً، وسبب تأجيرها حِكراً لهذه المدة الطويلة هو اعتبارها ضمن أراضي البور وبعيدة وقتئذ عن المدينة،وكانت تظل لفترة طويلة بعد الشتاء منقوعة بالمياه، فسميت كذلك " أرض المقاع أوالنقاع" حسب ما جاء في السّجلات العثمانية.
المستأجر اليهودي " يوسف ميوحاس" قام بدوره بتجزئة الأرض إلى 68 قسيمة وبمساحات متفاوتة، ومن ثم باع منفعتها إلى يهود آخرين، الذين استمروا بدفع الإيجارات لصالح متولي الوقف المذكورين، وأمام القاضي الشرعي العثماني، وما تبع ذلك من بيوعات وأجارات لا زالت سجلاتها ووقفياتها محفوظة لصالح الحق العربي حتى يومنا هذا.
في العام 1947 م وعشية الحرب دارت معارك ومناوشات في المنطقة، هرب على أثرها اليهود الذين يقطنون الكبّانية إلى غرب القدس حيث الحماية اليهودية. وبقيت الكبّانية خالية من المستأجرين اليهود طيلة السنوات التالية، واستأجر المكان بدلاً منهم سكان عرب فلسطينيون، هجرتهم القوات الصهيونية من أراضيهم التي احتلت عام 1948.
وحيث أن الإجارة الحكرية المستأجرة في العام 1886 تنتهي في العام 1980.. فقد توجه كل من المالك سليمان حجازي ومتولي الوقف يحيى عبد ربه إلى دائرة حارس أملاك الغائبين الإسرائيلية مطالبين إياها برفع اليد عن الأرض المذكورة وإرجاعها إلى أصحابها الأصليين.
وكانت هذه بداية المعارك مع المحاكم الإسرائيلية التي قضت في العام 2006 بتثبيت المستأجرين اليهود كمالكين للأرض بالرغم من زوال الحكر بانتهاء المدة مع العام 1980م. وادّعت المحكمة الإسرائيلية أنّ أصحاب الأرض العرب قد غابوا عنها طيلة الفترة السابقة دون القيام بأي عمل يثبت تصرفهم بها أو ملكيتهم لها. وذلك برغم كافة الوثائق والسّجلات الاردنية والتركية والخاصّة منها والمعروضة أمام المحاكم لعشرات الجلسات، حيث تجرأت المحكمة العليا بادعاء التزوير تارة وبنقص الوثائق تارة وبعدم ثبوت الأدلة تارة أخرى.
ولمعرفة سبب انتهاج المحكمة العليا لهذا السلوك العدواني الذي لا يمت للقضاء بصلة.. نستذكر المخططات الإسرائيلية بتهويد القدس، وخاصة سلوك رئيس حكومة الإحتلال السابق أريك شارون الذي كان يعتبر إقامة مستوطنات في مواقع الأحياء العربية المغتصبة أو التي ستغتصب قريباً، بمثابة " البوّابة الشرقية " للمدينة المحتلة، ومن هذه المواقع : حي ( كبّانية أم هارون ) وقصر المفتي (المسمّى فندق شبرد) وكرْم المُفتي وحيّ الشيخ جرّاح وأرض الجامعة العبرية..
وتذكرنا مواقف المحكمة العليا هذه، المتنكرة للحق العربي الفلسطيني، بمواقفها المتسلسلة منذ العام 1948م وحتى يومنا هذا، مروراً بمواقفها من أحياء الشيخ جراح والبستان وسلوان ووادي حلوة وجبل المكبر وبيت صفافا وراس العامود وغيرها.. وغداً سنسمع ذات المواقف العدائية الاستيطانية عن أحياء الطور والعيسوية والشياح ووادي الجوز وبيت حنينا وشعفاط.. والحبل على الجرار.. ولن يستثنى من ذلك حياً ولا قرية ولا بيت !!
وعندما كان يسأل المرحوم سليمان درويش حجازي"ابودرويش"عن موقفه من المحكمة المسماة ب " العدل العليا " كان رحمه الله يقول : "بل هي مقبرة الحق العربي".
05/10/2010
يقول خبراء القانون الفلسطينيون أنّ نسبة القضايا التي قضت المحكمة العليا فيها لصالح الفلسطينين منذ العام 1948 من مجموع القضايا المرفوعة من قبلهم 2% فقط. ولم تخالف المحكمة المذكورة في قرارها الصادر يوم الأحد الماضي 26/9/2010 بشأن قضية " كبّانية أم هارون – أو أرضُ المقاع " في حي الشيخ جراح.. لم تخالف هذا العرف القضائي الظالم، حيث رفضت المحكمة الاعتراف بحق أصحاب الأرض الفلسطينيين وأقرت بدلاً من ذلك ملكيتها لليهود المستوطنين.
وقصّة الكبّانية ابتدأت منذ العام 1886 م، عندما استأجرها اليهودي "يوسف بن رحميم ميوحاس".. استئجاراً حِكرياً لفترة زمنية مقدارها 90 عاماً، من متولي الوقف وقتئذ ( آل : عبدربُه مَعّو السّعدي)، إضافة إلى ملك خاص آلَ فيما بعد بالشراء إلى آلِ حجازي الذين مثلهم إلى عهد قريب المرحوم " سليمان درويش حجازي". وكانت مساحة الأرض قريبة من 8 دونماً، وسبب تأجيرها حِكراً لهذه المدة الطويلة هو اعتبارها ضمن أراضي البور وبعيدة وقتئذ عن المدينة،وكانت تظل لفترة طويلة بعد الشتاء منقوعة بالمياه، فسميت كذلك " أرض المقاع أوالنقاع" حسب ما جاء في السّجلات العثمانية.
المستأجر اليهودي " يوسف ميوحاس" قام بدوره بتجزئة الأرض إلى 68 قسيمة وبمساحات متفاوتة، ومن ثم باع منفعتها إلى يهود آخرين، الذين استمروا بدفع الإيجارات لصالح متولي الوقف المذكورين، وأمام القاضي الشرعي العثماني، وما تبع ذلك من بيوعات وأجارات لا زالت سجلاتها ووقفياتها محفوظة لصالح الحق العربي حتى يومنا هذا.
في العام 1947 م وعشية الحرب دارت معارك ومناوشات في المنطقة، هرب على أثرها اليهود الذين يقطنون الكبّانية إلى غرب القدس حيث الحماية اليهودية. وبقيت الكبّانية خالية من المستأجرين اليهود طيلة السنوات التالية، واستأجر المكان بدلاً منهم سكان عرب فلسطينيون، هجرتهم القوات الصهيونية من أراضيهم التي احتلت عام 1948.
وحيث أن الإجارة الحكرية المستأجرة في العام 1886 تنتهي في العام 1980.. فقد توجه كل من المالك سليمان حجازي ومتولي الوقف يحيى عبد ربه إلى دائرة حارس أملاك الغائبين الإسرائيلية مطالبين إياها برفع اليد عن الأرض المذكورة وإرجاعها إلى أصحابها الأصليين.
وكانت هذه بداية المعارك مع المحاكم الإسرائيلية التي قضت في العام 2006 بتثبيت المستأجرين اليهود كمالكين للأرض بالرغم من زوال الحكر بانتهاء المدة مع العام 1980م. وادّعت المحكمة الإسرائيلية أنّ أصحاب الأرض العرب قد غابوا عنها طيلة الفترة السابقة دون القيام بأي عمل يثبت تصرفهم بها أو ملكيتهم لها. وذلك برغم كافة الوثائق والسّجلات الاردنية والتركية والخاصّة منها والمعروضة أمام المحاكم لعشرات الجلسات، حيث تجرأت المحكمة العليا بادعاء التزوير تارة وبنقص الوثائق تارة وبعدم ثبوت الأدلة تارة أخرى.
ولمعرفة سبب انتهاج المحكمة العليا لهذا السلوك العدواني الذي لا يمت للقضاء بصلة.. نستذكر المخططات الإسرائيلية بتهويد القدس، وخاصة سلوك رئيس حكومة الإحتلال السابق أريك شارون الذي كان يعتبر إقامة مستوطنات في مواقع الأحياء العربية المغتصبة أو التي ستغتصب قريباً، بمثابة " البوّابة الشرقية " للمدينة المحتلة، ومن هذه المواقع : حي ( كبّانية أم هارون ) وقصر المفتي (المسمّى فندق شبرد) وكرْم المُفتي وحيّ الشيخ جرّاح وأرض الجامعة العبرية..
وتذكرنا مواقف المحكمة العليا هذه، المتنكرة للحق العربي الفلسطيني، بمواقفها المتسلسلة منذ العام 1948م وحتى يومنا هذا، مروراً بمواقفها من أحياء الشيخ جراح والبستان وسلوان ووادي حلوة وجبل المكبر وبيت صفافا وراس العامود وغيرها.. وغداً سنسمع ذات المواقف العدائية الاستيطانية عن أحياء الطور والعيسوية والشياح ووادي الجوز وبيت حنينا وشعفاط.. والحبل على الجرار.. ولن يستثنى من ذلك حياً ولا قرية ولا بيت !!
وعندما كان يسأل المرحوم سليمان درويش حجازي"ابودرويش"عن موقفه من المحكمة المسماة ب " العدل العليا " كان رحمه الله يقول : "بل هي مقبرة الحق العربي".
جهينة الزبيدي- عضو فعال
- عدد الرسائل : 117
العمر : 74
تاريخ التسجيل : 26/08/2010
مواضيع مماثلة
» شيوخ رغم أنوفنا (جهينة الزبيدي)
» قال لهو سن قال لهو زن جميعنا على المحك(جهينة الزبيدي)
» قراءات في اولويات المفاوض الفلسطيني (جهينة الزبيدي)
» لا نريد سيارتكم..وخذوا من رواتبنا ما شئتم وانصرفوا!!!(جهينة الزبيدي)
» تقرير : الثقافة والصحافة العراقيتان محط اجتياح مخابراتي ايراني (جهينة الزبيدي)
» قال لهو سن قال لهو زن جميعنا على المحك(جهينة الزبيدي)
» قراءات في اولويات المفاوض الفلسطيني (جهينة الزبيدي)
» لا نريد سيارتكم..وخذوا من رواتبنا ما شئتم وانصرفوا!!!(جهينة الزبيدي)
» تقرير : الثقافة والصحافة العراقيتان محط اجتياح مخابراتي ايراني (جهينة الزبيدي)
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى